استطلاع الآراء الانتخابيّة .. ممارسة ترعب السياسيّين المغاربة

استطلاع الآراء الانتخابيّة .. ممارسة ترعب السياسيّين المغاربة
الخميس 3 شتنبر 2015 - 19:39

في عدد من البلدان الغربية الديمقراطية، وحتى تلك التي لازالت تتحسس خطواتها الأولى في مسارات الإصلاحات السائرة نحو الديمقراطية، تبرز استطلاعات لآراء الشارع في المنتخبين الذين تقدمهم الأحزاب السياسية عند كل موعد انتخابي يحل بهذه الدول.

بالمغرب يبدو الوضع مختلفا، إذ تنعدم استطلاعات الرأي حول الانتخابات، كما لا تبرز أي من التعابير المقترنة بتوقعات الناخبين، وذلك لعدد من الأسباب أبرزها غياب أي إطار قانوني ينظم هذه العملية، بالرغم من ارتباط أولى محاولات هذا المسعى بحزب الاستقلال من خلال فريقه النيابي في البرلمان الذي أطلق مبادرة تشريعية سنة 2012.

بعد سنتين من ذلك، قامت لجنة الداخلية والجماعات المحلية والسكنى وسياسة المدينة بمجلس النواب، بمناقشة مقترح قانون ينص على إحداث لجنة وطنية تتولى مهام المراقبة الخاصة باحترام المقتضيات القانونية الجاري بها العمل، والتأكيد على مصداقية ونزاهة استطلاعات الرأي، والتنصيص على العقوبات في حق كل مخالفة لمقتضيات هذا القانون، كما نص المقترح على أنه “لا يمكن إنجاز أي استطلاع للرأي في المغرب إلا من طرف مؤسسات متخصصة ومعتمدة حسب القوانين الجاري بها العمل”.

البرلمان لم يذهب في اتجاه المصادقة على هذا القانون المقترح، لذلك بقي التشريع المنتظر رهين الرفوف، بالرغم من تطمينات وزير الداخلية، محمد حصاد، أثناء مناقشة هذا القانون بالقول إن الحكومة ستتعامل معه إيجابا من حيث المبدأ، وإن إنجاز استطلاعات الرأي يتطلب تقنيات دقيقة ومعقدة.

الأستاذة في المعهد العالي للإعلام والاتصال، نادية لمهيدي، ترى أن غياب استطلاعات الرأي حول الانتخابات في المغرب يعود لمجموعة من الأسباب التي لا ترتبط فقط بالفراغ القانوني الذي يعرفه هذا المجال، وإنما بطبيعة الكتلة الناخبة في المغرب، مستشهدة على ذلك بنسب المشاركة في المحطات الانتخابية، وهي التي تستحوذ فيها البوادي على أعلى النسب.

وذكرت لمهيدي أن المغرب توفر على عدد من المحاولات لأجل خروج قانون منظم لاستطلاعات الرأي، لكن الأحزاب السياسية خلقت الـ”بوليميك”، وعبرت عن توجسها من مثل هذه الاستطلاعات، خاصة تلك المرتبطة بالانتخابات، ومن إمكانية “تشويشها على الناخبين”، مضيفة بأن هذه المحاولات بدأت منذ 1996.

وجوابا على سؤال يروم التعرف على الجهة التي يمكنها أن تقوم بهذا النوع من الاستطلاعات، وفق رأي لمهيدي، أكدت الخبيرة في مجال التواصل، على ضرورة تأسيس “مراصد مستقلة”، تشتغل وفق آليات علمية دقيقة، وأن لا تتم هذه العملية بالتزامن مع الانتخابات لكي لا يكون لها تأثير مباشر على نتائجها.

وزادت المتحدثة ذاتها أن عمل هذه المراصد في حال تأسيسها سيواجه تحديات، خاصة على صعيد الكتلة الناخبة؛ ما يحتم عدم الاقتصار على المدن الكبرى، كالدار البيضاء والرباط ومراكش كما تقوم بذلك جل استطلاعات الرأي، وإنما مراعاة العالم القروي باعتباره يمثل “الكتلة الانتخابية الأكثر مشاركة في هذه الاستحقاقات”، مشددة على ضرورة توفر عامل التنوع في الآراء التي تستقيها هذه الاستطلاعات.

ويعتقد الكثيرون بأن استطلاعات الرأي حول الانتخابات، سواء كانت محلية أو التشريعية، وحتى الرئاسية في عدد من الدول، لا يمكن لها أن تتم إلا في دول لها باع طويل بالممارسة الديمقراطية، ولها مراكز بحث متخصصة تقيس اتجاهات الرأي العام بشكل علمي دقيق، على خلاف الدول التي لازالت تتبع خطواتها الأولى في الانتقال الديمقراطي.

هذه نقطة تعلق عليها نادية لمهيدي بالقول إن للمغرب “ما يكفي من المؤهلات والتراكمات التي تؤهله ليتوفر على استطلاعات للرأي تأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات التركيبية في المجتمع، بمختلف تصنيفاته، وأن تشتغل وفق منهجيات علمية متعارف عليها دوليا”، موضحة أنه “حتى المراكز المتخصصة في هذا المجال بمجموعة من الدول عبر العالم تسجل عليها العديد من المؤاخذات”.

‫تعليقات الزوار

19
  • المهدي
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 19:57

    استطلاع الرأي لدى الشعوب التي تعرف ماذا تريد يضرب له الف حساب من قبل السياسي الذي بدوره يقدر هذا الرأي ويقيم له وزنا ، ذلك ان العينة المستطلعة تمثل مختلف شرائح المجتمع وهذه الشرائح بالتالي تحاسب القائمين على شأنها انطلاقا مما أنجزوه ووفوا به من وعود قطعوها قبل الإمساك بزمام الأمور ، اما الشعوب التي يشحن بعض منها في البيكوبات نحو وجهة يجهلها دون ان يجهل ان يومه ستغيب عن الشمس ومائة درهم في جيبه وساندويتش ينتظره بمجرد ان يتوقف محرك البيكوب او الحافلة فلا استطلاع راي ولا هم يحزنون من شانه ان يرعب من أطعم هذه الكائنات ، عندما تطغى الفئة الخبزية اللاهثة وراء من يدفع اكثر على تلك التي ترى ابعد من يوم لا يتكرر الا كل خمس سنوات يصبح استطلاع الرأي العام مجرد ترف للتباهي .

  • نعيم
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 20:02

    ازمة الديمقراطية لاتتجسد في كونه مفهوم تسويقي لمصالح اشخاص و احزاب،لكن للاسف لازال هذا المفهوم لم يتجدر في الممارسة المغربية،ان على مستوى الفرد أو على مستوى المؤسسات و الاحزاب.لان منهجية الاحزاب حاليا لا تعتمد الا على الشخص القطب و الافراد المتموقعين على هامش دائرته.وهذا متمثل سواء في المدينة او في البادية.و الخطابات التي تدعو لممارسة الديمقراطية و حق التصويت بقراءة متأنية نجدها تعترف ضمنيا بهذه الظاهرة،و عليه لايسمح باستعمال هذا المفهوم و انت تدرك ان اهمية القطب هي الاساس و ليس البرنامج الحزبي او المرجعية الفكرية.
    اضافة ان لو اردت اختيار حزب ليبيرالي بجميع المواصفات لما وجدته في الرقعة،و لو اردت اختيار حزب اشتراكي تعذر الامر،و الامر كذلك بالنسبة لحزب لااقول ديني اسلامي و لكن سلفي،نظرا لكون هذا الاخير لا يمكن ان يوجد كفعل سياسي-و اقصد حزب اسلامي-
    المهم هو ان ماستفرزه الصناديق هو امتداد لمهزلة ،ان لم نضحي لوضع اللبنات الاساسية لتعميق مفهوم الديمقراطية و وضع اسس انتخابات نزيهة و قرار بعيدا عن الفساد،فسنظل تحت رحمة الخطابات لاستيلاب الفرد فقط.
    و هذا نحو اعلان اننا دولة بمواصفاة التحضر…

  • Stikiwiki
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 20:14

    الوضع ليس مختلفا بالنسبة للمقارنة بين نحن و هم بل الوضع متخلف و سائر بلكنة العكسي بالعكلي فكل ما هو إيجابي إنساني نحن نعتبره عياقة و هذا هو المرض الذي نعانيه بكل صراحة .

  • مواطن غير متحزب
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 20:26

    الكاريكاتير واعر و معبر و له قراءات مختلفة : نرى رئيس الحكومة و هو حامل لامبة في الظلام أي يبحث عن الطريق الصحيح عن مخرج للمازق الذي يتخبط فيه !! أو أن رئيس الحكومة و هو حامل المصباح لا يرى أكثر من بضعة أمتار من حوله ! أي أنه يفتقد لبعد النظر !!! أو أن بنكيران يستغل المصباح لكي يضيء على نفسه لا غير و يكون هو وحده يضوي البلاد ههههههه

  • bouabid
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 20:26

    حزب العدالة و التنمية فقد شعبيته لانه اقدم على قرارات صعبة لم تقدر عليها اي حكومة سبقت . رغم انه لا يمثل الا جزء من الحكومة فالشعب لا يرى الا بن كيران. الشعب َيحن لسياسة تمشاش العظام…

  • حائر
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 20:31

    لو قاموا بإستطلاع الآراء في المغرب وخاصة في هذه الأيام لما كونوا فكرة عن الحزب الفائز لأن المواطنين عيونهم مفتوحة و عقولهم مع الدخول العطلة الصيفية الدخول المدرسي و عيد الأضحى

  • amazighi
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 20:40

    البيــجيدي فقـــد شعبيتـــه…
    إذن الاستقلال و الاتحاد الاشتراكي سيتبــؤان الصــدارة…و البـــام، عفـــوا…

  • عبرتي طريميشة
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 20:58

    استطلاعات الراي تعني الشفافية وهذه قد تفسد عملية تعيين المنتخبين الناجحين .ففي المغرب نجاح حزب لا يعكس مدى شعبيته بل يعكس رضى المخزن على الاشخاص المعينين .فانعدام الدمقراطية لا تتماشى مع استطلاعات الراي و يؤكد الاستثناء الذي يطلق على المغرب

  • عبد اللطيف
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 20:58

    ليعلم رؤساء الاحزاب المغربية ان المواطنين في الانتخابات الجماعية يصوتون على الاشخاص لا على الاحزاب لهذا كان عليها ان تلتقي بالناس وتعرف منهم الشخص المفضل قبل ان تزكيه

  • Doukkali
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 20:59

    اعتمادكم غير كاف لاجراء الانتخابات. ندعوكم التعبءة بواسطة الشبيحة الالكترونية بروال

  • tangerois
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 21:38

    oui il la perdu,c est pour cela que je ferais MON DEVOIR et je VOTERAI pour le PJD car je le respecte et j ai la totale conviction qu il font une tres importante partie du puzzle maroc a cote du ROI et d autre partie BIEN SUR .avis personnel.merci hespress et publier svp

  • الضحك على الذقون
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 21:43

    اي اسستطلاع للراي نبحث عنه والكل يدرك على ان الكتلة الناخبة تتشكل في اغلبهها من اهل البادية الذين لم يلجوا المدارس هؤلاء لا يصوتون للبرامج السياسية و انما للاشخاص وتتحكم فيها لغة المصالح الخاصة الضيقة ومافيا الانتخابات التي تمارس كافة اشكال الترهيب على المواطنين . كفانا من الانتخابات نريد مؤسسات تسيرها كفاءات وطنية تعينها اعلى سلطة في البلاد وتراقبها وتحاسبها منظمات مستقلة.

  • متابع
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 21:49

    الحزب المسير للحكومة فقد شعبيته وسيأتي بعده من سيكمم الأفواه ويضيق على الصحافة ويمنع التطاول على الحكومة والوزراء بدعوى حفظ الأمن القومي واستقرار البلد. وسنرجع إلى عهد البصري رحمه الله. لأنه لا يصلح لنا إلا العصا .
    انظروا ماذا وقع في مصر وما وقع في تونس. ماذا استفادوا من محاربة من اختاره الشعب ديموقراطيا؟ الله يجيب لعفو

  • مراقب فايق
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 22:06

    كان لا بد من مناسبة كبيرة حتى يتم التمييز
    سقطت ولم تكن محايدة
    لم أعد أثق في أخبارها
    ضيعت أغلى رصيدها ألتي هي ثقة قرائها
    اسمها يبدؤ بالهاء = هراء
    وينتهي بالسين = سمسارالانتخابات
    ويتوسطه الباء = بوق الافتراء
    امي العجوز أخبرتني أنها لم تصغ لذاك الهراء
    ولينجلي الظلام ستصوت لصالح النور و الضياء

  • abdellatif
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 22:38

    هل ليس منكم رجل رشيد المقاطعة هو الحل لكل الإنتخابات التي توصف بالمهزلة بالمنطق والعقل
    فهدف الترشيح أن تكون عندك نسبة للفوز أما أن تكون كومبارس للآخرين الذين سيفوزون فهذا فمة الإهانة للمواطن المترشح والناخب
    الأموال التي تصرف على الحملة التي من أموال الشعب وتذهب للقمامة فهذا عبث
    المترشح الذي سيخدم المدينة ويتركها مزبلة بعد الحملة لا ثقة فيه
    المترشح الذي يسمح أن تدوس أقدام الناس والحيوان على صورته فليس إنسان فبالأحرى أن أهبه مقاليد السلطة في هذا أفيدكم إلى أردوكان ماذا فعل بعلم بلده مع الأوربيين
    كثرة الاحزاب ماذا تفرخ للمجلس البلدي
    إذا أردتم أن تغيشوا بالذل وهو ليس راض عليكم فصوتوا لمن ينهبكم قوت يومكم

  • بوجمعة
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 22:41

    من يخلصنا من هذه المصيبة المسماة بالعدالة و التنمية ؟ الله يرحم الوالدين
    لقد كرهنا خطابهم الحلايقي و تدبيرهم الفاشل و فكرهم الرجعي .

  • rani
    الخميس 3 شتنبر 2015 - 23:41

    cette mascarade des élections communales et régionales et surtout cette compagne qui se termine d'ici quelques minutes nous amène à poser plusieurs questions :
    le niveau très bas du discours des dirigeants des parties de la majorité et de l'opposition qui s'est résumé à partager des insultes de part et autres
    est ce que cela n'est que l'image des prochains élus ?
    est ce que cela ne constitue pas une façon de dénigrer et de non respect un insulte à tous les électeurs qui vont votés demain.

  • عبد الغني
    الجمعة 4 شتنبر 2015 - 00:24

    الوجوه لم تتغير و لن تتغير لان الاعتماد على اللاإحة نسف مصداقية الاقتراع و أججت العزوف عنه

  • Brahim
    الجمعة 4 شتنبر 2015 - 00:54

    لا للتصويت على من ينادون بالحرية الفردية
    لا للتصويت على من يدافع عن الحرية الجنسية والمثلية
    لا للتصويت على من يستغل فقر الناس
    لا للتصويت على من يسرق أموال الشعب

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة