قراءة في مواد اليوم لبعض الصحف الأوروبيّة

اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، بعدد من المواضيع المحلية والدولية أبرزها الوضع الاقتصادي في فرنسا، واستفتاء إقليم كاطالونيا الإسباني من أجل الاستقلال ثم هجمات التحالف على تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ففي فرنسا تطرقت صحيفة (لوموند) إلى الوضعية الاقتصادية للبلاد، خاصة الرقم القياسي الذي سجل على مستوى الدين العمومي، الذي تجاوز لأول مرة السقف الرمزي ألفي مليار يورو، ليصل حتى متم الفصل الثاني إلى 7ر2023 مليار يورو أي 1ر95 من الناتج الداخلي الخام.

وأضافت أن الدين العمومي كان تجاوز سقف ألف مليار يورو سنة 2003 وسط لا مبالاة شبه عامة آنذاك، لكن الفاعلين السياسيين يرون اليوم أن هذا الوضع يعزى إلى عجز وفشل الحكومات المتعاقبة في التحكم في دواليب السياسة الاقتصادية، التي تنفلت من أيديهم أكثر فأكثر.

من جهتها قدمت صحيفة (ليبراسيون) تلخيصا لمضمون نص قانون المالية لسنة 2015 الذي قالت إنه يشتمل على سياسة جبائية مستقرة نسبيا، ونفقات عمومية في انخفاض، ودين في تزايد مستمر.

وأضافت أن الحكومة بذلت الكثير من الجهود لتقليص النفقات، لكن ذلك لن يمنع من تزايد العجز أو التقليص من الدين السنة المقبلة، وهو ما سيؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي.

من جانبها تحدثت صحيفة (لوفيغارو) عن اكتشاف أول حالة للإصابة بداء (إيبولا) خارج إفريقيا، حيث تم تشخيص هذه الإصابة بالولايات المتحدة الأمريكية لدى رجل قدم من ليبيريا.

وقالت إن الأمر يتعلق بمرحلة جديدة في تطور هذا الوباء، مشيرة إلى أن السلطات الصحية الغربية تسعى إلى الطمأنة عبر استبعاد إمكانية إصابة مسافرين آخرين عبر الأطلسي.

وأكدت أن الشخص المصاب وضع في العزل من أجل الخضوع للعلاج، كما أن الأشخاص الذين كانوا على اتصال به سيخضعون للمراقبة عن كثب من قبل السلطات الصحية الأمريكية.

وفي إيطاليا اهتمت الصحف بوضع الاقتصاد الفرنسي، وكتبت (لاريبوبليكا) أن وزير المالية الفرنسي ميشيل سابان قدم مشروع ميزانية لسنة 2015 يبدو من خلاله أن باريس تتمرد بدورها على الاتحاد الأوروبي وتقرر وضع حد للتقشف.

وأضافت أن الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس سبق وأن أعلن ذلك قبل أيام بقوله “إننا نرفض التقشف” وهي التصريحات التي أكدها وزيره في المالية من خلال تقديمه لمشروع ميزانية لا يأخذ بعين الاعتبار المعايير الصارمة لبروكسيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن العجز في الميزانية الفرنسية في تزايد بالمقارنة مع السنة الماضية، وهو ما يمثل 4ر4 في المائة من الناتج الداخلي الخام بعيدا عن 3 في المائة المحددة سلفا.

وكتبت صحيفة (إيلميسانجيرو)، من جهتها، أن 50 مليار أورو من التوفيرات والاقتطاعات في الميزانية غير كافية لفرنسا للحفاظ على وعودها الأوروبية.

وأضافت أن مشروع ميزانية ميشيل سابان لا يمكن باريس من احترام تعهداتها في ما يخص معيار 3 في المائة من العجز في سنة 2015 ولا حتى توازن الميزانية في عام 2017.

وتساءلت (كوريرا ديلاسيرا)، من جهتها، عن رد فعل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل التي “لا توافق” على القرار الفرنسي. وبحسب الصحيفة فإن ميركل سبق وأن أكدت، أمس الأربعاء، أنه لن يكون ثمة نمو بدون وجود حسابات عمومية منظمة.

كما أشارت الصحيفة إلى أنه في سنتي 2003 و2004 قررت فرنسا وألمانيا عدم احترام معايير ماستريخت بخصوص العجز في الميزانية.

وبإسبانيا واصلت الصحف اهتمامها بشد الحبل بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كاطالونيا حول الاستفتاء على تقرير المصير بهذه المنطقة الواقعة شمال شرق البلاد.

وكتبت صحيفة (أ بي سي)، المقربة من الحكومة، أن البرلمان الكاطالوني تحدى المحكمة الدستورية التي رفضت تنظيم الاستفتاء بتكوينه للجنة انتخابية لإدارة هذه الاستشارة، واصفة هذا الإجراء بأنه “عصيان”.

وأضافت أنه على الرغم من معارضة عدد من الأحزاب، قرر برلمان الإقليم إحداث لجنة “غير قانونية” للقيام بالخطوات اللازمة لتنظيم الاستفتاء الذي رفضته المحكمة الدستورية والبرلمان الإسباني والحكومة المركزية.

وفي السياق ذاته، أوردت (إلموندو) أنه فضلا عن إحداث هذه اللجنة، تقدمت حكومة كاطالونيا، أمس، بطعنين أمام المحكمة الدستورية الإسبانية ضد قرار الحكومة المركزية بشأن استفتاء كاطالونيا، المقرر يوم تاسع نونبر القادم.

وأوضحت أن حكومة أرتور ماس طلبت في طعنيها أمام المحكمة الدستورية ب”الرفع الفوري” لتعليق قانون الاستشارات الكاطالوني ومرسوم الدعوة لإجراء الاستفتاء، مضيفة أن القوميين الكاطالونيين حذروا المحكمة من خطر “التطرف السياسي والعنف” في حال استمرار هذا التعليق.

من جانبها، ذكرت صحيفة (إلباييس) أن أرتور ماس دعا إلى اجتماع غدا الجمعة مع الأحزاب التي تؤيد الاستفتاء حول الاستقلال بكاطالونيا من أجل رسم استراتيجية مشتركة ضد حكومة مدريد.

وفي سويسرا تناولت الصحف الخلافات الغربية الروسية بشأن أوكرانيا، وكتبت صحيفة (لوتون) أن الاتهامات تتوالى وتأخذ منحى مقلقا في وسائل الإعلام الروسية التي تشن حملة دعائية كبيرة ضد أوكرانيا، متسائلة عما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيخرج قويا من هذه الأزمة وما إذا كان قادرا على فرض نفسه كفاعل دولي ¿.

وتناولت صحيفة (لاتريبين دو جنيف) تولي النرويجي جينس ستولتنبرغ الأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في خضم الأزمة الأوكرانية، مشيرة إلى أن أبرز تحد للحلف هو إيجاد صيغة لمخاطبة روسيا التي تقوم بحملة عسكرية ودعائية ضد الغرب في ما يخص أوكرانيا.

وكتبت صحيفة (24 ساعة) أن المهمة تبدو صعبة للقيادة الجديدة للناتو، مؤكدة أن أي تعاون عسكري أو مدني بين المنظمة وروسيا تم توقيفه كما أن مجلس التشاور بين الحلف وروسيا جامد منذ فترة.

واهتمت الصحف البلجيكية بالمفاوضات الجارية من أجل تشكيل حكومة فيدرالية، وكتبت صحيفة (لافونير) أن قطاع المالية هو مصدر الخلافات الحادة بين الديمقراطيين المسيحيين والفلامانيين الليبراليين الذين سيشكلان الائتلاف.

(لا ليبر بلجيك) كتبت، من جهتها، “كنا قريبين من التوصل إلى اتفاق والحكومة الجديدة تبدو أنها قريبة بعد مرحلة المخاض الحالية”. وأكدت أن أي حزب في المفاوضات ليس له مصلحة في فشل التحالف قبل أن يرى النور.

وواصلت الصحف التركية تركيزها على تهديدات الجماعات المتطرفة في المنطقة، في الوقت الذي سيناقش فيه البرلمان التركي اليوم الخميس مشروع قرار حكومي يسمح للجيش بالتدخل في إطار التحالف الدولي ضد “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق.

وكتبت صحيفة (ييني سافاك) أن تركيا ليست بلدا يتهرب من التزاماته أمام المشاكل، كما أنه لن يظل متجاهلا لما يحدث في محيطه لكن أنقرة لن تكون مرتاحة فقط للحلول المؤقتة من قبيل الضربات الجوية.

وأضافت أن الضربات الجوية هامة لكنها تعمل فقط على إبطاء تهديدات الجهاديين الذين يقتربون بشكل خطير من الحدود التركية.

وطالبت صحيفة (حريات) بتسوية أسباب ومسببات الإرهاب في المنطقة، وقالت إنها لن تقبل بأن تستعمل الأراضي التركية وقواعدها العسكرية لمحاربة الجهاديين إذا لم يكن من بين أهداف التحالف الدولي إسقاط النظام السوري الذي يعد أحد أولويات أنقرة.

من جهتها، كتبت صحيفة (ديلي صباح) أن تركيا لن تظل صامتة أو متفرجة أمام التوترات التي تعرفها المنطقة وتهديدات الجهاديين التي تمس تركيا بصفة مباشرة، مشيرة إلى إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى الحدود مع سوريا لضمان عدم تسلل المقاتلين الجهاديين والأكراد من منطقة عين العرب حيث لا يوجدون سوى على بعد مئات أمتار من التراب التركي.

وفي هولندا كتبت صحيفة (دو فولكسكرانت) أن مشاركة أمستردام في التحالف الدولي لمحاربة “داعش” يتعين أن تحظى بإجماع غالبية نواب البرلمان، مسجلة وجود تردد لدى عدد من التشكيلات السياسية، مشيرة إلى أن مساهمة هولندا في التحالف ستقتصر على العراق فقط وليس سوريا.

وكتبت صحيفة (إن إر سي) أن رئيس الدبلوماسية الهولندية، فرانس تيمرمانس، أكد، في البرلمان، أن النظام السوري لم يعط موافقته المباشرة للضربات التي تقوم بها دول التحالف ضد مقاتلي “الدولة الإسلامية” فوق التراب السوري، مشيرة إلى أن هذا الموضوع سيكون محور نقاش البرلمانيين خلال جلسة اليوم الخميس.

وتطرقت صحيفة (أ دي) إلى استطلاع للرأي بشأن المشاركة الهولندية في الحرب ضد “داعش” أظهر تأييد 90 في المائة من الهولنديين، مشيرة إلى أن النتيجة مثيرة للدهشة على اعتبار أن الهولنديين معروف عليهم معارضتهم لهذا النوع من العمليات.

وفي بريطانيا تناولت صحيفة (ذي غوارديان) المؤتمر السنوي المقبل لحزب المحافظين ووعود ديفيد كامرون بالتخفيض من الضرائب لنحو نصف سكان البلاد في حال إعادة انتخابه في عام 2015، مشيرة إلى أن مثل هذا الوعد سيكلف الخزينة نحو 7 مليارات جنيه استرليني أو نحو 9 مليارات أورو.

أما صحيفة (ديلي تيليغراف) فتناولت إعلان رجل الأعمال والميليونير ارون بانكس، أحد قدماء المانحين لحزب المحافظين، نيته منح هبة من مليون جنيه استرليني لحزب (يو كي بي) إحدى التشكيلات السياسية المعارضة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي والذي جاء في الرتبة الأولى خلال الانتخابات الأوروبية الأخيرة.

وقال الملياردير البريطاني “لم أكن أعلم أن أفكار هذا الحزب متلائمة مع آرائي، فالبقاء في الاتحاد الأوروبي بمثابة الحصول على تذكرة للدرجة الأولى في باخرة تيتانيك ومن وجهة نظر اقتصادية فإن الأمر لا يستقيم”.

واهتمت الصحف الألمانية بتشخيص أول حالة إصابة بفيروس (إيبولا) في الولايات المتحدة وتحديدا بولاية تكساس حيث دخل المصاب إلى البلاد قبل عشرة أيام قادما من ليبيريا.

واعتبرت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينه تسايتونغ) أن إيبولا المنتشرة على نطاق واسع في غرب إفريقيا، كان من الواضح جدا أنها ستنتشر في القارات الأخرى، مشيرة إلى أن السلطات الصحية في الولايات المتحدة عزلت المصاب في مستشفى بالولاية، معتبرة، في نفس الوقت، أن “الظروف والشروط التي توفرها الولايات المتحدة للسيطرة على هذا المرض القاتل أفضل بكثير مما عليه الحال في ليبيريا أو سيراليون”.

من جانبها، ترى صحيفة (راينيشه بوست) أن الغطرسة الغربية دفعت نحو الاعتقاد بأن فيروس إيبولا لن يصل إلى أوروبا وأن غرب إفريقيا بعيد، إلا أنه وصل إلى بروكسيل وانتقل اليوم إلى تكساس، تقول الصحيفة، معربة عن اعتقادها أن الفيروس سيجتاح دولا تلو أخرى لذلك على العالم أن يأخذ كل الاحتياطات اللازمة للحماية من الفيروس.

كما تناولت الصحف تولي النرويجي ينس ستولتنبرغ مهمة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد أيام، فكتبت صحيفة (فيست كوريير) في تعليقها أن الكل يتحدث عن الفراغ الكبير الذي سيملأه الأمين العام الجديد الذي حل محل الدانماركي أندرس فوغ راسموسن، والدور الذي يمكن أن يضطلع به على عكس سلفه، مشيرة إلى أنه سيقوم على الأقل بإصلاح تركة راسموسن، و”منع وقوع حرب باردة جديدة بين الغرب وروسيا”.

من جهتها، عبرت صحيفة (زاخسيشه تسايتونغ) عن اعتقادها بأن “ستولتنبرغ هو الرجل المناسب لإقناع دول حلف شمال الأطلسي”، فيما ترى صحيفة (نورنبيرغه ناخغيشتن) أنه لابد من المضي قدما في تجاه حل أزمة أوكرانيا بين روسيا والغرب خاصة وأن الأمين العام الجديد له علاقات وثيقة مع موسكو.

وفي روسيا اهتمت الصحف بمشروع ميزانية الدولة للسنوات الثلاث المقبلة والذي أحالته الحكومة الروسية على مجلس الدوما (البرلمان الروسي)، وكتبت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أنه، وفقا للمشروع، سيكون هناك بعض العجز في الميزانية قد يصل إلى 0,6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي سنويا، مبرزة أنه تم وضع نفقات الميزانية الفيدرالية في إطار “قاعدة الميزانية”، التي تنطلق من أن سعر بيع النفط سوف يبلغ 96 دولارا للبرميل في السنوات ما بين 2015 و2017.

وأضافت الصحيفة أن حدود التضخم المتوقعة في سنة 2015 ستكون عند مستوى 5,5 في المائة. ومن المتوقع أن تتراجع هذه النسبة في عام 2016 إلى 4,5 في المائة، لتصل في سنة 2017 إلى 4 في المائة.

وفي نفس السياق، أشارت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) إلى أنه “يبدو للوهلة الأولى وكأن الحكومة أخذت بعين الاعتبار كل التحديات والظروف الأخيرة، المتمثلة في ركود الناتج المحلي الإجمالي، وتسارع التضخم، وهروب رؤوس الأموال، وارتفاع أسعار فائدة القروض، فضلا عن العقوبات الغربية”.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من كل ذلك يشير الخبراء الى أن الوثيقة (مشروع الميزانية) تبدو في غاية التفاؤل، إذ تتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي وتراجع مستويات التضخم المالي.

وترى صحيفة (اربي كديلي)، من جانبها، أن عملية ضبط الميزانية لم يتطلب فرض ضريبة المبيعات أو زيادة الضرائب القائمة، على الرغم من أن ذلك بدا في الصيف الماضي من سابع المستحيلات.

ونقلت الصحيفة عن رئيسة مركز التنمية في الجامعة “مدرسة الاقتصاد العليا”، ناتاليا أكيندينوفا، قولها إن الاقتصاد يعاني من مشاكل والبلاد تقف على حافة الركود، مبرزة، في هذا الصدد، أنه في مثل هذه الحالة لا يجوز بتاتا رفع الضرائب.