الطريق إلى المساواة

الطريق إلى المساواة
الخميس 4 فبراير 2016 - 15:15

لم يكن الفكر ” الفيميني ” حركة نضالية اجتماعية، سياسية و فلسفية فقط، بل كان عبارة عن تطلعات حاملة لطموح المساواة الحقوقية بين الرجال و النساء منذ القرن الثامن عشر. و بدايات طرح افكار تهم الحقوق و المساواة بين كل البشر.

منذ ان كتبت الاديبة الفرنسية ” أوليمب جوج “عام 1791 عن بيان حقوق المراة و المواطنة و اعتبرتها جزءا لا يتجزء عن بيان حقوق الرجل و المواطنة الذي أعلن عقب الثورة الفرنسية. و هي تؤكد ان المراة كائن خلق حرا و سيظل كذلك يتمتع بكامل الحقوق و ان التفاضل بينها و بين الرجل يجب ان يكون على أساس معرفي و مبني على المصلحة العامة.

في عام 1792 نشرت الفيلسوفة و الكاتبة ” ماري وولستونيكرافت” مقالا يطلب المساوات في التربية و عدم التفرقة بين الجنسين ردا على ما طلبه “روسو” من تربية جنسية لكل على حدى و بطريقة مختلفة حسب استعداد كل واحد منهما و الدور الذي سيلعبه لاحقا في المجتمع.

ان نساء القرن الثامن عشر شاركن في اول موجة للتيار الفيميني كما يعرف الان و ان كن قد عانين من الاقصاء و عدم الحق في ولوج الميدان السياسي و لا في الشغل . لكن خلال القرن التاسع عشر أسست مجموعة من النساء الأميركيات حركة ” المطالبات بحق الاقتراع للنساء” سنة 1848. بعد جهد طويل اصبحت ” يومينغ” اول ولاية أمريكية تمنح للنساء حق الاقتراع سنة 1869.

لقد كانت المساواة في الشغل ثاني حق طالبت به الجمعيات النسائية. و من السباقات في هذا المجال كانتا ” فلورا تريستان” و ” روزا لوكسمبورغو” . بدورها “سيمون دي بوفوار” كانت من المناضلات الشرسات حيث كتبت سنة 1950 كتابا فلسفيا عن ” الجنس الثاني” و كان مرجعا مهما للحركة الفيمينية لاحقا في كل بلدان العالم.

في المرحلة الموالية تنوعت الكتابات، الأبحاث، التفكير و نشر الكتب و المقالات الدارسة للحركة الفيمينية، اذكر منها كتاب ” التصوف النسائي” ل “بيتي فردان” و كتاب ” السياسة الجنسية” ل “كات مليت” . لكن و مع بدايات السبعينات تشعبت افكار و أهداف الفكر الفيميني و فتحت مجالات لإيديولوجيات جديدة ك ” فيمينيات المساواة” ، ” فيمينيات الاختلاف” ، “الفيمينية البيئة” ، ” نظرية كويير” التي تتبنى هدم تصور التصنيف الاجتماعي – الجنسي و اخيرا ” سيبرفيمينيزم” و هي ايديولوجية تتبنى حركة الفيمينية و علاقتها بوسائل العلم ، التكنولوجيا و الاتصال.

في العالم العربي لم ارى من دفع ثمن أفكاره التحررية مثل الطبيبة و الكاتبة “نوال السعداوي ” . الا ان النساء العربيات كن من المبدعات في مجال المساواة بين الجنسين ،ولكن أعمالهن كانت تتماشى مع قيم مجتمعاتهن ، فالعالم يذكر نساء عربيّات غيّرن التاريخ اذكر “فاطمة الفهرية” المغربية كمؤسسة لأول جامعة في العالم، طبيبة، عالمة درست الرياضات، الجغرافيا الكيمياء و حتى اللغات الأجنبية .” راوية عطية” اول امراة عربية برلمانية من مصر. “عنبرة سلام الخالدي ” الاديبة و الكاتبة و مؤسسة اول نادي ادبي نسائي عربي. و غيرهن من النساء اللاتي ساهمن في الرقي بالمرأة و عملها دون اللجوء الى نزع ملابسهن، نساء فهمن معنى دور المراة في تغيير المجتمع تغييرا يلائم ظروف كل بلد و معتقداته.

ففي الدول العربية و نظرا للعوامل التاريخية، الدينية، السياسية و الاقتصادية و جد الفكر الفيميني نفسه في خانة الممنوع او الغير المرحب به و ذلك نظرا لما يدعوا له من تحرر فكري، سياسي، اقتصادي و إبداعي لا يتماشى مع الاعراف المتوارثة و لا مع القيم الدينية الثابتة لهاته الدول . خاصة حين يختزل العمل الفيميني في المطالبة بالتحرر الجنسي او التعري لمناصرة فكره او للدعوة لمطالب ما. لكن للاسف اصبح هناك خلط بين الفكر الفيميني و الحركات النسائية المعتدلة في في جميع الدول و خاصة العربية . لكن الطريق الى المساواة كان و لا زال صعبا نظرا للظروف التي تعيشها الانسانية من حروب و صراعات تكون النساء اول من يدفع ثمنها.

‫تعليقات الزوار

6
  • حقوق المغربيات
    الخميس 4 فبراير 2016 - 16:45

    الدكور في مجتمع اغلبه امي كالمغرب يعتبرون حقوق المواطنات صدقة من جيوتهم حتى السياسيين الخوانجية عندما يتحدثون عن حقوق المراة وكانه يمن عليها بصدقة بعض الاغبياء ما ان تدكر حقوق المغربيات حتى يلجاون الى اسطوانتهم المشروخة تشبه بالغرب ويدافعون بدون خجل عن اغتصاب بيدوفيل لقاصر تحت قناع الدين وتعنيف المراة وظلمها الحقيقة التي اصبح يفرضها الواقع ان المغربيات اصبحن يشكلن قوة اقتصادية وسياسية اكثر من نصف المجتمع تعيله مواطنات الحنين المرضي الى زمن الجواري والسبي وغنائم الحرب وملكا اليمين قد ولى. رسالتي : عليكن بالتعليم والاستقلالية الماديةسلاحان ضد الجهل وتسلط المهووسين بثقافة بني وهاب ثقافة النصف الاسفل من الجسد

  • مواطن حر
    الخميس 4 فبراير 2016 - 19:02

    ففي الدول العربية و نظرا للعوامل التاريخية، الدينية، السياسية و الاقتصادية و جد الفكر الفيميني نفسه في خانة الممنوع او الغير المرحب به و ذلك نظرا لما يدعوا له من تحرر فكري، سياسي، اقتصادي و إبداعي لا يتماشى مع الاعراف المتوارثة و لا مع القيم الدينية الثابتة لهاته الدول . لا يمكن إسقاط النمط الغربي والفرنسي خاصة على المجتمعات العربية لسبب بسيط الفرق الثقافي والديني والاجتماعي وكل تنميط لا مكان له عندا بل سيأتي بنتائج عكسية نحن في غنى عنها.

  • طنجاوي
    الخميس 4 فبراير 2016 - 22:00

    المساواة بين المرأة والرجل في الشغل أكبر كارثة شهدها التاريخ الإنساني المعاصر أضرت بالمرأة واخرجتها من وظيفتها الطبيعية التي خلقها الله من أجلها وفي نفس الوقت أضرت بالرجل ودوره الطبيعي وهو العمل خارج البيت فاصبحن النساء يزاحمن الرجال في كل الأعمال والأدوار فارتفعت نسبة البطالة في صفوف الرجال أكثر من النساء فاختل التوازن المجتمعي وازدادت المشاكل الاجتماعية وانتشرت الأمراض النفسية التي لم تكن موجودة من قبل

  • علماني والعياذ بالله
    الجمعة 5 فبراير 2016 - 04:29

    وقد خاض الحجوي في الدعوة إلى تعليم المرأة معركة كبيرة ضد كثير من الفقهاء المحافظين وضد رجال المخزن أنفسهم، وفي مقدمتهم الصدر الأعظم. وحاضر في الموضوع مرات عديدة في المغرب وتونس، وكان يسعى دوما إلى توضيح البعد الإسلامي والديني لدعوته الإصلاحية، وتوضيح ما أسيء فهمه وتقديره من كلامه ورأيه[7]. ومما قاله. "يجب تعليمهن وتهذيبهن تعليما راقيا يليق بديننا، ويزين مستقبل أولادنا، ويصيرهن عضوا نافعا في هيئتنا الاجتماعية. فلا غنى عن إعانتهن في تربية رجال المستقبل الذين عليهم مدار حياة البلاد، وتعليمهم فن التربية ونظام البيت وقواعد الصحة والدين وحفظ القرآن أو بعضه والحساب والجغرافيا والعربية والأدب ونحو ذلك مما يعينهم على مهمتهن"[8
    اقتباس عن مقال للزبير مهداد(الحجوي وتعليم المرأة).

  • اليزيد الحسيني
    الجمعة 5 فبراير 2016 - 09:09

    تعرضت المراة العربية لشتي انواع القمع والاضطها د سواء قبل الاسلام وبعده باستثاء فترة بداية الاسلام حيث عرفت نوعا من التحرروالانعتاق الا انه سرعان ما عادت احوالها الي طبيعتها فاستغلت استغلالا فاحشا وسلبت منها حقوقها المعترف لها بها مرة باسم الدين وما انزل الله به من سلطان ومرة باسم الاعراف والتقاليد وصون كرامتها ومرة باعتبارها ناقصة عقل ودين وهنا نتساءل كيف يتقدم مجتمع نصفه مشلول وصدق الرصافي حين قال
    في الغرب حيث كلا الجنسين يشتغل …….لا يفضل المراة المقدامة الرجل
    اما العراق ففيه الامر يختلف …… فقد الم بنصف الامة الشلل
    فلتنتفظ المراة المغربية لتنتزع حقوقها فالحقوق تنتزع ولا تعطي وستجد في جلالة الملك الدعم الكامل

  • حسن
    الجمعة 5 فبراير 2016 - 17:18

    الرجل الذي لا يدافع عن حقوق النساء في الرقي كإنسان بالدراسة و العمل و المشاركة في بناء وطن دمقراطي حر و عادل فهو إما جاهل مشكل أو مرض على الكره و الكلخ.
    و بإسم الدين أو التركيبة النفسية أو العاطفية, كذبوا علينا منذ نعومة برائتنا ليغسلوا عقولنا بخزعبلات أن المرأة ناقصة أو طباخة أو كناسة أو مسلية الرجل بحكم خارطة شفرتها الجينية التي لا تسمح لها بالتحرر و الريادة.
    الأمة التي لا تبجل المرأة محكوم عليها بالتخلف للأبد.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة