موسم الصالحة للا تعلات ذكرى لمن كان له قلب

موسم الصالحة للا تعلات ذكرى لمن كان له قلب
الخميس 15 مارس 2018 - 11:08

تعتبر الولية الصالحة للا تعلات من أشهر العابدات فِي الجنوب المغربِي على الإطلاق، تشكلت محبتها في الوجدان الروحي للسوسيين منذ عهود مضت، بحكم صلاحها، وبركتها، ونالت عند السوسيين درجة لا أبالغ إن قلت بأنه: لا يوجد لها نظير عندهم؛ مقارنة مع باقي العابدات الأخريات، منذ أن تشرفت سوس بالإسلام إلَى الآن.

وجرت العادة أن يُقام موسمها السنوي في الخميس الأول من مارس الفلاحي1 ويصادف هذه السنة 2018-1439 الذكرى 231 لأنها توفيت كما قال المختار السوسي: يوم “الأحد 10 شوال 1207هـ، في تَاسْـكْدْلْتْ..2” .

ذكرى موسم تعلات هذه السنة 2018 يصادف الذكرى 184:

أخبرنِي فقيه مدرسة تعلات سيدي الحاج محمد؛ أن الاحتفال بموسم تعـلات بدأ العمل به بعد وفاتها بـ: 48 سنة، والصالحة المذكـورة ماتت سنة 1207 هجرية، فيتعين -وَفق هذا التقدير- أن يكون أول احتفال بموسم تعلات وقع سنة 1255 هجرية، واستمر -حسب شهادات المؤرخين- دون انقطاع منذ ذلك الحين إلى الآن، فاقتضى النظر؛ أن تصادف مناسبة هذه السنة (1439-2018) الذكرى 184؛ لتأخر بداية الاحتفال بالموسم، عن وقت الوفاة بنصف قرن تقريباً.

أصلـها ونبذة من كراماتها:

هي فاطمة بنت محمد، من بني علا الهلالية، وأصلها من بني عبلة، فرع من “بني الحسن” قرية تَاسْكْدْلْتْ -إقليم اشتوكة أيت باها- توفيت عام 1207هـ، الموافق لـ: 1793 ميلادية، قال عنها معاصرها العلامة سيدي امحمد الحضيكي فِي كتابه الطبقات: “رابعة زمانها كانت رضي الله عنها اليوم من الصالحات، القانتات، الصابرات، الخاشعات، الذاكرات لله كثيراً.. قد انتشر صيتها، وعم بلاد السوس والغرب، وأثنى عليها الناس، وفشا وذاع ذكرها بالولاية والصلاح عند الخاصة والعامة في جميع الناس..3”.

وإن تعجب من ذيوع صيتها؛ فعجب تأخرها عن وفاة الحضيكي بـ: 18 سنة، ورغم ذلك ترجم لها، فخلد ذكرها، مما يدل على شدة شهرتها فِي الصلاح منذ وقت مبكر من حياتها، مع العلم أنه رحمه الله ترك كثيراً من كبار العلماء المشهورين، والصلحاء الأتقياء المعاصرين له، لم يترجمهم.

فقد أشار صاحب الطبقات كذلك إلى بعض كراماتها، فقال عاطفاً عليها: “حتى إنها تحضر مع الأولياء الصالحين، والصالحات في بيعة بعض ملوك المغرب..4” ولا شك أنها عالمة وفقيهة، لأن مؤرخ “ئلالن” (هلالة) العلامة المرحوم سيدي محمد البقدوري ذكر فِي كتابه: تاريخ قبائل هلالة “أن لها قصائد شعرية كثيرةً باللغة الأمازيغية السوسية فِي موضوع التوسل، والنصائح، ومدح الرسول..5”.

من هم السلاطين الذين عاصرتهم للا تعلات ؟

وُلدت الولية الصالحة فاطمة للا تعلات في الربع الأول من القرن الثاني عشر الهجري، فعاصرت بذلك ثلاثة من سلاطين الأشراف العلويين على طول النصف الأخير من القرن المذكور، وصدراً من الذي يليه، بدءً بالسلطان عبد الله بن إسماعيل [1141-1171هـ] ومروراً بابنه السلطان سيدي محمد بن عبد الله [1171-1204 هـ] في حين أدركت في آخر حياتها أوائل عهد السلطان سليمان بن محمد بن عبد الله [1206-1238هـ]6 وتوفيت في السنة التي تلت اعتلاءه للحكم .

ولئن كانت وفاتها سنة 1207 هجرية، وافترضنا رجماً بالغيب أن عمرها ما بين الستين والسبعين؛ فستكون ولادتها سنة 1137 هجرية أي: في أواخر عصر السلطان مولاي سليمان العلوي [1082-1139 هـ] فتكون بذلك عاصرت أربعة سلاطين ظناً7 وثلاثة يقيناً.

مستجدات موسم للاتعلات هذه السنة 2018 :

جرت العادة في كل المواسم أن تقع فيه بعض المخالفات، مصحوبة ببعض الظواهر الغريبة التي تعكر جمال تنظيمه، فيلتقط المشرفون تلك الإشارات، ويدَوِّنونها لتُستدرك في المواسم المقبلة، ويقننوا لها شروطاً جديدة لتفادي الأخطاء السابقة، والتصدي للتصرفات الطائشة “ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيي عن بينة8”.

وقد أفادنِي قبل أيام بعض المشرفين على تنظيم موسم الصالحة للا تعلات بمعلومات مفادها؛ أن هذه السنة عرفت ست مستجدات أربع منها تتعلق بموسم الطلبة، وأخرى تتعلق بموسم خاص للنساء الخميس المقبل 22 مارس 2018 وهاك ملخصها:

الأولـى: طبع البرنامج الخاص باللائحة التي يضم المدارس المشاركة في الموسم، ويوزَّع على مقدمي جميع تلك المدارس، جمعاً بين اطلاعهم على المدارس المشارِكة للتعارف والتآزر، ومعرفة ترتيب مدرستهم في نوبة “تاحْزّابْتْ” وعادة ما تتقدم مدرسة تسكدلت هذه اللائحة باعتبارها معقل الولية الصالحة، ثم تنالت.. وهلم جرا.

الثانية: تمييز الفرق بين المدرسة والمجموعة، لأن كثيراً منها تعتبر نفسها مدرسة، فيخيل للمنظمين أنها مدرسة عتيقة يشرف عليها فقيه مشهور، له طلبة علم يدرسون عنده، فتبين بعد البحث والتقصي؛ أن تلك المجموعات عبارة عن تلاميذ وطلبة “مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء9” فيتجمعون هناك، ويتفقون على اسم محدد فيُسَـمّون لأنفسهم: “المدرسة” بالوضع، وإذا لم يعجل المشرفون بالتمييز بين المجموعة والمدرسة؛ فسيكون أقسامه ثلاثة مستقبلاً.

الثالثة: أن هذه السنة انضافت إلى تلك اللائحة مدرستان علميتان عتيقتان في إقليم طاطا لأول مرة، وهكذا تتسع شهرة موسم تعلات، لتتغلغل في العمق الصحراوي، علماً بأن السنة الماضية 2017 شاركت مدرسة علمية عتيقة من العيون، ومن السابق لأوانه منذ الآن الحديث عن مشاركة باقي المدارس العتيقة بالداخلة، وأوسرد، في السنوات المقبلة، وكيف لا وما من عام والحمد لله؛ إلا والذي بعده خير منه.

الرابـعة: أن بعض المحسنين بأيت باها دأبوا لسنوات طوال على استقبال طلبة مدرسة تنالت وغيرها من المدارس المجاورة لها، فيستضيفونهم بما جرت به العادة من الكرم والإحسان، وهذه السنة قرروا أن يقسموا ريع تلك المناسبة نقداً على جميع المدارس المشاركة في موسم تعلات.

سبب استـحداث موسم للا تعلات:

يغلب على الظن الموشك لدرجة اليقين؛ أن الموسم استُحدث أصالة بسبب المكانة الروحية للصالحة للا فاطمة تعلات عند عامة الناس، بحكم صلاح حالها، وورعها، ومن ثم يتداوله الخلف عن السلف، فشاعت محاسنها وفضائلها، وتواترت كراماتها بين العباد فِي البلاد، فبدأت تدور على الألسنة، فصادف ذلك هوى في نفس فضلاء الهشتوكيين وعلمائها فتمكنا، وكان قصدهم بالجملة أن يكون موسماً قرآنياً خاصاً بحفظة كتاب الله، يرثون فيه من بركة ميراث الصالحة للا تعلات بالفرض والتعصيب، فكأن لسان حالهم يصدق عليه معنى قوله تعالى: “ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين10”.

