الكنبوري يفكك "إسلامية الدولة وعلمانية الإسلاميين" في المغرب

الكنبوري يفكك "إسلامية الدولة وعلمانية الإسلاميين" في المغرب
السبت 27 ماي 2017 - 04:15

تحت عنوان “مستقبل الإسلام السياسي في محيط مضطرب” عقدت مؤخرا منظمة فريدريش إيبيرت الألمانية في العاصمة الأردنية عمان مؤتمرها الإقليمي، شارك فيه نخبة من المفكرين والباحثين العرب والأجانب.

وقدمت خلال المؤتمر ثلاثة أوراق حول ثلاث تجارب عربية، لكل من الدكتور إدريس الكنبوري عن التجربة المغربية، والدكتور عبد اللطيف الحناشي عن التجربة التونسية، والدكتور خليل العناني عن التجربة المصرية.

وقال الكنبوري إن الدولة في المغرب، خلافا لبلدان عربية كثيرة تميزت فيها العلاقة بين الدين والدولة بالتوتر والتشنج كالبلدان التي رفعت لواء القومية العربية أو الاشتراكية، نشأت في إطار الارتباط بين الإسلام ونظام الحكم، فالملك هو أمير المؤمنين وهو يجد امتداده في شجرة النسب النبوي، ما يمنحه موقعا استراتيجيا في البلاد.

وأوضح المتحدث أن الحركة الإسلامية المغربية تطورت خلال العقود الماضية في سياق وطني مختلف، يمنح للأعراف السياسية قيمة أكبر من الإيديولوجيا، ويتقاسم الخطاب الديني مع العديد من المكونات السياسية التي كانت تعلن الإسلام مرجعية لها، مع تباين بينها في التصورات، وهو ما قلص من نزعة المواجهة بين العلمانيين والإسلاميين على نحو ما حصل في بلدان عربية أخرى.

وتابع بأن احتكار الدولة للدين، والصفة الدينية للملك بوصفه أميرا للمؤمنين، مكنا من رسم مجال عمل الإسلاميين في نطاق لا يتعدونه، على أساس معادلة “إسلامية الدولة علمانية الإسلاميين”؛ ففي الوقت الذي ربط النظام بين الدين والسياسة على مستوى الدولة، نجح في الفصل بينهما على مستوى الحركة الإسلامية، فهناك إسلامية الدولة وعلمانية الإسلاميين.

وقال الباحث إن الإصلاحات الدينية التي قام بها الحسن الثاني خلال الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي عملت على تقليص المجال الذي يتحرك فيه العلماء بهدف تدجينهم والحد من نفوذهم، وهي الإصلاحات التي مكنته من تلافي المواجهة مع الإسلاميين عندما نشأت الحركة الإسلامية، مضيفا بأن الإصلاحات الهيكلية في المجال الديني التي قام بها محمد السادس بعد تفجيرات 2003 زادت في بسط هيمنة الدولة على الشأن الديني.

وأكد الكنبوري على أن حزب العدالة والتنمية بعد الربيع العربي وحراك الشارع المغربي تعامل مع الأحداث من منطلق تغليب الحكمة وتوظيف الخلفية التاريخية للمؤسسة الملكية لتجنب إدخال البلاد في الأزمة، وهو ما قامت به أيضا جماعة العدل والإحسان التي كانت ترفع شعار القومة في الماضي، لكنها تعاملت مع الأحداث بطريقة تعطي الأولوية للتدافع السياسي مع الدولة دون رفع شعارات تنادي بإسقاط النظام، كما حصل في بلدان عربية أخرى.

وقال الباحث المغربي إن حزب العدالة والتنمية أظهر خلال السنوات الماضية التي أدار فيها التحالف الحكومي أنه حزب سياسي لا حزب ديني، فقد أخرج الدين من مجال الدبير؛ كما لم تكن له سلطة مباشرة على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تظل دائما من وزارات السيادة التي تكون فيها السلطة الأولى للملك، لأن تدبير المجال الديني من صلاحيات إمارة المؤمنين، وهو ما جعل الباحث يصوغ مفهوم”التدبير خارج الدين”، حيث أكد أن الإسلاميين يدبرون الشأن العام دون المساس بالقضايا المتعلقة بالإسلام.

وأوضح الكنبوري في هذا السياق أن حزب العدالة والتنمية يقتصر على توظيف المرجعية الدينية خلال مواسم الانتخابات والصراع مع خصومه السياسيين، لكنه سرعان ما يتخلى عن تلك المرجعية عندما يصل إلى السلطة، كما يوظف تلك المرجعية في مرحلة المعارضة فقط، مستدلا بمعارك الحزب السابقة حول الجوانب الأخلاقية في المجتمع ومهرجان موازين الشهير وبعض مظاهر الفساد السياسي، لكنه في مرحلة الحكم سحب تلك القضايا من مجال اهتمامه وصار أكثر براغماتية في التعاطي مع الدولة.

وقال إن الحزب يسير تدريجيا نحو سياسة أكثر علمنة وبراغماتية، فهو لا يخضع تحالفاته للعوامل الإيديولوجية، ويغلب الواقعية على المبادئ التقليدية التي ارتبط بها، ويفسح المجال أكثر فأكثر للاستفادة من المردود المادي للحكم، ويغلب منطق المصلحة الحزبية على حساب المصالح العامة التي كان ينادي بها.

‫تعليقات الزوار

6
  • رشيد
    السبت 27 ماي 2017 - 05:17

    كل ماقيل ودكر غالبه مغلوط ويميل الى ارضاء المخزن لالغضابه بل ماقيل عن الدولة والدين المسلمون لايمتلون 15% والعلمانيون دمقراطيون واين المغرب من هدا اما العلماء لادور لهم اصلا في اادين قبل الحسن التاني وجلهم صوفيون يميلون الى المستعمر اكتر من الدين والحركات السلفية التي ضهرت اما مدخلية مع الحاكم والمجاهدة خرجت او في السجون المغرب لافي الدين ولا الدمقراطية ومشاركت المفكر لقمة عيش لا اقل واكتر

  • مسيحي
    السبت 27 ماي 2017 - 05:39

    الاسلام السياسي يحتكر الحُكم في دينٍ واحد هو الاسلام و بالتالي يُعتبر مُقصياً لغيره من الاديان الموجوده في البلاد، ليس هذا فقط بل هو بالاضافة الى ذلك يقصى المذاهب والتعدديه الاسلاميه و يختصرها في منظورٍ واحدٍ يعتمد على الانسانِ المؤمن بهذا الفكر. يظن صاحبُ الفكر السياسي ان البلاد كلها يجب ان تكون اسلاميه، بغض النظر عن وجود مسيحيين او غير مؤمنين فالهدف هو فرض هذا الاسلام السياسي عنوةً وغصباً على كل اقليةٍ وعلى كل مُقيم على هذه الارض. لو اخذنا جمهوري اسلامي ايران مثالاً فسنجد ان الدولة تضطهد اتباع المذهب الاخر في مملكة الرمال الكُبرى. اذاً الخلاصة هي ان الثيوقراطية التي يريدونها هي الثيوقراطيه الاسلاميه فقط

    الهدف النهائي وهو تأسيس نظم سياسية فاشية جديدة لا تعترف بالانسان وفرديته و تميزه و تجعله مجرد كبش فداء في محرقة الظلم و العنصريه، انه استبدال الاصنام، بأصنامٍ اكثر قُبحاً

  • Ahmed
    السبت 27 ماي 2017 - 08:42

    ليس هناك احتكار للدين..ولكن هناك استقامة على
    حبل الله المتين. ومن يوظف المفاهيم مثل الاحتكار
    والاديولوجيا كمن يتكلم عن الدين من خارج الدين
    فما هو الدين؟
    هو الاسلام 《ان الدين عند الله الاسلام》
    هو حبل الله المتين بكتابه وسنته واجتهاد العلماء في ما شق عليهم من النوازل .والدين لا يدعو الى الانفصال بين الامة وعلمائها وقضاتها وحكامها.
    والعلمانية يجب ان تحتكم الى الكتاب والسنة والاجتهاد لان لهذا الدين اصول وقواعد يلزم على العلماني ان عدم اختراقها لانها من وحي الله رب العالمين مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج .ولهذا الدين كذلك قيم التعامل مع اهل الكتاب من اليهود والنصارى والناس اجمعين.. وما ارسلناك الا رحمة للعالمين….

  • el hadouchi
    السبت 27 ماي 2017 - 12:38

    ادعاء النسب الشريف وامتداد النسب النبوي لكسب شرعية امير المؤمنين نوع من التغليط وتكريس ثقافة الجهل في وسط المجتمع غير متعلم وغير قادر على استعاب ان النبي الاسلام لم يترك ولدا لتكون له احفاد وان النسب المزعوم يعود الى العمومة وعمومة النبي لا تنتمي الى النسب الشريف لانهم كانو اشخاص عاديين استغلو قرابتهم بالنبي لولوج السدة العالية وهادا في نضر الاغلبية الساحقة من المغاربة شيئ مرفوض غير مقبول .

  • citoyenne
    السبت 27 ماي 2017 - 16:55

    toutes les religions sont pour garder les gens dans l'ignorance la religion la vraie est le travail est l'égalité entre les hommes et les femmes ce qu'il n'est pas le cas dans notre religion et dans notre mentalité que de l'hypocrisie malheureusement le plus fort mange le plus faible regarde c'est comment dans les pays arabo musulman est le pire est chez nous

  • آ السي ...
    السبت 27 ماي 2017 - 18:41

    ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ) [المؤمنون: 71. صدق الله العظيم.نخشى ان تكثرالفتاوى ومن تم الى تعديلات ويضيع هذا الدين العظيم ونصبح على ما فعلنا نادمين عند لا ينفع الندم.

صوت وصورة
مراكش تحتضن أممية أحزاب الوسط
الأحد 14 أبريل 2024 - 14:04

مراكش تحتضن أممية أحزاب الوسط

صوت وصورة
نقاش إلغاء عيد الأضحى
الأحد 14 أبريل 2024 - 11:28 31

نقاش إلغاء عيد الأضحى

صوت وصورة
فوز الجيش الملكي على الوداد
السبت 13 أبريل 2024 - 22:57 1

فوز الجيش الملكي على الوداد

صوت وصورة
تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع
السبت 13 أبريل 2024 - 16:27 3

تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع

صوت وصورة
الشواطئ تمتلئ في الدار البيضاء
السبت 13 أبريل 2024 - 14:55 3

الشواطئ تمتلئ في الدار البيضاء

صوت وصورة
الجفاف يفتك بوديان إفران
السبت 13 أبريل 2024 - 12:30 4

الجفاف يفتك بوديان إفران