بودرقة: اغتيالات بنجلون وبنبركة "ألغاز".. والمصالحة لم تبرئ النظام

بودرقة: اغتيالات بنجلون وبنبركة "ألغاز".. والمصالحة لم تبرئ النظام
الأربعاء 18 يناير 2017 - 22:20

شهادات مثيرة قدمها المعارض السياسي اليساري السابق وعضو هيئة الإنصاف والمصالحة مبارك بودرقة حول فترات متقطعة من عهد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي عاشها المغرب منذ ما يزيد عن أربعة عقود، وأطلق عليها اسم “سنوات الجمر والرصاص”؛ وذلك بمناسبة تقديمه لمذكراته في ندوة نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام بالرباط.

وبدأ بودرقة، الذي حكم عليه سابقا بالإعدام، وهو اللاجئ السياسي السابق ما بين من 1973 إلى 2001، بالقول إن “المغرب تطور منذ سقوط جدار برلين عام 1989، فالتقط الملك الراحل الحسن الثاني الفكرة، بعدما تبين له أن الفرصة سانحة لتنفيذ المصالحة، فبادر عام 1990 إلى تأسيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان”، متابعا بأنه وبعد عام فقط “حدث ما لم يحدث في كل بلدان العالم، وهو عودة المختفين وخروجهم من مراكز الاحتجاز السرية، ثم بدأ العديد من المنفيين يعودون من الخارج، وتم الإفراج والعفو عن المعتقلين على مدار السنوات التي تلت ذلك”.

وتابع الملقب بعباس زمن سنوات الجمر والرصاص، والذي مارس المحاماة بمكتب المرحوم عبد الرحيم بوعبيد بالعاصمة، بأن عودته من منفاه تأخرت حتى العام 2001 بعد عودة المعارض البارز لنظام الحسن الثاني ابراهام السرفاتي عام 1999، والذي كان متضامنا مع قضيته، وزاد: “كنت عضوا مؤسسا لتجمع اللاجئين السياسيين المغاربة بفرنسا سنة 1992، وساهمنا إثره في عودة كل المنفيين المغاربة في العالم”.

ونفى العضو المؤسس لجمعية آباء وأصدقاء المختفين في المغرب سنة 1975 أن يكون النظام المغربي هو المستفيد الوحيد من عملية المصالحة، وأن تكون الخطوة التاريخية مسرحية قام بها المناضلون لتبييض وجه الدولة في انتهاكات حقوق الإنسان إبان سنوات الجمر والرصاص، وزاد موضحا: “المذكرات تبين بأنها كانت معركة حقيقية. فقبل أول اجتماع للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان سلمت لرئيسه عمر عزيمان خريطة طريق توضح ما نؤمن به وما يمكن القيام به داخل المجلس، بما في ذلك العدالة الانتقالية”.

“رغم وجود من عارض فكرة المصالحة، إلا أن ما قمنا به كان معركة حقيقية، إذ كنا نريد مصالحة المغاربة مع ماضيهم، وعرفنا أنها لن تتم دون قراءة ذلك الماضي، ليس كمصالحة شخصية”، يورد بودرقة، معتبرا أن إنصاف ضحايا سنوات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لا يكون فقط بالتعويض المادي الذي يبقى رمزيا، “بل بالاعتراف بأن الدولة ظلمتهم..وبأنها كانت مسؤولة عن الانتهاكات”، وزاد: “كنا نقول للضحايا إننا لسنا قضاة، وإن عليهم أن يحددوا أسماء الجلادين، على أن نعطيهم حق الرد بدورهم”.

ورد مبارك بودرقة، الذي نسق سابقا للمنظمة الاجتماعية للاجئين المغاربة بالجزائر وليبيا سنة 1974، على تهمة تبييض وجه النظام المغربي من وراء خطوة الإنصاف والمصالحة بالقول إن “الأمر لا يستقيم، خاصة أن الانتهاكات الجسيمة التي عرفتها سنوات الجمر والرصاص لم تزل في الوقت الراهن، ولأن تبييض وجه النظام يسري مع دولة مازالت تمارس تلك الانتهاكات، وهو عكس ما يجري في المغرب، الذي شهد ويشهد تغييرا بغض النظر عن التجاوزات الحاصلة، كما هو حاصل في كل الدول الديمقراطية”.

وحول ملف اغتيال المعارض المغربي المهدي بنبركة، قال المشرف على فريق التحريات في هيئة الإنصاف والمصالحة إنه يبقى معقدا، وزاد: “كان لنا تواصل مع عائلته، التي سلمتنا ملفا متكاملا يتضمن كل المحاكمات والمنشورات.. فتشكل فريق خاص داخل الهيئة، وقمنا بجمع الدراسات والوثائق”، مشيرا إلى أن “تعقد الملف نابع من كونه دوليا ومرتبطا بالمغرب وفرنسا وإسرائيل وأمريكا”، وأضاف: “بنبركة اختطف في فرنسا، وقلنا في التقارير إن الأجهزة المغربية متورطة وساهمت في الاغتيال، وفق الوثائق”.

وكشف بودرقة أن فرنسا لا تريد أن تكشف إلى حد الآن حقيقة اغتيال المهدي بنبركة، وقال: “القضاء الفرنسي يتحرك لكن الدولة لا تريد كشف كل الوثائق، رغم أنها كشفت بعضها، لكن ليس لها أي أهمية”، معتبرا أن من بين الأدلة على تعقد الملف هو تقرير أخير صادر من إسرائيل، “يقول إن الجنرال أحمد دليمي طلب من الموساد نوعا من المساعدة في اغتيال المهدي بنبركة”، ومضيفا: “هذا رغم أن الضوء الأخضر منح للراحل ادريس بنزكري من أجل الاستماع إلى كل الأطراف ذات الصلة بالملف”.

ويبقى اغتيال الزعيم اليساري عمر بنجلون ملفا معقدا ولغزا محيرا، من منظور بودرقة، الذي قال: “رغم محاكمة قاتله ومنفذ عملية الاغتيال، إلا أن من وقف وراء العملية يبقى لغزا؛ فعبد الكريم مطيع، مؤسس الشبيبة الإسلامية، اتصل بي شخصيا وبرأ نفسه، كما اتصل بي من أجل عودته من منفاه، إلا أنه تراجع عن طلبه رغم أن الراحل بنزكري قام بالمهمة وأخذ الضوء الأخضر من الدولة”؛ وفيما لم يحسم في مدى تورط الأجهزة في مقتل بنجلون، قال: “القضاء هو الوحيد الذي يبت في تبرئة أو إدانة كل الأطراف”.

‫تعليقات الزوار

12
  • عبد الحميد علمي
    الأربعاء 18 يناير 2017 - 22:42

    تحليل بسيط للغاية كل من انقلب على النظام في عهد المغفور له الحسن الثاني حكم عليه بالإعدام ووجهت لهم السهام والالغام واضحة وإن اعتبرنا ضهر الملف من سيخاف هل فرنسا أم المغرب أم إسرائيل أم أميركا من أكله الدود لا يجب على الآخر أن ينتظر الوعود بل البحث على الشهود وهل موجودين هل الدليمي خلف وراءه شهود هل إسرائيل تريد التكلم من المسؤول لا ندري من أين الماء يجري الترحم هو الأهم أما الإنتقام لن يحضر العالم إذا كان لا يريد الكلام والله يعلم.

  • mustafa
    الأربعاء 18 يناير 2017 - 22:47

    أما آن الأوان لننتبه للحاظر ونحلم بمستقبل جميل عوض الضياع في الماضي السحيق ونترك الأمر لمن سيسأل كل مؤودة بأي ذنب قتلت ?

  • ميمتي^^
    الأربعاء 18 يناير 2017 - 23:18

    أضف على ذلك إغتيال عبد الله باها و الزيدي واعتقال عدة نشطاء سياسيين في حركة 20فبراير

  • كلمه
    الأربعاء 18 يناير 2017 - 23:52

    عند ربك تجتمع الخصوم . "سئل سائل بعذاب واقع ¤ للكافرين ليس له دافع ¤ من الله ذي المعارج ¤ تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ¤ فاصبر صبرا جميﻻ إنهم يرونه بعيدا و نراه قريبا ¤

  • فيلسوف
    الخميس 19 يناير 2017 - 00:07

    …عدم تكرار ما جرى في سنوات الرصاص من بين توصيات جالسي المجلس…!!!…طُويت صفحات و فُتحت أخرى واعدة فقط في الشكل فقط والمضمون واحد…!!!…الصكوك والصفقات لغة سارية في البلاد و مفعولها طال أقدح الكادحين و بات الجميع يُسبِّح بحمدها تَطبُّعا لا طبعا…!!!

  • مول التقشاب
    الخميس 19 يناير 2017 - 00:42

    ما يجب ان يعلمه العالم و ليس المغاربة فقط ان المغرب عاش و ما زال يعيش و سيعيش كما باقي الدول التي نالت استقلالها بعد الحربين صراعات على السلطة و سنوات الرصاص و الجمر لا تخرج عن هذه القاعدة .أنا أتساءل هل يمكن لمعارض يتصور أن عدو النظام الذي يعارضه هو في وطنه ان يقدم له كل الدعم حتى الانتصار؟ بمعنى و فيما يخص حالة المغرب التي تهمنا ،هل نظام الجزاءر الذي تحاربنا معه على أراضينا الشرقية او نظام القذافي الذي أسس و مول البوليساريو ممكن ان يلجأ إليهم المعارض و يحارب نظامه من هناك .؟أما الطامة الكبرى الأخ عباس ان يكون اللجوء إلى قوة استعمارية مثل فرنسا التي تزعم انها ديموقراطية و قضاؤها مستقل و لكن مسكين غير قادر على افتكاك شهادات من عند الدولة الفرنسية الديموقراطية العجيبة ….هذا بالنسبة لك و لمن اشعلها هنا و فر عند أعداء النظام عفوا أعداء الوطن .أما عمر و ملفه فما معقد ما والو يا عباس .عمر كان يقول لكم من يريد معارضة النظام فمن الداخل و اخترع النظال الديموقراطي الخطير على كل مستبد في العالم حيث نناظل من داخل وطننا و نجمع الناس على كلمة سواء تقول للمحسن أحسنت و المسيء أسأت

  • مواطنة مغربية
    الخميس 19 يناير 2017 - 00:52

    المناضل عمر بن جلون توفي في سنة 1975 مدة 4 عقود ولازلتم تبحثون عن الجاني. اهتموا بالمستقبليات

  • Fedil
    الخميس 19 يناير 2017 - 07:06

    هيئة الانصات والمصافحة ينصت الجلا د للضحية ويتصافح معه انا اسأت اليك وأنا وأسامحك و اصافحك وامنحك تعويضا من مالك الخزينة العامة
    اين هي المتابعة والمحاكمة

  • شاهد عصر
    الخميس 19 يناير 2017 - 07:36

    يتحدث عن زمن انهى والفناه وكان زمن رخاء وامن اما بالنسبة لاغتيال بن جلون او بن بركة فهي حسابات سياسية بين الاحزاب بعيدة المدى والتحليل نتيجة اغتيالات المناظلين بين احزاب سيطرت على الساحة وبعد خدام الدولة التي كانت تلك الاحزاب حاكمة ولديها ايادي خفية دبرت تلك اللحظات الرهيبة التبدي عاستها كل الطباقات بمختلف الاديلوجيات الاشتراكية او دمقراطية ضد الاساقلاليين والحركة الشعبية الذين كانت لاهم سيادة الدولة اما الذين يسمون اليوم سنوات الرصاص والجمر هم بيادق النضاليين والخونة الذين يبحثون عن ريع للدخول الى السياسة بوجه جديد واختم بالقول كفاكم تضليلا لقد بات كل شيء واضح ومعلوم

  • adam
    الخميس 19 يناير 2017 - 09:56

    بوعبيد ولد سلا و ابن بركة و اد الرباط….اهل سلا و الرباط كانو يرفضون حكم جيش بخارى…لدلك تم مخاصرت المدينتين بخمسين تكنة عسكرية

  • maymoun
    الخميس 19 يناير 2017 - 10:59

    البكاء وراء الميت خصار نسمع سنوات ار صاص ومن قتتل من اما كىنت اﻻحزاب تتطاحن على الحكم والمناصب وهي اﻻن نفس اﻻحزاب التي نهبت خير البﻻد
    (ودوزلي اندوزلك ) والريع اما نفس اﻻخزاب عطلت اقتصاد المغرب حتى اصبحنا نلجئ الى من طردناهم اﻻمس لكي يديرون لنا مياه الصرف والكهرباء والنقل العمومي ووو
    ونفس اﻻحزاب ﻻزالت تكرر نفس السنريهات التعطل المنشئات العمومية باﻻضربات والنزول الى الشوارع مستغلة الضعاف من البشر
    ليوم نفكر في من هم احياء وميتين المسننين الدين ﻻدخل لهم المعوقين الدين هم عال على اهلهم المرضى الدين ينتضرو الشهور لتقدم لعم الرميد
    المساعدة الشعب ﻻيطلب الى ماهو مدون في جمع اﻻعراف ضمان العيش والتعليم ولعﻻج لكل مواطن

  • غريب في وطنه
    الخميس 19 يناير 2017 - 19:51

    يجب أن يعاقب مرتكب هذه الجرائم البشعة في حق شعب ينشد الحرية لا أن يبرأ و يبقى حرا طليقا .. على الأقل يقوم بالاعتذار أمام الشعب المغربي ليتعرف عليه فقط و يسامحه إن شاء ..
    و جنوب أفريقيا نموذجا .

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب