هل العالم في حاجة إلى عولمة الإسلام المغربي؟

هل العالم في حاجة إلى عولمة الإسلام المغربي؟
الخميس 5 مارس 2015 - 23:55

ثمة نجاح كبير حققه الإسلام السني المعتدل بالمغرب منذ انطلاق ورش تأهيل الحقل الديني بالمغرب سنة 1981 مع الراحل الحسن الثاني وإعادة تأهيله وإصلاحه في سنة 2004 مع الملك محمد السادس. وها هي مجموعة من الدول تطلب من المغرب تكوين أئمتها بالمغرب وفق الإسلام السني المعتدل ومن بين هذه الدول نجد ( مالي، السنغال، ساحل العاج، غينيا، تونس، فرنسا، الشيشان)..

وساهم في انتشار النموذج المغربي أحداث الربيع العربي وما تلتها من أحداث دامية ووحشية باسم الإسلام لعمليات قامت بها داعش .. أصبحت هذه الدول تطلب أنموذج الإسلام السني المعتدل على نهج أهل المغرب لبلدانها. وهاهي الأمم المتحدة تستمع مرتين لوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور أحمد التوفيق حول خطة المغرب في تأهيل الحقل الديني..

ومن هذا وذاك يحق للباحث في هذا الأمر أن يتساءل: هل العالم يسير نحو عولمة الإسلام بالصيغة المغربية بعد فشله في الشرق والغرب الإسلامي و نجاحه في المغرب الأقصى؟

حقا يعيش العالم اليوم فوضى وعدم استقرار بسبب التطرف الذي يكتسي صبغة “الإسلام” .. و تزداد الفوضى بازدياد الحركات المتطرفة مثل داعش وانتشارها واستمرارها .. فبعد العراق والشام ها هي تحط رحالها و قواها في ليبيا وغدا بالبوليساريو والصومال وربما بعد غد تستوطن في أفغانستان و تتوغل فيما بعد بأوكرانيا. .

وقد يجد المنتظم الدولي نفسه أمام حرب عالمية ثالثة ضد داعش.. أكيد ستنتهي بإنهاء داعش والقضاء عليها كتنظيم فقط..أما داعش كأفكار ومنهج ديني متطرف و متشدد و ضال يرهب الناس سيستمر رغم القضاء عليها .

لماذا؟

لأن فكرة التطرف والغلو لا تنتهي بالرصاص بل تنتهي بالنقاش والحوار والإقناع.. فطالما بعض الدول الإسلامية لازالت مناهجها التربوية والتعليمية تتبنى النص الديني بتأويلات قطعية وحرفية فستستمر أفكار التطرف والغلو ..لهذا وجب على المنتظم الدولي فرض برامج تربوية و تعليمية تتضمن علوم حديثة وعلوم إنسانية كالفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس والقانون و العلوم الحية والطبيعية و الرفع من ساعتها مع التقليص من ساعات العلوم الدينية و تركها للتخصص بالجامعات.

هذا كعمل أولي وثاني الأعمال هو عولمة نظرية البيعة والإمامة العظمى فهي الحل الوحيد والأحد لمواجهة التطرف والإرهاب باسم الدين.

لماذا عولمة البيعة ؟ ﻷن الإرهاب باسم الإسلام يكون من منطلق الفهم الخاطئ لمعنى الجهاد في سبيل الله. وقاعدة الجهاد في الإسلام مقيدة بمجموعة من الشروط أولها موافقة الإمام الذي عقدت له البيعة بنص مكتوب بفتح باب الجهاد لأنه هو المكلف بحفظ بيضة المسلمين ووحدة خطابهم الديني . وهو في هذا لا يقضي أمرا بالجهاد حتى يستشير أهل الحل والعقد من علماء الدين ومشايخ الأمة وعقلاءها وقوادها ..

وعليه ومن خلاله يبدو أن المنتظم الدولي يسير نحو العمل على تعميم الأنموذج المغربي المبني على الإسلام السني المعتدل عبر ثلاثة طرق .. الأولى بأخذ البرامج التربوية للتعليم العتيق والأصيل وتعميمها على الدول الإسلامية ..والطريقة الثانية الدفع بهذه الدول نحو الأنموذج السياسي المغربي المبني على نظرية البيعة والخلافة من طرف أهل الحل والعقد.. وثالث الطرق هي تعميم الإسلام المغربي على ربوع دول العالم برمته ليصبح في متناول الفرد و الدولة معا..ونعني بالإسلام المغربي الإسلام الذي يعتمد المنهج الأشعري عقيدة و الفقه المالكي مذهبا والتصوف السني سلوكا.. وإمارة المؤمنين نظاما سياسيا شموليا.

‫تعليقات الزوار

5
  • المعلق الرياضي
    الجمعة 6 مارس 2015 - 07:45

    أستاذنا الكاتب المحترم، لقد حقق المغرب تقدما كبيرا في هيكلة الشأن الديني، مكنه من صنع نموذج قابل للتصدير و الدليل مطالبة عدة دول المغرب بتكوين أئمتها. قد لا تعلمون أستاذنا أن الإمام المغربي و إن كان سلفيا أو متعاطفا مع اليسار فإنه يلتزم خطيا برعاية التوابث الدينية المغربية المختصرة بمذهب مالك و طريق الجنيد و عقد الأشعري. و هو التزام تقبله الدولة ممثلة بوزارة الأوقاف لأنها تعرف كيف تتعامل مع الطرف المقابل ألا و هو ذلك الإمام. أما في حالة الشيعي فمن الصعب التأكد من صحة التزامه من عدمها. مما يهدد المنظومة الدينية بأكملها، و هي التي كلفت الدولة سنين و أموالا.

    إن السماح للشيعة بممارسة طقوسهم من خارج المنظومة الدينية الرسمية أمر مشكل جدا لعدم إمكانية تقنينها على قدم المساواة مع سائر المواطنين، و لعدم إمكانية إلحاقهم بالمنظومة الرسمية في الوقت الراهن نظرا لحساسية الحديث عن إسلام شيعي مدجن مغربيا غير مرتبط بإيران.

    و شكرا.

  • محمد العالم
    الجمعة 6 مارس 2015 - 10:12

    يا سلام!!!الإسلام المغربي!!لم أكن أعلم بوجود "موديلات" لديننا الإسلامي الحنيف من قبيل الموديل المغربي والمشرقي ووو..بالله عليكم دعونا من هذه الخرعبلات واتركونا نتبع ديننا الحنيف دين الكتاب والسنة دين محمد صلى الله عليه وسلم…وكفى من النفاق والتفلسف لأنه من ابتغى العزة في غير الإسلام أذله الله والسلام.

  • motanawir
    الجمعة 6 مارس 2015 - 15:23

    الكثيرون يعتقدون – و بالتحديد الاسلاميون التنويريون- أننا نتجنى على الاسلام عندما نقول أنه دين أرهابي ، بدأ أرهابيا و أستمر ارهابيا و سيزال أرهابيا و سينتهي ارهابيا . و عندها قررت البحث عن الأرقام التي لا تكذب و التي هي الدليل القاطع على الحقيقة القاتمة للإسلام.
    يصرخ المسلمون ، هذا ليس أسلامنا ، و انما هذه فئة ضالة انحرفت عن الاسلام الحقيقي ، فالاسلام من السلام .
    و للأسف نؤكد أن الاسلام من الاستسلام و الخضوع لإله دموي النزعة صنعه محمد ليحكم العرب، و استغله العرب ليحكموا العالم.
    فالتاريخ يعلمنا شيئا آخر و هو أن الاسلام و منذ بداياته و هو دموى النزعة سواء من السيرة أم من القرآن.أولا من السيرة النبوية (كتاب المغازي للواقدي):
    * قام الرسول ب 78 غزوة أو سرية في خلال عشر سنوات فقط هي الفترة المدنية و التي بدأت بالهجرة ، بمعدل 8 غزوات في العام ، أي أنه لم يمر شهر و نصف دون غزوة

    *و في بداية الفترة المدنية عانى محمد من عدم وجود متطوعين لعصابته ، فبدأ يؤكد في سورة البقرة (من أوائل السور المدنية) أن الله كان قد كتب على اليهود القتال و لكنهم رفضوا النصياع لأمره ، فوصفهم بالظالمين

  • KITAB
    الجمعة 6 مارس 2015 - 20:08

    ….استطردت قائلا ولماذا لا تكون هناك بيعة عالمية للدين الإسلامي … أتزعم أن تركيع البشر بالجلابيب والبلاغي هذه الظاهرة ما زالت قابلة لتعميها… بينما هي في عمقها وشكلها من بقايا عهد الرق والعبودية..؟! ..

  • فاضل
    الأحد 8 مارس 2015 - 14:16

    1- قال motanawir : " وعندها قررت البحث عن الأرقام التي لا تكذب و التي هي الدليل القاطع على الحقيقة القاتمة للإسلام".

    إذا كنت تؤمن بالأرقام؛ فدونك الإحصاءات الآتية:

    – عدد قتلى الأعداء في كل غزوات الرسول وحروبه صلى الله عليه وسلم: 1284 قتيلاً تقريبا وذلك على مدار عشر سنوات كاملة!

    – نسبة القتلى من أعداء المسلمين بالنسبة إلى أعداد جيوشهم 2%!

    – ولا يُعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل أحداً من المشركين بيده إلا أبي بن خلف .

    – عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية: 54.800.000 قتيل! نسبة القتلى351%.

    – عدد ضحاياه الحرب العالمية الثانية: أكثر من 60 مليون قتيل مثلوا في ذلك الوقت أكثر من 2.5% من إجمالي تعداد السكان العالمي!

    – عند دخول الصليبين للقدس في الحروب الصليبـية، قتـل الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعـين ألفا ، منهم جماعة كبيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم ممن فارق الأوطان و جاور بذلك الموضع الشريف!

    – الجزائر: قتل الاستعمار الفرنسي المتحضر مليون جزائري.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات