تصدر خبر اعتقال الشاب عبد الرحمان المكراوي صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة .الذنب الذي ارتكبه الشاب والذي بموجبه استحق عقوبة السجن ، هو أنه قام بتصوير فيديو يخص طريقا في ضواحي مدينة أسفي يفضح فيه الغش الذي طال هذا الورش الذي كان من المفروض أن يساهم يفك العزلة عن سكان المنطقة . هذه الطريق التي تنتمي إلى الجماعة الترابية لأولاد سحيم والتي صرفت عليها أموال دافعي الضرائب من أجل تعبيدها ، لم يحترم من أنشأها المواصفات المنصوص عليها في دفتر التحملات كما ينص على ذلك قانون الصفقات العمومية ، بل اكتفى بأن رمى فيها أقل ما يمكن من الحصى و دردر عليها أقل ما يمكن من الزفت .
نائل المشروع والذي يبدو أن ما كان يهمه من هذا الصفقة هو ما سيجني من ورائها من أرباح ، أكثر من اهتمامه بإتقان عمله لينال عليه ،إضافة إلى الربح المادي ، رحمة من عمل عملا فأتقنه .المشروع الذي تم انجازه وفق مواصفات أخلت بمضامين دفتر التحملات ، يبدو أن لجنة مواكبة المشروع لم تكن تقوم بعملها كما يجب ولم تكن تراقب جودة العمل وفق ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات ، لينتهي المشروع بتوقيع وثيقة التسليم وكأن ما تم انجازه أنجز بإتقان .
على كل، أيام قليلة بعد انتهاء المشروع وبداية استعمال المواطنين للطريق ، طفق الزفت يندثر لتعود الطريق في مجملها إلى سالف عهدها ، مجرد طريق ما هي معبدة ولا هي “بيست”كما يقول المغاربة .وأمام استنكار الناس واحتجاجهم على الغش والتلاعب الذي جعل الطريق لا تصمد تحت عجلات وسائل النقل تطوع عبد الرحمن المكراوي لينقل بالصوت والصورة واقع حال الطريق الشهير .
الحقيقة أن طريق أولاد سحيم ، ما هي سوى نموذج من نماذج كثيرة لطرق تعبد بالزفت لكن الزفت المخصص لها قليل بحيث أنه لا يكفي كي تستمر الطرق طويلا وتصمد أمام تأثير البشر والطبيعة .الدليل على ذلك أن فيديوهات أخرى بدأت تتداول على مواقع الشبكة لتؤكد أن حال الشبكة الطرقية سواء في ولاد سحيم أو غيرها من حواضر وقرى المملكة ليست على أفضل حال .
اعتقال عبد الحرمن المكراوي ،سرعان ما أصبحت قضية رأي عام وطني ، بل إن النازلة تجاوزت تخوم المملكة لتصبح قضية متداولة عالميا .تعاطف السكان وكل الحقوقيين الوطنيين و الدوليين فرض على وزارة العدل أن تفرج عن الشاب الذي تحلى بشجاعة فضح الفساد غيرة على موطنه ، وعلى ظاهرة الغش التي تعرفها العديد من المشاريع المشابهة لمشروع تعبيد طريق أولاد سحيم .
خرج عبد الرحمان من السجن واستقبل استقبال الأبطال ،وإذا كان البعض يرى أن لا دخل للجماهير المساندة للفتى المسجون في إخراجه من المعتقل ، فالمهم هو أن هؤلاء المساندين له حولوا قضيته إلى قضية اعلامية لا زالت تتداول على صفحات الجرائد حتى الآن .وبما أن تبعات الغش في انجاز المشاريع سرعان ما تدخل الرعب على المشرفين عليها أو الذين لهم علاقة بها ، فقد سارع كل واحد من هؤلاء المسئولين يبرأ نفسه ، مخافة أن يقع له ما وقع للوزير أوزين المشهور بوزير الكراطة ، حين غمر الماء ملعب مراكش خلال تظاهرة رياضية دولية ، مما تسبب في اقالة الوزير .
بالنسبة لقضية الطريق موضوع هذا المقال ، فقد سارع السيد وزير التجهيز ، عكس وزير النقل السيد عزيز الرباح ، إلى إعلان براءته من تبعات ما حصل ، لأن الشركة التي فوت لها انجاز المشروع هي من تتجمل المسئولية .لكن السؤال المطروح هو ألا تخضع مثل هذه الشركات التي تسهر على انجاز وإنشاء الطرق في البلاد ،للمراقبة من قبل لجن المواكبة وتقييم العمل ، هل حين يحصل صاحب المشروع على الصفقة ينتهي العقد الذي يربطه بالمسئولين الذين منحوه المشروع لانجازه.لا شك أن الجواب عن هذين السؤالين هو أن نائل المشروع غالبا ،ودون تعميم طبعا ،يكون مرتاحا من توابع أي مراقبة أو مساءلة مما يجعله يلجأ إلى المراوغة والغش.
طرق كثيرة أنشأت في عهد الاستعمار الفرنسي ولا زال المواطنون يستعملونها إلى اليوم .وإذا كان المستعمر قد نهب خيرات البلاد ونكل بالعباد ، فعلى الأقل كان حين يزفت الطرقات يزفتها بما يكفي من الزفت ، لا كما تفعل بعض الشركات التي تنهب خيرات البلاد ولا تقدم خدمات جيدة للعباد .
لورأيتم الطريق الرابط بين قصبة تادلة و جماعة اغرم لعلام لبكيثم
واثمنى ان يتفقد والي بني ملال هده الجماعة ليرى بنفسه شوارع هده الجماعة
مافهمتش في المغرب كلشي مزقت إلا الطريق!!!!!!!