أمريكا تعترف بوجود مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان بالمغرب

أمريكا تعترف بوجود مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان بالمغرب
الخميس 26 أبريل 2018 - 01:45

يبدو أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان أقنع الخارجية الأمريكية بأن هناك شيئا اسمه مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان، تخضع لمبادئ دولية تسمى مبادئ باريس، يمنح وفقا لمعاييرها التحالف الدولي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان الاعتماد للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (التي يتجاوز عددها حاليا 120 مؤسسة عبر العالم).

هذا ما أكده تقرير الخارجية الأمريكية حول وضعية حقوق الإنسان الصادر نهاية الأسبوع الماضي، (في الجزء الخاص بالمغرب)، إذ جاء في تعريفه للمؤسسة أن “المجلس الوطني لحقوق الإنسان مؤسسة دستورية تشتغل باستقلالية عن الحكومة المنتخبة. ويشتغل المجلس بشكل يتوافق مع مبادئ باريس، وذلك وفقا للتحالف الدولي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (GANHRI) الذي منح المجلس درجة الاعتماد “أ” منذ 2015 وفقا للإطار المعتمد على صعيد منظمة الأمم المتحدة”.

وإن كانت وزارة الخارجية الأمريكية دائما ما تعتمد على تقارير المجلس وعمله لتغذية مضامين تقريرها حول وضعية حقوق الإنسان بالمغرب، إلا أنه كان لافتا تعريفها للمجلس كمؤسسة وطنية لحقوق الإنسان، مستقلة وفقا لمبادئ باريس ابتداء من السنة الماضية (تقرير 2016)، إذ كان التقرير السنوي قبل ذلك يصر دائما على أن المجلس “مؤسسة محدثة من لدن الحكومة” ويربط الإشارة إليه بتلقي التمويل من الحكومة (The government-sponsored CNDH)، دون الاكتراث بطبيعة المؤسسة كمؤسسة وطنية لحقوق الإنسان وضوابط عملها واستقلاليتها عن الحكومة (وفقا لمبادئ باريس)، وإن كانت جميع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان تتلقى التمويل من الحكومة بطبيعتها.

لكن يبدو أن هذا الموقف الإيجابي تجاه عمل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ترسخ في قاموس محرري التقرير الذين اقتنعوا أخيرا بأن المجلس الوطني لحقوق الإنسان مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان تخضع لضوابط دولية ونظام اعتماد تعمل به منظمة الأمم المتحدة وتعتمده للتفاعل مع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان. الأمر أيضا ينطبق على منظمة هيومن رايتس ووتش، التي كانت قد أشارت، في سياق آخر، إلى أن المجلس “هيئة مستقلة”، في بلاغ صادر عن المنظمة في شتنبر 2017.

المجلس الوطني لحقوق الإنسان في تقرير الخارجية الأمريكية لسنة 2017

رصد تقرير الخارجية الأمريكية تدخلات المجلس في 19 مناسبة على أكثر من صعيد، خاصة تتبع تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة وتجاوبه بهذا الشأن مع مجموعة العمل المعنية بالاختفاء القسري، وإحداث المعهد الوطني للتكوين في مجال حقوق الإنسان، والوقاية من التعذيب (حيث أشار التقرير إلى اللقاء الإقليمي للآليات الوطنية للوقاية من التعذيب بشمال إفريقيا، الذي احتضنه المجلس شهر شتنبر 2017 وإلى المقتضيات القانونية والدستورية التي تجرم التعذيب بالمغرب).

وفي إطار متصل، أشار التقرير أيضا إلى احتضان المجلس لاختصاصات الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، وإلى تقرير الخبرة الطبية التي كان قد أحالها على وزارة العدل، وإلى معالجة المؤسسة لـ22 شكاية بشأن التعذيب وجهت ضد رجال الأمن أو أطر سجنية (32% أقل من السنة الماضية وفقا للتقرير، بعد تسجيل انخفاض بنسبة 56% مقارنة مع 2015)، جرى على إثر التحقيق بشأنها إعفاء مديري مؤسستين سجنيتين من مسؤولياتهما، واتخاذ إجراءات تأديبية إدارية في حق أطر سجنية أخرى.

التقرير وقف أيضا على عمل المجلس في الفقرات التي خصصها لوضعية السجون، إذ أشار إلى دراسة للمجلس في سنة 2016 بشأن وضعية السجينات، ومعالجته لشكايات وطلبات من السجناء وأسرهم، والتحري بشأنها، ورصده لحقوق الإنسان بالسجون من خلال الزيارات المنتظمة التي قام بها (250 زيارة). وفي هذا السياق، اعتبر التقرير أن المجلس (ومديرية السجون) “يلعب فعليا دور الأمبودسمان”، كما اعتبر أنه “يستمر في عمله كقناة يعبر من خلالها المواطنون عن شكاياتهم المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان”.

المجلس الوطني لحقوق الإنسان في الجزء الخاص بالأقاليم الجنوبية

يشير التقرير المنفصل للخارجية الأمريكية عن وضعية حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية إلى عمل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون السمارة في مجال الرصد والتحري وتتبع تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، ويشير إلى تحري اللجنتين الجهويتين لحقوق الإنسان العيون السمارة وطانطان كلميم بشأن سبع شكايات ترتبط بادعاءات تعذيب، لكنهما توصلتا إلى أن هذه المزاعم غير قائمة على أساس أو مدعومة بأدلة.

هذا وأشار التقرير في 12 مناسبة إلى عمل المجلس ولجانه الجهوية بالمنطقة، وذلك من خلال زيارة السجون (31 زيارة)، وتكوين الأطر السجنية، وتلقي شكايات بشأن الاعتراف بالجمعيات (تقدمت بها 10 جمعيات)، والتحري بشأن ادعاءات بالفساد في قضية وفاة ربان صيد أضرم النار في نفسه (في انتظار الإعلان عن نتائج التحريات).

التقرير يشير أيضا إلى أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يواصل، من خلال لجنتيه الجهويتين بالداخلة والعيون، الاضطلاع بعمله من خلال رصد المظاهرات، وزيارة السجون والمراكز الطبية، وتنظيم أنشطة لبناء قدرات مختلف الفاعلين، والتواصل مع المنظمات غير الحكومية غير المعترف بها، بالإضافة إلى القيام في بعض الأحيان بالتحقيق في القضايا التي تثيرها المنظمات غير الحكومية غير المعترف بها، خاصة تلك التي تجذب الانتباه على الإنترنت أو التي تثيرها وسائل الإعلام الدولية.

المثير أن التقرير، وإن كان يعترف باستقلالية المجلس عن الحكومة بشكل صريح، يستمر دائما في وضع المجلس ضمن خانة الآليات “الحكومية” لحقوق الإنسان، إلى جانب كل من مؤسسة الوسيط والمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، وفي هذا الأمر التباس بين، يجب ألا يحتاج إلى جهد كبير لتصحيحه، لضمان مزيد من الانسجام في تقرير الخارجية الأمريكية في ما يخص المجلس وطبيعة عمله واشتغاله…في انتظار أن تقتنع وسائل الإعلام الدولية، خاصة الأمريكية منها، كذلك، باختصاصات وطبيعة عمل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، ما قد يتأتى ربما إذا أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على قبول توصيات الاستعراض الدوري الشامل وقررت إحداث مؤسسة وطنية تعنى بحماية حقوق الإنسان والنهوض بها بأراضيها.

‫تعليقات الزوار

12
  • هشام
    الخميس 26 أبريل 2018 - 02:04

    اضن ان الوقت قد حان من اجل طرد بعثة المينورسو من الاقاليم الجنوبية مادام الاعتراف بالمجلس الوطني اعترافا امريكيا

  • سعيد مغربي حر
    الخميس 26 أبريل 2018 - 02:11

    ومن بعد؟!! المشكل في المغرب لم يكن دوما مشكل موسسات او قوانين ولاكن مشكل تطبيق و احترام المؤسسات و القوانين. أمريكا رغم انها تعلم بوجود موسسة "وطنية لحقوق الانسان" فهي تعرف غبر مخابراتها ان المغرب بعيد كل البعد عن الديمقراطية الحقيقية و احترام حقوق الانسان. راهم ماشي مكلخين!!!

  • بيهي
    الخميس 26 أبريل 2018 - 03:18

    الدول المتخلفة تنتظر تزكية ومصداقية موسساتهم وحتى دينهم من امريكا. وهده الأخيرة لا يهمها سوى تنمية اقتصادها لاغير. فالنزكي و ونأمن بموسساتنا اولا قبل أن ننتظر التزكية من من يريدنا متخلفين إلى الأبد.

  • سلام الصويري
    الخميس 26 أبريل 2018 - 04:07

    هذا هو النفاق والتناقض والعبث !!فكيف تعترف أمريكا المنافقة بمهزلة خلقتها الدولة العميقة وتابعة كليا لها وتنعدم الاستقلالية و ينعم أعضاؤها بالامتيازات اللامتناهية وهم من خدام الدولة ويحضون برضى المخزن وهدفها فقط تلميع صورة السلطة ومعالجة لمواضيع هامشية تافهة لا تهم المواطن في اَي شيء .
    فهم تسطى !! زعما ما عارفينش

  • امير الشعراء
    الخميس 26 أبريل 2018 - 05:07

    هادشي يسمى التبعية للخارج .
    وهو شيء ليس في صالح المغرب بتاتا لان يذكرنا بما وقع للمغرب عقب مؤتمر الجزيرة الخضراء عام 1889.

    الدولة القوية لا تحتاج لشهادة دول اخرى. قوتها تنبع من داخلها.
    يوما بعد يوم يتبين ان المغرب غير مستقل 100 بالماءىة.

    يقول الشاعر:
    لقد ملكتم الاعداء امرا…
    فاصبحتم عبيدا للجواري.

    انشري من فضلك هسبريس وكوني للمغرب وليس على المغرب.

  • Tarik
    الخميس 26 أبريل 2018 - 08:00

    C'est pas cette même fondation "des droits de l'home" qui a déclarée que les droits de l'home n'est saint ce qui veut dire que l'on peut faire des exceptions lorsque sa nous arrange ??hh de plus cette fondation c'est de la poudre aux yeux elle concerne vraiment pas le peuple Marocain exemple pas une seule intervention vis avis des des détenus Alhoceima Jarrada ect ect ect …..non mais !!! xd

  • HALLOOO HEEEEEY
    الخميس 26 أبريل 2018 - 09:11

    والله ماكاينش حقوق الانسان في المغرب وكاين فقط الظلم وتكميم الافواه والاختطافات والاعتقالات العشواءية والاقصاء والاستبداد والتعذيب ونهب خيرات وثروات الشعب المغربي المغلوب على امره

  • ABOUGHASSANE
    الخميس 26 أبريل 2018 - 09:23

    اخيرا تقر وتعترف الويلات المتحدة بكون المغرب له مؤسسة وطنية =لحكوك =الانسان الغريب في الامر ان هؤلاء الذين يقتلون الناس الابرياء بالملايين يفكرون في حقوق الغير هذه السياسة المزدوجة الصهيونية لم تعد تخفى على احد يحشرون انوفهم في كل صغيرة وكبيرة دون خجل واستحياء والحق يقال انهم تمكنوا من هؤلاء العربان ينهبون خيراتهم بشتى الطرق ومع ذلك تراهم خانغين مدلولين مطاطي الرؤوس فرائصهم ترتجف خوفا من هذا المجنون الذي ليس الا بطل من ورق.امريكا ومن يسير في فلكها لا يهمها حقوق الغير بقدر ما يهما مص وحلب هؤلاء المسمون عربا غصبا الا ان تجف واذ ذاك تفعل فيهم ما فعلت في سيدهم صدام الذي كان بالمس القريب اعز الناس لذيهم.الم تقراوا التاريخ ام تنسون بسرعة العقل الم يحن الوقت لتحرروا عقولكم ياامة اقرا والى الملتقى……

  • غزلان
    الخميس 26 أبريل 2018 - 10:22

    واين الحقوق حين تفوت اراضي بفتات الاموال لاناس ميسورين يسمون خدام الدولة بينما الفقير انهكه اقساط القرض من البنك حتى اودى بحياته ليس هناك حقوق في هدا البلد العجيب

  • le citoyen
    الخميس 26 أبريل 2018 - 14:45

    Franchement, nous sommes toujours des esclaves de ces Européens. A chaque fois qu'il y a un évenement au Maroc, nos responsables nous sortent cette formule magique"
    En Europe, il y a ce c'est ?
    Qu'est ce qu'il y a en Europe ?
    Tous ceux qui ont étudies en Europe, aux USA,et au Canada, sont partis célibataire et sont revenus avec des étrangères comme épouses.
    Et au Maroc ils appliquent des Lois qui ne sont pas adaptables avec notre religion.
    Comment donc ?
    Ils sont sous le commandement de leurs épouses,et ne peuvent pas agir,ni réagir sans leurs consentements.De là est venu notre MALHEUR.
    Certains responsables sont sous l'influence de leurs femmes pour conduire ce Royaume dans un avenir RADIEUX,où les droits des citoyens Marocains sont applicables.
    Je dirai si je ne me trompe pas,que nous sommes encore colonisés,et une télécommande nous ordonne ce que nous devons faire. Là est notre malheur. Pour le moment nous sommes immobiles sur place,regardant passer notre sale vie
    PSV

  • زعفان
    الخميس 26 أبريل 2018 - 15:21

    "…العيون السمارة وطانطان كلميم بشأن سبع شكايات ترتبط بادعاءات تعذيب، لكنهما توصلتا إلى أن هذه المزاعم غير قائمة على أساس أو مدعومة بأدلة."
    الجزائر عن طريق لقيطتها تدعو الى اضافة حقوق الانسان و تحويل مهام الامم المتحدة الى هذا البند .. فما قول الخبيثة بعدما نشرت و.م.ا تقريرها يمدح حقوق الانسان بالمغرب و يفضح تجاوزات الخبيثة في هذا المجال. ?!

  • Mhammed
    الخميس 26 أبريل 2018 - 22:39

    حينما نتكلم عن حقوف الانسان في المغرب نرى ان المشرفين على المؤسسات التي تدافع عن هذه
    الحقوق ما سمعناها يوما دافعت على حق الامازيغ
    في لغتهم وجاهدت في اخراج قوانين تفعيل
    دسترة الامازيغية.هذه القوانين التي جمدت في رفوف البرلمان ولو انها من صنع من عارض الامازيغية
    اصلا ولو ان الدستور نص على انها لغة رسمية
    للمغرب.
    وهل الامازيغ من الناس الدين يدافع ( بضم الياي )
    عن حقوقهم ( حقوق الانسان ) ؟

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة