صدر بجريدة “إلباييس” الإسبانية مقال بعنوان: لماذا ربح المغرب الحرب على الأكياس البلاستيكية؟ للصحفي المعروف فرانسيسكو بيريخيل، بتاريخ 4 فبراير 2017؛ تساؤُل صاحب المقال كان بمثابة رد فعل اندهاشي نحو النتائج التي حققها المغرب في حملته على الأكياس البلاستيكية بعدما عقد مقارنة مع بلده إسبانيا التي لا تغادر فيها مركزا من مراكز التسوق إلا ومعك ثلاثة أو أربعة أكياس بلاستيكية. المغرب اسطاع في وقت وجيز لا يتعدى الستة أشهر القضاء على كل أشكال التعامل مع هذه المادة ( تصنيع، استيراد، تسويق، استهلاك…).
طبعا، حملة “زيرو ميكا” كانت مختلفة عن كل الحملات السابقة وفي كل الميادين؛ بحيث كانت العقوبات صارمة ولا تشجع على حالات العود، ونتائجها لا تحتاج إلى كثير من الإحصائيات، فيكفي النظر إلى شوارع المملكة لرؤية التغيير؛ والفضل يعود، حسب وزير الصناعة، مولاي حفيظ العلوي إلى عمليات المراقبة في وحدات التصنيع ونقط البيع، ومراقبة نقط الحدود لمنع عمليات التهريب.
في نهاية المقال تساءل الصحفي، وتساءلتُ معه، عن سر تلك النجاعة التي ميزت حملة “زيرو ميكا” ولماذا لم نستفد منها على مستوى آليات التخطيط والتنفيذ؟ لمواجهة ظواهر أخطر من الأكياس البلاستيكية، كحوادث السير التي وصل عدد ضحاياها إلى 3565 قتيل سنة 2015.
بعبارة أخرى، تعميم تجرة “زيرو ميكا” على باقي الوزارات، لنجد مثلا “زيرو تدخين في الأماكن العامة”، “زيرو استغلال للملك العمومي”، “زيرو حوادث سير”، الصحفي سرد هذه الأمثلة بعيون سائح يقلقه دخان السجائر في المطاعم والأماكن العامة، وفوضى أرصفة الشوارع، أما من خبر أعطاب المغرب، فلن يكفيه لا الزمان ولا المكان لسردها، بدءا بالأقطاب الكبرى، التعليم والصحة، مرورا بباقي الأمراض التي يعاني منها المجتمع. ولتكن “زيرو ميكا” بداية الطريق.