الراضي يُقدّم المغرب الذي عاشه على صفحات كتاب

الراضي يُقدّم المغرب الذي عاشه على صفحات كتاب
السبت 11 فبراير 2017 - 23:04

تم، اليوم السيت بالدار البيضاء، تقديم كتاب “المغرب الذي عشته” لعبد الواحد الراضي، القيادي الاتحادي والرئيس الأسبق لمجلس النواب، وذلك على هامش الدورة الثالثة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب.

وقال الراضي إن دواعي تأليفه هذا الكتاب تتصل بالرغبة في إطلاع الأجيال المقبلة على تاريخ المغرب على مدى أزيد من ستين سنة انصرمت، والنضال المرير الذي خاضه القادة الوطنيون من أجل الاستقلال والتحرر من نير الاستعمار، والإسهام في بناء الديموقراطية والمساواة باعتبار أن السيرة الذاتية للمسؤولين تسهم في الثقافة العامة وتكوين المناضلين.

وفي هذا الصدد أوضح الراضي، البالغ من العمر 81 سنة، أن جيل الرواد الذي يمثله السلطان محمد الخامس، وعلال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني، في ثلاثينيات القرن الماضي، قام بدوره في الإسهام في نشر الوعي بالوطنية والحرية والديموقراطية، والمطالبة بإنهاء عهد الحماية، موضحا أن دور هذا الجيل هو دور التوعية والرفع من مستوى الوعي في أوساط الشعب المغربي يضرورة الاستقلال.

وأضاف أن جيل الحسن الثاني، حين كان وليا للعهد، والمهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد، هندس للاستقلال وتفاوض من أجله، وواصل بعد حصول المغرب على استقلاله مسيرة العمل من أجل مغرب ديموقراطي وحداثي تسوده العدالة والحرية وكرامة الإنسان ، قبل أن يأتي جيله الذي شهد حصول المغرب على دستور ديموقراطي هو دستور 2011 ، داعيا إلى إسهام الجيل الجديد في الإسهام في النطوير وتقوية المباديء والقيم والأخلاق الديموقراطية.

وتابع الراضي قائلا إن من دواعي تأليف الكتاب أيضا ما لاحظه من عزوف الشباب عن خوص غمار السياسة ، مؤكدا أت تركيزه على شخصيات سياسية مغربية قامت بأدوار مهمة في صياغة تاريخ المغرب الحديث من مواقع متعددة ومتباينة يهدف أساسا إلى بيان المستوى العالي من الصراع السياسي دون تنابز وانحطاط إلى مستوى السفاسف، مشيرا إلى أنه تبنى مقاربة بيداغوجية لأن “الشعب الذي يجهل ماضيه لا يمكنه أن يفهم حاضره من أجل بناء مستقبله ” حسب تعبير ونستون تشرشل.

وقال إن الكتاب يتغيى أيضا تصحيح بعض المغالطات التاريخية التي تدخل في مجال الحسابات السياسية الضيقة من قبيل اعتبار ما حصل في إكس ليبان مفاوضات فيما الصحيح أنها مباحثات واستماع، مع السعي لتوخي الموضوعية في عرض آراء الخصوم والإنصات إليها، وشدد أيضا على أن قوة الإرادة تؤدي إلى تحقيق الطموحات مهما كانت الصعاب، موضحا أن عائلته خدمت الأسرة العلوية منذ عهد السلطان مولاي الحسن الأول حسب الوثائق التي يتوفر عليها.

وفي مداخلة للمؤرخ والديبلوماسي محمد الخصاصي، الذي رافق عبد الواحد الراضي في العديد من محطاته المهنية والنضالية، أبرز أن الكتاب، الذي يتضمن كما هائلا من المعلومات والمعارف في “موضوعية وتواضع وعفة”، يتطرق إلى حيثيات الحركة الوطنية، والاتحادية منها بالخصوص، مجملا المحصلة التي يصيغها الكتاب في ثلاثة روافع تتمثل في النصال والفكر والفضيلة.

وأوضح الخصاصي أن الرافعة الأولى تتمثل في كون الراضي يشكل نموذجا للأكاديمي المنشود ومثالا فكريا تنويريا، وتتمثل الرافعة الثانية في الإطلالات الثقافية والخواطر الفكرية التي تذكر بالإطار المرجعي والتظري المؤطر للمواقف والإنجازات، والرؤية الموضوعية التي تتجاوز النظرة الذاتية الضيقة، فيما تتمثل الرافعة الثالثة في “التزاوج النبيل” لدى الراضي بين الممارسة السياسية والقيم الأخلاقية.

ويتضمن الكتاب ، الذي صدر عن المركز الثقافي للكتاب، تمهيدا واثنين وعشرين فصلا تطرقت على التوالي إلى الطفولة الأولى (من المدينة إلى البادية)، وطفولة ثانية في سلا خلال أربعينيات القرن الماضي، والتأطير الجمعوي، والحركة الوطنية المغربية من الكفاح الوحدوي إلى بداية التصدعات، والمرحلة الفرنسية مع التطرق إلى الأجواء الثقافية بفرنسا واستضافة جان يول سارتر مثلا، وعشر سنوات مع المهدي وطريق الوحدة برعاية السلطان محمد الخامس، وبرلماني سيدي سليمان (نصيبي من الألم)، ومعارضة برلمانية شرسة.

ويتطرق الكتاب أيضا إلى فصول الجريمة، ومغرب السيعينات، وعلال الفاسي، وتجربة الكاتب على رأس وزارة التعاون، والاتحاد العربي الإفريقي الذي شغل منصب أمينه العام، وعلاقته بالملك الحسن الثاني، والمؤتمر الخامس للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ورئاسة مجلس النواب، وتولي وزارة العدل والانخراط في المشروع الوطني لإصلاح القضاء، والعلاقة مع عبد الرحمان اليوسفي، وانتخابه كاتبا أول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتجربته على راس الاتحاد البرلماني الدولي، والمغرب وأفق الديموقراطية في عهد الملك محمد السادس .

وكان الأديب حسن نجمي، الذي قدم الكتاب، قد لاحظ ظاهرة نقص التدوين لدى زعماء الحركة الوطنية المغربية وقادة المقاومة وجيش التحرير ، وأشار، على سبيل المثال إلى أن علال الفاسي لم يدون يومياته عن منفاه في الغابون لمدة تسع سنوات إلا خلال السنتين الأوليين، مضيفا أن كتابة عبد الواحد الراضي لشهادته تكتسي بعدا ثقافيا مهما فضلا عن البعد السياسي اعتبارا للوضع الاعتباري والرمزي لصاحبها وأهمية النضالات التي خاصها والمناصب التي تقلدها . يذكر بأن كتاب “المغرب الذي عشته” يقع في 808 صفحة من القطع المتوسط، وبتضمن 76 صورة فوتوغرافية توثيقية.

‫تعليقات الزوار

10
  • wood
    السبت 11 فبراير 2017 - 23:43

    لا اعرف هل سيصنف هذا الكتاب ضمن المراجع التي تسلط الضوء على مرحلة من تاريخ المغرب عرفت مجموعة من الاحداث بعضها لها حساسية خاصة ام فقط كتاب لتجميل الماضي .بصفة عامة صعب ان تكون من اصحاب الكاميلة و تتكلم عنها بما لا يليق!!!

  • عبد الغني التازي
    السبت 11 فبراير 2017 - 23:49

    ماذا قدمت للمغرب ؟؟ وما اسهاماتك في ترسيخ قيم الديمقراطية والحداثة؟

  • ايت ملول بوعجاجة
    الأحد 12 فبراير 2017 - 00:25

    للأسف السياسيون حينما يؤلفون سيرهم الداتية فمن أجل تبيض ماضيهم وتبرير مواقفهم ….وهدا حال الراضي الدي لت يتردد في القول بأن جميع ما قام به كان من أجل مصلحة الوطن. …كل من أراد تبرير شنيعة ما يقول إنها كانت من أجل الوطن لأنهم يعرفون الوطن أخرس لا يستطيع الدفاع عن نفسه. …السياسيون قالما يصدقون. ..والراضي كان من طينة الأشخاص الدين لا لون ولا رائحة لهم …كان مخزنيا في جبة اشتراكي. ..ومن كان جوهره مخزنيا لا يمكن أن تكون حياته السياسية سوى صدى لرداءة المخزن . …للأسف السياسيون حينما يكتبون سيرهم يكتبونها بريشة المبرر لكل شئ والمجمل لكل قبيح وقالما يقول نعم لقد أخطأت وكان علي فعل أمر ما وترك آخر. …السياسيون لا ثقة فيهم سواء حين يكتبون أو حين يتكلمون أو حين يومئون. …

  • y tagmout i
    الأحد 12 فبراير 2017 - 01:03

    Est il capable de parler de sa richesse. comment il a obtenu et de parler du développement de la ville sidisliman dont il est le parlementaire le plus ancien

  • kiju
    الأحد 12 فبراير 2017 - 01:15

    لو قدمت للمغاربة كم استنزفت من أموال الشعب و الإمتيازات التي تحصلت عليها لدراستها والإستفادة منها لإعادة تخطيط المرتبات من جديد أفضل مما ستكتبه في كتابك هذا

  • سعدية
    الأحد 12 فبراير 2017 - 06:59

    إمبراطور البرلمان بالمغرب جمع منه الكثير من الأموال واستحوذ على ضيعات عباد الله ظلما في نواحي سيدي سليمان . انت وامتالك إلى مزبلة التاريخ

  • مغربي بائس
    الأحد 12 فبراير 2017 - 08:19

    هاد السيد أكل الغلة وورث ابنه العضوية في البرالأمان قالك اشتراكي الاشتراكيين الاحرار ماتوا في السجون تحت التعذيب اما انت ورباعتك ديال … بما فيهم اليوسفي واليازغي وغيرهم لحاسين الكابة استغلوا تضحيات الرجال الاحرار … قالك كتب كتاب

  • مهادن
    الأحد 12 فبراير 2017 - 10:01

    السي الراضي منذ فجر الاستقلال عايش الملوك الثلاثة وكل الدساتير التي عرفتها المملكة وتملك كرسيه البرلماني في بر الامان منذ عام 1963 . الشيء الذي يبوؤه مكانة أقدم برلماني في العالم وفي التاريخ. عاش وعيش المغرب وعرف وعرررفه وعرف به وجاب العالم كله كما عايش جل الملوك ورؤساء العالم منذ الحرب العالمية الثانية . فمن ترى سيعرف المغرب والعالم احسن منه. سؤالي : هل سأل نفسه ماذا اسداه لبلاده ما تستحقه منه ولو بسرده لما عايشه بأمانة وهو أضعف الإيمان ؟ ستبدي لك الايام ما كنت تجهل .

  • ابن سوس المغربي
    الأحد 12 فبراير 2017 - 16:31

    قولو الحقيقة اناس باعو القضية و باسم الإرادة الشعبية ركبو على معانات سكان منطقة الغرب بشعارات التغيير و اغتنو و اثبحو من أثرياء المغرب في وقت يدعون فيه الاشتراكية كفى بيع الوهم خمسين سنة من حمل شعار الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و دولة الحق والقانون لم نرى منهم ولا شئ تحقق ماذا قدمت هذه الطبقة بالله عليكم أعطونا منجزاتهم؟

  • عزام
    الأحد 12 فبراير 2017 - 23:25

    أستغرب كيف البعض يحكم على كتاب عبدالواحد الراضي دون أن يقراه وكيف تطلق الإتهامات على ع.الراضي بدون سند.؟ .بالنسبة إلي اقف عند الكتاب "المغرب الذي عشته".بصراحة گنت أظن ان هذه السيرة الذاتيةتشبه ما ينشر من مذكرات سياسيين وزعماء أحزاب ورؤساء دول أي فقط كتب بلغة الخشب…لكن إعجابي بالكاتب حسن نجمي وقلمه هو ما جعلني أقتني الكتاب لأرى كيف حرر كتاب ع، الراضي..، لكن مفاجاتي كانت كبيرة حيث وجدت مذكرات الراضي بكلمة واحدة تحفة: الحياة الشخصية ل ع. الراضي -تااريخ اامغرب الحديث- إعطاء تفسير آخر من زاوية ع. الراضي ترضي القارئ الباحث عن حقيقة أحداث المغرب…..-الأسلوب الأدبي الرفيع للكتاب مما يجعل قراءته ممتعة للغاية…الجمعة حضرت لقاء حول ااكتاب بمعرض الكتاب بالدارالبيضاء لأعرف المزيد عن ااكتاب وااكاتب واستفدت كثيرا عند تدخل حسن نجمي ومحمد لخصاصي…في كلمة واحدة مختصرة ثقوا بي فالكتاب ناجح ثري ممتاز…في اامكتبات يباع ب 250 درهم وبالمعرض ب 200..بين قوسين انا لست من حزب الأستاذ الراضي لكن إعجابي بالكتاب هو سبب تعليقي..:عزام بونجوع

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات