فطور اخواني في بيت العبادي .. المؤامرة !

فطور اخواني في بيت العبادي .. المؤامرة !
الأربعاء 22 يونيو 2016 - 16:10

زار وفد من حركة التوحيد والإصلاح، الحركة الأم لحزب العدالة والتنمية، مقر جماعة العدل والإحسان بسلا يوم أمس الثلاثاء 14 يونيو. وضم وفد الحركة كبار قيادييها، يتزعمهم مرشد الإخوان بالمغرب محمد الحمداوي، ومفتي الإخوان في المغرب أحمد الريسوني ورئيس الحركة الافتراضي عبد الرحيم الشيخي.

البيان الذي عمَمته جماعة العدل والإحسان عبر موقعها الرسمي يقول بأن الهدف من اللقاء هو “تبادل المستجدات حول برامج وانجازات الحركتين، والنقاش حول أوضاع الأمة ومستقبل الحركة الإسلامية في ضوء التطورات والتحديات المختلفة”. وأكد نفس البيان الرسمي على “أهمية التواصل بين الحركتين وتوطيد أواصر المحبة بين أبناء الأمة …”. وختم القياديون اللقاء بتناول وجبة الإفطار والدعاء بالخير للأفراد والأمة والإنسانية جمعاء كما جاء في البيان. يعني “شركو الملح والطعام” بكل ما تحمله هذه العبارة من حمولة في ثقافتنا المغربية.

السؤال الذي يطرح نفسه : ما الذي يجمع بين الحركة الأم للحزب الذي يقود حكومة المملكة المغربية وجماعة لا تعترف بالنظام الملكي ؟ ما هو هذا المشترك الذي يمكن أن يجعل الحركة الأم لحزب العدالة والتنمية تجلس بصفة رسمية مع جماعة لا تعترف برئيس الدولة المغربية ولا تخفي رغبتها في إقامة دولة الخلافة ؟ ما هو هذا المشترك الذي يمكن أن يجعل رئيس حركة التوحيد والإصلاح يقبل بالجلوس داخل مقر جماعة والإحسان والتقاط صورة رسمية تعتليها صورة عبد السلام ياسين وليس صورة أمير المؤمنين ملك البلاد محمد السادس ؟

كان من الممكن أن يكون اللقاء سريا، لكنهم أرادوه لقاء رسميا علنيا والبيان المنشور على موقع الجماعة يؤكد ذلك.

سيسألني البعض : وما دخل حزب العدالة والتنمية في الأمر ؟ سأجيب بأنه يكفي الإطلاع على آخر خرجة إعلامية لمحمد الحمداوي، مرشد الإخوان في المغرب، التي أكد فيها بشكل مباشر تدخل الجماعة في كل شؤون الحزب، بل وقال بالحرف بأن “الحركة هي الأم والحزب والنقابة وجميع الهيئات الأخرى هم الأبناء ببساطة”. وإذا كان السيد بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية لا يفوت أي فرصة لإخبارنا باتصالاته الدائمة بالملك وعلاقته الجيدة به، بل وصل به الأمر إلى القول بأنه على استعداد لدخول السجن إذا أراد الملك ذلك، فما الذي يا ترى يجمع بين حركته الأم وجماعة العدل والإحسان التي لا تخفي منذ إعلان تأسيسها عداءها للملكية وعدم اعترافها بنظام الحكم الحالي بالمغرب، بل وتسعى علنا لإقامة دولة الخلافة التي لا تختلف في مضمونها وأدلة وجوب إقامتها عن دولة أبو بكر البغدادي.

تقاسم الأدوار هذا بين الحركات الإسلامية وقول الشيء ونقيضه في نفس الوقت لا يخفى على أحد من المتتبعين لمسار حركات الإسلام السياسي في العالم، بل إن كل المتتبعين للأحداث في المغرب يعرفون جيداً بأن جماعة الإحسان صوتت لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات السابقة، فضلا عن وجود أعضاء من الجماعة داخل الحزب. فما الذي يجعل جماعة لا تعترف بنظام الحكم في المغرب تصوت وتنسق سياسيا مع حزب بعينهى مع أنه يعترف بنظام الحكم ويشارك في الحياة السياسية ويقود الحكومة الحالية ؟

الهدف المشترك بين الحركة والجماعة تعلنه الجماعة وتخفيه الحركة إلى حين تقيَة، وهو إقامة دولة الخلافة. والوصول إلى الهدف المشترك يفترض وجود من يعبئ الشارع ويعدُ العدَة ل “القومة”، فيما يوجد في الطرف الآخر شريك يتغلغل داخل دواليب الدولة ويزرع رجالاته في كل المناصب ويسعى للتحكم في المشهد السياسي وإعدام باقي الأحزاب في أبهى تجليات “التمكين”. لكن الوصول إلى الهدف المنشود يستلزم قبل كل شيء ممارسة كل أنواع التقية وادعاء الخضوع لأوامر الملك، ومهاجمة محيطه في نفس الوقت، بغية عزله والاستفراد به. فليس غريباً أن يقول بنكيران بأنه مستعد لدخول السجن إذا أراد الملك ذلك، وقد سبقه إلى ذلك أباه الروحي حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان عندما كان يقول “إذا كان الشعب مع النحاس باشا فإن الله مع الملك”.

إن الخطر الحقيقي الذي يتهدد المملكة اليوم هو استمرار هؤلاء الذئاب الملتحية في الحكم، ومواصلتهم زرع رجالاتهم في كل مفاصل الدولة، وتسفيههم لكل الخصوم السياسيين. فهم مستعدون للتحالف مع الشيطان لو استلزم الأمر، وقادرون على خلق الفوضى في البلد في أي لحظة يحسون فيها بأن مخططاتهم انكشفت أو بأن الصندوق الانتخابي لن يكون في مصلحتهم. وهذا ما يفعله بنكيران وإخوانه ليل نهار منذ الانتخابات الجماعية الأخيرة، بدءًا بالتشكيك المسبق في نتائج الانتخابات المقبلة ووصولاً إلى التهديد المباشر للدولة بالفوضى في حال عدم فوز حزبه. وزيارة مقر جماعة العدل والإحسان بالأمس ما هي إلا وسيلة من بين وسائل التكشير عن الأنياب وإرسال الرسائل المبطنة للدولة مفادها أن الحزب يملك حلفاء استراتجيين يمكن الاستعانة بهم في أي لحظة إذا استلزم الأمر.

من قتل عمر بنجلون سابقا قادر على قتل غيره في أي لحظة لاحقا، ومن وجد المبررات لهجمات 16 ماي سابقا قادر على إيجاد المبررات لأي عمليات أخرى لاحقا، ومن دافع على جماعة الإخوان الإرهابيين في مصر سابقا مستعد لفعل ما فعلوه إذا استلزم الأمر لاحقا. وفشل مخططهم في المغرب لن يكون فقط بصندوق الانتخابات، بل بتجفيف كل منابع تمويلاتهم التي لا حدود لها، وتعبئة المجتمع وتحصينه بكل الوسائل للوقوف في وجه المؤامرة.

‫تعليقات الزوار

2
  • امازيغ
    الخميس 23 يونيو 2016 - 12:44

    اسيدي راه السي الحمداوي و السي الريسوني و السي الشيخي مشاو يقنعو قياديي العدل و الاحسان كي يراجعوا فكرهم و موقفهم من الملكية و المشاركة السياسية.ايوا آ سي اشيبان،كيف جاتك هاد "التخريجة" ؟ حيت دابا انت "قولتي" او هوما ضروري غاديين "يقولو"….
    للاسف،ما زال المشهد السياسي المغربي يعتمد على "الوقيعة" بين المؤسسات ولا يكاد يتحرر من فكرة "المؤامرة"!
    يا سيدي، كل ما امله،انا كمواطن، من اي حزب سياسي سيتولى شأني،هو:
    -عمل يغنيني عن مذلة السؤال.
    -بيت يلمني انا و عيالي
    -مدرسة
    -مشفى
    -قضاء عادل ينصفني
    -امن يحميني
    -جيش قوي يحمي حدود وطني
    هذا منتهى املي من اي حزب حاكم قادم،كائنا من كان،و كيفما كانت مرجعيته.
    فهل وصلتك الفكرة؟

  • حسن
    السبت 25 يونيو 2016 - 12:39

    الرجال يعملون ليل نهار ولا يخافون في الله تومة لاءم والمقنعون الدين لايعرف وجههم من قفاهم المتملقون يعزفون نغمة المامرة. يقول المثل القافلة تسير والكلاب………….تنبح.

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 24

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات