قراءة في مضامين بعض الصحف المغاربية لليوم

توقفت الصحف المغاربية ، الصادرة اليوم الأحد ، عند الأحداث الراهنة بالمنطقة، منها الانتخابات الرئاسية في تونس، وزيارة وفد أوربي للجزائر للتقصي حول الوضع السياسي، فضلا عن مشاركة الرئيس الموريتاني بصفته الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، في قمة تركية- إفريقية بمالابو.

ففي تونس، استأثر الموعد الانتخابي الرئاسي الذي انطلق صباح اليوم الأحد بكامل التراب التونسي لاختيار رئيس جديد للبلاد عن طريق الاقتراع المباشر، باهتمامات الصحف.

في هذا السياق وتحت عنوان “الامتحان الثاني: أول انتخابات رئاسية بعد الثورة.. تونس من مخاض (الثورة) إلى استقرار (الدولة)”، كتبت صحيفة (المغرب) أن تونس تطوي اليوم الأحد ملف أربع سنوات تقريبا من “المخاض الثوري إذ يتجه التونسيون لاجتياز الاختبار الثاني بعد نجاح امتحان الانتخابات التشريعية، بالإقبال على صناديق الاقتراع لانتخاب أول رئيس للجمهورية بعد الثورة انتخابا مباشرا ولاجتياز عتبات مرحلة استقرار الدولة”.

وأضافت أن الانتخابات الرئاسية “لحظة مفصلية في تاريخ تونس (الثورة)، فهي ثاني المحطات الكبرى في الانتقال الديمقراطي بعد نجاح الانتخابات التشريعية في 26 أكتوبر الماضي،… وبتنظيم الانتخابات الرئاسية إما على دورتين أو دورة وحيدة، ستكون تونس قد استكملت المسار الانتقالي الذي بدأ بعد سقوط نظام بن علي”.

من جهتها، كتبت صحيفة (الصباح) في افتتاحيتها أنه لسببين – على الأقل – يتوجب على التونسيين المسجلين كناخبين أن يتوجهوا ، اليوم ، وبأكبر عدد ممكن إلى صناديق الاقتراع من أجل ممارسة حقهم وواجبهم الانتخابي المقدس لاختيار رئيس للجمهورية، موضحة أن السبب الأول يعود إلى أهمية و”خصوصية” هذه الانتخابات الرئاسية في ذاتها، من حيث إنها ، تاريخيا ، تعد أول انتخابات ستكون فيها “الكلمة” فعليا للشعب ليختار من يرأسه اختيارا حرا ديمقراطيا ومباشرا قاطعا في ذلك ولأول مرة مع “أشكال ومهازل الانتخابات التي عاصرتها أجيال من التونسيين على امتداد عقود دولة الحزب الواحد حينا والتعددية الصورية التمويهية – حينا آخر”.

أما السبب الثاني – تقول الصحيفة – فيعود إلى ضرورة أن يكون الرئيس القادم الذي ستفرزه صناديق الاقتراع في هذه الانتخابات “رئيسا لكل التونسيين بالمعنى العملي والفعلي”.

بدورها، ذكرت صحيفة (الشروق) أن التونسيين يضربون اليوم موعدا تاريخيا جديدا حيث سيتم لأول مرة في تاريخ البلاد انتخاب رئيس للجمهورية مباشرة من الشعب بطريقة ديمقراطية وشفافة وحرة، وبمشاركة عدد كبير من المترشحين، مضيفة أن تاريخ 23 نونبر سيكون “حدثا استثنائيا” لدى التونسيين، باعتباره سيشهد إقامة أول انتخابات رئاسية بعد الثورة، ولكن أيضا أول انتخابات “حقيقية من حيث الحرية والنزاهة والشفافية” منذ الاستقلال.

وأشارت صحيفة (الضمير) إلى أن هذه الانتخابات الرئاسية ستجري في 33 دائرة منها 27 دائرة في الداخل و6 دوائر في الخارج، وسيؤمنها أكثر من 80 ألف من قوات الأمن والجيش، مضيفة أن السلطات التونسية أغلقت المعبرين الحدوديين مع ليبيا من أجل تأمين العملية الانتخابية.

وفي الجزائر، تابعت الصحف ردود الفعل إزاء إيفاد الاتحاد الأوربي بعثة عنه إلى الجزائر للقاء فاعلين سياسيين بتزامن مع مطالبة المعارضة بانتخابات رئاسية مسبقة.

فتحت عنوان “لقاءات الأوروبيين بالمعارضة تحرج السلطة”، كتبت (الخبر) أن السلطة “أظهرت عصبية شديدة في التعامل مع زيارة بعثة استطلاعية للمفوضية الأوروبية للجزائر، وترجم ذلك في ردود فعل غاضبة افتقدت للدبلوماسية من قبل ما يسمى بÜ(أحزاب الموالاة)”.

وأوضحت أن “السلطة لم تتقبل إقامة البعثة الأوروبية قنوات اتصال مع قوى المعارضة، منتصف الأسبوع الماضي”، مضيفة أن السلطة لا تستبعد فرضية “أركان المؤامرة التي تعتبر واحدة من مدركات السلطة في التعامل مع الآخر الذي لا يقاسمها نفس التصورات والآراء”.

وتناقلت الصحف ردود فعل حزبية منها تلك الصادرة عن أحزاب الموالاة إزاء هذه الزيارة خاصة لقاء الوفد الأوروبي بالمعارضة التي اتهمها عمار سعيداني الأمين العام لجبهة التحرير الوطني المعروفة اختصارا ب(أفلان)، ب”العمالة لأطراف أجنبية”.

وقال سعيداني إن لقاء أحزاب المعارضة وفد الاتحاد الأوروبي “بمثابة التمهيد للتدخل الأجنبي وتعبيد الطريق لعودة الاستعمار”، متسائلا “من هي تنسيقية أحزاب المعارضة ¿ إنها مجموعة من الأشخاص أو الأطراف هدفهم الوحيد الجلوس على كرسي الرئاسة، على خلفية مطالبتهم برئاسيات مسبقة، ما يعتبر انقلابا وتعديا على إرادة الشعب”.

وبدوره، عبر الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي عن “قلقه ” من توقيت هذه الزيارة وظروفها، معتبرا أنها “تصنف في حدود التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد”.

ولم تقف الصحف عند ردود الفعل إزاء زيارة الوفد الأوربي للجزائر، بل تعدتها لردود أحزاب الموالاة لمواقف المعارضة التي تطالب بانتخابات رئاسية مسبقة، منها تصريحات رئيس تجمع أمل الجزائر عمار غول الذي “تهجم” على تنسيقية الانتقال الديمقراطي (تكتل معارض)، مبرزا أنها “تريد القفز على شرعية المؤسسات من خلال مطالبها الخيالية”.

وتعقيبا على لقاء المعارضة بالوفد الأوروبي، قال غول “لا نريد من البعض منا أن يقدم الجزائر على طبق من ذهب لزعزعة استقرارها”.

وشككت صحيفة (صوت الأحرار) ، الناطقة باسم الأفلان ، في أسباب هذه الزيارة، ملاحظة أن طبيعة الأسئلة التي طرحها الوفد على مختلف الأطراف السياسية، خاصة منها المعارضة “تدفع البعض إلى التشكيك في خلفيات أو نوايا الاتحاد الأوربي وإمكانية وجود رغبة في التدخل ولو بشكل غير مباشر في الشأن الداخلي للجزائر، خاصة بعدما تجاوز النقاش السياسي ما تسميه الموالاة ب’الخطوط الحمراء’، مع الانتقال إلى الحديث عن ضرورة تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة”.

وفي موريتانيا، تناولت الصحف ، الصادرة في نهاية الأسبوع ، مشاركة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، في القمة الثانية التركية- الإفريقية ، المنعقدة في مالابو.

وركزت على الكلمة التي ألقاها ولد عبد العزيز في افتاح القمة والتي أكد فيها على أهمية الشراكة الإفريقية-التركية، واستعرض أهم التحديات التي تواجه القارة وعلى رأسها وباء (إيبولا)، داعيا الشركاء الدوليين إلى مساعدة إفريقيا ودولها المتضررة لتفادي الآثار السلبية لهذا المرض.

ونقلت عن الرئيس ولد عبد العزيز قوله إن القارة الإفريقية تواجه اليوم تحديا حقيقيا في مجال الصحة العمومية من خلال الانتشار السريع والمقلق لوباء (إيبولا) الذي حصد آلاف الأرواح وأربك الدورة الاقتصادية في مناطق انتشاره.

على صعيد آخر، تطرقت الصحف إلى الملتقى الذي احتضنته نواكشوط تحت شعار “الثقافة رافعة للتنمية المستديمة” المنظم فى إطار التعاون اللامركزي الذي يجمع مدن نواكشوط ودكار وبماكو وخاي (مالي) وإيفرى (فرنسا)، والذي شاركت مدينة طنجة في نسخته الثالثة كضيف شرف.

ورصدت أهم التوصيات التي أصدرها المشاركون في الملتقى ومنها ضرورة صيانة وتثمين التراث الثقافي والمادي وغير المادي للمدن وتعزيز التعاون ومضاعفة منصات تبادل الخبرات وتشجيع تنقل الفنانين واحترام التنوع الثقافي في المنبع والمصب وتشجيع تقاسم الممارسات الثقافية الجيدة لإرساء ثقافة التسامح.

وتوقفت الصحف عند أبرز القرارات والتدابير التي اتخذها مجلس الوزراء ،خلال اجتماعه الأسبوعي، ومنها المصادقة على القانون التنظيمي للتجديد الجزئي المنتظم لمجلس الشيوخ كل سنتين ومدة الإنابة التشريعية للجمعية الوطنية.