"إمي نفري" بدمنات.. فم مغارَة للديناصورات والأساطير

"إمي نفري" بدمنات.. فم مغارَة للديناصورات والأساطير
الخميس 23 أكتوبر 2014 - 10:45

تبدو من أعلى قنطرة.. ومن الأسفل مغارة.. إنها “إمي نفري”، عبارة أمازيغية تقابلها في اللغة العربية “فم المغارة”، والتي تعد مزارا سياحيا فريدا لا مثيل له في المغرب.. حيث يقع هذا المزار على بعد ستة كيلومترات فقط من مدينة دمنات، الشهيرة بأسوارها التاريخية، والتي تبعد بدورها عن مراكش بحوالي 100 كيلومتر.

“إمي نفري” عبارة عن مغارة كبيرة ينفذ منها واد صغير يسمى “تيسليت” (العروس) ليشكلا قنطرة طبيعية نحتها جريان مياه وسط المغارة على مدار آلاف السنين.. والحديث إلى ساكنة المنطقة يقودك إلى حكايات وأساطير، من قبيل أن وحشا له سبعة رؤوس، كان يتخذ المغارة مسكنا له، وعلى رأس كل سنة يضطر أهل البلدة لتقديم فتاة جميلة قربانا له، وفي إحدى المرات، تدخل أحد الفرسان لحماية الفتاة التي جاء دورها، ونازل الوحش إلى أن قتله.

وتشتهر المنطقة بوجود آثار للديناصورات، مما يفيد أن “إمي نفري” وضواحيها كانت موطنا لهذه الحيوانات الضخمة قبل انقراضها منذ آلاف السنين، بحسب الأبحاث العلمية التي أنجزها العديد من علماء الآثار.

إلى وقت قريب، كان هذا الموقع السياحي يراهن على السائح الداخلي أكثر من الأجنبي، غير أن شق طريق من مراكش إلى مدينة ورززات أنعش السياحة الأجنبية في هذه المنطقة، قبل أن تتراجع أيضا بفعل تضرر الطريق الجديد جراء فيضانات وضعف الصيانة.

“هذه منطقة أخاذة.. رائعة جدا.. هدوء وجمال طبيعي”، هكذا وصف جاك لوروا، سائح قادم من مدينة بوردو الفرنسية، غير أن السائح نفسه أماط اللثام عن أكبر مشكل تعاني منه السياحة الجبلية في المنطقة، ولا سيما “إمي نفري” بالنظر إلى أن شلالات “أوزود” المجاورة استطاعت أن تتجاوزه نسبيا، إنه ضعف الدعاية.. وأضاف السائح الفرنسي: “أنا أزور المغرب للمرة الثانية، لكني لم أعلم من قبل بوجود موقع طبيعي بهذا الجمال في هذه المنطقة الجبلية”.

يمكن للسياح أيضا أن يقفوا خلال زياراتهم على قصص وأساطير نسجها أهالي المنطقة عن “إمي نفري” ومياه العيون التي تنبع منها، ومن هذه الأساطير التي أبدى سياح إعجابا بها، واحدة تفيد بأن إحدى العيون كانت في الأصل ضريحا لولي صالح يدعى “سيدي ناصر أو مهاصر”.

تقول الأسطورة إنه غير معلوم إن كان من الجن أم من الإنس، لكنه يسود يقين بين الأهالي بأن السباحة في هذه العين/ الضريح من شأنها أن تزيل “النحس” عن الفتيات، وتيسر زواجهن.. وقد كان لهذه الأسطورة أثر السحر في رفع الإقبال على هذه المنطقة، وعلى هذه العين تحديدا، ليس من المسلمين فقط، بل من اليهود أيضا الذين كانوا يعيشون بالآلاف في مدينة دمنات، قبل أن يقرروا الهجرة إلى فلسطين المحتلة خلال النصف الثاني من القرن الماضي، حيث لم يتبق منهم حاليا سوى عجوز تتشبث بالحياة حتى الموت في مسقط رأسها.

كما تهدي هذه المنطقة سياحها فرصة فريدة من نوعها للتعرف على أنواع عديدة من الطيور، ويبدي السياح، مغاربة وأجانب، اندهاشا كبيرا عند رؤية الطيور قابعة في أعشاشها أو عائدة لتوها من رحلة صيد لإطعام صغارها، حيث تقوم هذه الطيور بهذه العملية وكأنها لوحدها في المغارة، وهو ما يفسره أهالي المنطقة باعتياد هذه الكائنات على حركة الزيارات.

يقول أحمد قابو، عضو جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، إن “الصواعد والنوازل التي تشكل تحفة فنية وتاريخية، ومسكنا لأنواع كثيرة من الطيور، تحتاج لمنافذ للمياه، لتبقى صلبة وقوية”، منبها إلى أن “قطرات المياه التي تتسرب عبر القنطرة من ساقية تصب بدوار (قرية) آيت امغار المتاخم لـ”إمي نفري” هي التي تضمن بقاء القنطرة بكل مكوناتها”.. كما يعاني الموقع السياحي الفريد من غياب مخططات لتطويره وتنميته، فضلا عن تسويقه كوجهة سياحية جبلية.

وفي هذا السياق، أكد قابو أن “التدخلات البشرية الخاطئة واستمرار مرور وسائل نقل بوتيرة كبيرة فوق القنطرة الطبيعية عوامل يلزم التفكير فيها، ومحاولة معالجتها حفاظا على موقع طبيعي مميز”.

من جهته، قال محمد الصوفي، عضو المركز البيئي لـ”إمي نفري” إنّ “بناء مقاهٍ فوق القنطرة مباشرة يشكل ثقلا عليها، ويؤدي إلى منع تسرب الماء إلى داخل المغارة، وهو ما من شأنه أن يتسبب في بروز تشققات في القنطرة تكون بداية لانهيارها مستقبلا”.. وشدد الصوفي على أن “التدخل البشري في الموقع غالبا ما يكون خاطئا وغير مبني على أسس علمية، تراعي طبيعة الموقع ومميزاته، من قبيل زراعة أشجار غير محلية، ولا تنسجم مع الخصوصيات البيئية للمنطقة”.

وفي هذا الإطار، يبذل المركز البيئي لـ”إمي نفري” جهودا لفرض احترام المعايير العلمية والبيئية خلال التدخل للقيام بأعمال أو إصلاحات في هذا الموقع السياحي، خاصة ما يتعلق بشق مسالك لتمكين السياح من الوصول إلى عمق المغارة.

* وكالة انباء الأناضول

‫تعليقات الزوار

21
  • دمناتي
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 10:58

    انقراض الدينصورات ملايين السنين ليس الاف السنين

  • مؤرخ
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 11:31

    المني المقال للتقصير الوارد في حق الماثر و المحميات و المازر وغيرها لكن المني اكثر ذكر مغارة امي نفري و القول انها تبعد عن مدينة مراكش ب 100 كلم والسكوت التام عن انها تابعة لاقليم ازيلال و انها تبعد عن مدينة ازيلال بحوالي 60كلم.نفس الاستغفال و التناسي و التجاهل لشلالات ازود المتواجدة بنفس الاقليم و التي تبعد عن مدينة ازيلال بحوالي 30 كلم.فكما تدن تودن و كما تتجاهل تتجاهل.

  • خالد حميدي
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 11:32

    هي منطقة رائعة في جوها وجمالها ،ولا ننسى كذلك الدرج التي نهبط منها الى الٱسفل لمشاهدة العين و المياه الجارية والباعة المجودين في جنباتها ،كما تجد الناس ملتفين يشربون من هذا الماء العذب ،وهناك من يملئ قارورة منه لإعداد الشي ،وتجد كذلك من يجلس على صخرة و رجله ممتدة في الماء . أما عن المقاهي فتجد ما لذ وطاب بمن طاجين الأرانب والدجاج البلدي كلقمة سائغة يتلدد بها من زار هذه المغارة التاريخية و التي تعد موقعا سياحيا جميلا يفتخر به المغاربة .

  • تطواني
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 11:41

    و أزيد ، ألذ طاجين د اﻷرنبات بالبصل و لا أروع مع دكة د أتاي مشحر و معشب يا سلااااام … تحية للساكنة المحلية المرابطة هناك .

  • مواطن
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 11:48

    دمنات مدينة مغربية تقع في جهة تادلة أزيلال . يبلغ عدد سكانها 23.459 (إحصاء رسمي 2004) معظم سكانها أمازيغيون, تحيط بها بعض المناظر الطبيعية الجميلة مثل القنطرة الطبيعية, إمينيفري.

    سبقت مدينة دمنات مراكش إلى الوجود بحوالي 40 سنة، لكن زوارها لم يعودوا يتوقفون عند مآثرها التاريخية من مثل دار مولاي هشام أو قصبتها لأنها أصبحت أطلالا منسية لم يتم إنقاذها عبر عملية ترميم تصون ذاكرة أجيال تعاقبوا على المدينة لأكثر من ألف سنة. وأصبح الوافدون على دمنات، التي لا زالت تحتفظ بملاحها القديم، يقصدونها في الغالب كمحطة عبور إلى القنطرة الطبيعية «إمين إيفري»، أو بصمات الديناصورات.. في حين يقصد هواة الصناعة الخزفية قرية بوغرارت القريبة لشراء منتوجات عشر عائلات توارثت فنها أبا عن جد. تعني كلمة «دمنات» الأمازيغية الأراضي الخصبة، وهو ما يفسر إطلاق الفنانين الرسامين على أحد أنواع اللون الأخضر الأخضر الدمناتي، بحكم تميز منظرها العام بالحقول المحيطة بها.

  • كنوز دمنات
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 13:28

    السلام عليكم مقال رائع حول مغارة امني افري حبدا لو كانت صورة المغارة سيكون اروع

  • المانوزي
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 13:52

    نتمنى زيارة هاته المآثر نظرا لما تحتوي عليها من جمالية.

    ………….شـــــــــــــــــــــــــــــــــكرا…….

  • حسيمي من روطردام
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 14:41

    إلى المعلق رقم 1، أنا أعتقد أن
    الدينصورات لم تنقرض بعد، سمعت مرارا
    و تكرارا أنها لازالت تعيش داخل أحزاب
    سياسية مغربية. و بالمناسبة هنالك أيضا
    تماسيح تعيش وسطهم. هذا ما سمعته ولم أراهم شخصيا.

  • الحق اااسبق
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 14:55

    في الحقيقة انا شخصيا زرت امي نيفري لكن لم تعجبني مجرد واد فقط بالمقارنة مع اوزود وبين الويدان.السياحة الاجنبية منعدمة نهائيا

  • hicham
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 15:44

    مقال رائع فمرحبا بكم في هذه المدينة الهادئة والساحرة

  • Tarik de Montreal
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 15:45

    Salam! Oui, une très belle ville. Il reste à revoir la façon dont elle est gérée, et les personnes qui la gèrent: 7agra… Corruption… BBAK Sa7bi… J’ai vu l’autre jour que le mur de l’entrée de la ville est cassé par un camion! Pourquoi le gouvernement ne fait rien pour promouvoir cette ville et le superviser… Ca viendra, tôt ou tard! Ne lâchez pas les vrais et bons Demnatis. Qu’Allah vous aide, nous aide!

  • kamal
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 16:42

    لماذا كل هذا النسيان في حق هذه المدينة الجميلة ?

  • الصوفي
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 18:31

    1 – موقع امي نفري (فم المغارة )بالأمازيغية من المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية السبعة باقليم ازيلال كشلالات اوزود وتامكا واقا نوبزازا وغيرها
    يبعد عن مدينة دمنات بحوالي 5 كيلومترات ،على علو 1070 متر عن سطح البحر، مصنف بقرار وزيري منذ 19 مارس 1949 .يتبع اداريا للجماعة القروية تفني ،بمساحة تقدر ب 50 هكتار وجزء من غابة اغري المقدرة مساحتها بحوالي 2500 هكتار يتميز بتنوعه النباتي والحيواني(الصنوبر الحلبي – البلوط الأخضر – ..الزقوم – الحلحال – الخزامى – الحمام البري -غريب الصخرة ذو منقار احمر – الباز ) يقع على واد امهاصر الذي يعتبر امتدادا لواد تسيلت ، ويتميز بعيون المياه العذبة والمالحة التي تنبع منه والتي تجعل منه مصطافا خلال فترة الصيف للساكنة كما يساهم في سقي الحقول المجاورة لمدينة دمنات .ومزارا للسائح الوطني والأجنبي خاصة خلال فصلي الربي والصيف.الا انه في حاجة الى عناية خاصة من طرف المسؤؤلين للمساهمة في تشجيع السياحة البيئية بالمنطقة علما انها تتوفر على مؤهلات واعدة من مسارات جبلية وبحيرات وقربها ايضا من موقع ايواريضن

  • غيور عن المدينة
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 18:39

    عشقي لمدينة دمنات لاينتهي وادعو جميع المغاربة لزيارتها لانكم ستكتشفون اجمل بلد في العالم وتتاكدو بان وطننا هو اجمل الاوطان فاللهم اجعله بلدا امنا .

  • سائح
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 21:27

    زرتها عدة مرات منطقة جميلة تحتاج إلى الدعاية الأجانب يعرفنها اكتر من المغاربة

  • taoudanouste-Bouchane Paris
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 22:24

    Demnate, perle au pied du grand Atlas un paradis qui a inspiré des peintres , des écrivains des poètes et des chercheurs. Charles de Faucould a écrit au 19 ème siècle en 1888 un ouvrage"Reconnaisance au Maroc" qui a reçu la médaille d'or de la société de géographie à Paris. Il a fait une déscription détaillée de Demnate de ses remparts en bon état et ces 3 grandes portes. Egalement, il a décrit la beauté incomparable de ses paysages verdoyants de ses vergers du tempérament gentil et acceuillant de ses habitants composés de musulmans berbères et de juifs .Ce joyau du 19 ème siècle, de son pont naturel Imi nifri, est maintenant oublié et surtout négligé volontairement par les pouvoirs publics.Un appel donc aux humanistes amoureux de l'histoire de ce pays pour qu'ils viennet en aide à Demnate, l'Andalousie du Maroc

  • حمزة خلوق
    الجمعة 24 أكتوبر 2014 - 09:34

    تحية طيبة وبعد أنا من أبناء المنطقة و الله إني أسعد عندما ألتقي بسائح أجنبي و يخبرني بجمال منطقتنا . السنة الفارطة في شهر ماي التقيت بسائحة قادمة من كارولينا الشمالية بأمريكا أخبرتني عن مدى احترامها لتاريخنا. و في لقاء أخر وقع بالصدفة في مدينة بني ملال مع مهندسة فرنسية لأجدها بدورها تكلمني عن حضارتنا و تاريخ المغرب و كأنها مغربية المسقط.

  • عبدالسلام بني ملال
    الجمعة 24 أكتوبر 2014 - 10:55

    سلام عليكم انا خدمت غي دمنات وبضبط في ثانوية دمنات لما كانت فيها اصلاخات ومشيت لامنيفري بصراحة غزالة مي مهجورة من طرف ساكنتها

  • Afid
    الجمعة 24 أكتوبر 2014 - 12:40

    تزخر دمنات بمآثر تاريخية مهمة.لكنها تحتج إلى ترويج سياحي .

  • مواطن مغربي
    السبت 25 أكتوبر 2014 - 08:37

    أتوجه بتنبيه خطير الى جميع المغاربة الأحرار : لماذا عند محاولة مناقشة اي موظوع يتعلق بالمغرب الحبيب ،يصيبني شعور بان هناك أيادي خفية تترصد المغاربة لتوقع بينهم .اي موظوع جميل نحاول كمغاربة جميعا الافتخار به ، تبدأ أيادي خفية تحرفه الى نقاش بين ما هو أمازيغي او عربي . أرجوكم ان تتوخووا شيئ من اليقضة حتى النقع في الفخ المنصوب لنا. أنا مغربي من أمازيغية وأب عربي . فلننسى العرق ونحاول ان تتعايش . كل البلدان المتقدمة عندها نفس التركيبة او اعقد لكن الوطنية فوق كل اعتبار .

  • مغربي مغترب
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 01:17

    بطاقة تعريفية مهمة ب(إمي نفري) ومكان وجودها في الحقيقة كنت أجهل هذا وما قرأته يعد دعوة مفتوحة لي كي أكتشف المنطقة أرجو أن أوفق لزيارتها
    ملحوظة للأستاذة كاتبة هذا المقال أن الدينصورات انقرضت منذ أكثر من المدة التي ذكرتها وشكرا لك.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب