سقراطيس .. سفير اللعب الجميل

سقراطيس .. سفير اللعب الجميل
الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 02:30

سقراطيس .. سفير ” Jogo Bonito” و “Democracia Corinthiana

“لا أحب التكلم في الموضوع لكني أتمنى أن أموت في يوم أحد تفوز فيه كورينثيانس بالباوليسطا..” كانت هذه إجابة سقراطيس حين سئل مباشرة بعد نهاية كأس العالم 1982 عن رأيه في مسألة الموت. و كان ذلك ما تحقق إذ توفي عام 2011 مباشرة بعدما حصد كورينثيانس بطولته الخامسة.

لا يمكن الحديث عن سقراطيس دون ذكر برازيل طيلي سانطانا التي كان يلعب فيها دور مايسترو السمفونية.

داخل منظومة لعب تمتاز بالسرعة في الأداء و في تلقي المعلومة، و بحرية في التنقل عبر خطوط الملعب؛ احتاج طيلي سانطانا لاعبا يفوح رزانة حتى يصب على الخلطة نوعا من الاتزان و قدرا من الإحكام و الكاريزما. كان هذا اللاعب هو سقراطيس؛ بشخصيته المازجة بين مهارة كرة القدم و حكمة ميدان الطب الذي درسه و تخصص فيه إلى جانب مزاولة كرة القدم.

تميز سوقراطيس بمراوغات، تسديدات و تمريرات تتسم بطابع الفجأة؛ تبدو سهلة في الوهلة الأولى لكن عند التدقيق في اللحظة التي يتخذ قرار القيام بها ينكشف سر تمكنه من إنجاحها و عدم قدرة الخصم على إيقافها، إضافة إلى لمسات بالكعب بين الفينة و الأخرى كانت تضفي طابعا خاصا على طريقة لعب السليساو؛ فكانت كطلقة رصاص في السماء تعطي الإشارة ليتسارع إيقاع اللعب و تتواتر معه التمريرات البينية وصولا إلى المرمى.

إلا أن برازيل طيلي سانطانا بقيادة سقراطيس لم تتمكن من تحقيق لقب نسختي كأس العالم 1982 و 1986 بالرغم من الأداء الكبير الذي قدموه خلال الدورتين و نالوا به إعجاب العالم بأسره. فخلال النسخة الأولى، اصطدم خلال دور ربع النهائي بواقعية المنتخب الإيطالي الذي تمكن من إقصائه بنتيجة (2/3)، فيما أقصي خلال مونديال مكسيكو 86 من نفس الدور بعد مواجهته لفرنسا و انهزامه بضربات الترجيح. حينها أجمع الكل أن اللعب الجميل قد مات و دفن، و هذا ما تأكد بعد ذلك حين أضحت البرازيل تولي اهتماما أكبر بالجانب البدني على حساب اللعب الجميل رغبة منها في مقارعة كبار أوربا؛ معتمدين في ذلك على مهارات بعض النجوم عبر فترات كروماريو، رونالدو و رونالدينهو.

و بالرجوع لشخصية سقراطيس نلاحظ أن الكثير من متتبعي كرة القدم يجهل وجهه الثاني؛ فقد كان سفير ” Jogo Bonito” (اللعب الجميل) من صناع ظاهرة عجيبة داخل فضاء الكرة البرازيلية؛ جاءت لتخلق الحدث و الاستثناء في بداية ثمانينيات القرن الماضي.

ففي الوقت الذي كانت تعيش فيه البرازيل تحت وطأة النظام العسكري الذي لم يسلم من تبعاته حتى المجال الرياضي، إذ كان لاعبو كرة القدم يعانون من تضييقات كبيرة، حاول سقراطيس إلى جانب لاعبي كورنثيانس و الرئيس الجديد الشاب الذي كان أستاذا لعلم الاجتماع أن يخرجوا من استبداد النظام؛ فقرروا أن ينشئوا حكما خاصا بهم داخل النادي عرف ب” ديموقراطية كورنثيانس”. كان يهدف هذا النظام إلى أن يكون الحكم و القرار داخل النادي مشتركا عبر اعتماد نظام التصويت، و اعتمدوا في نظام المداخيل و الرواتب على اقتسام كل الأرباح التي يجنيها الفريق من عائدات التلفزيون و الجماهير بالعدل بين كل مكونات النادي من لاعبين و إداريين و موظفين.

كان لهذا النظام الأثر الإيجابي الكبير؛ إذ كان كفيلا بأن يمنح اللاعبين حرية أكبر خارج و داخل الميدان فغدا الملعب فضاء للتعبير في نفس الآن عن موهبة اللاعبين و حريتهم التي يدافعون عنها، و توالت الأفراح فتمكن النادي من تحقيق لقبين متتاليين سنتي 81 و 82.

رفعت بعد ذلك ” ديموقراطية كورينثيانش” سقف مطالبها فأصبح الفريق يستغل فرصة مواجهاته الرسمية لتمرير رسائله الموجهة للسياسة الرياضية للبلاد و كذلك السلطة الحاكمة؛ ففي مباراة لنهائي الباوليسطا رفع اللاعبون لافتة عريضة تحمل رسالة ” نفوز أو نهزم .. دوما تحت مظلة الديموقراطية “.

خفت ديموقراطية سقراطيس و مهاراته لمدة جانبه المظلم الذي باحت به الأيام و الذي تسبب له في أمراض عجلت بوفاته؛ إذ كان مدمنا بشكل كبير للكحول و السجائر. فلم تعنه قيمه و مبادئه على اتخاذ قرار حاسم حيال هذا الأمر، بل ربما أن ثورته في الواقع و الميدان جعلته في الأخير يدأب على فك القيود و كسر الحواجز و أفقدته ملكة الامتناع.

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 17

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات