حين يصبح الإرهاب مشهدا يوميا...

حين يصبح الإرهاب مشهدا يوميا...
الخميس 26 مارس 2015 - 10:21

تتوالى علينا كل يوم بيانات أمنية عن تفكيك خلايا إرهابية لتنظيم داعش والقاعدة والنصرة وعقبة بن نافع، فلا يخلو شريط أخبار دولة عربية أو نشرة أو صحيفة من مثل هذه الأخبار، كان أخرها إعلان الداخلية المغربية عن تفكيك خلية إرهابية لداعش موزعة على تسعة مدن كان أعضاؤها يستعدون لتنفيذ عمليات اغتيال شخصيات سياسية وعسكرية ومدنية، وقبلها العملية الخسيسة التي استهدفت متحف باردو في تونس، والتفجير الذي طال مسجدين في صنعاء اليمنية.

ما تعيشه المنطقة ينذر بسيناريو مخيف، فالمقاتلون العرب الذين التحقوا بداعش أوالنصرة أو التنظيمات الأخرى في العراق وسوريا، باتوا يشكلون تهديدا جديا لبلدانهم، كما أن أعدادهم تثير الفزع وتدفع دولهم لرفع درجات التأهب في حال عودتهم، فالمقاتلون المغاربة في داعش مثلا، وحسب بعض الإحصائيات يفوق 1200 مقاتل، عدد ليس بالهين….

الحل الأمني مهم لكن وحده لا يكفي، فإن قضينا على داعش فإن مئات الدواعش الأخرى ستتكاثر كخلايا سرطانية، فهذه التنظيمات الإرهابية الظلامية كالداء في العقول وإبادتها تكون بتطوير وإصلاح المنظومة التعليمية والتربوية والدينية، وبدعم الثقافة العقلانية والفن والثقافة وبنقد صارم للموروث الديني الذي توارثناه حتى بات منبعاً لداعش وأخواتها لنشر ثقافة الموت، كما أن هذه الحركات تعتمد بالأساس على ما تنتجه العوامل الاجتماعية، كالبطالة واليأس والغضب والإحباط، وتجد في العشوائيات والمناطق الشعبية المكتظة والمعزولة مرتعا وبيئة ملائمة لتجنيد المقاتلين وحشد المتعاطفين، إضافة إلى أن الدعاية الإعلامية العربية والعالمية التي أحاطت بتفاصيل الأزمة السورية ساهمت في ذلك بشكل كبير.

ويرى خبراء أن ثني الشباب الذين يفكرون في التحاق بهذه التنظيمات الإرهابية لن يتحقق إلا بتوفر عدة عوامل، مثل التوقف عن استعمال التطرف الديني واستخدامه لغايات سياسية وإصلاح الحقل الديني وتوفير فرص العمل وتشجيع الحريات والتوعية السياسية والرفع من التنسيق الأمني العابر للحدود.

الإسلام بريء من التفجير والتفخيخ وقتل الناس بريء من العنصرية والطائفية والانتقام بريء من العنف ونشر الفوضى، فما يحدث اليوم من فتن وصراعات ليس هدفها الدفاع عن الأخلاق وحقوق الإنسان والحريات ودفع الظلم والتي هي الهدف الأساسي للجهاد، وإنما الدفاع عن إيديولوجيات وشعارات خداعة ومصالح شخصية وسياسية بحتة أضرت بنا وبقضايانا، الجهاد الحقيقي في الإسلام، هو الدفاع عن القضايا العادلة والعمل على منع الجريمة والقتل والظلم، وتربية الأبناء التربية السليمة، وإبراز المبادئ الأخلاقية للإسلام ونشرها، والإحسان إلى الغير، بالإضافة إلى احترام القوانين والمعاهدات.

لقد استباح الغرب شبابنا منذ 1979 في حرب أفغانستان وبعدها في زرع الفوضى وإراقة الدماء في العراق بعد احتلاله، واليوم يستبيحهم في حرب شعواء بالوكالة في سوريا، السؤال هو ألم يدرك العرب ما جرى لأمتهم في 20 سنة الأخيرة؟ ماذا سنقول للأجيال القادمة وماذا سنترك لهم؟ داعش والقاعدة وأخواتها؟ الإرهاب لم يكن يوما من طباعنا، وما نعيشه اليوم دخيل على مجتمعاتنا، فنحن بناة حضارة وثقافة وفكر، خلاقون ومبدعون لسنا إرهابيين وذباحين، تاريخنا حافل ومضيء ونتمنى أن يعود كذلك، فأمة اقرأ أمة أخلاق وعلم وليس ذبح ونحر.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات