من هو البلطجي؟

من هو البلطجي؟
الخميس 7 يوليوز 2011 - 01:12

البلطجية.. هكذا يلقبونهم في مصر, وفي اليمن بلاطجة, وفي سوريا شبيحة, وفي المغرب شماكرية, تعددت الأسماء والفعل واحد, إنه ” البلطجة “: مصطلح رافق كل انتفاضات الربيع العربي, و راج بشكل قوي ولا يضاهيه في ذلك إلا عبارة “الشعب يريد…” .

فمن هو البلطجي إذن ؟

• إنه أولا أحد الضحايا الأساسيين للسياسات العمومية للحكام وفي نفس الوقت فهو يساهم في دعم بقاءهم في السلطة, هو ضحية الجهل والأمية والفقر لكنه يقف إلى جانب من تسبب له في ذلك.

• إنه يشكل احتياطا بشريا مناهضا, بشكل لا واع, للتغيير و في نفس الوقت هو من اكبر المستفيدين المحتملين منه, يصنع الحدث ويكون ضحيته, يدعم رجال السلطة لكنه قد يفضحهم أيضا, يخرجهم من المأزق أحيانا ويضعهم فيه كذلك, يعبر عن ولاء عنيف ومطلق لولي نعمته, لكن في لحظات الهزيمة يصبح من أنصار العداء المطلق والعنيف اتجاهه.

• إنه يعبر عن “براءة سياسية”, لكنه لا يخلو من همجية عنيفة, يدفعك إلى القرف والاشمئزاز كما قد يثير فيك الضحك والسخرية, يبدو وسيلة لتحقيق أهداف الآخرين لكنه لاينسى أهدافه الخاصة.

• إنه يبدو كائنا معاديا للتغيير, وفي لحظة ما قد يصطف إلى جانبه دون إحساس بالمفارقة, فهو يصنعها ويعبر عنها كذلك. يبدو حاذقا في الممارسة لكنه لا يخلو من غباء في التفكير, قد يسيء لمن يعتقد انه يحسن إليه, و يحسن لمن يعتقد أنه يسيء إليه, يبدو شجاعا حد التهور لكنه يحمل معه جبنا عميقا وحادا, هو لا يعرف ما يريد لكنه يعرف ما يريده الآخرون, يجعلك متعاطفا معه و أحيانا يدفعك إلى القول بأنه يستحق وضعه, قد تكون معه ويكون ضدك, و يكون مع الآخرين وهم ضده, يقوم بحملة للتصويت ب ” نعم” ويصوت ب “لا” , هو مع الشئ وضده : إنها مفارقات البلطجي.

• يبدو ناخبا جيدا و وفيا لمرشحيه لكنه قد لا يملك بطاقة الناخب , إنه يضع نفسه تحت الطلب لكن له أيضا مطالب, فهو لا يعي ما يفعل لكنه يمارس أفعاله بشكل واع, يبدو مسئولا و غير مسئول في نفس الوقت, قد يتورط, بشكل مباشر, في سرقة “المال الخاص” في حين يساهم, بشكل غير مباشر, في سرقة” المال العام “.

• يكرهه السياسيون ويحبونه أيضا, يعجبون به أحيانا ويحتقرونه كذلك, هو مصدر سعادة البعض وتعاسة البعض الآخر, له علاقة بالسياسة ولا علاقة له بها, يسخرون منه في السر لكنه قد يجعلهم مثار سخرية في العلن, يساهم في الحد من العزوف السياسي و الانتخابي, لكنه يقتل السياسة و الانتخابات, باختصار: إنه بقدر ما يكون مفيدا في الحاضر يكون مضرا في المستقبل.

• يكون جديا على مستوى الفعل و ساخرا على مستوى القول, يطلبون منه أن يرفع شعارهم, لكنه قد يفرض شعاره الذي يدمر شعارهم, يشعر أنه يتبث ذاته أثناء بلطجته لكنه يفقدها أيضا, فهو يعرف أنه لعبة في يد ذوات أخرى.

• يبدو أن للبلاطجة هدف واحد, لكن لكل منهم أهدافه الخاصة, يعبرون عنها بشكل جماعي, لكن لكل منهم إستراتيجية فردية خالصة, رأيناهم يحملون جنسيات متعددة لكنهم يمتلكون هوية واحدة, هم مع الجميع و ضد الجميع, هم مع البعض و ضد البعض, قد تشعر أنهم معك وضدك في نفس الوقت, يبدون مسالمين حين يكونون معك و عنيفين حين يكون ضدك, قد يسخرون ويكونون مثار سخرية, باختصار إنهم الشيء ونقيضه.

• و للبلطجي أيضا خصائص وأدوار أخرى …

‫تعليقات الزوار

10
  • أبو أشرف
    الخميس 7 يوليوز 2011 - 13:04

    كل هذه الصفات شاهذنها ولاحظناها على أرض الواقع أخي ، إن هؤلاء الأشخاص (البلطجية) ما هم إلا ضحايا الجهل والأمية والفقر والحرمان ، مهما فعلوا فعلينا أن نتحملهم، و نتمنى لهم الشفاء العاجل إنشاء الله لأن حالتهم حالة مرضية بكل المقاييس.

  • جنيني
    الخميس 7 يوليوز 2011 - 13:12

    تأخد كلمة "البلطجة" معنى قدحيا ،هذا لا شك فيه .لكن إذا ما حاولنا أن نفكر الكلمة ونتداولها كمفهوم فالأمر لا يخلو من صعوبة عند محاولة الإمساك به ؛ فهو مفهوم زئبقي تنفلت منا معالمه كما تنفلت حبات الرمل من بين أصابعنا . ربما لعدة أسباب لعل أهمها أن لا أحد يعترف بأنه بلطجي ويقوم بالبلطجة حتى عندما تفضح التقنية ممارسته .لكن يجب أن لا ننسى أن البلطجة باعتبارها عنفا فيها ما هو مادي ورمزي ، لكن قلما نلتفت لهذا الآخير لأنه لطيف وممارسيه قد يسمونه بمسميات سياسية متعددة ، لكن الكل يضع بصمته في زمن البلطجة

  • ابو منصف
    الخميس 7 يوليوز 2011 - 14:02

    البلطجي مصطلح مستورد و اكره المصطلحات المستوردة من الخارج و كانه ليست لدينا خصوصياتنا
    الشماكرية عندنا هم العاطلون الذين يتعاطون المخدرات بكل انواعها و لا علاقة لهم بالسياسة لا من قريب و لا من بعيد و بالامكان الاستعانة بهم من لدن اي شخص بمقابل مادي سواء من اجل الخير او الشر و هدفهم الاول هو الحصول على المال فقط لا غير

  • مغربي
    الجمعة 8 يوليوز 2011 - 11:18

    مع كل تلك الحالة المزرية التي عليها اولئك الضحايا رتين هم ابناء شعبنا وإخوتنا الذين علينا مسؤولية إعادة إدماجهم وتاهيلهم بدل اإلإهمال الذين يعيشون فيه الان مع كل ابناء الشعب المغربي
    لكن منهم الأذكياء والأحرار اللذين قد ينقلبوا في أي لحظة ضد مستغليهم عندما تتبين لهم خيوط الفساد التي تلعب بهم
    اما الماجورون فيكفيهم ذلك السقوط الأخلاقي وذلك الحضيض افنساني

  • محمد زيداني
    الجمعة 8 يوليوز 2011 - 21:08

    محاولة تقترب من بدل المجهود أكثرمنها من ملامسة المعنى الحقيقي للبلطجي باعتبار هذا الأخير مصطلح دخيل ذو أصل شرقي ويحمل من الدلالات ما قد لاستطاع على الواقع الغربي ذو الخصوصية الثقافية والمكون السوسيولوجي الخصب.
    عذرا حسن

  • مغربي
    السبت 9 يوليوز 2011 - 20:50

    المغاربة يشرحون كل شيء حسب أهوائهم . البلطجية والمدافعون عن المخزن يقصدون بها الناس الدين يخالفونهم الرأي .فالاسلاميون يتصرفون على أن كل من هو غير ملتحي كأنه غير مسلم مثلا يمكن أيقول لملتح أو محتجبة أمامك السلام عليكم ولا يقولها لك . معنى آخر عندنا من هو ليس معي فهو عدوي. فكثيرا من الناس يدعون الديموقراطية وهي منهم بريئة. وكثيرا يدعون الاسلام وهو منهم بريء.

  • أمين
    الإثنين 11 يوليوز 2011 - 20:37

    البلطجي كلمة دارجة في العاميات الشرقية وخاصة المصرية
    وهي في الأصل تعني حامل البلطة (أي آلة قاطعة من اللغة التركية)وهؤلاء شريحة من قاع المجتمع لا يشتغلون ابدا لحسابهم الخاص إنما يشكلون جيشا احتياطيا للمفسدين وقد تم استعمالهم على الدوام خلال الحملات الانتخابية. وقد تم اكتشاف دور جديد أثناء الربيع العربي والمتمثل في مطاردة المناضلين والاعتداء عليهم جسديا حتى يتم إرهابهم

  • سمير
    الثلاثاء 12 يوليوز 2011 - 12:40

    اعتقد انك من الاشخاص الذين يعيشون خلف حواسبهم وليس لهم علاقة بالواقع خشية من المشاكل.. أتعجب من هولاء الاشخاص المدافعين عن الوضع الحالي ولا ينزلون الى الشوارع ليعبروا عن ذالك.. اعتقد لأنهم جبناء(هنالك مثل يقول، ما لم يعبر عنه فهو غير موجود) ادن المجود الان هو 20فبراير.. المهم أدا اردت معرفة الشماكرية او البلطجية او الشبيحة الذي يتحدت عنها صاحب المقال فانزل يوم الأحد الى الشارع لتراهم بأم عينك،إذاك علق كما تشاء. كنت في شارع محمد الخامس يوم الأحد،وشاهدت ما تحدث عنه هذا المقال.. وصف دقييييق..

  • أبو إيناس
    الثلاثاء 12 يوليوز 2011 - 22:54

    أتفق مع صاحب التعليق رقم 6. البلطجة كلمة دخيلة على القاموس السياسي المغربي. وعمرها لا يتجاوز بضعة أشهر. وتستعمل بشكل سيء. يستعملها الكل ضد الطرف الآخر يعني صاحب الرأي الآخر. وهو نعت قبيح ومحاكمة للنوايا بشكل سطحي. وأعتقد أنه في غالب الأحيان تستعمل هذه الكلمة بشكل قمعي وضدا على حرية التعبير وتحقير الموقف السياسي الآخر وهذا لم يسلم منه حتى صاحب المقال.

  • GRENADE
    الأربعاء 20 يوليوز 2011 - 20:27

    OUI C EST OUI DIT .IL FAUT SAVOIR L ACOUSE DE CHAQUE PHENOMENE APRES JUGER

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات