العالم يستحضر أرواح ضحايا تجارة الرقيق في ذكرى انتفاضة العبيد

العالم يستحضر أرواح ضحايا تجارة الرقيق في ذكرى انتفاضة العبيد
الثلاثاء 23 غشت 2016 - 07:15

يحتفل العالم، اليوم الثلاثاء، باليوم الدولي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وذكرى إلغائها، الذي يؤرخ لانتفاضة العبيد على نظام الرق، التي انطلقت في الليلة الواقعة بين يومي 22 و23 غشت 1791 في سانتو دومينغو.

ويعد اليوم الدولي لذكرى الاتجار بالرقيق الأسود، الذي يهدف إلى غرس مأساة تجارة الرقيق في ذاكرة جميع الشعوب، فرصة لتذكير المجتمع الدولي بتضحيات من حكم عليهم في الماضي بالرق بمختلف أشكاله.

ولهذا الغرض، كانت الأمم المتحدة قد أعلنت يوم 23 غشت من كل سنة يوما عالميا لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي بموجب قرار صادر عن الجمعية العامة في 17 دجنبر 2007، وذلك تكملة لليوم الدولي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وذكرى إلغائها الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”.

وفي رسالة بالمناسبة نشرت على الموقع الرسمي لـ”اليونسكو”، قالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لهذه المنظمة، إن احتفال اليونسكو باليوم الدولي لذكرى الاتجار بالرقيق الأسود وإلغائه يعد “تكريما لجميع أولئك المكافحين من أجل الحرية وسعيا باسمهم إلى إدامة تدريس هذا التاريخ والقيم التي يحملها”.

وأوضحت بوكوفا في الذكرى السنوية للانتفاضة الأولى للرقيق في نصف الكرة الغربي، أن تمرد العبيد “مثل منعطفا في تاريخ البشرية وكان له أثر عظيم في مسألة تأكيد الطابع العالمي لحقوق الإنسان”، مبرزة أن طمس هذا التاريخ أو نسيانه يمثل خطأ وجريمة.

وكانت اليونسكو قد أطلقت مشروع “طريق الرقيق” سنة 1995، بوصفه أداة عالمية لتوضيح النتائج والتداخلات الناتجة عن تجارة الرقيق وتحديد المواقع والأبنية وأماكن الذاكرة لهذه التجارة وكذا البحث عن سبل تعزيز التقارب بين الشعوب حول الموروثات المشتركة الناجمة عن هذه المأساة.

ويتوخى هذا المشروع وضع برنامج للتوعية التثقيفية من أجل حشد جهات منها المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني بشأن موضوع إحياء ذكرى تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، لكي تترسخ في أذهان الأجيال المقبلة أسباب هذا النوع من التجارة ونتائجها والدروس المستخلصة منها وللتعريف بالأخطار المترتبة عن العنصرية والتحامل.

وأوضحت اليونسكو، التي تسعى من خلال هذا المشروع إلى أن تستمد من هذه الذاكرة العالمية القوة اللازمة لبناء عالم أفضل ولإظهار العرى التاريخية والأخلاقية التي تؤلف بين الشعوب، أن أحد أهداف النضال ضد العبودية وإلغائها هو التعريف والاعتراف بالأثر الكبير الذى تركته الثقافات الإفريقية على ثقافات وحضارات العالم.

ووفقا لأهداف هذا المشروع الثقافي، ينبغي أن يكون هذا اليوم فرصة للتفكير معا حول الأسباب التاريخية والطرق والنتائج المترتبة عن هذه المأساة، فضلا عن تحليل التفاعلات التي ظهرت بين إفريقيا وأوروبا والأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي.

وفي هذا الاتجاه أيضا، أعلنت الأمم المتحدة عن العقد الدولي للسكان المنحدرين من أصل أفريقي (2015-2024) تحت عنوان “الاعتراف والعدالة والتنمية”، والذي يتعلق مباشرة بنشاطات اليونسكو وعلى وجه الخصوص بمشروعها “طريق الرقيق” الذي احتفل بذكراه العشرين سنة 2014.

وتسهم “اليونسكو” في هذا العقد من خلال برامجها التربوية والثقافية والعلمية في إدراج تجارة الرقيق والعبودية في الذاكرة الجماعية والحسابات القومية بغية الترويج للمساهمات الكبيرة التي قدمها السكان المنحدرون من أصل إفريقي في بناء المجتمعات الحديثة وضمان المساواة في الكرامة لجميع البشر، بلا أي تمييز.

وبحسب المديرة العامة لـ”اليونسكو”، فإن هذا التاريخ “يمثل أيضا سجلا للشجاعة والحرية والاعتزاز بالحرية التي استعيدت، تتلاقى فيه كل الإنسانية”.

وتعتبر هذه الاحتفالية السنوية فرصة للتفكير فيمن عانوا وماتوا تحت وطأة العبودية، وهي أيضا مناسبة لرفع مستوى الوعي لدى الشباب في العالم حول مخاطر العنصرية والتحيز.

كما أنها وسيلة لتذكير العالم بضرورة بذل المزيد من الجهد للقضاء على هذه الظاهرة من خلال القضاء على الممارسات الشبيهة بالرق في الوقت المعاصر من قبيل الاتجار بالبشر والتعصب وكراهية الأجانب والتمييز العنصري والعمل القسري.

‫تعليقات الزوار

7
  • ابن سوس المغربي الثوري
    الثلاثاء 23 غشت 2016 - 08:21

    لماذا تجارة الرقيق؟ بعد ام اكتشف الأوروبيين القارة الأمريكية كانو بحاجة إلى يد عاملة تبني و تشتغل في مزارع البن القهوة و الموز؟ صحيح ان الرجل الأبيض كان يستغل الاسود و لكن الحقيقة للتي لا تذكر يقول التاريخ ان تجارة كان ينشطها أبناء عمومة السود اتفسهم رؤساء القبائل الأفريقية هم من كان يتاجر في ابناء جلدتهم ال امريكا الجنوبية و أعتقد ان تجارة العبيد من إفريقيا الى امريكا الجنوبية و الوسطى قد نفعتهم فا انظرو كم من دولة متحضرة خرجت الى الوجود في جنوب امريكا بسبب تحارة العبيد جامايكا دومينيكان ترينيداد توباغو سورينام غويانا و اختلجو مع كل شعوب المنطقة البرازيل فنزويلا كولومبيا هندوراس بليز بناما كوبا باهاماس و كثير وصولاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية و تعلمو و تطورو و اصبحو شعزب متعلمة و قد رأيناهم غي ألعاب الأولمبية في ريد دي جانيرو كيف اصبحو بشر بعك ان كان جدودهم في أفريقيا يعيشون عريانين وسط الادغال و يأكلون لحم الحيوانات دون طبخ، و اعتقد ان تجارة الرقيق كانت في صالحهم

  • عبد
    الثلاثاء 23 غشت 2016 - 09:10

    و هل انتهت العبودية ???
    عبودية القرن العشرين والواحد وعشرين اذل واخطر من عبودية القرون الوسطى

  • اليديني رشيد
    الثلاثاء 23 غشت 2016 - 09:32

    اسراءيل تاخد مستحقاتها من المانيا ….اما هادو ليخم الله

  • driss
    الثلاثاء 23 غشت 2016 - 09:35

    وهل تعتقدون أن تجارة العبيد ٱنتهت فقد إنضافت إليها كذلك تجارة الرقيق الأبيض ـ

  • Youssi
    الثلاثاء 23 غشت 2016 - 11:01

    آخر الدول التي منعت العبودية هي السعودية ( 1962 ) و موريتانيا ( 1982)، فعادت العبودية بعودة داعش.

    تجب إصلاح الدين الإسلامي لتطهيره من ترخيص هذا الفعل المشين؛

  • IBN EL JAZAIER
    الثلاثاء 23 غشت 2016 - 13:35

    ما راءيكم في بعض الدول العربية والمسلمة تتباهى بالاسلام والديمقراطية ولكن للاسف الشديد ما زال الى حدي الان يتبران افسهم اسياد وشعوبها عبيد انشر من فضلك ان كنت ديمقراطيا وشرا

  • فواز
    الثلاثاء 23 غشت 2016 - 22:13

    الإستعباد أو الإسترقاق وجد عند جميع الشعوب و الأجناس. و الإسترقاق الإسلامي يعتبر أكبر و أطول استرقاق عرفته البشرية و كان يشمل جميع الشعوب التي هزمها المسلمون. فقد كان هناك استرقاق للسود كما كان هناك استرقاق للبيض و غيرهم. فمثلا كلمة esclave الفرنسية مشتقة من اللاتينية sclavus وهو اسم شعوب شرق أوروبا السلافية مثل البلغار و الروس و التشيك.
    لكن ظهور دول سلافية قوية أوقف هذا الإسترقاق الذي بقي ملازما للسود بسبب عدم ظهور دول زنجية قوية بالإضافة لاسترقاق السود للسود وبيعهم للمسلمين خصوصا.
    في القرن العاشر اندلعت جنوب العراق أكبر ثورة للعبيد شهدها التاريخ عرفت "بثورة الزنج" و دامت 15 سنة و تسببت في مقتل ما يقارب المليون حسب المصادر التاريخية و كانت احدى أسباب بداية أفول الخلافة الإسلامية.
    في شمال أفريقيا تسبب الجهاد البحري أو ما يسمى عند الأوروببين بالقرصنة الإسلامية في استرقاق أكثر من مليون أوروبي بيعوا في أسواق النخاسة في الحواضر الكبرى لشمال أفريقيا.
    في المغرب أغلقت فرنسا في عشرينيات القرن الماضي أسواق النخاسة في المدن الكبرى كفاس و مراكش و هكذا توقف رق السود في المغرب.

صوت وصورة
الأمطار تفرح الفلاحين
الأحد 14 أبريل 2024 - 18:16 3

الأمطار تفرح الفلاحين

صوت وصورة
أممية أحزاب الوسط في مراكش
الأحد 14 أبريل 2024 - 14:04 1

أممية أحزاب الوسط في مراكش

صوت وصورة
نقاش إلغاء عيد الأضحى
الأحد 14 أبريل 2024 - 11:28 45

نقاش إلغاء عيد الأضحى

صوت وصورة
فوز الجيش الملكي على الوداد
السبت 13 أبريل 2024 - 22:57 1

فوز الجيش الملكي على الوداد

صوت وصورة
تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع
السبت 13 أبريل 2024 - 16:27 3

تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع

صوت وصورة
الشواطئ تمتلئ في الدار البيضاء
السبت 13 أبريل 2024 - 14:55 3

الشواطئ تمتلئ في الدار البيضاء