تجاوز "عقد الماضي" يجمع بالرباط دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية

تجاوز "عقد الماضي" يجمع بالرباط دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية
الأربعاء 24 ماي 2017 - 16:00

في إطار تعزيز المغرب في الآونة الأخيرة لعلاقاته مع دول إفريقيا، وبروز توجه كبير لتقوية العلاقات ذاتها مع دول أمريكا اللاتينية في إطار التعاون جنوب-جنوب، انطلقت صباح اليوم بمجلس المستشارين بالرباط أشغال اليوم الدراسي المخصص لموضوع “العلاقات بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية”، بتعاون مع جمعية غابريال غارسيا ماركيز، وبحضور سفراء عدد من الدول وممثلين للسلك الدبلوماسي، إلى جانب خبراء وأكاديميين.

الكلمة الافتتاحية التي ألقاها عبد الصمد قيوح، الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين، شددت على تشابه التحديات المطروحة على دول وشعوب القارتين معا، مسجلة أن هذا المعطى “يستلزم تفعيل اختصاصات مؤسساتنا التشريعية بالكثير من الصرامة والشجاعة والحزم، عبر اعتماد دبلوماسية برلمانية مندمجة قوامها الندية والفاعلية تروم الترافع الفعال لتحقيق الإنصاف والعدالة، بل وجبر الضرر الجماعي لشعوب قارتينا لما لحقها من تمزيق لأوطانها واستغلال لثرواتها ورهن بنيوي لمستقبلها ومصيرها المشترك”.

وأضاف قيوح أن المتغيرات الجيو-سياسية دوليا وموجات التشكيك في القدرة على بناء مجتمع عالمي قوامه العيش المشترك؛ فضلا عن التحديات المرتبطة بتنامي التهديدات الإرهابية، والأخرى المرتبطة بإشراك النساء والشباب في صناعة القرار السياسي ببلدان الجنوب، وقضايا التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والنزوح والهجرة والتوترات والنزاعات ومخاطر التغيرات المناخية، كلها أسباب “تحتم علينا اليوم الاستثمار في بناء الثقة في أنفسنا وفي قدرتنا الجماعية على تقرير مصائرنا بأنفسنا وصياغة المستقبل المشترك”.

وأبرز المسؤول ذاته أن هذه التحديات “تستلزم أكثر من أي وقت مضى بناء شراكات على أساس التعاون جنوب-جنوب والمضي قدما في إطلاق ديناميات مشاريع تكاملية لضمان الرفاه الاجتماعي”، إلى جانب “توطيد مسارات دمقرطة نظمنا السياسية وتعزيز مشاركة المواطنات والمواطنين في صناعة القرارات المرتبطة بحاضر ومستقبل يسوده السلم والأمن والحرية”.

ورسم قيوح، أمام الحاضرين ممثلي عدد من الدول، صورة إيجابية عن مستقبل هذه العلاقات، عبر التأكيد على وجود “آفاق وفرص تاريخية لإرساء شراكة حقيقية لما تعرفه دول المنطقتين من نهضة على المستويات السياسية والفكرية والاقتصادية، تتوج مسارات من الدمقرطة والمصالحات السياسية، خصوصا في ظل إرادة سياسية تتجاوز مخلفات الحرب الباردة”.

من جهته، قال فرانسيسكو كارابايو، سفير جمهورية الدومينيكان بالمغرب، عميد السلك الدبلوماسي اللاتيني، إن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تشكل فرصة مناسبة لدول أمريكا الجنوبية لتعزيز علاقاتها بإفريقيا، مسجلا أن المملكة تزخر بموروث متنوع وغني، يؤهلها لتكون محاورا أساسيا في العلاقات جنوب-جنوب في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وعبر كارابايو عن تزكيته لما جاء على لسان الملك محمد السادس في خطاب سابق، حينما شدد على ضرورة النهوض بالمصالح المشتركة لدول الجنوب أكثر من أي وقت مضى. واعتبر المسؤول الدبلوماسي رفيع المستوى أن الدول الإفريقية والأمريكو-لاتينية عليها التفاؤل بشأن المستقبل، مضيفا أن “ربع الطاقة في العالم تتواجد بقارتينا معا”، قبل أن يدعو الحاضرين إلى ضرورة إحداث برلمان إفريقي لاتيني.

أما سفير دولة الكاميرون بالرباط، محمدو يوسوفو، الذي ناب عن عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي، فأعاد رسم تاريخ العلاقات بين أمريكا اللاتينية والقارة السمراء، مؤكدا أن للقارتين تاريخا مشتركا قديما جدا “منذ أن كانت الهجرة مفروضة بسبب الاستعمار”، مضيفا: “دمنا موجود في إفريقيا اللاتينية ودمهم أزهق في إفريقيا دفاعا عن استقلال شعوبنا”.

وأبرو يوسوفو أن دول أمريكا اللاتينية بعد استقلالها من الاستعمار الغربي ساهمت بشكل كبير في استقلال إفريقيا، وعلى رأسها الكونغو وأنغولا والموزمبيق التي “ناضل على أرضها العديد من المتطوعين الكوبيين والأرجنتينيين”، قبل أن يضيف أن “تشي غيفارا، أيقونة التحرر من الاستعمار، قضى سنوات طويلة بالكونغو قبل أن يعود إلى وطنه الأم”.

وأوضح يوسوفو أن إفريقيا، رغم أنها تقف على ثورة كبيرة، إلا أنها مازالت تعيش ظروفا صعبة، معبرا عن أمنيته في أن تصل سبل التعاون بين دول القارتين إلى إيجاد حلول جذرية لهذه الإشكاليات، عبر تقوية العلاقات وتعزيز سبل التعاون.

وفي الاتجاه نفسه سار برنارد ماكوزا، رئيس مجلس الشيوخ برواندا، الذي شدد على أن “التعاون جنوب –جنوب نموذج لن يكتب له إلا النجاح”، خاصة أن دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية “تتوفر على ثورة ورأسمال بشري وقيم وتقاليد متشابهة يمكن إيجاد الحلول من خلالها”.

وقال ماكوزا إن “الوقت حان لنعمل سويا كقارتين غنيتين قادرتين على التحدث بصوت واحد عندما يتعلق الأمر بالقضايا المشتركة”، مضيفا أن هذا الأمر كفيل بالنجاح “في استغلال ثرواتنا بما فيه خير لشعوبنا”، واعتبر أن توفر الإرادة السياسة كفيلة بالانطلاقة نحو فضاء أرحب بهذا الخصوص في السنوات القادمة، قبل أن يضيف: “أنا مؤمن بأننا نتوفر على الوسائل الكافية لذلك.. علينا فقط نسيان عقد الماضي وأن نتجه نحو التنمية المستدامة”.

‫تعليقات الزوار

9
  • صراحة من وراء الحدود
    الأربعاء 24 ماي 2017 - 16:45

    الان تأكد بما لا يدعو مجالا للشك أن المملكة قد عادت الى جادة الصوات و دخلت الصف و هذا شيئ جيد و هي بداية مشجعة ، يبقى فقط تدريب الدبلوماسيين على العمل الدبلوماسي و كيفية الدفاع عن المصالح الوطنية دون تهريج و اثارة القلاقل كما حدث مؤخرا في جزر الكارييبي . هذا من جهة أخرى يجب الوفاء بجميع المعاهدات و الاتفاقيات الدولية الممضات من طرف ملوك المغرب السابقين وخاصة قضية تقرير مصير الشعب الصحراوي التي أمضى عليها المغفور له الحسن الثاني و بذلك تكون الدولة المغربية قد مهدت لعهد جديد للتصالح مع الذات و دول الجوار

  • عبدو المغرب
    الأربعاء 24 ماي 2017 - 16:50

    خطوة اكثر من ممتازة، وتنم عن تفكير استراتيجي سليم . فالمؤسسة التشريعية بشقيها يجب ان تشتغل وفق الاهداف والمصالح الاستراتيجية للدولة وهدا ما بدأنا نلاحظه مؤخرا.
    فالله ولي التوفيق

  • ابو ياسر
    الأربعاء 24 ماي 2017 - 16:54

    هاد العلاقات كان خاصها تكون مع دول جنوب جنوب قبل من عام 1967 ملي سبقتنا إسرائيل لهاد الدول التي كانت لازالت تحت سيطرة الاستعمار ففتحت بها اسرائيل سفرات لها وسجلت بضربة دبلوماسية لصالح إسرائيل اليوم المغرب يحضى بتطلعات دبلوماسية جيدة من خلال هاده الدول ودول أمريكا التي نرى أن الإسلام يقوى بهده الدول بعد أحدات 6نونبر إد نجد أن قبل هادا تاريخ لم تكن هاده الدول تعرف شيئا عن الاسلام المهم أتمنى لملكنا نصره الله مسيرة جيدة دبلوماسيا والسلام عليكم

  • OBSERVATEUR
    الأربعاء 24 ماي 2017 - 17:52

    ا لمغرب يلعب على انجاح العلاقات الخارجية مع دول افريقية و اخرى من امريكا اللتينية لدعمنا في مشكل الصحراء المغربية طيب هذا جميل لكن بيتنا من الداخل غير منظم ومبعثر لان الشعب يعيش في بحور من المشاكل بسبب سياسة مسؤول فاشل وليس له ظمير ولا يحس بخطورة الواقع المر الذي يعيشه الشعب المقهور ولهذا يجب تدارك الموقف من طرف البرلمان لحل المشاكل الاجتماعية التي اصبحت لا تطيق الانتظار واعلموا ان قوة الدولة تاتي من الدخل بارضاء شعبها الذي سيكون لها عونا وسندا في نجاح العلاقات الخارجية..باختصار شديد المغرب يلعب على المظاهر الخارجية وداخله مليء بالمشاكل الاجتماعية وان سياسة المظاهر والزواق ستؤدي بالجميع الى مالا تحمد عقباه للاسف الشديد..

  • مغربي و السلام
    الأربعاء 24 ماي 2017 - 18:25

    افريقيا لم تأنيها و لن تأتيها المنفعة إلا من المغرب ..و ما عدى ذلك كل من دخل افريقيا إلا من أجل منفعته و السطو على خيرات افريقيا..الآن اتضح جليا هذا الطرح و على الأفارقة أن يستوعبوه و على من لا شأن لهم بإفرقيا أن يرفعوا أيديهم عنها و يهتموا بشؤونهم التي تبين أن هي الأخرى رسبوا فيها..

  • صراحة من داخل الحدود
    الأربعاء 24 ماي 2017 - 18:57

    ردا على *
    المغرب يسير بخطى تابثة وبنجاح نحو فرض وجوده على الصعيد الافريقي ونحو امريكا اللاتينية في اطار تعاون جنوب- جنوب وهذا ما يزعج اعداءه القريبين والبعيدين لان هذه التحركات المغربية تخدم مصالح القارتين كما تخدم قضيتنا الوطنية،وهكذا تسير القافلة …

  • ابو ياسر
    الأربعاء 24 ماي 2017 - 20:19

    هاده الدول الي نعتوها بالجهل والفقر حيت آيادي تنهبها أما اقتصاد إفريقيا في تصاعد والعالم كله يطمع في تروات إفريقيا الباطنية والبرية فمثلا العاج الدي تتهافت عليه الصين في إفريقيا المعادن الاحجار الكريمة ابو دبي تملك اكبر المزارع جنوب السودان نزيدك القائمة طويلة الجهل باقي عدنا حنا واقيلا بسبب إعلامنا المهم إفريقيا من القارات النامية أوروبا في روكود أسيا مخزونها من نفط قلالله عز وجل عطاهوم او فسدو أوهاهوا كايعطينا نحاولوا نتصالحو أو حجرة تلقات فزاكورة تهدم المغرب وتعاودوا حسن من اوروبا أونيزك طاطا أوزيد أو زيد خاص غير مسؤولينا يدوقونا راه كرشما صغيرة شبعانين من بكري سمحو ليا طولت عليكم جبدني……

  • عبدالرحمان
    الأربعاء 24 ماي 2017 - 21:29

    عين العقل إلى الأمام و بالتوفيق

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب