أولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، أبرز اهتماماتها لأزمة اللاجئين بأوروبا، ونتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي بالبرتغال، فضلا عن الوضع المتوتر في الأراضي الفلسطينية، والتوقيع في أتلانتا أمس الاثنين على اتفاقية التجارة الحرة بين أحد عشرة دولة في منطقة المحيط الهادئ والولايات المتحدة الأمريكية بعد خمس سنوات من المفاوضات.
ففي ألمانيا، واصلت الصحف اهتمامها بأزمة اللاجئين وبمحادثات الاتحاد الأوروبي مع تركيا حول هذه الأزمة وبالصراع السوري.
وفي هذا الصدد، عبرت صحيفة (تاغستسايتونغ) عن مخاوفها من تفاقم أزمة طالبي اللجوء إلى ألمانيا مع استمرار تدفقهم، مشيرة إلى أنه لم يعد واضحا عدد اللاجئين الذين ستستقبلهم البلاد هذه السنة.
ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (تييريشة فولكسفرويد) أنه من الضروري توضيح مسألة ما إذا كانت ألمانيا ستستطيع فعلا استيعاب ما يصل إلى مليون ونصف المليون لاجئ هذه السنة وفق ما تم الإعلان عنه، أم أنه سيكون عليها التفكير جديا في إغلاق حدودها.
وفي ما يتعلق بالمباحثات التي أجراها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع كبار المسؤولين الأوروبيين في بروكسل، كان لصحيفة (دي فيلت) وجهة نظر ايجابية على نتائجها، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي عبر عن استعداد أكبر لإنهاء أزمة اللاجئين والقيام بما فشل فيه منذ اندلاع الأزمة السورية سنة 2011 عبر تقديم المساعدة اللازمة لتركيا حتى تحتفظ بمليوني لاجئ سوري وعراقي لديها.
أما بالنسبة لصحيفة (هانوفيريسه ألغماينه تسايتونج) فترى أنه لم يعد للاتحاد الأوروبي من خيار آخر إلا التباحث مع أنقرة واستثمار هذه الفرصة لنزع، على الأقل، فتيل التوتر الذي تسببت فيه قضية اللاجئين التي أنهكت أوروبا ولو على المدى القريب.
وفي فرنسا، خصصت الصحف تعاليقها لنتائج الانتخابات التشريعية، التي جرت أول أمس الأحد بالبرتغال، إذ كتبت صحيفة (لوموند) أنه بعد أربع سنوات من استقرار الحكومة، تبدو الوضعية السياسية أكثر تعقيدا بالبرتغال،مشيرة إلى أنه في أعقاب هذه الانتخابات لم يشأ أي من المرشحين الأربعة الرئيسيين الاعتراف بالهزيمة، تاركين لأنفسهم إمكانية المشاركة في الحكومة المقبلة.
وأضافت الصحيفة أن من شأن ذلك إضعاف البلاد التي خرجت للتو من أزمة بعد فترة تقشف قاسية منذ 2011 مقابل مساعدة بقيمة 78 مليار أورو من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، مبرزة أن بيدرو باسوس كويلهو الوزير الأول، المنتهية ولايته (يمين الوسط)، يأمل في الاستفادة من عودة النمو من أجل البقاء في منصبه.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من احتلاله المرتبة الأولى، إلى جانب التحالف الذي يضم حزبه والمسيحيين الديمقراطيين، ظل كويليهو بعيدا عن تحقيق الأغلبية المطلقة التي حصل عليها في انتخابات 2011 .
ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) أن التلميذ المنضبط لبروكسيل وبرلين الليبرالي بيدرو باسوس كويلهو، فاز بالتأكيد في الانتخابات لكن هذا الفوز حجب من خلال موجة امتناع (43.22 في المائة) ناجمة عن استياء الناخبين، وهو ما جعله يفقد إلى جانب حليفه الديمقراطي المسيحي، باولو بورتاس، الأغلبية المطلقة التي كانا يتوفران عليها منذ 2011 .
وفي السياق ذاته، واصلت الصحف البرتغالية التعليق على نتائج الانتخابات التشريعية، حيث كتبت صحيفة (بوبليكو) أن مصادقة البرلمان الجديد على برنامج الحكومة المقبلة وعلى ميزانية الدولة لسنة 2016 يظل رهينا بنتائج المفاوضات بين الحزبين اللذين فازا في الانتخابات (الحزب الاجتماعي الديمقراطي، وحزب الوسط الديمقراطي والاجتماعي) واللذين لم يحصلا على الأغلبية المطلقة والحزب الذي جاء ثالثا (الحزب الاشتراكي).
وأضافت الصحيفة أنه بما أن الائتلاف الحاكم لم يحصل على الأغلبية المطلقة في البرلمان، فانه سيكون مضطرا لإجراء توافقات من أجل ضمان الاستقرار الحكومي.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة (دياريو نوتيسياس) أن رئيس الدولة سيستقبل اليوم رئيس الائتلاف الفائز باسوس كويلهو، كما سيواصل سلسلة من اللقاءات مع باقي الأحزاب الممثلة في البرلمان.
وقالت الصحيفة إنه يبدو أن رئيس الدولة، سيعمل على الرغم من وجود أغلبية يسارية في البرلمان، على الطمأنة بإمكانية تشكيل حكومة مستقرة.
وفي إسبانيا، أولت الصحف أهمية خاصة للتوقيع، في أتلانتا أمس الاثنين، على اتفاقية التجارة الحرة بين أحد عشرة دولة في منطقة المحيط الهادئ والولايات المتحدة الأمريكية بعد خمس سنوات من المفاوضات.
وتحت عنوان “المحيط الهادئ أصبح في مركز الاقتصاد العالمي”، أكدت صحيفة (إلباييس) أنه تم اعتماد أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في التاريخ أمس بعد خمس سنوات من المفاوضات، مضيفة أن هذه الاتفاقية التجارية موجهة ضد هيمنة الاقتصاد الصيني على مستوى العالم وخاصة في القارة الآسيوية.
ومن جانبها، أشارت صحيفة (أ بي سي) إلى أن الإثنتي عشرة دولة التي وقعت على الاتفاق، بما في ذلك الولايات المتحدة، تحتكر 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وتضم 800 مليون نسمة ، مضيفة أن توقيع هذه الاتفاقية للتجارة الحرة يمكن أن يشكل نقطة انطلاق نحو وضع إطار جديد للعلاقات الدولية تحت قيادة الولايات المتحدة.
وكتبت صحيفة (لاراثون) أن هذا الاتفاق سيمكن الولايات المتحدة من أن تكون على رأس أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم، تتألف من اثني عشر بلدا من أمريكا وآسيا وأوقيانوسيا، مشيرة إلى تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي قال إن هذا الاتفاق التجاري الذي وقعته العديد من القوى الاقتصادية العالمية مثل اليابان وكندا وأستراليا، سوف يكون إيجابيا بالنسبة للنمو الصناعي والزراعي في بلاده.
أما بالنسبة لصحيفة (إلموندو)، فأكدت أن الولايات المتحدة، ومن خلال التوقيع على أكبر اتفاقية للتجارة في التاريخ، تكون قد نجحت في تحقيق أحد أهدافها الكبرى، وهي الانفصال عن الشرق الأوسط وأوروبا والتوجه نحو المنطقة الغنية والواعدة في المحيط الهادئ.
وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بالوضع المتفجر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كتبت صحيفة (لافونير) أن شابا فلسطينيا قتل الاثنين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية، وهو ما يؤشر إلى دخول الفلسطينيين والإسرائيليين، منذ بضعة أيام، في دوامة جديدة للعنف بالضفة الغربية والقدس الشرقية التي ضمتها واحتلتها إسرائيل.
وقالت إن هذه المواجهات خلفت حسب الصليب الأحمر الفلسطيني أزيد من 150 جريحا فلسطينيا خلال 48 ساعة.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة (لوسوار) أن إسرائيل تريد توسيع عملياتها القمعية، مشيرة إلى أن الوزير الأول بنيامين نتنياهو، أعلن عن سلسلة جديدة من الإجراءات القمعية من المقرر أن تعرض على المصادقة من قبل المجلس المصغر للأمن الذي دعي للاجتماع مساء أمس الاثنين.
وأوضحت الصحيفة أن من ضمن هذه الإجراءات مضاعفة عمليات الاعتقال الاحتياطي للفلسطينيين دون إذن ودون تجديد زمني، وتبسيط مساطر الترخيص بتدمير منازلهم، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات سبق استعمالها سنة 1980 قبل اندلاع الانتفاضة الأولى.
وفي ايطاليا، تطرقت الصحف إلى عدد من المواضيع، من ضمنها الاعتداء الذي تعرض له مسؤولو شركة “اير فرانس” من قبل مستخدمين غاضبين، احتجاجا على اعتزام الشركة إلغاء 2900 وظيفة إلى غاية سنة 2017 .
كما تناولت حالة التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي الذي يطلب وقف موسكو لغاراتها في سورية، خاصة بعد خرق المجال الجوي التركي من قبل مقاتلات روسية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