فتواردت هذه الخواطر، ووقع الحافر على الحافر، ليندفع أهل هشتوكة طراً إلى استحداث هذا الموسم، فسنوا هذه السُّـنّة الحميدة المندرجة تحت عموم قوله صلى الله عليه وسلم “من سن سنة حسنة فله أجرها..11” وما زالت باقية إلَى اليوم والحمد لله، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله.

وقد كان الموسم يعج بكبار القراء في المغرب، ويتنافسون فيه صقلاً لمواهبهم، واستنهاضاً لهممهم، وتحفيزاً لهم على مزيد من الطلب والتحصيل، وربما يمتحنون أثناء القراءة لتمييز “أوْرَّاشِيْ” عن “إِمْزّْوِي”12 وهذا ما نبه إليه صاحب المعسول لما قال عن موسم تعلات، وسائر المواسم الدينية المقامة بهشتوكة: “فصارت تلك المواسم للطلبة؛ مثل الامتحانات كل سنة في هذا العصر الحاضر..13”.

مشاركة مدارس قرآنية بمدينة العيون سنة 2016:

من الأخبار السارة التي تثلج الصدور؛ أن المدارس القرآنية الجديدة تتزايد، فقد جرت العادة مشاركة عدد من المدارس القرآنية والعلمية بجهة أكادير بمدنها الخمس، بل امتدت المشاركة لتشمل جهة مراكش أسفي، كمدرسة بوعنفير بشيشاوة، والصويرة، والحوز، وبلغ تأثير هذا الموسم أقصاه لما امتد إلَى مدارس دكالة، وعبدة، وورززات، والدار البيضاء.

بل انضمت في سنة 2016 مدارس في العمق الصحراوي فشاركت في نوبة “تحزابت” وكم هو جميل يا جميل أن ترى مدرسة قرآنية سجلت نفسها في اللائحة الرسمية تحت رقم 81 باسم مجموعة طلبة ولاية عيون الساقية الحمراء ووادي الذهب، لابسين أقمصة صحراوية، ويقرؤون بطريقة جماعية، تتخللها نغمات عذبة، وزاد من جماليتها تلكم اللكنة الصحراوية الظاهرة، تتعالى عنان السماء، في تمازج قرآني بديع، تلتقي فيه أصالة الأعراف الصحراوية بأنصع صورها، ومعاصرة تلاقحها بالتقاليد السوسية بأبهى مظاهرها.

ومن المرتقب هذه السنة أن تنضاف مدارس أخرى جديدة فِي الشمال، وسيكتمل بذلك عِقد المدارس القرآنية بالمغرب بأكمله، مما سيجعل من موسم تعلات *الموسم الوطنِي للقراء* بعد أن كانت حكراً ولفترات طوال؛ على جهتي سوس ومراكش، ومن شأن ذلك أن يلهب أسعار الكراء إلَى درجة تفوق الخيال أحياناً، لتزايد الزوار، وتكاثر الضيوف، وضيق المكان.

أثمان كراء المحلات والأراضي بتاعلاط سنة 2017:

استقيت من معلومات محلية ما يفيد أن المشرفين على الطلبة كالفقهاء، والمقدَّمين يكترون منازل متوسطة بثمن قدره 3000 درهم، تمتد لثلاثة أيام؛ الأربعاء، والخميس، والجمعة، وإن كانت كبيرة فـ 4000 درهم، وما كان الله ليضيع إيمانهم، أما دون هذين الثمنين فكثير، بل هناك من يكتري أراضي خاوية على عروشها دون بئر بـ 1500 درهم، ويضع عليها المكتري خيمة طيلة مكثه في الموسم، وينتفع القاطنون هناك في هذا الموسم مادياً، ومنهم من يسلم منازله وأراضيه مجاناً دون مقابل؛ رجاءً لبركة الولية الصالحة.

موسم تعلات بين الأمس واليوم:

كان موسم للا تعلات يكتظ بالقراء، والمحزبين حتى ضاقت بهم رحاب المسجد، فيتناوبون فِي قراءة الأرباع المعهودة بالتتابع، وربما يصادف أن تفتتح مجموعة القراءة، وبجانبها أخرى سبقتها، ولا تريد كل منهما أن تتراجع، فيقع نوع من الاختلاط فِي الأصوات، فيَـفْقِد المستمعون حلاوة القراءة الجماعية.

ولقد أتى على الطلبة السوسيين حين من الدهر لم يكن ما عهدوه شيئاً مذكوراً، واستمروا على ذلك في العصور الأخيرة، بل ربما تنتظر مجموعة نظيراتها فِي زاوية بعيدة قد لا تصلها النوبة إلا في وقت متأخر من الليل؛ فتسعى هي الأخرى إلَى القراءة، ومن ثَم تتسابق أصوات المحزبين في المقصورة، وتتناغم من جهة أخرى مع تلك الأصوات الروايات القرآنية الأخرى برواية ورش، وكذا رواية المكي، والبصري، وحمزة، بالجمع غالباً، وبالإفراد نادراً14.

وكل هذا جعل البعض يرى عدم جواز ذلك شرعاً، لاختلاط الأصوات، مما مهد الطريق لظهور أقوال أخرى ترى بأن قراءة القرآن جماعة بدعة منكرة، ومن لغا فلا موسم له، فناسب أن يجتمع عقلاء القوم، وأعيان المنطقة، ومشاهير علمائها لإيجاد صيغة توافقية تعيد النظر فِي الأعراف السائدة والتقاليد المرعية للبنية العامة لتحزابت بموسم للا تـعلات.

تحزابت بموسم تعلات من التقليد العرفِي إلَى التقنين النظامي:

استقيت معلومات من المشرفين على الموسم مفادها؛ أن تقنين تحزابت بدأ العمل به حوالَي سنة 2013 وإن كانت إرهاصاتها بدأت منذ سنة 2009 وما زال العمل بذلك ساري المفعول إلَى الآن، وطريقة تنظيمه؛ أن يعلن المشرف على ترتيب تلك المدارس أمام الملأ عن اسم المدرسة التِي ستبدأ في ربع الحزب الذي انتهى به التفويج في الموسم الماضي، حسب تتابع ربع الأحزاب وفق الترتيب القرآنِي .

وتبتدئ قراءة تحزابت من أذان صلاة العشاء ليوم الخميس، وتستمر على طـول الليل على طريقة التفويج فرقة عن فرقة، مستمرين على ذلك بكرة وعشياً، مصبحين وبالليل حتى أذان صلاة الصبح ليوم الجمعة آنذاك تنتهي تحزابت.

ومن طرائف ما وقع فِي سنة 2015 أن إحدى المجموعات تتلهف بشوق وشغف أن يصل دورها، وما إن وصل حتى فوجئوا بأذان صلاة الصبح، بمعنى أن باب تحزابت قد سد، إلَى العام المقبل، وأن المشرف العام على المجموعات قد ألقى وراءه إشراف التنظيم إلقاء موسى للألواح.

لكن مقدم المجموعة لَم يتمالك نفسه فسارع على خلاف العادة محزباً قوله تعالَى: “فيلقاتل”15 بعد رفع الأذان، والمصلون بعد أداء رغيبة الفجر واقفون فِي الصف ينتظرون انتهاءهم من تحزابت قصد أداء فريضة الصبح، لأن انتظار النوبة إلَى العام المقبل في نظر تلك المجموعة ربما قد لا يصل دورهم، لأن برنامج المجموعات يلغى تلقائياً في كل سنة، ولا عبرة بترتيب السنة الماضية، لأن كل عام يتجدد فيه الترتيب.

وقد جرت العادة قديماً -كما سبقت الإشارة- أن تفتتح مدرسة “تَاسْكْدْلْتْ” موسم تعلات لعراقتها وقربها من الضريح، وحلت محلها الآن مدرسة تعلات، وهي التِي تفتتح باب تحزابت بمفاتيح استلهمتها من قدسية مكانها، ثُم بعدها مدرسة تنالت، تفاؤلاً ببركة العارف بالله سيدي الحاج لحبيب التنالتي، ومكانته الروحية والاجتماعية.

أما الآن فتضع اللجنة المشرفة لائحة تتضمن جميع المدارس التِي أبدت رغبتها في المشاركة بالتفويج داخل المقصورة، وسجلت مدرسة “إداومنو” في السنة الماضية في الرتبة الثالثة بعد تعلات و”تنالت”، ثُم مدرسة “ئِكُونْكَا”، و “سيدي سعيد أومسعود” أيت ميلك، و “سيدي بوسحاب”، و “سيدي بورج إداوبوزيا”، و “سيدي سعيد الشريف”، و “سيدي بومزكيد”، و “سيدي عبد الله البوشواري”، و “سيدي إبراهيم أوعلي أيت وادريم”، و “تمزكيدا واسيف”، و “أيت اعزا”، و “المسجد الكبير تيكوين”، وهكذا حتى انتهت اللائحة بمدرستَيْ زاوية أموال امتوكة بشيشاوة، وأزرو بأيت ملول، تحت رقم قياسي وصل إلَى 94 مدرسة، وذلك وفق جدول زمني دقيق يتم التناوب عليه طيلة ليلة الجمعة.

لكن عدد المدارس التِي حضرت السنة الماضية تفوق 170 مجموعة، مما يدل على أن التسجيل الرسمي شمل فقط نصف المجموعات وزيادة؛ أما الأخرى فتُـفضل القراءة خارج المقصورة فِي البيوت، والمنازل، والخيام.

استئناف التفويج عن طريق تحزابت هذا الموسم:

لا غرو أن المجهودات لتحيين لوائح السنة الماضية 2017 جارية على قدم وساق، ومن المتوقع أن تفتتح مدرسة تعلات هذا الموسم بحزب “الله لا إله إلا هو”، أو (جلالة) بتعبير القراء، وبه استفتحوا السنة الماضية، لأن العام ما قبل الماضي 2016 بدؤوا بالموطن الذي وصله التفويج سنة 2015 وهو ربع “فطاف” واستمرت تحزابت بالتفويج طبقاً عن طبقاً حتى انتهت بصلاة الصبح عند قوله تعالَى “فليقاتل” ومن ثَم ستبدأ هذه السنة بحزب: “إنما السبيل”.

القراءة الجماعية طيلة الموسم فِي أرقام:

اتضح أن العام ما قبل الماضي 2016 قرأ الحزابون 13 حزباً إلا ربع واحد، بمعدل أربعة أرباع لكل حزب16 فتحصل مما ذكر؛ أن 13 حزباً قرأته 52 مجموعة، ولابد أن ننقص من الجميع ربع واحد لنحصل على عدد المجموعات بالتحديد التِي التزمت بتفويج تحزابت في السنة ما قبل الماضية 2016 وهي 51 مجموعة، مع العلم أن عدد المجموعات المسجلة بالجملة هي 91 مجموعة، بمعنى أن ما يقرب من نصف المجموعة لم يشاركوا، ولذلك يفضل غالبهم المنازل والخيام، وحبذا لو استدرك المشرفون ذلك هذه السنة، ويعتمدون ثُمن الحزب بدل الربع، لمشاركة الجميع، وهناك بعض المدارس القرآنية الكبيرة تتعمد ختمه طيلة الموسم عن طريق تحزابت.

وأخبرني والدي17 هذه السنة 2018 بأن موسم الطلبة بسيدي أبو الفضائل في بلدنا الساحل الذي مر قبل أيام، قرأ فيه الطلبة عن طريق تحزابت 42 حزباً، حيث بدؤوا بحزب (ربما) وختموا السلكة، فشرعوا في أخرى حتى وصلوا إلى حزب (يستبشرون) بمعنى أنهم قرؤوا 42 حزباً، وعددهم 545 طالباً، مع العلم أن عدد الطلبة في تعلات تجاوز موسم أبو الفضائل بأضعاف مضاعفة، يعدون بالآلاف أو يزيدون، ورغم ذلك قرؤوا 13 حزباً، فاقتضى الحال على أقل تقدير أن يختموا فيه السلكة في كل موسم، لأن العبرة بدقة التنظيم، لا بكثرة العدد.

وتشير بعض الإحصائيات إلَى أن عدد الطلبة في السنوات الماضية بموسم للآ فاطمة تعلات وصل إلَى 15 ألف طالب، هذا دون عَدِّ الزوار، والضيوف، وأصحاب الحرف، وعامة الناس، ولا يبعد أن يصِلوا هذه السنة إلَى سقف 20 ألف طالب.

الدعاء الأول: وآخَر فِي الثلث الأخير من الليل:

كثيرون خفي عليهم أن الدعاء يكون مساء الخميس ليلاً، الأول: فِي الثانية عشرة ليلاً، والثانِي: بعده بساعتين فِي الثلث الأخير من الليل، ويعمد المشرف على تفويج المجموعات إلَى إشعار السادة القراء بالدعاء، وهي عادة قديمة جداً دأب عليها السادة العلماء خلفاً عن سلف، فيلْتَـئِم الجميع متخشعين متضرعين رافعين أكفهم إلَى الباري جل وعلا أن ينصر أمير المؤمنين، وسائر الأسرة الملكية ليشمل الدعاء بعد ذلك عامة الناس، والزوار، والمحبسين والضيوف.

ثم تستأنف تحزابت حتى الثلث الأخير من الليل، فيقومون للدعاء الثانِي، وغالباً ما يدعو فقيه مدرسة تعلات سيدي الحاج محمد لعوامي، أو من يقدمه السادة الحاضرون ممن أنسوا منه إجابة الدعاء، فيجب على السادة الزوار أن يغتنموا هذه الأوقات المباركة، لأن فيها ينزل ربنا إلَى السماء الدنيا فيقول: “هل من تائب ؟ هل من سائل ؟هل من داعٍ ؟ حتى ينفجر الفجر18” والملائكة تحف المجلس، والسادة القراء محيطون به من كل جانب، ولا ينبغي للعاقل أن يبتعد على مثل هذه المجالس .

موسم للا تعلات بين المنفعة الدنيوية والأخروية:

لم تقف العوائد الجارية في موسم للا تعلات عند حد قراءة القرآن الكريم وتدريسه ومدارسته؛ بل هو مناسبة كذلك لشراء مستلزمات الطلبة السنوية كالكتب، والمصنفات الطوال حيث تكثر في الموسم مصورات ”الأرجاز” و”الأنصاص”، و”دفاتر لأسطار أوفلا”، و”كنانيش تنصين”، و”رموز القراءات”، و”جمع القرآن لأعجلي”، وكتاب: الطب لمحمد بن علي البعقيلي المشهور بـ: ”الطب البعقيلي”، فضلاً عن ”الصلصال”، و”الدواة”، و”السمخ”، و”أقلام القصب”، والكرار المعروف محليا بـ: ”تمكراجت” أو أكراج، وكذلك المتفقهة يقتـنون تقارير المتون العلمية كالآجرومية، وابن عاشر، والزواوي، والجمل، والألفية، وغيرها من المتون المتداولة فِي المدارس العتيقة، وإذا جاد المحسنون يجود الطالب على نفسه، فيزيد ليقتني أثواب الجلابيب، أو الأقمصة دون نسيان التمر، والحلاوى التي تهدى للأحباب والعائلة، وتؤكل هذه المكسرات بنية التبرك بالمكان، وتفاؤلاً بمكانة الصالحة للا تعلات.

الطرق الصوفية في موسم للآ تعلات بين الامداد والاستمداد:

يخطئ من يظن أن موسم تعلات خاص بالطلبة والقراء فحسب؛ بل لأشقائهم الصوفية فيه منهم نصيب، ذلك أن موسم السادة الناصريين يبتدئ يوم الخميس الأول من فبراير الفلاحي، وبينه وبين موسم الطلبة شهر تقريباً، حيث يجتمع فيه عدد منهم سيما من أيت باها، وباقِي مداشر وقرى اشتوكة، بشكل عام، وجهة أكادير بشكل أعم.

وقد اجتمعوا كعادتهم السنة الماضية (2017) على أوراد قارة مستمدة من الأذكار النبوية، وينشدون أنواعاً من التوسلات، ويسردون قصائد ”أَوْزَالْ19”، ويلهجون بابتهالات خاصة ممزوجة بالوعظ الشلحي الموزون، كل هذا مع رقائق مؤثرة مستلهمة من سِـيَر الصالحين والعارفين، قَلَّ ألا تذرف عينُ من سمعها بالدموع، ومَجْمَعهم مجمع الخير والإفادة، يمتزج فيها ترقية السلوك، بتزكية النفوس، وتتلاقح فيه الأرواح، كل هذا مع ضيافة حسنة، وكرم حاتمي.

وبالجملة فمجالس السادة الصوفية فيها المديح والإصغاء، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، ولو تجاوزنا عرضاً عن هذه الفوائد، وننتقل وباستحياء إلَى أخبار الموائد؛ لوجدنا أن هذه السنة عُدّت لهم موائد كبيرة تجاوزت سبعين فِي مجمع بهيج ضم حوالَي 600 مريد، والقصد من إيراد كل هذا التعريف به، وربما يعده البعض حشواً وفضولاً، وإنما أثرته؛ لأن التاريخ السوسي سيحتاج مستقبلاً هذه المعلومات الدقيقة، والتفاصيل الجزئية.

موسم النساء للا تعلات: الخميس 22 مارس 2018 .

للنساء عادات خاصة، وتقاليد محددة في زيارة موسم الصالحة للا تعلات، حيث يتوجهن أفراداً وزرافات إلى الضريح أولاً، المزركش ببناء معماري بديع “يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار20” ويصلين فيه ركعتين، ثم يجلسن قبالته أكثر من ساعة غالباً، وأقلها نادراً، ويتضرعن إلى الله سبحانه أن يفرج غمهن، ويعفو عنهن، ويقضي أغراضهن، و “لكل امرئ ما نوى21” هكذا أخبرتني بعض المشرفات والمؤطرات اللآتي يسهرن على تنظيم أفواج النساء داخل الضريح، “ولا ينبئك مثل خبير22” .

ولا تسأل عن أنواع الصدقات، وصنوف الإحسان التي توضع في صندوق الضريح، وإغداقهن بملء اليدين الملاحف النفيسة، والأغطية الفاخرة فوقه، ويأتين من أماكن بعيدة مصحوبات بهبات، وصدقات، أما الشمع، والسكر، والدراهم فحدث عنها ولا حرج، مع أن الصدقات المرسلة بالنيابة أكثر من الرسمية، غير أن لهيب إحساسهن يشتد أكثر أثناء زيارة مقامات الصالحـين، ومزارات الأولياء، وما كان ذلك كله ليكون؛ لولا رسوخ اعتقاد النساء في بركة الصالحات، وانغراس محبتهن في وجدانهن الروحي:

عرفْتُ هواها قبل أن أعرف الهوى ** فصادف قلباً خالياً فتمكنا

وربما تستغل بعض المشعوذات عاطفتهن فيتعمدن إلى الدعاء لهن، والتظاهر بقضاء حوائجهن، وإظهار دفع الضرر عنهن، أو جلب المصالح لهن، سيما وأن الزائرات يصحبن معهن عادة الفتيات غير المتزوجات، ويأخذن زينتهن، ويتفاءلن بقرب زواجهن.

ولئن كانت المرشدات الدينيات والمؤطرات التي ترسلها المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بمدينة ببوكرى يشرفن على نظام سير الموسم داخل الضريح؛ فإنهن كذلك يقمن بإرشادات دينية لتوعية النساء، وتوجيههن بما ينفعهن في دينهن ودنياهن، مع تنبيههن على آداب الزيارة، علاوة على سرد نبذ يسيرة حول مكانة للا تعلات ودورها في الحفاظ على الأمن الروحي، دون إغفال تذكيرهن بمشروعية التوسل وشروطها، وبمثل هذه الإرشادات النيرة تندرس بعض المخالفات شيئاً فشياً، ولله في خلقه شؤون، وللناس فيما يعشقون مذاهب .

موسم للا تعلات ميول عاطفي أم جذب روحي ؟

منذ شهر فبراير الماضي، نسمع أحاديث الناس هنا وهناك؛ ذهب فلان لتعلات للاستعداد للموسم، وفلان اكترى أرضاً بكذا، وثمن استئجار الدُّور في تعلات كذا، هذا قبل وصول الموسم بأكثر من شهر؛ في حين نسمع بين الفينة والأخرى في خاتمة أحاديث الناس في الهاتف، أو مسامراتهم في المجالس: حتى نلتقي في تعلات، أو موعدنا تعلات، تعددت المسميات واللقاء واحد.

وكذا النساء يتحدثن عن موسمهن الذي سينظم في الخميس المقبل 22 مارس *موسم للا تعلات للنساء* أما الفقراء والصوفية؛ فجرت العادة أن يجتمعوا قبالة ضريحها في شهر فبراير من كل سنة كما سيأتِي، وكأن للناس على مختلف طبقاتهم ميول عاطفي حول الصالحة للا تعلات، وإن شئت قلتَ جذب روحي، ولا مشاحاة في الاصطلاح.

إن جسور التواصل والتزاور بين الناس، وصلة الرحم في موسم تعلات ممتد عبر عقود كثيرة ولهذا قام العلامة المصلح سيدي محمد بن علي بن سعيد اليعقوبي الهلالي -الإيلالنِي- بإصلاح الطريق المؤدية إليها، قال المختار السوسي في ترجمته بعد ذكر جملة من أعماله الاجتماعية: “كما أصلح الطريق التي تؤدي إلى مشهد السيدة فاطمة (تاواعلات)23 حيث يقام الموسم السنوي على هذه السيدة.. وكثيراً ما ينفق من أمواله هذه على المصالح العامة.. وكان يستخدم في ذلك عبيده، والطلبة، وكل من يرجو الخير..24”.

وبالجملة فإن موسم الصالحة للا تعلات يجدب النفوس، ويستميل العقول، وتلين له قلوب المحبين، فيحسون بخشوع خاص تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم؛ أما المخالفون فلهم رأي آخر يفسقون، ويبدعون، وأعانهم على ذلك قوم آخرون، وما أحسن قول الشاعر في حسم هذا الخلاف لما قال:

نحن بما عندنا وأنت بما ** عندك راضٍ والرأي مختلف

لكن السواد الأعظم من الفقهاء، وحشد من الطلبة، ومشاهير الرؤساء، وأكابر القوم يندفعون نحو الزيارة تشجيعاً لحفظة كتاب الله، لتوطيد صلة الأرحام، وتجديد الطلبة الصلة بشيوخهم، وإطعام الطعام، وصرف الصدقات على الفقراء، وبذل وجوه الإحسان على المحتاجين، وكل هذه الخصال الحميدة تفضي إلى غاية واحدة؛ وهي تشجيع حملة القرآن وأهله، قصد التنافس في حفظه والاجتهاد في تدريسه، والتفاني في مدارسته.

دعاء الختم:

وفقا لما جرت به العوائد؛ يبتدئ الدعاء صباح يوم الجمعة على الساعة الثامنة صباحاً بساحة المسجد، حيث يجتمع الفقهاء، والطلبة، والزوار، ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم جماعة، فيكون ذلك علامة لقرب الدعاء، ومن ثَم يتقاطر السواد الأعظم من الضيوف، وما هو إلا كلمح البصر أو هو أقرب حتى تكون الساحة غاصة بهم، فيتقدم فقيه المدرسة للدعاء لأمير المؤمنين محمد السادس أعزه الله، ثُم يدعو لعامة المسلمين.

وجرت العادة أن يتقدم بعد ذلك للدعاء سيدي الحاج الطيب، فقيه مدرسة “إمي واداي” بتارودانت، ويبالغ في الدعاء لكافة الشيوخ والعلماء، والقراء، والمحسنين، ويحيط به حشد كبير من الناس في محفل ديني بهيج تضيق به عادة رحاب المدرسة، فتراهم رافعين أكف الضراعة إلَى الباري جل وعلا أن يتقبل دعاءهم، ويقضي أغراضهم، ويؤمنون على دعائه بنيات صادقة، وقلوب منكسرة “فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم25” فتسمع لصوت واحد ومتحد يدوي في ساحة المدرسة: آمين، آمين، وكلما طال الدعاء ازداد شوقهم، لاختلاف رغباتهم، وفي مثلهم يقول الشاعر:

آمين آمين لا أرضى بواحدة * حتى أضيف إليها ألف آمينا.

وحرره ببوكرى الراجي رحمة ربه الحسين أكروم

ليلة الأربعاء 25 جُمادى الآخرة 1439هـ.

الموافق لـ: 13 مارس 2018م .

الهوامش:

1 – والذي يصادف كما هو معروف 14 من كل شهر ميلادي، فموسمها إذن يبتدئ من يوم الأربعاء إلى الجمعة 14- 15 – 16 مارس 2018 .

2 – الـمعسول للمؤرخ العلامة الـمختار السوسي )17/ 226( نشر مطبعـة النـجاح الطبعة الأولـى/ 1380 هـ.

3 – طبقات الحضيكي )2/ 592( تحقيق أحمد بومزكو نشر مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء/ 2006.

4 – الطبقات )2/ 592( .

5 – تاريخ قبائل هلالة للأستاذ محمد بن أحمد البقدوري )ص/ 289( نشر مطبعة النجاح الطبعة الأولَى/ 2001.

6 – أخذت هذه التواريخ في كتاب: الدرر الفاخرة بمآثر الملوك العلويين بفاس الزاهرة لابن زيدان نشر شركة نوابغ الفكر القاهرة الطبعة الأولَى/ 2008.

7 – على تقدير أنها معمّرة.

8 – سورة الأنفال من الآية 42 .

9 – سورة النساء من الآية 132 .

10 – سورة القصص من الآية 5 .

11 – جزء من حديث رواه مسلم فِي كتاب العلم باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلَى هدى أو ضلالة تحت رقم [1017].

12 – وإمزوي مصطلح أمازيغي بمعنى إِزْوَا، أي لا يعرف شيئاً، ويقال له في دكالة وجبالة: الْـمْشْلل.

13 – الـمعسول للمؤرخ العلامة الـمختار السوسي )3/ 270( .

14 – راجع وجوباً الـمعسول للمؤرخ العلامة الـمختار السوسي )17/ 246( .

15 – وهو الربع الأخير من الحزب.

16 – يعني: أن كل 4 مجموعات تقرأ حزباً واحداً.

17 – وهو سي أحمد بن محمد الساحلي المعروف بـ: بوكيوض وهو من القراء السبعيين، ترجمت له ترجمة مطولة يسر الله نشرها.

18 – جزء من حديث رواه مسلم فِي كتاب العلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل، والإجابة فيه، تحت رقم [758].

19 – نسبة إلَى إِنْدُوزَال قيبلة من قبائل سوس، وهو كتاب لِسيدي مْحْمْدْ أُوعلي الهوزالِي الناصري [ت1162هـ] وأصله ترجـمة لمختصر خليل بلسان قومه، (الشلحة) ترجم له تلميذه امحمد الحضيكي فِي طبقاته )2/ 292 (وابن القاضي فِي درة الحجال )2/ 333 (.

20 – سورة النور من الآية 43 .

21 – جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه كتب بدء الوحي باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ رقم الحديث [1] .

22 – سورة فاطـر من الآية 14 .

23 – كذا في الأصل [تواعلات] وهذا الموطن هو الوحيد الذي كتب فيه المختار السوسي تواعلات بزيادة الواو بين التاء والألف، وكتبها في مكانين منفصلين بـ: [تاعلات]. ينظر المعسول )5/ 321( . وكذا )17/ 25( .

24 – الـمعسول للمؤرخ العلامة الـمختار السوسي )17/ 226( بتصرف يسير.

25 – من الآية 18 من سورة الفتح.

*خريج المدارس العتيقة.

‫تعليقات الزوار

31
  • الشريف الصغير
    الخميس 15 مارس 2018 - 22:32

    نشكر الأستاذ الفاضل والدكتور العزيز والشيخ الجليل سيدي حسين أكروم على هذا المقال العلمي الذي أنجزه حول موسم الولية الصالحة للا تاعلات، وما هذا المقال إلا غيض من فيض البحوث والدراسات والمقالات العلمية والأكايمية الرصينة التي جادت بها قريحة الدكتور سيدي الحسين وسبكتها أنامله في مختلف مجالات العلم ورجالاته وكذا حول كل المناسبات والتظاهرات الدينية والثقافية….

  • عبد الله ابهام
    الجمعة 16 مارس 2018 - 10:29

    الاستاذ قدم معلومات تاريخية هامة بخصوص هذا الموسم العريق والاهم بالنسبة لي هو ذالكم الاثر الحميد الذي خلفته للا تاعلات في النفوس فقد كانت كما ذكر الدكتور من الصالحات فهي بمثابة رابعة العدوية والحسن البصري واندادهم وقد انتج فيلم من الروعة بمكان حول للا تاعلات وانا اشبهها بكل الاصلاحيين الذين يعيدون بناء علاقة الانسان بالدين اشكر الدكتور على اهتمامه القوي بالتراث السوسي

  • مولاي الديني الخزرجي
    الجمعة 16 مارس 2018 - 10:50

    لقد تتبعت مقالتكم بحرص شديد، وحاولت أن أستخرج منها ما يصح أن يُعتد به في الدين والثقافة والحياة الاجتماعية ووو . فما ظفرت إلا بفراغات تلو فراغات :
    ١- الحديث عن تعلاط بكل تعظيم ونعت بالصلاح ووو، بدعة ما بعدها بدعة. لأن ما تردده يُردده غيرك منسوبا لأضرحة أخرى.
    وما يقام في الضريح من عبادات بدعة منكرة : فلا تجوز قيامة صلاة أو عبادة حول ضريح مهما ثبت صلاح دفينه.
    ٢- تحزابت بالتتابع ما جدواها يا رجل؟ وما الفائدة المرجوة منه. بدعة أخرى.
    ٣- نسيت أن أمر المواسم فيه استحضار لمواسم الحج وتقليدا لهذه الركن الهام في الإسلام( إذ هناك من يدعي قيامه بالحج في حضور موسم مولاي إبراهيم.
    والحج في الإسلام ليس لتحزابت وقيام الليالي اشتغالا بما وصفت من لالاك تعلاط. والحج فرض بقوله تعالى: وأذن في الناس بالحج ….ليقضوا تفثهم.. يعني ليقضوا ما لهم من مصالح تجارية وغيرها.
    ٤- وهذا ما لم تعره الاهتمام كما لم تعر الاهتمام للجوانب السلبية الفاسدة ؟؟؟

  • بن زلو اللمطي
    الجمعة 16 مارس 2018 - 18:43

    لله در القائل وإذا لم تر الهلال فسلم…. لأناس رأوه بالأبصار….. مناسبة هذا البيت هو تهافت أحدهم على المقال وفي كلامه تشنج ينم عن جهل أو تجاهل وتعصب وانانية. لأنه يريد فرض وجهة نظره على القارئ. وحيث إن الترجيح لازم في هذا المقام وجب أن نذكر أن ما يقدمه الباحث عن لالة تعلاط معلومات تم جمعها عن طريق الاستقراء والاستقصاء والبحث الميداني وما يذكره صاحب التعليق مجرد انطباعات شخصية لا تلزم الا صاحبها ثم إن الباحث عالج المعلومات بمنهج علمي ودققها بالتمحيص والمقارنة أما صاحب التعليق فلم يعتمد الا على ذاكرته وحيث إن التعليق يتضمن اتهاما للنوايا ولمقاصد القائمين عليه واستنكارا لما فيه من البدع والحوادث فلا أجد بدا من تحدي صاحب الاتهام أن يحدث موسما آخر موازيا لموسم لالة تعلاط ويفشي فيه ما يستقيم ومعتقداته أو ينتظر حتى يموت ويقام عليه موسم أسوة بالأولياء الصالحين. ان مثل هذه التعليقات تملك من معاول الهدم والتخريب ما لا تملك من سواعد التأسيس والبناء.

  • حسن الشاطبي
    الجمعة 16 مارس 2018 - 19:47

    تحية شكر للكاتب. وبعد: فمواسم سوس – وهذا واحد منها- ذات ابعاد ومقاصد متنوعة؛ غايتها التعارف والتعاون والتعلم والتزكية
    واحيي الكاتب على النسق التكاملي الذي جمع بين استقراء المؤرخ وتعليل الاجتماعي وروعة الاديب ونظرة الفقيه..

  • مولاي الديني الخزرجي
    الجمعة 16 مارس 2018 - 19:57

    ليعلم من كان حري به أن يعلم أن التاريخ الذي يعتمد على العاطفة الدينية والمشاعر الروحية ( كالتاريخ المسجل باللغة اللاتينية والعربية) لا يُعد تاريخا موضوعيا. ولهذا اعتمد الأوروبيون على التاريخ اليوناني .
    وكل ما تم تحريره من مؤلفات تاريخية بواسطة فقهاء ورجال الدين يُدرس دراسة دينية أساسا. ومن ذلك تاريخ المسلمين عامة. وهو تاريخ الكرامات والخوارق وفضائل الأمراء والخلفاء ووو.
    ومن النماذج في عصرنا الحديث ما نُشر في تاريخ المقاومة الحديثة أن القمر كان دليلا على تزكية السماء، وهو ما روجت له بعض الدوائر …
    وكتابات الفقهاء المحدثين ومنهم المختار السوسي والحضيكي وغيرهما .هي مؤلفات دينية أولا .
    وتعلات ومولاي إبراهم وسيدي أسيدي وأحمد أموسى وبويا عمر ووو،إن صلحوا فلأنفسهم وإن أساءوا فلها ولا يغيرون من حياة الأحياء فتيلا.

  • ابن سوس
    السبت 17 مارس 2018 - 09:55

    إن الذي يلقب نفسه بالخزرجي لايعرف شيئا عن التصوف ورجاله، وحري به أن يتربى على أيديهم ليعرف ويسلم لهم تسليما كاملا. ولأهل سوس باع طويل في التصوف ورجاله في كل ربوعه، ولعل المعلمة التي خلدها المختار السوسي لخير دليل لما جمعه في كتابه سوس العالمة من درر عن هؤلاء العارفين الذين بهم تنزل الرحمات.
    سلم لما ترى* فالسر إن سرى* خلعنا العذارى* وفنينا في الله

  • جمال لمين
    السبت 17 مارس 2018 - 10:53

    بداية أحيي صاحب المقال على نظرته الثاقبة حول موسم (تعلات)
    هذاالموسم الذي سال فيه مداد كثير من الكتاب والأدباء والناقدين…بين من يرفضه ويؤيده ،الأستاذ أكروم أجاد وأفاد ،فأبدى أهمية الموسم من جميع الجوانب ،ولم يترك زاوية من زوايا هذه الذكرى السنوية إلا وتطرق إليها،ولا يعد انتصارا له إن قلنا إنه التزم منهجا علميا تبناه هو من حيث ذكر الغاية من إنشائه ومراعاة نفوس الأشخاص تجاه هذا الحدث
    لكن الذي لاينبغي قبوله هو الإسراع إلى تبديع وتفسيق كل من سولت له نفسه القيام بزيارة لهذا المكان،والصواب هو العدول عن ذلك وطرح البديل إن أمكن ؛لكن هيهات هيهات،وأماادعاء كمالية هذا الحدث وعصمته من السلبيات والأخطاء فهوخطأ وميل عن الحق
    والنقاش الذي دار حول هذا الموسم الضارب بأعماقه في التاريخ كما أشارلذلك صاحب المقال هو جدوى إقامة هذه المواسم إن كانت لا تنتج إلا عقما بعد عقم على مستوى المجال المعرفي ،أما على مستوى المجال المادي فلاشك في كونها مدرة تعود بالمال للتجار وذوي الأكرية…
    إن الأجدر هو الضغط على مسؤولييه ليحاولوا تحديث هذا
    الموسم كي يصبح أحسن حالا من السابق

  • فنادي
    السبت 17 مارس 2018 - 14:54

    فعلا فالدكتور الفاضل ،والباحث المقتدر، أجاد وأفاد، وأطلع الرأي العام على معلومات دقيقة جدا،خاصة المتعلقة بتعلاط، جمعها من عدة مصادر، بأسلوب مختصر،ولايمكننا كلما حاول أي باحث من الباحثين المقتدرين، أن يكسرجدار الصمت، ويكتب حول موضوع تعلاط، وغيرها من المواضع، أن ننتقده، ونردعليه،ونتهمه بالبدعة،ووو …. نحن اليوم في أمس الحاجة ،إلى من يزيل غبارالبين عن تاريخ منطقتنا العزيزة، علما أنهامنطقة مغمورة .وشكرا

  • مولاي الديني الخزرجي
    السبت 17 مارس 2018 - 15:04

    شكرا لابن سوس وقد أتاح لي فرصة التدخل من جديد، وأثمن ملاحظته أنني لست صوفيا كما لا أدعي أنني درقاويا ولا تجانيا وهلم جرا.
    وإني من المسلمين الذين أسلموا وجههم لله ؛إذ الخزرج وهم أخوال الرسول لا يدعون التخلي عن الزواج ولا يُصرفون عن مباهج الحياة ومحاسنها، لقوله تعالى ومن حرم زينة الله …
    وكما أمر الرسول شبابا أتوه يدعو صوم الدهر و عدم إتيان النساء . فقال لهم أنا لا أصوم الدهر و أتزوج . وهذه سنتي….
    والذين يدعون الإسلام ليس لهم حظ أن يدعوا معه ما يُناقضه.
    وكل الصحابة والجيل الأول كلهم سنيون ولا واحدا منهم يدعي تصوف الرهبان والكهنة ووو ولك في الرعيل النموذج السني الحق ،وعليك تجنب البدع وأصحابها ظفرت يداك. وفقك الله للخير وأرشدك للحق وجعلك قدرة حسنة يُقتدى بها .

  • المهداوي جمال
    السبت 17 مارس 2018 - 16:16

    جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة ض قال حفظت من رسول الله ص وعاءين من العلم أما أحدهما فبثثته واما الآخرفلوبثثته لقطع مني هذا البلعوم.وفي رواية لرميتموني بالبعر.فالتصوف تجربة لا تنظير.وتلك المجاهدات لها ثمرات.وتعظم الثمرات بقدر المجاهدات.فجاهد تشاهد.ولو حدث المحسن المؤمن فضلا عن المسلم بما يشهده من تجليات الحق لٱتهم في عقله وإيمانه.فالدليل والبرهان في طريق القوم لمن يطلب الحق لا لمن يشهده.فكرامات الصالحين هي بعض الجزاء الدنيوي في الدنيا اما الاخرة فهم اهل المقامات التي يشار اليها بالبنان.والمغاربة يعظمونهم احياء و امواتا.ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه.

  • لحسن
    السبت 17 مارس 2018 - 18:40

    شكرا لفضيلة الدكتور الحسين اكروم على هذا المقال العلمي الذي انجزه حول هذا الموسم وحول الولي الصالحة للا تعلاط ففى الحقيقة اننا اراء تاريخ امرأة صالحة تتلاقى فيها مكانتها العلمية واجتهادتها فى خدمة حملة العلم والقرءان فهذه الصفات وغيرها مماذكره اصحاب تراجم الولي الصالحة اهلتها لتصبح قطبة يتوافد إليها الفقهاء والطبلة من كل فج عميق بالاضافة الى ذالك فهذا الموسم يعتبر مد الجسور للتواصل بين الناس عموما وبين الطلبة وشيوخهم خصوصا وبالتالى فلاينبغى لكل من هب ودب ان يصف هذا اللقاء بالبدعة ووو

  • الطالبي
    السبت 17 مارس 2018 - 19:31

    الشكر موصول لصديقنا الدكتور سيدي الحسين أكروم الذي اجاد وافاد بهذا المقال العلمي المتميز ، اذ وضع وصفا دقيقا لهذا الموسم الرباني والذي تلتقي مقاصده وأهدافه في تشجيع حملة القران وأهله على الاجتهاد في حفظه وتدريسه والتفاني في مدارسته ….. ولا عبرة بمن لايحسن غير الجهالة والتبديع ……. وخير اجابة على امثال هؤلاء ما ذكره الباحث في مقاله :…..أما المخالفون فلهم رأي آخر يفسقون، ويبدعون، وأعانهم على ذلك قوم آخرون، وما أحسن قول الشاعر في حسم هذا الخلاف لما قال:

    نحن بما عندنا وأنت بما ** عندك راضٍ والرأي مختلف

  • عبد الله لباخر
    السبت 17 مارس 2018 - 22:46

    مقال الباحث المؤرخ في غاية الإفادة لطالما أبحث عن معلومات تاريخية عن الصالحة للا تعلات فوجدتها مفصلة أيما تفصيل في هذا البحث الرائع حيث بين أصولها ونبذة من أخبارها والسلاطين الذين عاصرتهم والعادات الجارية في موسمها، فضلا عن الأعراف الجارية في قراءة تحزابت ولمح إلى مسائل في غاية الدقة تستحق ان تدرس في علم الأنثربولوجيا وعلمي الاجتماع والنفس.
    فحقيقة استفدنا منه فجزى الله خيرا هذا الشاب على هذا العمل الذي لا يقدر عليه إلا من يحمل هم التراث السوسي. فألف تحية للأستاذ وربما الدكتور لأنني رأيته في التعاليق .
    ألف ألف تحية لا أرضى بواحدة* حتى أضيف لها الف آمين. ههه

  • طالب علم .
    الأحد 18 مارس 2018 - 00:43

    حياكم الله وبياكم يا كاتب المقال ، وجزاكم الله خيراً ووقاكم ضيراً .

    واصلوا أبحاثكم ودراساتكم القيمة في تراث سوس العالمة خاصة والمغرب عامة .

    والمقال أعلاه مقال ممتع ، زودنا بمعلومات ومعطيات مفيدة عن السيدة الصالحة للاّ فاطمة تاعلات من منطقة "ئلاَلْنْ" في إقليم أشتوكن أيت باها .

    وأقترح عليكم تأليف كتاب خاص عن هذه السيدة رضي الله عنها ، على غرار كتاب: "أخبار السيدة للا مريم تاسملالت رحمها الله تعالى" للشيخ سيدي أحمد بن إبراهيم الأدوزي رحمه الله تعالى ، تلبية لنداء المؤرخ السوسي (المتوفى قبل 56 عاماً) رحمه الله تعالى في مقدمة وخاتمة كتابه الفريد: "سوس العالمة" .

    والله ولي التوفيق والهادي لأقْوَم طريق .

  • البصري
    الأحد 18 مارس 2018 - 04:48

    في البداية أشكر الدكتور المحترم الحسين أكروم
    على هذا الموضوع الجميل والشيق .
    مما اثار انتباهي هناك بعض الأساتذة الأجلاء انتقدو الأستاذ الكريم لماذا أعطي نبذة حول هذا الموضوع .اترضون ان تهجر مثل هذه الأماكن التاريخية لتصبح بين عشية وضحاها صاعا صفصافا وهباء منثورا كما يحصل فى بعض البلدان التى يبعث فيها بعض المتعصبون الذين لا علاقة لهم بالدين بقدر ما يهمهم أن ينشرو بعض أفكار الإرهابية بين شبابنا الصاعد.
    إذا لا يجب أن تفسح مجال لمثل هؤلاء بل يجب أن نحافظ علي ثراتنا التى هي جزء لا يتجزأ من هويتنا المغربية.
    ثانيا: لا يجب أن نحرم الناس من التمتع بثرات أجدادهم ومواسمهم والتشبت بهويتهم التي وجدنا عليها أجدادنا ومشايخنا.وشكرا
    يقول المثل الامازيغي
    ونا انان ترخا تمغرا .يكمسد امان

  • ابن سوس
    الأحد 18 مارس 2018 - 10:12

    تعقيبا على الملقب بالخزرجي الذي أبان مرة أخرى عن مقصده وهو اللمز والغمز في أهل الله، وليس المرة الأولى التي يطعن في هذه السيدة العارفة العابدة الصالحة للا تعلات، ففي مثل هذا اليوم من السنة الماضية كتب عنها كلاما لا يليق بمن هو مسلم، لأن المسلم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" وهذا الخزرجي لم يسلم منه أهل الله خاصة لأنه لم يحظ بورد يجعله لسانه رطبا بذكر الله، ولم يجلس في خلوة يناجي ربه بعيدا عن الناس، ولم يذق حلاوة الإيمان التي تجعله ينظر إلى المسلمين نظرة تعظيم، لأن القلوب أواني الله، وهي محل نظر الله تعالى. وفي رده-مرة أخرى- على كاتب المقال الحسين أكروم قال بغير استحياء:" لالاك تعلاط" الرد رقم: 3 أي مسلم هذا الخزرجي؟ وأين هو من مولاي؟

  • فاطمة باحثة في ت.خ السوسي
    الأحد 18 مارس 2018 - 15:39

    أعتقد جازما أن الأستاذ الشاب الدكتور الحسين أكروم قد صنع تاريخا جديدا لأهم الروافد الروحية لنساء سوس خاصة والرجال بشكل عام.
    فقد كنت ابحث عن معلومات في فترة من الفترات عن تاريخ تعلات فلم اعثر على الكثير من المعلومات سوى ما ذكر عرضا عند الحضيكي، والمعسول، وما عداها لا تجد فيه شيئا اطلاقا وكل كلامهم جميعا حول تعلاط لا يتجاوز صفحة واحدة.
    بينما هذا الشاب المحبوب الصغير نبش في التاريخ المعاصر فاستخرج لنا ما يزيد عن 15 صفحة من تاريخ هذه الولية الصالحة؛ معتمدا على معطيات تاريخية دقيقة، مصحوبة بإرشادات دينية، وروايات شفوية لذا فإن كتابة هذا الموضوع ليس بالأمر الهين ولا اليسير؛ لأنه بحث ميداني صعب المراس لطالما ينعت كثيرون أمثاله بالخرافات؛ والتفاهات لكني انصحه بالتقدم إلى الأمام وعدم الانصياغ للأوباش والأوغاغ الذين لوثوا تراثنا الحضاري السوسي الشلحي المعاصر.
    تحية الف تحية للأستاذ النجيب. ونطلب منك في هذا المنبر ان تكتب على كل الصالحات بسوس بهذا الأسلوب الراقي الذي كتبت به بحث تعلات، وفقك الله إلى ما فيه الخير والصواب؛ وأدام سعادتكم بالصحة والعافية آمين.

  • باحث متخصص في التاريخ
    الأحد 18 مارس 2018 - 21:19

    ان الذين يظنون انهم مؤرخون سوسيون ويدعون ذلك بل ويصرحون به لا نجدهم يحيطون بالمواضيع الشائكة والتي قلت فيها المعلومات العلمية كأخبار لا تعلات.
    بل نجدهم يحومون حول حمى بعض الأمور الظاهرة التي ربما لا تكاد تذكر ولا تنفع.
    أما التي يروج ذكرها كثيرا ويذكرها العام والخاص؛ فلا تجد أحدا يلتفت إليها، لذا أحيي الشاب الحسين أكروم على تفصيله الدقيق لحياة هذه السيدة الفاضلة الصالحة. واعتقد أن الشباب المعاصر لو تجندوا جميعا وأسسوا مختبرات علمية في التاريخ السوسي سيضيفون له جديدا لكن للأسف اغلب هذه المراكز يرأسها من له تسعون مهمة فيبقى اسم المركز فقط أما مضمونه وعمله فلا يوجد.
    لذا أنصح هؤلاء ليتركوا شباب سوس ليعملوا وسيتجاوزون لا محالة أولئك الذين قالوا بأنهم متخصصون بكثير.
    تحية خاصة للشاب الحسين على هذا المقال الرائع الف تحية لك.

  • Omar oha
    الأحد 18 مارس 2018 - 23:44

    مقال بغض النظر عن المواقف والاختبارات الفقهية حول بعض ما تضمنه فهو نقل امين لحاضر ممتد في الماضي و إظهار لجانب من تاريخ سوس الغني ألذي صار مجهولا لأبنائها ومن حقهم معرفته كما هو لا كما يريده بعضهم. المقال فيه بعض من ملامح البحث الميداني إذ لم يقتصر الكاتب على المصادر المكتوبة بل عزز واغنى مصادره بما حفظ من الروايات الشفوية وفي تدوينها أنقاذ لها من الاندثار. وننتظر من الكاتب حفظه الله مقالات أكثر تفصيلا خاصة حول تراث النصوص التي تردد في هذه المواسم باللغة الأمازيغية

  • أبو الحق
    الإثنين 19 مارس 2018 - 01:11

    إن القارئ لمقال الاستاذ الحسين اكروم حول موسم تعلات ليستشف قدرة هذا الباحث في تناول المواضيع من أكبر عدد من الجوانب، فقد كان مقالا مرئيا أكثر مما هو مكتوب، وهذه القدرة تنم عن ملكة علمية يغبط عليها الاستاذ فما ذكره الكاتب جمع ما تفرق في غيره، وأغنى الذاكرة السوسية بهذه المعلومات الغزيرة عن تعلات الولية الصالحة. فأصدق التحايا للدكتور على جهوده في خدمة التراث في مملكتنا العزيزة.

  • عبيد الله
    الإثنين 19 مارس 2018 - 14:38

    بعيدا عن تهميش التدين باسم التدين: هذه الدراسة التي قدمها الباحث المقتدر، تنم عن وعي بالواجبات :
    1. واجب تاريخي ينادي بالكشف عن الثاوي في التاريخ الديني لسوس.
    2. واجب ديني يتطلب ابراز أحد وجوه الممارسة الدينية المغربية الأصيلة، المهتدية بالثوابت المعلومة.
    2. واجب روحي يدعو إلى التعريف بالصالحة لالة تاعلات كما هي الى الجيل المعاصر تشوفا الى الاقتداء والتأسي الأخلاقي.
    3. واجب حضاري يقارب أبعاد الموسم من منظور انساني قرآني قابل لأن يكون مشتركا انسانيا وروزنة للسلام العالمي.
    4. واجب نفسي يبعث على الفخر بوجود ميراث ديني وأخلاقي وروحي مهم. ووجود أقلام تنصف وتعترف وتثمن وتستشرف أفقا رحبا للفهم الديني.

    لله درك.
    الحاجة ماسة الى هذا البيان الوسطي، بعيدا عن تهميش التدين باسم التدين .

  • مهتم بالثراث السوسي
    الإثنين 19 مارس 2018 - 16:36

    اعتقد ان هذا النوع من البحوث نادرة لأن الباحث الصغير حاول ان يجمع الموضوع من جميع جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والعلمية؛ فمزج تلك المعلومات لتكون مرآة يمكن أن يرى فيها المتخصصون جميع ما يحتاجونه في تحليل هذه الظاهرة كعلم الاجتماع، والنفس، والتاريخ، والجغرافيا وكذا الممارسات الصوفية، فشكرا للأستاذ .
    ويظهر انه حفظه الله وبارك في علمه قد قام بجهد كبير جدا جدا في جمعه مع أسلوب جميل وأهنئه على نسج هذه الوثيقة التاريخية النادرة التي ستكون ولا شك مصدرا مهما في تاريخ سوس المعاصر.

  • صالح السوسي
    الثلاثاء 20 مارس 2018 - 11:00

    جريا على عادة الدكتور سيدي الحسين أكروم في أبحاثه الرصينة، جاء هذا المقال الرائع عن الولية الصالحة للا تعلات متميزا بالجودة والدقة والشمول وهذا ماينط على أنه جزاه الله قد سبر أغوار الموضوع وتناوله من جميع جوانبه انطلاقا من سيرة ومناقب الولية الصالحة ومرورا بتاريخ الاحتفال بهذا الموسم، وكذا الطقوس المصاحبة لكل مايجري في هذا المؤتمر السنوي لحفظة كتاب الله تعالى، فشكرا للدكتور على اهتمامه بأعلام جزولة من خلال التعريف بهم وإبراز مكانتهم وإشعاعهم العلمي والاجتماعي والصوفي في سوس وغيرها من مناطق المغرب.

  • حمزة
    الثلاثاء 20 مارس 2018 - 11:52

    نصيحة مني إلى من أنكر على الدكتور نشره للخير
    لقد تتبعت تعقيبك على سيدي الحسين بحرص شديد، وحاولت ان أستخرج منه ما يصح أن يعتد به في الرد العلمي فلم أجد فيه إلا فراغات تلو فراغات:
    ١- قلت:" الحديث عن عن تعلاط بكل تعظيم ونعت بالصلاح ووو، بدعة ما بعدها بدعة"، ولا شك أنك لا تعرف ما معنى البدعة لغة واصطلاحا، فإليك تعريف البدعة وأقسامها:
    _لغةً ما أُحدث على غير مثال سابق كما ذكر ذلك اللغوي المشهور الفيومي في كتابه "المصباح المنير" مادة "ب د ع"، وذكر ذلك أيضا الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في "تاج العروس" مادة "ب د ع".
    وفي الشرع: المحدَث الذي لم ينصَّ عليه القرءان ولا جاء في السنة

  • المغربي الحر
    الثلاثاء 20 مارس 2018 - 12:56

    تنقسم البدعة الى قسمين: بدعة ضلالة: وهي المحدثة المخالفة للقرءان والسنة.
    وبدعة هدى: وهي المحدثة الموافقة للكتاب والسنة.
    وهذا التقسيم مفهوم من حديث البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد]. ورواه مسلم بلفظ ءاخر وهو [من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد]. فأفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله [ما ليس منه] أن  المحدَث إنما يكون ردًّا أي مردودًا إذا كان على خلاف الشريعة، وأن المحدَث الموافق للشريعة ليس مردودًا.
    وإحداث موسم تاعلات وقراءة القرآن الكريم فيه وما إلى ذلك من الأمور التي لا تخالف الشرع من البدع الحسنة
    يا سائلاً تُرِيد إنكارَ البدعْ
          اسمعْ مقالا خطَّهُ أهلُ الوَرَعْ
    و بدعة عند ذوي العِرفانِ
          في قول خير مرسلٍ قسْمانِ
    و ذاك في حديثهِ المُسَلَّمِ
               صِحَّتُهُ لدى الإمامِ مُسْلِمِ
    فسنةٌ حسنةٌ و أخرى
               سيِّئةٌ مُهلكَةٌ في الأُخرى
    هذا الذي بيَّنَهُ من يفهَمُ
               و ليس ما يُشيعُهُ المُجَسِّمُ
    فدعك هداك الله من التشويش وتعلم معنى البدعة

  • مجازة في التاريخ
    الثلاثاء 20 مارس 2018 - 13:53

    لا شك أن الباحث قام بجهد كبير جدا في جمعه مادة هذا الموسم الديني الكبير فقد أشار الحضيكي في الطبقات إلى أخبار الصالحة للا تعلات في صفحة واحدة؛ والمختار السوسي في المعسول في ثلث صفحة تقريبا بينما الباحث الكبير الحسين أكروم جمع فيها 12 صفحة ودعمها ببحوث ميدانية؛ وروايات شفوية؛ ومعلومات إدارية في غاية الأهمية فأضافت للباحثين السوسيين جانبا لطالما ظل مغفلا ومظلما لم تصل إليه ايدي الباحثين بعد موت المختار السوسي.
    أما المرحوم العبادي فقد نقل فقط ما ذكره الحضيكي والمختار السوسي ولم يزد له شيئا فسيكون بذلك الباحث الشاب الحسين أكروم اوسع من ترجم للصالحة لآ تعلات تعلات على الإطلاق فدخل بذلك التاريخ من اوسع ابوابه.
    أما ذلك الهراء الذي تفوه به بعض المعلقين تجاه هذا الشاب النجيب المحبوب فأظنه جانب الصواب في ذلك إلى حد بعيد.

  • شعيب فنادي
    الثلاثاء 20 مارس 2018 - 17:53

    بحث غاية في الروعة،واصل وفقك الله للخير وأعانك عليه.

    كم أتمنى أن لاتقتصر بحوثك على علماء سوس وأوليائها، بل أتمنى أن تشمل بحوثك مملكتنا العزيزة قاطبة.

    أما من يدعي بأنه خزرجي ويبدع الناس وينتقد مجهوداتهم، فلو كلفناه بأن يقوم بكتابة بحث حول الخزرج، لما عرف من أين يبدء بحثه.
    كفانا انتقادا، وشجعوا مجهودات الناس لأننا في أمس الحاجة إلى هاته البحوث التي تعرفنا بتاريخ مملكتنا وأوليائها.

  • علال
    الأربعاء 21 مارس 2018 - 11:28

    يا سلام موضوع مفيد ودسم يغري بالتفكير والتأمل
    فعلا كانني قادم من المريخ او من العصور الوسطى مباشرة الى القرن 21
    شكرا فعلا

  • طالب.
    الأربعاء 21 مارس 2018 - 19:50

    موضوع رائع وجميل ومفيد ، حبذا لو زوّدنا الكاتب الباحث ، الدكتور سيدي الحسين بن أحمد أكروم الساحلي السوسي ، بمقالات وكتابات عن باقي الصالحات في منطقة سوس الصالحة ، رضي الله عنهنَّ ، وجزاكم الله خيراً .

  • عمر
    الإثنين 26 مارس 2018 - 18:29

    شكرا جزيلا دكتورنا العزيز والأكاديمي النبيل والأستاذ المفكر المؤلف الباحث الفصيح. لله درك ولا فض فوك، لقد بحثت وكتبت فأفدت وأجدت، بارك الله فيكم وفي علمكم وجزاكم عن كل ما تقدمونه للإسلام والمسلمين والباحثين والطلبة خير الجزاء.

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 4

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية