خصصت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم السبت، أبرز مقالاتها لأزمة اللاجئين الذين يركبون المخاطر من أجل الوصول إلى أوروبا، على ضوء المقترحات التي قدمها عدد من المسؤولين السياسيين الأوروبيين لمعالجة هذه الأزمة.
ففي فرنسا، اهتمت الصحف بالمقترحات التي قدمها الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، من أجل معالجة إشكالية المهاجرين واللاجئين بأوروبا، حيث كتبت صحيفة (لوموند)، في هذا الصدد، أن فرانسوا هولاند انضم إلى أنجيلا ميركل، بخصوص حصص استقبال اللاجئين، معتبرة أن صورة الطفل السوري الذي لفظه البحر بأحد شواطئ تركيا، قد تكون ساهمت في تغيير الأشياء بأوروبا في مواجهة تدفق اللاجئين.
وقالت إن صورة هذا الطفل (ثلاث سنوات) ساءلت الضمائر، ودفعت المسؤولين السياسيين الأوروبيين إلى التحرك بطريقة أكثر انسجاما مع مبادئ الإنسانية، وقدمت دلائل جديدة للذين يطالبون بأجوبة طموحة من لدن أوروبا، مضيفة أنه أمام المشاعر التي أحدثتها صورة الطفل السوري، عمل فرانسوا هولاند وأنجيلا ميركل اللذين يشتغلان على هذه المقترحات الجديدة، منذ لقائهما في برلين في 24 غشت،على تسريع مبادراتهما.
ومن جهتها، قالت صحيفة (لوفيغارو) إنه باقتراح وضع آليات دائمة وإجبارية لاستقبال اللاجئين بأوروبا، تقوم على توزيع طالبي اللجوء بحسب كل بلد، يكون فرانسوا هولاند، قد غير موقفه، مشيرة إلى أن هولاند كان يدعو قبل الصيف إلى نظام للتوزيع غير إجباري، حتى تشارك دول أخرى، من غير فرنسا وألمانيا اللتين تستقبلان أعدادا كبيرة من اللاجئين، بدورها في جهود معالجة إشكالية المهاجرين الذين يفرون من الحرب في العراق وسورية.
وفي النرويج، أشارت صحيفة (في غي) إلى اتفاق ألمانيا والنمسا على السماح للاجئين والمهاجرين في المجر بالعبور إلى حدودهما.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء النمساوي، فيرنر فايمان، قوله إن الاتفاق يأتي مع وجود حالة طوارئ على الحدود مع المجر والنمسا وألمانيا، مشيرة إلى أن أغلب اللاجئين اتجهوا مؤخرا إلى المجر من أجل العبور إلى ألمانيا والنمسا.
وأضافت أن ذلك يأتي بالتزامن مع إعلان المجر عن أنها ستنقل اللاجئين عبر حافلات إلى الحدود النمساوية، انطلاقا من محطة السكك الحديدية في بودابست.
ومن جهتها، أكدت صحيفة (داغبلاديت) أن هذا القرار تم اتخاذه بتشاور مع رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل.
ونقلت عن رئيس وزراء النمسا أنه بسبب الوضع الطارئ على الحدود المجرية وافقت النمسا وألمانيا على مواصلة اللاجئين رحلتهم إلى البلدين.
وفي بلجيكا، تساءلت صحيفة (لوسوار) حول رؤية بلجيكا المتعلقة بقضية اللاجئين، مشيرة إلى أن الحكومة تقوم بالحد الأدنى في هذه الأزمة التي اتخذت حجما غير مسبوق.
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن بلجيكا ظهرت أكثر سخاء من بعض بلدان الاتحاد الاروبي، لكنها أدركت متأخرة، كما هو الشأن بالنسبة لعدد من البلدان الأعضاء، بأنها ستكون في مواجهة تدفق رجال ونساء وأطفال يبحثون عن اللجوء والسلم.
وأضافت الصحيفة أنه حان الوقت للانتقال إلى السرعة العليا، وأن تنظم بلجيكا بشكل فعال وإنساني المرحلة الأولى من عملية الاستقبال.
وفي اسبانيا، ركزت الصحف اهتمامها بشكل خاص على الاجتماع الذي عقد أمس الجمعة في مدريد بين رئيس الوزراء الاسباني، ماريانو راخوي، ورئيس وزراء المملكة المتحدة، ديفيد كاميرون، والذي تناول بشكل خاص أزمة الهجرة التي تعرفها أوروبا.
وتحت عنوان “اسبانيا والمملكة المتحدة يطالبان بحلول شمولية لأزمة الهجرة”، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن اللقاء اتسم بانسجام واسع بين القائدين الأوروبيين حول القضايا الحساسة، مضيفة أن راخوي عبر عن التزام بلاده بمساعدة اللاجئين الذين لهم الحق في ذلك بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
أما بالنسبة لصحيفة (إلباييس)، فنقلت عن ديفيد كاميرون تحذيره من انفصال جهة كاطالونيا عن بقية اسبانيا، في حال فوز القائمة الانفصالية في الانتخابات الإقليمية في 27 شتنبر، حيث قال “إذا انفصلت كاطالونيا عن اسبانيا، فسوف تضطر إلى الانتظار مع الدول الأخرى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي”.
ومن جهتها، أشارت صحيفة (إلموندو) إلى أن كاميرون أعرب مثل المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن دعمه لراخوي من أجل احترام وحدة إسبانيا، مضيفة أن رئيس الوزراء البريطاني دعا رئيس الحكومة الإقليمية في كاطالونيا، أرتور ماس، إلى احترام القانون، وعلى أن يحذو حذو اسكتلندا.
أما صحيفة (لاراثون) فكتبت أنه ردا على هذا التحذير، أعلن رئيس حكومة كاطالونيا، أمس الجمعة في مقابلة مع اذاعة محلية، أنه في حال فوز لائحته في الانتخابات الإقليمية سيبدأ عملية انفصال كاطالونيا عن بقية اسبانيا.
وفي هولندا، قالت صحيفة (دو فولغسكرانت) إن الوزير الأول الهولندي، مارك روت، أكد أنه يجب على بلاده تقديم مساهمة ملموسة في النقاش الأوروبي حول أزمة اللاجئين، معتبرة أن الوزير الأول يثير تساؤلات لكنه لا يقدم أجوبة.
وفي المنحى ذاته، ذكرت صحيفة (إن .إر. سي) أن مئات اللاجئين اقتحموا خطوط السكك الحديدية والطرق السيارة بالمجر، مضيفة أن الوزير الأول المجري أدلى بتصريحات مفادها بأن تدفق المهاجرين المسلمين في غالبيتهم يشكل تهديدا للهوية المسيحية لأوروبا.
ومن جانبها، تطرقت صحيفة (الغارديان) البريطانية إلى إعلان رئيس الحكومة، دافيد كامرون، أمس الجمعة خلال جولته الأوروبية، عن استعداد بلاده لاستقبال آلاف اللاجئين السوريين دون أن يقدم أرقاما محددة.
اما صحيفة (الاندبندنت) فذكرت بإعلان كامرون عن مساعدة مالية إضافية ب100 مليون جنيه استرليني (137 مليون يورو) من أجل التخفيف من معاناة اللاجئين.
