المنابر تشكو الى الله من ركابها !

المنابر تشكو الى الله من ركابها !
الإثنين 30 مارس 2015 - 11:21

كان المنبر في زمان رسول الله يؤدي وظيفة النصح والتوجيه والتذكير، لكن للأسف نراه اليوم على غير ما كان بالأمس، فالمقاصد التي جاء من أجلها لا تمتثل على واقعنا، والتي يتقدمها معاصرة الواقع وفهمه، وهذا إشكال كبير جعل فجوة كبيرة بين واقعية الحياة ومواضيع الخطب، حيث أن غالب الخطباء ليسوا بعلماء و باحثين وإنما حفاظ ناقلين، بلغوا من الكبر عتيا، ومن الفهم عجزا ونقصا ، فتراهم ينقلون الخطب من كتب مشهورة، ومؤلفات من ازمنة غابرة، وبما أن “فاقد الشيء لا يعطيه”، كانت النتيجة طبيعية من نفور النّاس خطبة الجمعة وشكواهم الدّائمة منها.

ولا عجب في هذا، فنفس المواضيع تذاع، ومثل الخطب تتكرر وتعاد، فلا حديث للخطباء إلا عن دار البوار، وقيامة الأرض والسّماء، فصارت بذلك الجمعة موعدا للحزن وتنكيدا الحياة، ويبدو الخطيب مسروراً أيما سرور عندما يرى دمعة أحدهم بل يحس بالنشوة لذلك، ظناً منه أنه قام بواجبه على أحسن وجه، وقد فعل حقاً، فواجبهم هو ضمان لقمة عيشهم لا غير ذلك، وهذا المبرر لا يقنعني حقيقةً، لأني أجد أن الامر ليس مجرّد لقمة عيش وإنما ارتفاع سيط، وتمييز عن النّاس.

فرجال الدّين عندنا معروف كيف يقدسون ويبجلون خصوصاً خطباء الجمعة الذين تغلب على خطبهم العاطفة وتهييج المشاعر، ويكفيني هنا ما قاله الدكتور علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين: “لقد صار الوعظ مهنة تدر على صاحبها الأموال، وتمنحه مركزاً اجتماعياً لا بأس به. وأخذ يحترف مهنة الوعظ كل من فشل في الحصول على مهنة أخرى.

إنها مهنة سهلة على أي حال، فهي لا تحتاج إلا إلى حفظ بعض الآيات والأحاديث، ثم ارتداء الألبسة الفضفاضة التي تملأ النظر وتخلبه. ويستحسن في الواعظ أن يكون ذا لحية كبيرة كثة وعمامة قوراء. ثم يأخذ بعد ذلك بإعلان الويل والثبور على الناس، فيبكي ويستبكي، ويخرج الناس من عنده وهم واثقون بأن الله قد رضي عنهم وبنى لهم القصور الباذخة في جنة الفردوس. ويأتي المترفون والأغنياء والحكام فيغدقون على هذا الواعظ المؤمن ما يجعله مثلهم مترفاً سعيداً” .

إن ما يفتقده كثير من خطبائنا اليوم هو معرفة ماهية المكان الذي يعتلونه كلّ جمعة، وحقيقة الرجل الذي ينوبون عنه في كلّ خطبة، ولو وعوا واستوعبوا لكان خير حصل بهذه الأمة، فإلى الله نشكوا ما آل إليه حالنا، وننتظره سبحانه أن يبدّل من حالتنا .

‫تعليقات الزوار

6
  • yassine
    الإثنين 30 مارس 2015 - 19:05

    يا أخي هذا ما نود أن تفهمه هذه الأمة وهو أن كل من يتكلم في الدين ليس بالضرورة أهل لذلك فكم من مريض نفسيا أصاب أجيالا من الشباب بمرض إسمه الحقد و الكراهية و الجهاد ضد الأخر فقط لأنه مختلف عنا دينيا مستغلين في ذلك جهل هذه الأمة التي لم يرد لها حكامها أن تقرأ و تنفض عن نفسها غبار الجهل و التقهقر على جميع المستويات أصبحنا أضحوكة العالم بأسره منحنا أنفسنا لهؤلاء المجانين أو تجار الدين فحولونا إلى ألات لا تنتج شيئا سوى الموت و الرؤوس المقطوعة.حولونا إلى ألات تقول نعم للضلم و تقبل الأيادي و تركع لغير الله. أغاية الدين أن تحفو شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم أبو العلاء المعري.

  • نبيل
    الإثنين 30 مارس 2015 - 19:29

    تقول :"كان المنبر في زمان رسول الله يؤدي وظيفة النصح والتوجيه والتذكير"، والحقيقة أيضا أنه كان في غالبية الوقت يستعمل لشن حروب ،للأوامر بسحق المخالفين . ما عدا هذا فإنني أتفق مع مجمل ما ذكرته في مقالك

  • musica rodeo
    الإثنين 30 مارس 2015 - 21:01

    Claudio Alcaraz ofreció una noche inolvidable en el Rodeo Santa Fe

    México, D.F. a 30 de Marzo de 2015.

    El pasado viernes este querido cantautor sinaloense brindó a su fiel público una noche llena de magia, romanticismo y conexión. Fue pasada la media noche cuando la Banda Once Varas tocó los primeros acordes que darían la bienvenida a Claudio Alcaraz quien con el tema “10 segundos” arrancó una velada inolvidable. Entre gritos y aplausos de sus fieles seguidores, a quienes ni la lluvia pudo detener para asistir a este evento, Claudio dio vida a un espectáculo que reflejó su talento, pero también su sencillez y entrega ya que no dejó pasar ninguna oportunidad para agradecer a los presentes el que lo acompañaran en esta presentación que más que ser un baile, fue una bohemia donde hizo sentir al público en confianza y entre amigos. Temas como “Hola, qué tal”, “Nadie

    bandamax

  • ahmed52
    الإثنين 30 مارس 2015 - 23:50

    حان الوقت لتنظيم مهنة ما يسمى بشيوخ وفقهاء وعلماء الدين تنظيما عصريا يتماشا مع متطلبات العصر.

    فلا يحق لمن هب ودب ان يخطب في الناس في زماننا بما حفظه ونقله من بعض كتب الاسلاف التي لم تعد تجاري التطور الحاصل في مجتمعاتنا. من البلادة حاليا ان يتحدث خطيب الجمعة في مواطنين بسطاء، ومع الاسف في كثير من الاحيان، مثقفون ومهندسون واطباء ومحامون ينورهم الشيخ وداك العجوز بعلمه:
    'الارض لا تدور"

    يجب منع هؤلاء من الصعود فوق منابر المساجد. كما يجب على الدولة ان تشترط في كل واعض ان يتوفر على دكتراه في بتاريخ الاديان الى جانب دكتراه في فرع من فروع العلوم الطبيعية. هدا ادا كنا نريد الحفاظ على ديننا في نهاية هدا القرن.

    وشكرا.

  • amin
    الثلاثاء 31 مارس 2015 - 18:46

    كل ما أود إضافته هو لما لا تستعمل الأسماء و الدلائل و الأخطاء التي يرتكرونها هؤلاء الماديين لكي يطاح بهم و يأخد مكانته شخص أحق منه و الله الموفق

  • المغتربة
    الأربعاء 1 أبريل 2015 - 09:38

    خطبة الجمعة تكتبها النظارة وخطيب الجمعة لا يفعل شيئا سوى قراءة الخطبة التي كتبت مسبقا

    فلا تحملون خطباء الجمعة فشل وتطرف الشباب
    الحطيب ليس حرا فيما يقول بل مجبورا من طرف وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة