رسالة مفتوحة إلى "الكائنات الانتخابية"

رسالة مفتوحة إلى "الكائنات الانتخابية"
الخميس 27 غشت 2015 - 09:37

لا يكفي أن تكون لديك أفكارا، ومعتقدات ولا حتى برنامجا انتخابيا يمنحك الانطباع على أنك شخص مميز تتمتع بقدر عال من الثقة في النفس والتقدير الذاتي لتكون منتخبا من جديد على رأس بعض المؤسسات العمومية بعد أن عمرت طويلا في دكاكين السياسة وأسواقها من الجماعات المحلية والمجالس البرلمانية، (كل ذلك لا يمثل سوى كبرا وغرورا) لا يتعدى أن يكون هوسا بما حققته من انجازات وانتصارات مبهرة في الماضي.

الاعتبار والتقدير الذاتي الحقيقي هو ما تفعله في انتدابك الجماعي والبرلماني، وأن لا تناقض أقوالك السابقة في حملاتك الانتخابية أفعالك في ما انتدبتك إليه القوى الشعبية، وتترك نفسك ضحية لاتجاهاتك ومطامعك السلبية ضدا على رغباتك الايجابية في الإصلاح والبناء، يقف فيها شرك ضد خيريتك الإنسانية، وأن تتقاذف بك الأطراف، وأنت مغتر بما حققته من المغانم والمصالح السياسية ، فتكون كالذين قال فيهم تعالى “والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاء لم يجده شيئا، ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب” والحساب هنا هو أشارة وتحذير لعقلك الواعي، وتحفيز له على القيام بالتقييم الذاتي السليم لأدائك الجماعي والبرلماني، والنظر في النتائج قبل أن تعرض أعمالك، وتخضع نتائجها لتقييم الأخر في الدنيا وبعدها في الآخرة حيث السيد هو البارئ جل وعلا.

فلتفكر في ذلك مليا، فلا سلطة لأحد على عقلك سوى ضميرك، وانتماءك لهذا الوطن يلزمك بالتقيد بالقانون، وبأخلاق الأمانة، والكفاءة التي لطالما حدثنا عليها في وعودك الانتخابية.

فلتتعلم أولا ممارسة النقد الذاتي قبل أن يمارسه عليك الآخرون، ولتكن حكما على نفسك بدلا من اعتبار الآخرين مجرد أصوات انتخابية، وسلعة تباع وتشترى في أسواق النخاسة الجديدة.

وبالإيجاز عوض أن نصيح هنا وهناك، و”نبكي في ما بعد على الجنازة”، فلنكن مسؤولون عن أصواتنا وليكن اختيارنا لمن يسخر قواه وطاقاته من أجل بناء الوطن، وإصلاح أحوال البلاد والعباد.

‫تعليقات الزوار

1
  • MOHAMMADYNE
    الخميس 27 غشت 2015 - 14:51

    لقد تابعت خلال تواجدي في المغرب التحضيريات الجارية على قدم وساق للإنتخابات الجماعية، وتابعت ايضا بإهتمام النقاشات القليلة التي تتقاسمها بعض النخبة المؤيدة او المعارضة للعملية الإنتخابية، وما لفت نظري كمواطن وكمهاجر هو الفكر السائد في المغرب أو بالأحرى في المنطقة التي انتمي إليها و الذي يغلب عليه طابع الكائن الناخب اكثر من كائن المواطن الغيور على بلده ومنطقته، فكل من يحكي على الإنتخابات القادمة يضع نفسه في دائرة المسجلين في اللوائح الإنتخابية وليس في دائرة المواطنين المهتمين بمصير منطقتهم وبلادهم، الشعارات نفسها التي بدأت الأحزاب السياسية تروج لها تستهدف الكتلة الناخبة وليس المواطن، وحتى المنتخبين لم يرقو في خطاباتهم التي عهدنها منذ ازمنة خلت من مرحلة المنتخب الى مرحلة المواطن فإلى متى سنبقى في المغرب ناخبين ومنتخبين عوض مواطنين همهم الوحيد هو مصلحة البلاد و العباد.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس