الترامواي يمنح البيضاويين فرصة إعادة اكتشاف إرثهم المعماري

الترامواي يمنح البيضاويين فرصة إعادة اكتشاف إرثهم المعماري
الجمعة 25 يوليوز 2014 - 08:15

بشارع محمد الخامس بوسط الدار البيضاء، وبصورة متجددة، يكتشف البيضاويون من حين لآخر بعض سمات الطراز المعماري المميز لمدينتهم، خاصة عندما يأبهون بأبصارهم واجهات البنايات والمساكن المهيئة بشكل معماري بديع.

ففي غمرة الحياة الصاخبة للمدينة، وفي لجة الاكتظاظ واختناقات الشوارع وبعض طرق السير، قلما يلتفت المرء إلى بعض المظاهر الجمالية في المدينة، التي تعكسها زخارف وتزيينات مكونة من منحوتات تصور على سبيل المثال سلة فواكه، أو رأس أسد على أفاريز من الزليج أو الجبص، أو شرفات مصنوعة من خشب الأرز.

وفي هذه الأجواء المتميزة بوتيرة سريعة للحياة، يتجاهل كثير من البيضاويين مظاهر معمارية جمالية من هذا القبيل تزخر بها المدينة، بالرغم من أن كثيرا من المعالم العمرانية الجميلة لم تعد حاضرة إلا في ذاكرة أجيال السبعينيات والثمانينيات بعد اختفائها مع تطور العمران كقاعتي سينما “فوكس” و”النصر”، اللتين تم إزالتهما في الثمانينيات من القرن الماضي، والمسرح البلدي، وفندق أنفا، فضلا عن بنايات أخرى حصدتها الجرافات أو استحالت إلى ركام أو أطلال بسبب عدم الصيانة أو الاستصلاح.

وسواء تعلق الأمر بساكنة المدينة القديمة أو الأحياء الأخرى، أو حتى بالزوار من خارج المدينة، ألف كثير منهم مشاهدة البنايات والأماكن المعتادة في الطريق أو الفضاءات العمومية دون استكشاف ما تزخر به كثير من الزوايا والواجهات وأعالي البنايات من تزيينات تجمع بين الطراز التقليدي والحديث، ويكفي المرء للوقوف على ذلك الترجل حول شارع محمد الخامس وساحة الأمم المتحدة لاكتشاف رؤية جديدة لهذا الجزء من المدينة.

ولا شك أن “ترامواي الدار البيضاء” يعود إليه الفضل في تغيير كثير من مظاهر المدينة، فضلا عن أن عبوره لأهم فضاءاتها سمح باكتشاف ما تحتوي عليه من مظاهر فنية معمارية ذات ذوق رفيع، كما هو الحال في ساحة الأمم التي تم تهيئتها بشكل عصري لقربها من واحدة من أكبر محطات الترامواي الرئيسية.

وحسب رشيد الأندلسي رئيس جمعية “ذاكرة البيضاء”، التي تعنى بالحفاظ على التراث المعماري للمدينة، فإن إحداث ترامواي الدار البيضاء ساهم في تأهيل كثير من واجهاتها وطرقها وجعلها أكثر إضاءة ومشاهدة.

وأضاف أن كثيرا من البنايات العمرانية بالدار البيضاء كانت في وقت من الأوقات بمثابة مختبر للإبتكارات المعمارية في مواد البناء وطرق التزيين والديكور، بحيث عكست انصهار التأثيرات المغاربية والأروبية والأمريكية في هذا المجال.

وبقدر ما استفادت المدينة من خبرة الصناع التقليديين في الحرف المتعلقة بالزليج، والخشب، والجبص، حظيت أيضا بالتكنولوجيات المبتكرة آنذاك في مجال البناء، وخاصة ما يتعلق منها باستعمال الاسمنت المسلح، وذلك انسجام ملموس بين حاضر المدينة وماضيها.

لقد تم إعادة اكتشاف هذا الإرث المعماري للمدينة بفضل المدافعين عن هذا الإرث ودور جمعية “ذاكرة البيضاء”، التي تقوم بتنظيم زيارات إرشادية لبعض لأماكن التي قلما يلج إليها السكان كالبنايات الإدارية والدينية (كنيسة نوتر دام دو لورد)، وبنك المغرب، وقنصلية إيطاليا، وبعض المساكن القديمة.

وتقوم جهود المحافظة على إرث الدار البيضاء المعماري على الجهود المتظافرة والتعاون بين المجتمع المدني والمؤسسات، مما سمح منذ نونبر 2013 بترشيح المدينة لتسجيلها في لائحة التراث العالمي لليونيسكو.

وتبدو هذه الخطوة اعترافا بالقيمة العالمية للعاصمة الاقتصادية، وما تمثله من فضاء معماري حضري متميز، بعد أن كانت في 1950 تضم أول ناطحة سحاب إفريقية (الحرية) (17 طابقا و78 مترا طولا)، لتحظى في 1993 بأعلى منارة جامع في العالم، وهي صومعة مسجد الحسن الثاني.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

13
  • LARBI
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 09:47

    فبالاضافة الى ديساتي طاج كما كان يسميها البيضاويون والتي اصبحت في ظل النسيان هناك بعض الماثر اندثرت كحوض الحوت وجزء كبير من المعرض وملعب مصارعة الثيران بالمعاريف والمحل الكبير التجاري لافاييت او ما كان يعرف ببني مروك اي باري ماروك والترام الدي كان يصل عين الشق بوسط المدينة ومحطة الحافلات التي كانت توجد بمكان بني فيه فندق حياة رجنسي بالاضافة الى مادكرتم (المسرح البلدي وفوكس والنصر وقاعات اخرى والمسبح البلدي)واتدكر ان حتى الاماكن البعيدة كانت فيها بعض المعالم ولم يعد لها اثر كحديقة الالعاب التي كانت بعين الشق

  • hamid
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 10:20

    Assalam
    franchement ce n'est plus une ville a vivre, pollution, embouteillage a n'importe quelle heure, aucun respect du code de la route, pas de respect en general, pourtant j'y suis né mais je préfere aller vivre vers le sud a SAFI ou il fait bon vivre.

  • sami,فكرو مزيان قبل
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 10:42

    المهندسين الدولة افسدو شوراع الدارالبيضاء بالترومواي اصبحت ضيقة خاصة شارع محمد الخامس لماذا لم يختارو شوارع اعرض مثل شارع الجيش الملكي مثلأ؟

  • كزاوي
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 11:14

    ce tramway est une abberation (meme ci à Rabat il est tres fonctionnel et pratique) à casail est tres long et fait un long trajet , meme l'acces ases quais est vraiment tres peu pratique et plutot idiot

  • جمال الفزازي
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 12:28

    اي جماليات معمارية ؟ ..شارع محمد الخامس مملوء" بالفراشة" البائعين الجوالين والطلابة والشمكارة والمشرملين الذين هم ضحية السياسة الحكومية والبلدية ..شارع بلا ورود ولا نافورات ..غير خنز البول في الركاني وما تبقى من البيرات ..

  • driss
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 13:00

    هذه البنايات التي التي تحوم في قلب الدار البيضاء الكثير منهاهو ارث فرنسي استعماري مثل هذه الصورة التي تعرضون فوق عنوان الموضوع ماهي بنايات قرب مرشي سنطرال وفي احياء كثيرة بقلب بمدينة الدارالبيضاء تجد مثل هذا العمران المزخرف بالفن والثقافة الفرنسية ويشدني معمار وحيد فرنسي هو كان يسمي ولازال بالمارشي كريو ويتواجد بحي بلفدير هذا البناء كان سوق جملة للخضر والفواكه في زمانه هو بناء ضخم وبهندسة معمارية عالية كان قد اشتراه في سنوات الاخرة الملياردير الشعبي ليقيم فيه سلسلة متاجره قبل ان يدخل في نزعات مع الدولة بسببه .

  • SALAHEDDINE
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 14:07

    كما هو الحال في ساحة الأمم التي تم تهيئتها بشكل عصري لقربها من واحدة من أكبر محطات الترامواي الرئيسية !!!!!!!!!!!!!
    فين بانت ليك العصرنة ؟ شوية لغازو وشي كراسي ديال لحديد أو شي شجر مقطع و نخل لاوي … وقيلة أحسن من حدائق و ساحات السويد و النرويج و بريطانيا ٠٠٠

  • maasun
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 14:17

    افضل مدينة حية في المغرب, جد راقية بها العالم مصغر. ومدينة الحسن الثاني , لم يستطع ملك الوصول الى ثقل مدينة البيضاء .

    رغم ان مراكش صراحة مدينة ملكية اكثر من فاس والرباط .. واغلب الملوك واعيان المغرب سكنوا مراكش ولازالة فان البيضاء تبقى بنكهة متحضرة مغربية عالية

    ولايمكن ان تنافس البيضاء في شمال افريقيا الا الجزائر العاصمة . دونهما فلا مقارنة

    نتمنى ان يهم المغرب بالريف وبناء مدينة في مستوى البيضاء , لان الارضية موجودة..اكبر جالية في الغرب هم ريافة .. ولاتستحق التهميش

  • ابو انس
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 15:32

    انا سكان العاصمة العلمية ، ضعيف الحال، قليل الترحال، وسبق لي ان زرت البيضاء في مناسبات قليلة، والحقيقة لم اعجب، وحسب، بسعة العاصمة الاقتصادية، مساحاتها ، وبعض احيائها كحي بولو حيث النقاء والهدوء، وشواطئها الممتدة امتداد التعايش بين حياة البذخ والرفاه من جهة، وبين البساطة والاندماج والانصهار والتعايش مع الاخر ايا كان مستواه في اخذ النصيب من الشمس والبحر!من جهة ثانية ، بل راقني ايضا الطابع الشعبي والتعاوني ، وروح النكتة لدى للمواطن البيضاوي، والتواضع، بصرف النظر عن الموضع ضمن التراتبية الاحتماعية، والبساطة في التواصل مع الاخر، وصفات الطيبوبة البديهية، والكرم ، التي يتسم بها ابناء عاصمة دكالة.. ابقى الله هذا الوطن امنا مطمئنا…

  • متتبع
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 20:49

    هذه الجمعية لا تقوم بأي دور لحماية المعمار البيضاوي، تستفيد من الدعم لخدمة مآربها الشخصية فقط … لماذا لم نسمع عن هذه الجمعية عندما تم هدم إعدادية ابن طفيل ؟ لماذا لم تتكلم عندما تم هدم مطعم "نجمة مراكش" بالقرب من السوق المركزي؟ أين كانت هذه الجمعية عندما تمت المصادقة على هدم النافورة بساحة محمد الخامس بحجة إقامة المسرح (أم لأن السيد الرئيس هو مهندس المشروع و بالتالي التزم الصمت، بل قدم مبررات لمشروعه…)، كما الجمعية المذكورة التزمت الصمت تجاه مشاريع مشبوهة لا داعي لذكرها …
    أما مشروع الطرامواي (الذي تم التخطيط له بالمناسبة من طرف مهندس زراعي و ليس من قبل مختص في الهندسة المدنية و الطرائق) مشروع فاشل بشهادة جميع البيضاويين…

  • tanjawi
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 20:59

    أنا من المحبين لمدينة الدار البيضاء وأهلها الطيبين مدينة تستحف كل شيئ

  • tori
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 22:23

    مهندسين الدولة افسدو شوراع الدارالبيضاء بالترومواي اصبحت ضيقة خاصة شارع محمد الخامس ils l'ont tue ce beulvard c vraiment domage

  • Yassine
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 23:59

    pour ceux qui n'aiment pas vivre à Casablanca, c'est simple, ont veux plus des personnes négatives parmis nous, ont veux que des gens optimistes, qui aiment le travail et le sérieux, et comme étant un casablancais pure et dûre, je constate que les casablancais sont devenus pragamatiques, et ne cherchent plus des problèmes, ils essayent toujours d'éviter le pire, sauf s'ils se confrontent a des mentalités merdiques semblable à celle du commentaire numéro 2

    le seul problème que notre ville n'as pas résolu, est la mauvaise gouvernance depuis l'indépendance du Maroc,et les grands flux migratoires de toutes les régions

    si non je remercie chaque marocain qui comprend que le développement de casablanca contribue directement au developpement du Maroc en entier

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب