دردشة مع الإخوان

دردشة مع الإخوان
الإثنين 27 أبريل 2015 - 10:01

كثيرا ما نسمع عن السيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ، لكن الكثير منا لا يعرف حقيقة هذا الرجل و تصوره للحياة السياسية و تقريبه للعلاقة بين الدين الإسلامي و الممارسة السياسية .

إذا ربطنا بين البنا و منهج الإخوان المسلمين الحالي فسنتصوره ككل الكائنات الإخوانية المنتشرة في هذا البرلمان أو داك أو هذه الحكومة أو تلك و قد نتصور البنا و هو يعزو سبب معانات الناس لتخطيط العفاريت وتدبير التماسيح ، وقد نتصوره وهو يصيح بملء فيه ،عيانا بيانا ، نهارا جهارا ” عفا الله عما سلف ” معلنا مد جسور التصالح مع بارونات الفساد التي نخرت أحلام البسطاء نخر السوس الخشب .

هل ستصدقونني إن قلت لكم أن البنا لو كان حيا في زمننا هذا لاستحق لقب تكفيري بامتياز من داخل النسق الإخواني قبل غيره ، وكلامي هنا مبني على كلام المرشد الراحل نفسه و لكي أوضح أكثر ما أقول سأستعير منه مقطعا من مقال نشره قبل اغتياله بتسعة شهور في جريدة ” الإخوان المسلمون ” اليومية ، العدد 627 السنة الثالثة بتاريخ الأحد 16 ماي سنة 1948 بعنوان: معركة المصحف – أين حكم الله؟

يقول حسن البنا في مستهل مقاله المذكور ( … الإسلام دين ودولة ما في ذلك شك. ومعنى هذا التعبير بالقول الواضح أن الإسلام شريعة ربانية جاءت بتعاليم إنسانية وأحكام اجتماعية، وكلت حمايتها ونشرها والإشراف على تنفيذها بين المؤمنين بها، وتبليغها للذين لم يؤمنوا بها إلى الدولة، أي إلى الحاكم الذي يرأس جماعة المسلمين ويحكم أمتهم. وإذا قصر الحاكم في حماية هذه الأحكام لم يعد حاكماً إسلامياً. وإذا أهملت الدولة هذه المهمة لم تعد دولة إسلامية. وإذا رضيت الجماعة أو الأمة الإسلامية بهذا الإهمال ووافقت عليه لم تعد هي الأخرى إسلامية… )

و للإشارة فإن الأستاذ حسن البنا يقصد هنا تطبيق الشريعة بأحكامها لا مبادئها و أحكام الشريعة كما هو معروف خمسة ” الواجب ، المستحب ، المباح ، المكروه و الحرام ” و هذه هي الأحكام التي يستند إليها الدين الإسلامي في تنزيل العقوبات المقررة عن كل فعل أو امتناع يزجر عليه بالعقوبات المقررة في الشريعة الإسلامية ، و ليتأكد القارئ الكريم من أن السيد البنا يقصد ما قلت سأضيف مقطعا أخر من مقاله الشهير ، يقول فيه ( … وهذا وحده لا يكفي في اعتباره حاكماً مسلماً حتى تكون شرائط دولته ملزمة إياه بحماية أحكام الإسلام بين المسلمين، وتحديد موقف الدولة منهم بناء على موقفهم هم من دعوة الإسلام. هذا الكلام لا نقاش فيه ولا جدل، وهو ما تفرضه هذه الآيات المحكمة من كتاب الله. ولقد كانت آيات النور صريحة كل الصراحة، واضحة كل الوضوح في الرد على الذين يتهربون من الحكم بما أنزل الله، وإخراجهم من زمرة المؤمنين، فالله تبارك وتعالى يقول فيهم

وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (51) /سورة النــور … )

و لكي لا يبقى المجال لشك شاك أو ارتياب مرتاب يجدر بي كطرف محايد تقع على عاتقه مهمة التوضيح و البيان أن أضيف هذا المقطع من مقال الراحل ، لسد المجال أمام كل مؤول يبتغي من الحديث ما تشابه منه ، يقول الراحل حسن البنا ( … ولا يكفي في تحقيق الحكم بما أنزل الله أن تعلن الدولة في دستورها أنها دولة مسلمة، وأن دينها الرسمي الإسلام، أو أن تحكم بأحكام الله في الأحوال الشخصية وتحكم بما يصطدم بأحكام الله في الدماء والأموال والأعراض … )

ألا يبدوا تصور الأب المؤسس لتيارات الإسلام السياسي قريبا من تصور الجماعات الإسلامية الراديكالية ــ و هذا مجرد تساءل بريء ــ ألا تبدوا شخصية البنا قريبة من شخصية البغدادي أكثر من قربها لشخصية الغنوشي أو بن كيران .

إن الغريب في الأمر هو أن التيار الإخواني مازال إلى يومنا هذا يؤكد على أن هذا الغصن من تلك الشجرة و أن التيار لم يحد مثقال ذرة عن منهج و عقيدة رائديه حسن البنا و سيد قطب صاحب كتاب معالم في الطريق و ما أدراك ما معالم في الطريق لو قرأه المرء لخال نفسه يقرأ دستور داعش .

إن التيار الإخواني اليوم أمام حتمية لا مناص عنها و هي ضرورة فك الارتباط بين الماضي و الحاضر و ابداء مواقفهم من تصور أبائهم المؤسسين ، بما يعني ذلك كسر الأصنام و إماطة القداسة عن الحقبة الذهبية للفكر الإخواني و كشف حقيقة تطرفها الذي لا يختلف إنشا واحدا عن تطرف القاعدة و أخواتها .

‫تعليقات الزوار

8
  • kami
    الثلاثاء 28 أبريل 2015 - 08:58

    L'islam radicale ,islamisme, islamawi, moutaslimin, des termes qui restent a definir, il y a un seul islam , et pour la jurispridance islamique est differente des autres ideologies meme le cote repressif est different ,et c'est tant mieux , hassan albana n'est pas un exemple ,son ideologie de concevoir un ideal musulman a des avantages et des inconvenients ,je suis pour l'application de la jurispridance islamique et c'est loin de l'ideologie de daesh alqaeda et co

  • عبد الصمد جاحش
    الثلاثاء 28 أبريل 2015 - 15:12

    إقرأ تطبيق الشريعة الإسلامية للدكتور محمد حجي يوضح فيه " تشوف المسلمين لتطبيق الشريعة "
    حسن البنا وسيد قطب رحمهما الله يقرران وضعا شرعيا بناء على غياب الشريعة الاسلامية من واقع الامة الاسلامية بسبب تغلغل الاستعمار ومحاربته لمكون القوة داخل المسلمين وه وتطبيق الشريعة الاسلامية.
    والله تعالى ينفي صفة الاسلامية عند عدم تطبيق الشريعة أين أنت من هذا في قوله تعالى :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون " فتلبسوابالكفر تلبس تارك الصلاة أيظا حين قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :" العهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر " لكن ابن عباس قال في طبيعة هذا الكفر :" كفر دون كفر ّ أي لايخرج عن ملة الاسلام وصرح به حسن البنا فأين الحياد والانصاف وصرح به سيد قطب أمام القاضي الدجوي فاين الحياد والانصاف.
    إن كل مسلم في يمكن أن يخطئ وأحيلك لدراسة الشيخ القرضاوي في نقده لسيد قطب.
    أما التكفيريون ودواعش فقد كفروا المسلمين وأخرجوهم عن ملة الاسلام فحري بك أن تعود لأهل الاختصاص بدل الاصطياد في الماء العكر فهذه مواضيع كبيرة عنك غلا إذا كنت علمانيا.

  • kami
    الثلاثاء 28 أبريل 2015 - 16:00

    un etat qui renfloue la caisse avec la taxation de l'alcool et des jeux d'hasard et des cigarettes est un etat musulman ? (la majorite du peuple est musulman

  • عبد الصمد جاحش
    الثلاثاء 28 أبريل 2015 - 16:10

    إقرأ كاتب التكفير لمحمد بن الحسن الدادو الشنقيطي

  • موسى
    الثلاثاء 28 أبريل 2015 - 20:51

    انا متفق مع الكاتب.
    داعش تنزيل عملي لادبيات الاخوان المسلمين.
    ورغم ذلك فان كثيرا من المسلمين, خاصة العرب, يتعاطفون مع الاخوان وفي نفس ا لوقت يشمئزون من فظاعات داعش.
    فاين الخلل ?

  • kami
    الثلاثاء 28 أبريل 2015 - 22:50

    5.mousa

    daesh est la pratique des freres musulmans,beh on a pas vu des tetes coupes en egypte,mais plus des gens brules par des militaires

    je m'en fous des freres musulmans ,mais si ils veulent interdir l'alcool le jeux d'hasard, et les cigarettes ,je suis avec eux sur ces points

  • الفتاة المسلمة
    الأربعاء 29 أبريل 2015 - 02:15

    التوحيد هو الدين : إذا اختل شرط التوحيد اختل الدين كله ، و الإمام حسن البنى رحمه الله كان موحدا و كافرا بكل هذه النظم التي أتتنا من الغرب ، لكنني أتفق معك أيها الكاتب من حيث أنه خلف من بعد حسن البنا و الكوادر الذين أسسوا التيار الإخواني خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الكراسي و الشهوات و هادنوا اليهود .

  • ريان الإجليزي
    الأربعاء 29 أبريل 2015 - 02:39

    مقال جميل سبق لي و قرأته على جريدة رأي اليوم الدولية ، و هذا شرف كبير للأستاذ لقمان الراوي ، لكنني أخالف الأستاذ لقمان من حيث أن الإخوان المسلمين انحرفوا ، بل الذي حدث هو أنهم وثقوا بالمستبدين و الغرب فدفعوا الثمن من دمائهم ، الله يهديهم

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة