قال الكاتب ادريس مقبول إن إشكالية علاقة السياسة بالأخلاق ليست جديدة، بل قائمة منذ العصر اليوناني إلى الآن، مشيرا إلى أن السياسة مرتبطة بفعل الممكن، في حين أن الأخلاق مرتبطة بالواجب، وموضّحا أن الممكن يفضي إلى تنازلات وخروقات، ومشددا على ضرورة الوصل بين الدين والسياسة.
مقبول، متحدثا بمناسبة ندوة فكرية تخللتها قراءة في كتابه “ما وراء السياسة، الموقف الأخلاقي في فكر عبد السلام ياسين”، نظمتها “جامعة الوفاء”، إحدى هياكل جماعة العدل والإحسان بسطات، احتفالا بحصول عدد من أعضائها على الدكتوراه، أضاف أن “الأطر السياسية تبرر عدم التزامها بالقانون بفعل الممكن”.
وأوضح الكاتب أن “الممكن في السياسة واختراق القانون يؤدي إلى ارتكاب الجرائم في حق الشعوب، مقدما أمثلة مما آل إليه الربيع العربي في سوريا وليبيا وغيرها، والتي تبرر ذلك بالسياسة العالمية التي لا مجال للأخلاق فيها، خاصة أن السياسة الأمريكية تتقلب بتقلب المصالح، حيث لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة”، حسب تعبيره.
وشدّد المتحدّث ذاته على أن “السياسة تبدأ من الذات والعودة إلى الأخلاق، باعتبارها عودة إلى الفطرة الإنسانية”، موضّحا أنها “اليوم وضعت مسافة بينها وبين مصدر الإنسان، حيث قطعته عن جذوره السماوية، وربطته بالأرض في إطار المصالح الضيقة”، ومشيرا إلى أن هناك “داروينية سياسية واقتصادية، لا تؤمن بمنطق التنافس، بل بمنطق القوة والشراسة، والتحكّم وسيادة الصوت الواحد والفكر الواحد بعيدا عن الأخلاق، ما يؤدي إلى سحق المجتمعات لبعضها البعض”.