ترميم البيت الداخلي وراء اصطفاف حزب الاستقلال في المعارضة

ترميم البيت الداخلي وراء اصطفاف حزب الاستقلال في المعارضة
الإثنين 23 أبريل 2018 - 11:00

داخل القاعة “التاريخية” الكائنة بمقر حزب الاستقلال، التي أَعْلَنَ فيها، قبل أكثر من ثلاث سنوات، أعضاء المجلس الوطني لـ”حزب علال” المساندة النقدية للحكومة، التي يقودها حزب العدالة والتنمية، اختار الاستقلاليون، هذه المرة، إعلان “الطلاق”، والاصطفاف في المعارضة، مشيرين إلى أنها ستكون “معارضة استقلالية وطنية”.

يأتي هذا القرار بعد العرض السياسي الذي قدمه نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، أمام أعضاء المجلس الوطني، والذي حدد فيه المسار المستقبلي للحزب، بالقطع بشكل رسمي مع خيار المساندة النقدية، الذي كان الاستقلاليون قد أعلنوه قبل أكثر من 3 سنوات.

وأوضح بركة أن الموقع “الطبيعي” لحزب الاستقلال في المشهد السياسي اليوم هو المعارضة، قاطعاً بذلك كل التكهنات حول مشاركة الحزب في النسق الأغلبي بعد إجراء تعديل حكومي، وكذا التردد الذي طبع مرحلة “المساندة النقدية”، التي اعتبرها مصدر من داخل اللجنة التنفيذية للحزب مبرراً لتراجع أداء الحزب.

واستبعد المصدر ذاته أن يتجه الحزب بقراره الاصطفاف في المعارضة إلى إعلان تحالف مع باقي مكونات المعارضة، وقال: “قد تكون هناك اتصالات ونقاط تلاقٍ مشتركة، لكن لن تصل إلى حد التحالف”.

وفي تحليله لقرار المجلس الوطني الاصطفاف في المعارضة، يقول أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، عبد الحميد بنخطاب، إن “قرار حزب الاستقلال حكيم ومنتظر، نظرا لطبيعة علاقته بالحزب الأغلبي، التي لم تكن يوماً على ما يرام”. وأضاف “هذه نتيجة منطقية لتحالف هشٍّ لم يخدم مصالح الاستقلاليين، الذين كانوا ينتظرون مبادرات واقعية وملموسة”.

وأشار بنخطاب إلى أن “الاستقلال بإعلانه المساندة النقدية لحكومة العثماني كان يأمل أن يكون هذا التحالف مبنيا على أسس متكافئة، لكن الظاهر أن الحزب الذي يقود الحكومة استفرد بالقرارات الحكومية، ولم ينسق معه إلا في مناسبات قليلة، وهو ما دفعه إلى إعلان الطلاق”.

واستطرد الأستاذ الجامعي قائلا إن مكانة حزب الاستقلال “لا ترتبط بالكمية العددية للمقاعد، وإنما تظهر في رمزيته ومرجعتيه التاريخية، التي تبقى المحدد الأساسي لتوجهاته”، قبل أن يعود للحديث عن سياق دخول رفاق شباط إلى الحكومة، والذي لم يكن محسوباً بدقة، حسب رأيه، مضيفا أن الشرخ الذي حدث بعد ذلك بين تيارين كبيرين داخل هذا المكون الحزبي كان من العوامل التي أسهمت في إضعافه انتخابياً.

وأوضح بنخطاب أن “خروج الاستقلاليين إلى المعارضة سيعطي للقيادة الحالية فرصة لترميم البيت الداخلي للحزب، وإعادة ترتيب الأوراق، لأن المشهد السياسي مقبل على متغيرات كثيرة ومفاجئة، وبالتالي فالتواجد الدائم في السلطة يخلق تآكلا لدى الأحزاب ويسهم في إنهاكها”. وأضاف أن “المعارضة كانت دائما متنفسا للأحزاب وفرصة للتأمل ولاتخاذ القرارات المناسبة”.

‫تعليقات الزوار

6
  • Hamido
    الإثنين 23 أبريل 2018 - 11:28

    تحركات الأحزاب الكلاسيكية وكدالك اللقاءات التي يعقدها الباجدة لها ما يبررها.حيث يعود السبب الحقيقي إلى اقتناع المواطن بعدم جدواها ولم يعد هناك أي استثناء.هدا الفراغ احست به الأحزاب المخزنية وأرادت ترميم ما يمكن ترميمه،لكن فات الأوان.والمغاربة باتوا أكثر وعيا وانتشار الانترنيت فضح الجميع.والتقارير الأوربية والامريكية عن الفساد والافلات من العقاب .واغتصاب حقوق الناس والاعتقالات والمحاكمات الصورية.كل هدا والأحزاب لا تتكلم بل إن شعارهم جميعا"لم أمر بها ولم تسؤني"لكن اليسار الاشتراكي الموحد هو الوحيد في الساحة اللدي تحدث عن هده الخروقات دون خوف وبصراحة لقد أعرب عن قلقه مما يحصل قبل أن تاتي إلينا التقارير من الخارج.تحية لفدرالية اليسار .نبيلة والرفاق قادمون لفضح المفسدين في الأرض.

  • عبد الحق
    الإثنين 23 أبريل 2018 - 11:31

    خريجو الجامعات المغربية برمتها غسلوا ايديهم من حزب الاستقلال بعد أن عجز حتى عن إنصاف معطلي محضر 20 يوليوز من ظلم بنكيران وشركائه من البيجيديين الذين نقضوا العهد وكذبوا وتحايلوا على تلك الشريحة من المعطلين ثم أجهزوا بلا وجه حق على مناصبهم في عملية سرقة اعتبرت الأخطر حقوقيا في المغرب عبر التاريخ لأنها استخفت بالتزام الدولة المغربية استجابة لمزاجية بنكيران . حزب الاستقلال وقف عاجزا حتى عن استرجاع حقوق ضحايا محضر 20 يوليوز التي أجهز عليها بنكيران ثم وظف ابنته في الأمانة العامة على حساب أولائك الضحايا المستضعفين . اليوم يقف حزب الاستقلال متفرجا على المأساة التي يعيش فيها اليوم ضحايا محضر 20 يوليوز . إنها قضية كشفت أن حزب الاستقلال بدوره لا يوثق به لأنه رضخ لمزاجية بنكيران . حزب الاستقلال وحزب البيجيدي وجهان لعملة واحدة ، هدف قيادتهما هو المصالح والمراكز والامتيازات ، فإذا كانحزب الاستقلال فعلا صادقا في خطابه فليبادر لرد الأمانات إلى ضحايا محضر 20 يوليوز ، ولا نظنه سيفعل لأن أضعف من أن يتحمل تلك المسؤولية , شطرا لهسبريس على الحيادية

  • علي
    الإثنين 23 أبريل 2018 - 11:32

    سواء في المعارضة او في الاغلبية يظل الحزب كما كان ناهبا للثروة ومستفيدا من الريع والوضع . ما يجب ان يعارض .. يعمل الحزب من اجل المحافظة عليه . فضائح وزرائه في الحكومات السابقة مازالت روائحها تزكم الانوف . أنوف المعارضين الحقيقيين . المعارضة تسعى الى التغيير نحو الافضل بتحقيق العدل والمساواة والانصاف وجعل القانون سيدا فوق الجميع, وهذه الاشياء مع الاسف الشديد غابت عن الحزب وعن الاحزاب الاخرى التي تتهافت عن السلطة والمال باستثناء حزب الدكتورة نبيلة منيب وائتلاف اليسار. الفكر اليساري الاشتراكي الديمقراطي هو المستقبل الواعد .

  • malek
    الإثنين 23 أبريل 2018 - 12:13

    التعليمات وما ادراك من التعليمات …..الله انصرسيدنا….كا ليك المعارضة واي معارضة…. الله افضحكم….كتكلوا متقنعوا

  • الى الامام
    الإثنين 23 أبريل 2018 - 15:09

    السلام عليكم كثرة الاحزاب بدون فاءدة لا ينجبون شيء في الدبلوماسية لا تهمهم مصلحة المواطن همهم الوحيد هو مصالحهم الخاصة وانتقاض بعضهم البعض في التفهات .

  • Moha
    السبت 28 أبريل 2018 - 16:30

    لي دازت ايام اتصنت لعضاموا.

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52

“أش كاين” تغني للأولمبيين

صوت وصورة
الماء يخرج محتجين في أزيلال
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:30

الماء يخرج محتجين في أزيلال

صوت وصورة
كورنيش يشتكي الإهمال في سلا
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:14 4

كورنيش يشتكي الإهمال في سلا

صوت وصورة
ابن يجهز على الأب بالجديدة
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 12:47 10

ابن يجهز على الأب بالجديدة

صوت وصورة
قصة | صابرين مزيكير
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 10:50

قصة | صابرين مزيكير

صوت وصورة
ملفات هسبريس | أزمة المياه
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:30

ملفات هسبريس | أزمة المياه