بين الذاتية والعلمية .. دعوة إلى اختبار مشروعي أردوغان وكولن

بين الذاتية والعلمية .. دعوة إلى اختبار مشروعي أردوغان وكولن
السبت 23 يوليوز 2016 - 05:00

واحدة من السمات المقلقة جدا في حياتنا الفكرية والعلمية المعاصرة هي الطريقة التي تُتناول بها تحديات الإنسان والمجتمع والسياسة الناشئة، أو التي تبرز بشكل مفاجئ. وقد يكون ذلك جراء ثقتنا العمياء في أدوات تحليلنا للظواهر. فجل الباحثين يتعاملون مع الحدث والظاهرة من منطلق الدرس والتقييم فالاستنتاج، وقد يجهدون أنفسهم في البحث في التاريخ فيستقرؤون. لكن الباحث قليلا ما يقلب النظر في ما يعتمده من آليات بحثية لإنتاج المعرفة.

لقد أخذ تقليد الأستاذية* ومعالجة النصوص حظه من هِممنا. ولم نعد نجرؤ على مسافةٍ بيننا وبين موضوعاتنا، وصرنا نتكلم كل من موقعه وقراءته، وغاب مجهود الكتابة عنا. وأصبحنا “نظن أنه من حقنا المشروع أن نطلب من التفكير تبديد التشويش والغموض، وأن يضع ترتيبا معينا ووضوحا في واقعنا المعيش، وأن يكشف عن القوانين التي تحكمه. كما أننا تصورنا منذ وقت طويل أن مهمة المعرفة العلمية هي غالبا تبديد تعقيد الظواهر حتى نتمكن من الكشف عن النظام البسيط” (1). غير أن الظاهر هو أن الطرق التبسيطية تربك أكثر من أن تفسر.

إن التطرق لمشكلة في السياسة أو المجتمع من باب البحث والخروج بتقييم واستنتاج، ليس بالشيء السهل، وقد يدفعنا إلى نوع من التريث والحكمة قبل الكتابة فيه. وإذا كنا نطمح إلى بناء فكري ونظري سليم ومتراص، فلا مناص لنا من المسؤولية والجدية في تناول الأمور.

فالخلاف السياسي الراهن في تركيا بين السيد أردوغان، كممثل رسمي ومنتخب، والأستاذ فتح الله كولن، كشخصية وازنة داخل المجتمع التركي والدولي، لا يسمح لنا بمعالجته من خلال قراءة سريعة للأحداث، فهذا من شأن الصحيفة اليومية، أما محاولة تحليل الأحداث والتقييم فهي من اختصاص الدوريات، أو على الأقل المجلات الشهرية. هذا المقال إذن يسعى إلى طرح علمي وربما ناقد في التعاطي مع الخلاف الراهن من خلال ثلاثة محاور؛ أسطورة الإطار، ومبدأ القابلية للتفنيد، والمفهوم الجديد للديمقراطية.

أسطورة الإطار وأرضية التوافق

يقول أفلاطون: “لا توجد أرضية مشتركة بين هؤلاء الذين يعتقدون هذا، وأولئك الذين لا يعتقدون، بل إنهم من منظور آرائهم لا بد بالضرورة أن يزدري كل فريق منهما الآخر”. إن أحد الجوانب المزعجة جدا من جوانب النشاط الفكري والتجربة العقلية لعصرنا الراهن، هو ذلك الأسلوب للدفاع الواسع الانتشار عن اللاعقلانية، وتلك الطريقة للتسليم بالمبادئ اللاعقلانية. وثمة، على وجه الخصوص، المبدأ المدافع على فكرة استحالة الوصول إلى أرضية توافق، أو على الأقل تفاهم متبادل بين الأفكار والتصورات المختلفة. وهذا بالضبط هو أسطورة الإطار.

أسطورة الإطار كما عرفها صاحبها كارل بوبر هي: “أن المناقشة العقلانية والمثمرة مستيحلة ما لم يتقاسم المساهمون فيها إطارا مشتركا من الافتراضات الأساسية، أو على الأقل، ما لم يتفقوا على مثل هذا الإطار لكي تسير المناقشة” (2). ويقابل هذا الاعتقاد التقريري والدوغماتي تصرف معقول، يحترم المبدأ الإنساني، وهو افتراض اقتناعي وشرط أساسي وأولي في أي مناقشة خصيبة ومثمرة تهم جيلا أو أجيالا أو أمة بأكملها: الرغبة في الوصول إلى الصدق أو تفهم أهداف ومشاكل الآخرين سوانا.

فالخلاف القائم بين رجب طيب أردوغان ومعجبيه من جهة، وفتح لله كولن ومحبيه من جهة أخرى، ممتد الأطراف ومتشعب الأسباب، ولا يمكن لأحد الحسم في دوافعه، أو على الأقل إن كنا نريد أن نتصرف بإنصاف وبعلمية، لَزمنا التقريب أو الإشارة إلى مسألة التأويل، فالحقيقة دائما تسبقنا. وقد يكون سبب الخلاف سيكولوجيا يتمثل في صورة سياسية، أو قد يكون شواشيا** لا يحكمه منطق التفسير المنطقي ولا الإمبيريقي، وقد يكون تركه في خانة “اللامفسر” أو “الميتافيزيقي” أنسب.

هذا المقال يفترض أن مسألة أسطورة الإطار واحدة من الأسباب المتراكبة التي أدت إلى نشوء سوء التفاهم هذا. فإن كان الإطار المرجعي لكلا الطرفين الإسلام، فتأويله عندهما يختلف وإرادة تنزيله كذلك. وقد نومئ إلى إشارة سريعة هنا. لقد تطور ميول أردوغان السياسي على مر السنين منذ انضمامه إلى الاتحاد الوطني للطلبة الأتراك في عام 1976، وتوليه رئاسة فرع الشباب المحلي لحزب الخلاص الوطني الاسلامي، بقيادة نجم الدين أربكان، الذي سيؤسس لاحقا حزب السعادة.

ومعلوم أن نجم الدين أربكان كان يلقب بـ”أبو الإسلام السياسي”. وسواء اتفقنا أم اختلفنا في الحسم بأن أردوغان تلميذ أربكان، فهذا لن يؤثر على افتراض أن أغلب أفكار أردوغان تحكمها دوافع سياسية. أما فتح الله كولن فلم ينخرط فعليا في أي عمل سياسي، وكان نشاطه الفكري ينحو نحو الإنسان والمجتمع، ونشاطه العملي كان يذهب في إطار تشجيع بناء وتكوين الإنسان عبر التربية. ومنذ عرفه الناس داعية ومفكرا إسلاميا يهمه أمر التطرق إلى حل مشاكل المجتمع عبر محاربة أدواء المجتمع الثلاث: الفقر والجهل والتفرقة، فقد أصبح لقبه “أبو الإسلام الاجتماعي”.

إن ذكر دوافع الطرفين السيكوفكرية لا يعني الإشارة إلى أن الاختلاف في التصور والإطار المرجعي قد يؤدي إلى الخلاف في الواقع. لكن ذكرنا للدوافع المعرفية هنا يؤيد طرح أسطورة الإطار، الذي هو هنا فئة من الافتراضات الأساسية، أو المبادئ الرئيسية التي تؤمن بأن مشروعا إصلاحيا ما يجب أن يُبنى تصوريا ومنهجيا على هذه الافتراضات والمبادئ، وأن ما خالف هذه المبادئ فهو خاطئ. ومن خلال تصريحات كل من أردوغان وكولن الصحافية، يمكن تلمس أبعاد كلام الطرفين.

هناك العديد من الأسئلة التي تطرح في خضم هذا النقاش سياسي الطابع. و”كلما كانت الأسئلة المطروحة أكثر أهمية وأكثر صعوبة، كلما حفزت المناقشين على التفكير في إجابات أكثر جدة، وكلما زعزعت من آرائهم، وكلما استطاعوا أن يروا الأشياء بعد المناقشة بصورة مختلفة. باختصار، اتسعت آفاقهم العقلية” (3). على أن يكون واحد من شروط تحريك هذه المناقشة هو رغبتنا في الوصول إلى الصدق، وكذلك محاولتنا التعلم من بعضنا البعض. “كما أن نجاح النقاش يعتمد إلى حد كبير على إرادتنا الخيرة، وعلى موقفنا التاريخي، وموقف مشكلتنا” (4).

مبدأ القابلية للتفنيد أو معرفة الثابت والمتحول

“علينا الاعتراف بأن أنجح النظريات العلمية ما هي إلا تبسيطات مفرطة سعيدة الحظ”. (كارل بوبر).

قد لا نرى في النظرية السياسية مبادئ علمية بالمعنى المتداول. وهذا صحيح إذا سلمنا بالمبدأ المفرق بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية. فالسياسة بمعناها الذي جاء به منظرو السياسة ونظرية الدولة في عصور الأنوار، كهوبز وكانت وميلكانت، نتيجة لرد فعل اجتماعي بالخصوص. ولم تكن مبنية على قواعد تفكير نقدي رصين. ولهذا الموضوع نقاش علمي لم يحسم بعد.

إذا كنا نعتقد بأن أساس تسيير أو حكم الدولة الحديثة هو نفسه الذي جاء به أعلام الفكر والفلسفة هؤلاء كمفهوم الدولة الأب أو دولة رفاه اجتماعي، أو ما تطور عبر التاريخ الحديث من نظريات في الاقتصاد والاجتماع كالماركسية أو الشيوعية أو الليبرالية الرأسمالية أو الديمقراطية الإشتراكية، فمن المستحسن أن نعيد تقييم منظوراتنا. إن ما نراه من احتجاجات على طرائق الحكم والتسيير دليل على فشل معظم هذه النظريات.

وفي موضوعنا نحاول عرض مشروعي السيد أردوغان والسيد كولن للاختبار، انطلاقا من فرضية أن مشروع الأستاذ فتح الله كولن يعتمد على مقاربة تنوعية ومنهجية اجتماعية، وأن مشروع السيد رجب طيب أردوغان يعتمد على مقاربة إيديولوجية ومنهجية سياسية. لسنا هنا بصدد تحليل عميق للبرهنة على فرضيتنا، بل نحن في إطار محاولة أولية من أجل إثارة مناقشة علمية، وعقلانية، وربما موضوعية. كما أننا يجب أن نحاول أن نكون واضحين ما أمكن بشأن أهداف المناقشة النقدية للمشروعين الإصلاحيين. “فنقد نظرية علمية دائما ما يكون محاولة لإيجاد (ولاستبعاد) غلطة، أو خلل، أو خطأ في صميم النظرية” (4).

إن ثقافة السجال تنم على نقص في التصور النظري الممتد والصادق للتاريخ، وللإنسان، ولمسألة التواصل. وإذا كنا نروم إقامة مجتمع سليم وجب التفكير في ما نحاول تمريره. ولذلك ارتئينا أن لا نتناول شخصيات الأستاذ كولن والسيد أردوغان بالنقاش، بل فضلنا عرض مشروعيهما الإصلاحيين على مبدأ القابلية للتفنيد.

يقوم مبدأ القابلية للتفنيد على فكرة عرض أي نظرية علمية أو أي فكرة أو مشروع يعتمد على أسس نظرية على التجربة. فإن صمدت النظرية أو صمد المشروع أمام التجربة اعتبرناه صحيحا أو معتمدا إلى حد ما، أو على الأقل إلى حين ظهور نظرية أو مشروع آخر يدحضه. أما إن لم يصمد وبان خلله أو خطأه سعينا إما إلى تقويمه أو استبداله، ويكون بذلك قد فُند.

وقد نفترض هنا أن الاستقراء أو محاولة تتبع أطراف موضوع ما متفرقة لا يكون صائبا في غالب الأحيان. فالأساس هو الجرأة على عرض المشروع على التجربة والصدق في محاولة صقل المشروع وعدم الدفاع عنه حتى نتمكن من اختبار صلاحيته. إن الكفاح من أجل حياة مفتوحة، إنسانية، ولائقة يمر دائما عبر مواجهة النظريات، وفي حالتنا مواجهة مشروعي الأستاذ كولن والسيد أردوغان.

جاء في تقرير لمجلة “وورلد أفيرز” (شؤون العالم) شهر أبريل 2013 أنه خلال مجلس حزب العدالة والتنمية العام الرابع أعلن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عن رؤيته لسنة 2023 بقوله: “أمة عظيمة، سلطة عظيمة”. وعقب هذا التصريح، تساءل هيليل فرادكين، عن معهد هيودسن للأبحاث، عن نية أردوغان السياسية وراء هذا التصريح: “هل سيجعل أردوغان من تركيا دولة إسلامية متميزة بإسلام ليبرالي ديمقراطي سوف يصالح العالم الإسلامي والغرب؟ أم إنه يلوح في اتجاه تحويل تركيا إلى دولة إسلامية قد تنهي علاقاتها بالغرب وتعيد إحياء الدولة العثمانية؟” (5).

لقد أعطى أردوغان انطباعا بأنه استطاع مصالحة الإسلام مع الديمقراطية. فمن خلال ما حققه من تقدم اقتصادي لتركيا خلال سنوات حكمه الأولى، فقد تمكن من كسب احترام كثير من الأتراك والطبقات السياسية داخل وخارج تركيا، حتى إن الرئيس الأمريكي تحدث عن قادة العالم الخمسة الذين يرتاح للتعامل معهم، وكان من ضمنهم أردوغان، بالإضافة إلى تنويه كاتبة الدولة الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون بمجهودات أردوغان في المنطقة وفي الشرق الأوسط.

أما على مستوى العالم العربي، فقد استطاع أردوغان التميز كزعيم إسلامي قل نظيره في عصره، من خلال مواقفه السياسية المناهضة لإسرائيل، وخصوصا رد فعله الحماسي ضد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في دافوس عند الحديث عن الحرب في غزة.

إلا أنه على ما يبدو لم يستطع أردوغان التعامل مع هذه الشعبية بالشكل المطلوب، أو على الأقل لم يبدل مجهودا في فهم معاني هذا التعاطف الشعبي والدعم الدولي. فقد بدأ أردوغان تدريجيا تغيير لغته ومواقفه تجاه الأحداث الإقليمية والشؤون الداخلية.

وكان أبرز مؤشر على هذا التحول إشارته، خلال المؤتمر العام الرابع لحزب العدالة والتنمية، إلى معركة ملاذ كرد، التي وقعت في رمضان سنة 463هـ بين المسلمين ممثلين في دولة السلاجقة، وبين الإمبراطورية الرومية في قسمها الشرقي، الشيء الذي أوّل من طرف كثير من المراقبين بمحاولة تحميسية لإحياء الأمجاد عبر التاريخ، من خلال الرمزية التاريخية، ومن ثم تعبير أردوغان الضمني عن جذوره الإسلامية واختياراته السياسية المقبلة.

إن المقام هنا لا يتسع لذكر مواقف سياسية أخرى صدرت عن أردوغان خلال فترة حكمه، والتي لم تخلف ردود فعل حميدة من قبل المنتظم الدولي، وآخرها احتجاجات حديقة غازي، وفضيحة الفساد، والطرق التي اتخذها رئيس الوزراء لمعالجة هته الأزمات، ليس أقلها ولا أبعدها هذه الحملة التمشيطية غير المسبوقة في صفوف عدد غير قليل من الأتراك.

كل هذه المحاولات والأخطاء تبين إرادة أردوغان السياسية في بسط بعض معالم مشروعه الإصلاحي، والذي لم يشأ أردوغان الإفصاح عن مكنونه أو صبغته، إلا أن خطابه، ومواقفه السياسية، وتحركاته الأخيرة أبت إلا أن تلمح للمراقبين عن نوع من التضارب في الرؤية. وبالتالي عدم وضوح تصوره النظري لما يسعى إليه. وقد نأخذ طريقة معالجته لهذه المشاكل التي برزت ونقيس عليها لكي نتلمس منهجية مشروعه في التعامل مع الأزمات.

إذا افترضنا أن أردوغان يطمح إلى البقاء في كرسي الحكم إلى حين تحقيق أهداف مشروعه، فقد نزعم أنه لو بقي على منهجيته هاته في التعاطي مع الأحداث فقد يخلف أثارا سلبية لن يراها حقا إلا التاريخ.

“إن العلم البشري ينطلق من محاولة جريئة ومتفائلة، نقوم بها من أجل فهم العالم الذي نعيش فيه بطريقة نقدية”(6) فمناقشة القضايا الأساسية، التي لديها انعكاسات على تقدم الإنسان والمجتمع، أو الرهانات الكبرى والمسؤولة، التي تغير سير العالم، لا يمكن أن تتم بشكل سريع أو حاسم، ولا يمكن لنتائجها أن تصدر بعجلة. فالحقيقة صعبة المنال. ما نحتاجه هو البراعة في نقد النظريات القديمة أو الأفكار(الإيديولوجيات) البالية، ثم العبقرية في ابتكار نظريات جديدة.

مع الأسف فالنقاشات النقدية الجدية دائما ما تكون صعبة، ونادرة، وتدخل فيها أحيانا بعض العناصر “غير المتعقلة” فتثير مشاكل وترمي أحجارا في طريق البحث عن الحل والتوافق. لقد كان حدثا إستثنائيا ذلك الذي عرفه تاريخ تركيا الحديث عندما اجتمعت أطياف مجتمعية وملل دينية وأقليات عرقية وإثنية على طاولة الحوار ومائدة السلام في “منتدى أَبَنْتْ”، أحد المؤسسات التابعة لـ”وقف الصحافيّين والكتّاب” والذي تأسس بمبادرة من الأستاذ “فتح الله كولن” سنة 1994، “كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني تهدف إلى لـمّ شَمل المثقفين والأكاديميين الأتراك من كل الاتجاهات السياسية والفكرية والمذهبية، وتهدف إلى تقوية الثقافة المدنية السلمية داخل المجتمع التركي، ثم اتسعت اهتمامات المنتدى بعد ذلك إلى خارج تركيا من أجل تحقيق الأهداف ذاتها ولكن على مستوى عالمي.

إن فكرة المنتدى الأساسية هي فكرة “الحوار المدني”، وهي من أفكار الأستاذ فتح الله كولن من أجل تكوين قاعدة صلبة للمشاركة في الشؤون العامة، والتوصل إلى أفضل الحلول للمشكلات التي تواجه المجتمعات الإنسانية، ثم اتسعت آمال أصحاب المنتدى إلى النطاق العالمي، ومع مرور الزمن أصبح المنتدى “نموذجاً” يبرهن على إمكانية التعايش بين المختلفِين، والتعاون فيما هو متفق عليه، واحترام وجهات نظر المخالفين، مع إعمال التفكير النقدي فيها لتوسيع القواسم المشتركة وتضييق مواطن الاختلاف قدر المستطاع”(7).

يمكن تبني الافتراض القائل بأن مشروع الأستاذ فتح الله كولن يعتمد على فكرة الإنسان ومبدأ الانفتاح. وعلى ما يبدو فالأستاذ كولن لا يسعى إلى حل مشاكل الإنسان والمجتمع من خلال السياسية، فمنذ بدأ نشاطه الإصلاحي في أواسط القرن المنصرم، لم يسجل عليه أي انتماء للسياسية بمعناه الضيق. إن المتتبع لبيوغرافيا كولن الكرونولوجية يستنتج أنه يراهن دائما على المجتمع المدني كقوة تغييرية في مقابل السياسة. فأفكاره المشجعة على بناء مؤسسات تربوية وحوارية تبرهن على تصوره المنفتح والتعددي لفكرة الإصلاح.

هناك على نطاق أوسع ترحيب دولي بأفكار ونظريات الأستاذ كولن. فشهادات كثير من النخب والناس في ربوع العالم واعتراف شخصيات دولية وازنة بمجهوداته من أجل إرصاء جسور الحوار بين الشعوب المختلفة وإنشاء قواعد السلام في العالم، دليل على صمود مشروعه أمام تجربة الواقع. أو على الأقل لم تتعرض لانتقادات في منهجيتها أو أخطاء في طريقتها.

إننا لم نرد من خلال دعوة هذين المشروعين للاختبار فوز واحد على الآخر. بل قصدنا كان ابتداءً احترام العقل البشري والاختيار الإنساني الحر. فبعدنا عن التقييم المباشر بأفكارنا أو أدواتنا الخاصة دليل على عدم محاولة التأثير على الرأي العام، بل إن انتقاءنا لمبدأ القابلية للتفنيد كان من باب وضع مسافة بين التقييم الذاتي والموضوع المختبر.

درس هذا القرن.. إعادة تعريف الديمقراطية

“تمتاز كل مرحلة تاريخية يقطعها مجتمع ما بوجود مستويات من الفهم تتوارد بسلاسة في أعقاب بعضها البعض لتشكل تصورات متكاملة كأنها صور فوتوغرافية مستنسخة من المشهد نفسه” (جيروم كيغان).

ألا يحق لنا أن نعيد النظر في كثير من المعطى! لقد جثمت نظرية نيوتون للفيزياء على التفكير العلمي لمدة ثلاثة قرون، حتى تجرأ بلانك وإينشتاين على إعادة النظر في هذا الحقل، فكانت ولادة الفيزياء الجديدة أو بيج بونج(big bang) *** العالم الجديد.

يشير المؤرخ فرانكلين بومر في كتابه “التيارات الرئيسية في الفكر الغربي” إلى مسألة التطور في التاريخ. وفي فصل عصر العلوم يتحدث عن الثورة العلمية بشكل مختلف لما عهدناه. ما يفيدنا هنا هو أن قراءة التاريخ من وجهة نظر مختلفة قد تدفعنا إلى طرح سؤال: كيف غيرت ثورة الفيزياء الطريقة التي كان ينظر بها البشر إلى أنفسهم وإلى الطبيعة منذ 1715 إلى يومنا هذا؟

لقد كانت الأفكار المرتبطة بالفيزياء الكلاسيكية مقبولة وواسعة الانتشار في الأوساط العلمية والبحثية في أوروبا إلى أن تجرأ بلانك وإنشتاين وهايزنبرغ على انتقاد هذه الأفكار، وأتوا ببديل كان بمثابة الحجر الأساس في بناء علمي جديد يأبى أن يأخذ شكلا نهائيا.

كان أول أثر إيجابي لهذه الثورة على الفلسفة، التي تحولت جذريا من المادية إلى المثالية الطبيعية. ركزت المثالية على الاعتقاد في: “تغيير التصورات عن المادة، والوقت، والحتمية. ولم يعد المثاليون يدركون الطبيعة بوصفها آلة، لكنهم بدؤوا في النظر إليها كعقل وككائن، أو كشيء يشكل أساس العقل والمادة” (بومر 470). لقد تبلور منذ ذلك الحين فهم جديد للتاريخ وللإنسان ساهم في تطور العلوم الإنسانية والاجتماعية.

ينبغي أن تكون لنا الجرأة الكافية لإحداث ثورة معرفية/مفاهيمية في حقل الفكر الإسلامي ونظرية الإسلام/الدولة على غرار ما وقع في مجال الفيزياء. جرأة قد تساعدنا في تناول الموضوعات المرتبطة بالإسلام كنظريات تحاول معالجة قضايا الإنسان والمجتمع. ومن الحسن لنا أن نقبل على بديل حقيقي في التعامل مع الأساليب العلمية، والمنظورات التصورية من أجل تحقيق أهداف المشروع الإصلاحي. وقد يفيدنا درس هذا القرن في ما نحن مقبلون عليه من تأسيس قواعد ومرتكزات ومعالم.

إن ما نحاول أن نشير إليه بإلحاح في هذا الجزء من المقال هو مسألة مهمة منوطة بالمثقف كفاعل مشكل للوعي الجماعي، نقتضبها في الحرية والمسؤولية الفكرية. يقول كارل بوبر في هذا الصدد: “إن المستقبل مفتوح، ويعتمد بالأساس علينا، علينا جميعا. يعتمد على ما تفعلونه، وما أفعله، وما يفعله أناس آخرون كثيرون، وما سنفعله غدا. وما نفعل وما سنفعل بدوره يعتمد على فكرنا ورغباتنا، على آمالنا ومخاوفنا؛ وبطريقة أخرى يعتمد على نظرتنا للعالم وعلى الحكم الذي نحمله حول الإمكانيات المفتوحة جدا، التي يوفرها لنا المستقبل”(8).

قليل أولئك الذين يريدون الإنصات إلى الحديث عن ضعف الإنسان وخطأه. وهذا مهم إذا ارتأينا ضرورة السماح لشخص ما باتخاذ قرارت مصيرية تهم شعبا أو أمة. والقصد هنا عمن نختاره كزعيم أو رئيس علينا. لقد كان أول من انتبه إلى هذا الأمر في الفلسفة اليونانية، منطلق الديمقراطية، هو سقراط حين قال إن رجل الدولة ينبغي أن يكون حكيما. وتبعه في ذلك أفلاطون داعيا كل من يريد تقلد منصب من مناصب القرار إلى أن يكون فيلسوفا وحكيما.

ومن تم جاء مفهوم الديمقراطية كنتيجة لهذا المنطق؛ أي ما هي مواصفات الحاكم؟ أو من يجب أن نختار؟ أو يختار الشعب؟ ففي الحملات الانتخابية يعرض المرشح لمنصب مسؤول نفسه وبرنامجه بشكل يبدو فيه حظ من الحكمة والرصانة؛ أي يريد أن يجعلنا نثق في أنه هو الأصلح للقيادة من غيره. وربما كان من الأسلم لنا، إذا كنا نريد أن نحد من فشل هذا الشخص، أن نحدد له مدة حكم قصيرة نختبر فيها نجاعته ونزاهته.

ولنفترض أن سؤال “من يجب أن يحكم” مطروح بشكل غير صحيح. إننا نجد دائما هذا السؤال الأفلاطوني حاضرا في أوساط المشتغلين بالنظرية السياسية وفلسفة الحكم، أو حتى بفكرة الديمقراطية والشرعية القانونية. نقول “عن حكومة إن من حقها تملك السلطة عندما تكون شرعية؛ أي عندما تكون منتخبة من طرف غالبية الشعب أو ممثليهم، طبقا للقواعد الدستورية. لكن لا يجب أن ننسى أن هيتلر وصل شرعيا إلى السلطة، وأن قانون السلطة المطلقة، الذي جعل منه ديكتاتوريا، صوت عليه أغلبية برلمانية. وبالتالي فمبدأ الشرعية ليس كافيا. إنه هنا يأتي كجواب على سؤال أفلاطون. وهذا السؤال هو بالضبط ما يجب أن يُعدّل”(9).

إن كلمة ديمقراطية، والتي تعني حكم الشعب، هي للأسف خطيرة. فكل فرد من الشعب يعلم جيدا أنه لا يحكم. وقد يكون من المفيد النظر إلى الديمقراطية كاسم نعطيه لدستور لكي يمنع ديكتاتورية أو حكما استبداديا من الحدوث أو الامتداد. فمن الصعب جدا التخلص من حكم استبدادي دون إحداث أضرار وإراقة دماء. وما يحدث في العالم الآن ليس منا ببعيد. إن كل ديكتاتورية هي لا أخلاقية، أو على الأقل سيئة أخلاقيا. هذا هو المبدأ الأخلاقي الأساسي للديمقراطية بمعناها الجديد، والذي قد يكون أفيد؛ أي كشكل من أشكال الدولة يسمح بحل حكومة ما دون إحداث أضرار أو إراقة دماء.

إن أساس النقاش حول المجتمع والمستقبل؛ أي هذا النقاش عن التغيير، لا يحسنه السياسيون المتحمسون الذين يمارسون التمرين السياسي الروتني. وقد نقف قليلا عند حدود النظرية السياسية والتطبيق السياسي. فالذي ينظر إلى السياسة من منظور تدبير شؤون الناس من دون اعتبار مسألة التعقيد الإنساني خاطئ. فالنظرة الاختزالية دائما ما تسقط في تيار الكلانية أو التوتلتارية، وقد يكون وضع الإنسان في قالب واحد من نزعات الاختزالية/الكلانية. وهذا ما نريد دفعه.

ومن هنا فبردايم التعقيد، والذي يُطرح من خلال التطورات الجديدة في العلوم، يعطينا فكرة أوضح عن فسلفة “اليومي”، “فنرى أن كل شخص لديه هويات متعددة، وفيه شخصيات متعددة، وأن هناك عالما من الرغبات والأحلام يرافق حياته.. وعلاقته المربكة مع الآخر. كل هذا يشير أنه ليس فقط المجتمع هو المعقد، ولكن كل ذرة من العالم الإنساني”(10).

من هنا ضرورة مساهمة المثقف في صياغة أسس نظرية ومعالم منهجية جديدة ومتجددة. إن أولئك الذين يهتمون بالأفكار يمكنهم فعل الكثير في هذا الصدد، “لأنه وببساطة تسبب المفكرون ولعدة قرون في بعض المشاكل المريعة. فإبادة جموع من الناس، باسم فكرة، أو مذهب، أو نظرية، هي من صنيع المفكرين واختراعهم. فإذا انتهى المفكرون عن تحريض الناس على بعضهم البعض، الشيء الذي غالبا ما يتخذ شكل نصيحة أو إرشاد، فسوف نحل مشاكل عديدة. ولا أحد يستطيع أن يدعي أن هذا مستحيل”(11).

قد يصعب علينا تصور فكرة أن ما يقع من أحداث تحد من تطور التاريخ بالشكل المطلوب، هي في جلها تصدر عن المثقف قبل السياسي، إلا أن الوُدّ المرجو هو إطلاق مناقشة مسؤولة وصادقة داخل الأوساط الأكاديمية والمختبرات العلمية. فالرهان الراهن هو حول المعرفة النزيهة. وهذا ما سيجعل عقولنا تتغير.

______________________________

* تقليد الأستاذية ترجمة لـ the tradition of intellectualism وهو فكرة تطورت في الفكر الألماني خاصة ومنه عند جل المثقفين جراء الخلط بين مفهومي عمق النص ولا فهمه، وقد دشن لهذا التقليد الفيلسوف الألماني هيجل (أنظر المجتمع المفتوح وأعداؤه لكارل بوبر(

(1) إدغار موران، مدخل إلى التفكير المركب ص: 10

(2) كارل بوبر، أسطورة الإطار، في دفاع عن العلم والعقلانية ص: 61

**نظرية الشواش أو الفوضى الخلاقة: هي نظرية في الفيزياء الرياضية دشنها عالم الأرصاد “تيودور لورنتز”

(3) كارل بوبر، أسطورة الإطار، في دفاع عن العلم والعقلانية ص: 62

(4) كارل بوبر، أسطورة الإطار، في دفاع عن العلم والعقلانية ص: 64

(5) كارل بوبر، المعرفة الموضوعية ص: 64

(6) مدونة هيليل فرادكين على موقع وورلد آفيرز worldaffairsjournal.org

(7) كارل بوبر، أسطورة الإطار، في دفاع عن العلم والعقلانية. ص 23

(8) إبراهيم بيومي، مدارس ودروس من “ديتون” الأمركية إلى “أبنت” التركية. مجلة حراء. العدد 05. 2006

***في علم الكون الفيزيائي، الانفجار العظيم (بالإنجليزية: Big Bang) نظرية مطروحة في علم الكون، ترى أن الكون قد نشأ من حالة حارة شديدة الكثافة، تقريبا قبل حوالي 13.7 مليار سنة.

(9) مداخلة في جامعة سان غال بسويسرا 1989 لمنتدى الليبراليين

(10) نفسه

(11) إدغار موران. الفكر المركب. ص 78

(12) كارل بوبر، مداخلة في جامعة سان غال بسويسرا 1989 لمنتدى الليبراليين

‫تعليقات الزوار

18
  • سعيد
    السبت 23 يوليوز 2016 - 05:50

    العنوان الصحيح هو بين الإسلام و الماسونية ،بين رجل يخاف ربه ورجل عميل لدى أمريكا.

  • محمد الانصاري
    السبت 23 يوليوز 2016 - 06:00

    حقيقة الصراع بين الرءيس اردودكان والمفكر الداعية فتح الله كولن

  • abdelfettah Benchekroun
    السبت 23 يوليوز 2016 - 06:13

    discussion et analyse . comment gérer les différences de points de vue ?

  • المتطلع للحرية
    السبت 23 يوليوز 2016 - 06:20

    بين السيد أردوغان الطيب و كولن فرق كيير. و أظن أن صناديق الإقتراع بالعالم عند الشعوب المتطلعة للحرية و العيش الكريم لا تكذب، أردوغان أثبت وجوده بالعمل و تحقيق الفرق في تركيا الجديدة، تركيا اليوم التي يحلم كل مواطن أن تكون بلده. الناس اليوم و في كل وقت تتطلع للحرية و العيش في أمان. تعليقا عن الموضوع: الفلسفة لا تخدم ما نحتاجه اليوم يا سادتي الكرام. إبحثوا كيف توفرون الخبز للشعوب المغلوب على أمرها

  • AZUL
    السبت 23 يوليوز 2016 - 06:52

    Le narcicisme d"Ordogan le pousse a rever de devenir Atta Turque II utilisant l Islam comme moyen de manipulation ! C'est du Don Quichotisme!

  • iNaJ
    السبت 23 يوليوز 2016 - 07:07

    C'est bien ce que nous manque eujourd'hui ! et c'est bien le role des intellectuels MAIS ayons nous préparées citoyens pour en être le bon interactif et le bon utilisateur pour le bien de tous ? dans tous les c'est une excellente initiative d'Hespress pour attirer l'attention vers la nécessité de changer notre approche de la complexité de notre monde !!!la

  • حميد بابا
    السبت 23 يوليوز 2016 - 08:53

    مقال مهم يسلط الضوء على ما يجري في تركيا الآن. يستحق القراءة المتأنية لذوي الاهتمام بالسياسة والفكر .فالعالم اليوم محتاج إلى أدمغة تخدم الحرية بأقل كلفة ممكنه.فما حصل في الحربين العالميتين للقرن الماضي كان أكثر من كافيا للاستفادة منه عالميا ولمن أدى فيه الثمن باهظا بصفة خاصة.لاسيما وان التقدم التكنولوجي اليوم عامل حاسم في اختصار الثمن إلى عالم أفضل .لا بد من مؤتمرات عالمية لإعادة النظر فيما نحن عليه وما نحلم به من سلم وعدل وحرية.وهي مسؤولية الكبار في تعاون مع الصغار والصالحين هنا والآن.

  • Lamya
    السبت 23 يوليوز 2016 - 09:20

    على كل حال يجب على اردوكان ان لا يتجاوز حده و يحترم حقوق الانسان و الديموقراطية و حرية التعبير و يبتعد عن النرجيسية والتحكم الفردي واتهام الناس بالباطل وان يتريث في الحكم عليهم.

  • عمور
    السبت 23 يوليوز 2016 - 09:26

    لا ثقة في عتيقة. من علامات النصب و الرفع الحركات و لم الجازمة ما حدث في تركيا.
    ما حدث في تركيا سيجعل المغرب يفيق من سباته و لا ينام على جنب الراحة و لا يثق في المتشبعين من مبدأ التملق و التزلف أو مبدأ الثقية.

  • LHOU
    السبت 23 يوليوز 2016 - 09:55

    بعيدا عن هذا التفلسف ان صناديق الاقتراع هي التي تفرز الحاكم الذي يختاره الشعب ليحكم باسم القانون ومن لايقبل بهذا ويريد تغيير إرادة الشعوب فهو ارهابي وخائن.

  • pour LHOU
    السبت 23 يوليوز 2016 - 10:25

    HITLER aussi est venu au pouvoir a travers les elections , apres il a detruit la moitié du monde
    vous , vous résumez la democratit en une chose (sanadik al i9tira3) , vous n'avez rien a faire avec les autres principes fondamentaux de la démocratit

  • BLAL
    السبت 23 يوليوز 2016 - 10:50

    سيسقط القناع عنك يا زوروخان والايام بيننا يا عميل الامريكان والصهيون وسيلقي بك الزمان في قمامة التاريخ.اما كولن فله مقعده الوتير عند رب العالمين.

  • حائر لم أجد جوابا
    السبت 23 يوليوز 2016 - 12:22

    بصراحة ولأول مرة أكون محتارا منذ زمن كنت مدمن قراءة اقرأ كل شيء ليس لي ميول معين اقرأ كتب التاريخ والفلسفة والقانون والفقه أحب أن أكون على دراية ببعض الأمور ذات يوم وعند مروري بأحد المكتبات آثار انتباهي كتاب لفتح كولن فقراته بصراحة أعجبني كثيرا لما فيه من كلام يلامس الحقيقة والروح ذات يوم وانا أتصفح اليوتوب وكنت مدمن على سماع محاضرات للدكتور المرحوم فريد الأنصاري بالصدفة وجدته يتحدث عن فتح الله كولن بصراحة زاد إعجابي به لكن ما وقع الآن في تركيا وعن اتهام تورط فتح الله في الإنقلاب جعلني اطرح أكثر من سؤال ماهي علاقة أردوغان بفتح الله عندما اتابع خطوات أردوغان أجده رجل دولة بكل معنى الكلمة وعندما اقرأ كتب فتح الله لن تمل من قراءتها لجل فوائدها اللهم اجمع شمل تركيا بفتح الله وأردوغان تركيا تحتاج لهما معا

  • مغربي
    السبت 23 يوليوز 2016 - 12:40

    الاعلام يصور لكم تركيا جميلة فقط يصور لكم الجزء الجميل اما ضواحي المدن و الارياف يعيشون في تهميش

  • Pour pour lhou
    السبت 23 يوليوز 2016 - 13:41

    لم تقرأ التعليق جيدا قلت الحكام المنتخب يحكم باسم القانون

  • Sam
    السبت 23 يوليوز 2016 - 15:33

    Analyse décousue et boiteuse sans lien avec le titre, arguments fallacieux (i.e., recours à la popularité (thèses de Gulen acceptées par l’élite mondiale)) et références mal utilisées. Invitez les USA à soumettre leur souveraineté aux lois non États-uniennes !!!
    L’auteur utilise un exemple pour inférer une conclusion présentée en guise de titre et induit le lecteur dans des affirmations maquillées par des citations inadéquates (un exemple ne sert qu’à illustrer). Il oppose le cas Erdogan au cas Gulent en s’attaquant sournoisement à l’« approche » Erdogan sans présenter quoique ce soir sur l’« approche » Gulen (deux paragraphes louant les thèses de Gulen).
    En filigrane, l’auteur confronte le paradigme classique d’exercice du pouvoir et de l’exercice du pouvoir par la société civile à embranchements transfrontaliers et facilement pénétrable.
    Bref, hypothèse orientée, au besoin de la conclusion souhaitée ; texte démagogique et sans valeur scientifique !!!

  • براهيم اشتوك
    السبت 23 يوليوز 2016 - 17:09

    إن الإصلاح له ثمن ويمكن للمصلحين أن يختلفا لكل اولوياته الأهم والضروري ، فلايمكن لنا أن نحكم على واحد منهما بأنه عميل لجهة ما أو مصيره جهنم، لكل منهما وسائله وآلياته فغن اختلفا فمن الطبيعي أن يختلف عقلان، أما أنا وانت أن نجلس على كرسي ونصنف الناس فهذا من الجهل المركب، فتركيا صاعدة لأنها ليست عربية ولم يحكمها عربي أو وهابي، فلابد أن تتعرض للمآمرت يدركها من يدركها ويجهلها الكثيرون فرجاء لاتتسرعوا في اصدار الأحكام فالمستبد الجاهل والوهابي المغرور هما وحدهما يحكمان على الناس بهذا الشكل

  • Ahmed
    السبت 23 يوليوز 2016 - 18:12

    تحياتي لكاتب النص على هذا التحليل الذي سمح لي بطرح عديد التساؤلات حول حقيقة الوضع التركي بعيدا عن إستنتاجات الاعلام التي تخدم مصالح جهة على حساب أخرى

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين