هكذا بُني الحي اليهودي بتنغير ليكون دافئا شتاء وباردا صيفا

هكذا بُني الحي اليهودي بتنغير ليكون دافئا شتاء وباردا صيفا
الخميس 26 نونبر 2015 - 03:45

ما تزال بنايات الحي اليهودي في تينغير منتصبة، بالقرب من واحة وادي درعة، تحتفظ بكنهها الطبيعي والتاريخي والجمالي، دافئة شتاء وباردة صيفا.

ويضم الحي اليهودي في تينغير أكثر من 300 مسكن، يقع داخل قصبة تم تشييدها قبل 7 قرون، وتضم بداخلها، إلى جانب المعبد اليهودي، مسجدا بني قبل 4 قرون بالطين وسعف النخيل.

يقول أحمد الجزولي، رئيس جمعية “مقورن” للتنمية، إن “سقوف مباني قصبة الحي اليهودي استعملت فيها جذوع النخل وأغصان شجرة الصفصاف والقصب، وكلها مواد محلية متوفرة في المنطقة بكثرة من واحات درعة”.

وما تزال تلك المباني صامدة منذ قرون في وجه عوائد الزمن إلى اليوم، بينما يضيف الجزولي أن السر في كون أزقة هذه القصبة دافئة شتاء وباردة صيفا يكمن في بنائها بالتابوث، الذي هو مزيج من الطين والتبن.

لا تزال سقوف مساكن الحي اليهودي بتينغير، إلى اليوم، تحتفظ بخصائص الفن المعماري الأمازيغي المغربي الأصيل، مصنوعة من خشب الأرز المجلوب من الأطلس المتوسط، وشجر الدفلة، وسعف وألياف النخيل والقصب.

أما الألوان الأساسية المستعملة في تزيين السقوف، فتعتمد الأصفر المستخرج من صفار البيض، والأحمر من الحناء، والأخضر من النعناع.

ويشرح الجزولي قائلا: “زقاق الحي اليهودي الضيق لا يتعدى في عرضه مترين، وبين كل مسكن والمسكن المقابل له سقوف تتم تهويتها عبر نوافذ صغيرة، وهو السر الذي يجعلها تقي المارة قيظ الصيف وحره، وبرودة الشتاء.

أما طوابق البيوت فتتراوح ما بين اثنتين إلى خمسة، فيما لا تقل مساحاتها عن الـ 70 مترا مربعا، ولا تتعدى الـ 90، مما يمنحها قيمة تاريخية وهندسية وتراثية مميزة، بحسب الجزولي.

ويوضح المتحدث أن قطر النوافذ يتراوح ما بين 20 و 40 سنتيميترا، وفي كل طابق شقوق عرضها لا يتجاوز 10 سنتيمترات تسمح بولوج ضوء الشمس إلى البيوت، ويجعل تهوية المسكن تلطف جوه بالدفء شتاء وبخفض الحرارة صيفا.

ويشرح المعلم “محمد واعزيز”، ضمن تصريح له، أن طريقة البناء التقليدي بتينغير، والتي يتم من خلالها ترميم أحياء المدينة العتيقة، تعتمد على خلط التراب مع الماء، ويترك الخليط حتى ينتفخ.

بعدها يتم تتبيث الألواح في الجانبين، ويوضع خليط التراب بداخله، ويدك بعصا غليظة تحمل إسم “المركز”، على طول ستة أمتار، إلى أن يصبح جدارا.

ويضيف أنه بعد جفاف الخليط، يسكب الماء فوقه، وإذا تسرب إليه، يتم هدمه فورا، دلالة على أنه لا يصلح، فتعاد نفس العملية لمرة أخرى، وفي أحايين أخرى لمرات.

ومن أجل الحفاظ على هذا الحي التاريخي، بادرت هيئات مدنية وحكومية إلى ترميم واجهة بناياتها وتأهيل أبوابها الرئيس. وشمل التأهيل والترميم السور التاريخي لقصبة المساكن، ومسجد مقورن، وضريحين يحملان اسمي “سيدي مسكور” و”إسماعيل”، إضافة إلى واجهات أزقة الأحياء، التي كانت ستشكل خطرا على مستعمليها والمارة.

وحسب توضيحات الجزولي فقد حافظ الترميم على استعمال المواد المحلية وخضع لمعايير مضبوطة وفقا لطلب عروض، وعهد به إلى شركة مختصة في رعاية المباني التاريخية.

* وكالة أنباء الأناضول

‫تعليقات الزوار

13
  • WATANI
    الخميس 26 نونبر 2015 - 04:08

    يجب ابلاغ اليهود المغاربة في كل العالم ليعرفوا و يتدكروا اجدادهم و يتدكروا هدا الحي ربما سيساهمون في اعادة بناءه و تزيينه و تجديده بنيانا و اقتصاديا لتصبح منطقة سياحية يستفيد منها اهل المنطقة انها مجرد فكرة راودني الان

  • zanoba
    الخميس 26 نونبر 2015 - 05:38

    مقال زوين و لكن كون درتو لنا شي صور نعرف المنطقة و حي اليهودي بالوصف ديالكم ليه حمستونا نشوفه هذي غير ملاحضة وشكرا

  • انس
    الخميس 26 نونبر 2015 - 06:07

    البناء التقليدي جميل و له خصائصه و مميزاته ، و يجب الافتخار به و الحفاظ عليه..كنت دائما أتمنى لو كنت امتلك منزلا تقليديا من هادا النوع المذكور في المقال ..

  • dades
    الخميس 26 نونبر 2015 - 06:07

    شكرا هسبريس. أحييكم من أسيف ن دادس

  • ابووئام
    الخميس 26 نونبر 2015 - 06:59

    ليس بناء المنازل في نتغير او غيرها من طرف اليهود على الشاكلة التي وصفها بها كاتب المقال بانها تقيهم حر الصيف وبرودة الشتاء وانما الخوف الذي كان يسيطر عليهم بحكم انهم كانوا قلة وكانوا يمتهنون الحرف اليدوية والتجارة بالخصوص واذا زرت جميع المدن المغربية وتجاهلت في الاحياء التي كانوا يسكنون فيها والتي تعرف بالملاح فستجد ان هذه الاحياء تتميز بمدخل واحد ومخرج واحد والذي يعرف بمقولة الداخل معروف والخارج معروف فخوفهم كان مصدره ما كان يعيشه المغرب من غارات القبائل على بعضها والمعروف بالسيبة وهذا ما ميز ابنيتهم بتلك الطريقة الازقة الضيقة والنوافذ الصغيرة -ارجع الى الملاح في المدن المغربية العتيقة –

  • SALMI DE VEDAS
    الخميس 26 نونبر 2015 - 08:58

    Pour info il s'agit de la vallée de toudgha et non pas de draa
    Merci pour cet article

  • اليس نتمازيرت
    الخميس 26 نونبر 2015 - 09:48

    الحي اليهودي المعروف اكثر باسم قصر ايت الحاج علي.

  • عثمان
    الخميس 26 نونبر 2015 - 12:11

    اليهود جواسيس وعملاء فرنسا في عهد الإستعمار عيون مراقبة للنصارى خونة لاخوانهم الأمازيغ كانو سبب مقتل آلاف المقاومين والمدافعين عن ارضهم لإعطائهم معلومات ومكان تواجدهم بكل التفاصيل. .

  • La liberté
    الخميس 26 نونبر 2015 - 12:13

    Cher Watani Nr.1 je n'arrive jamais a comprendre un montalité de certains gens qui attendant des autres, qui insulte de bon matin jusqu'à la fin de soir dans ces misérables prières, qui'ils viennent au pays pour invistire pouqu' il puisse profiter.Tu es toi aussi une femme ou un homme. Tu peux aussi construire et restourie ton village, ta ville ou ta maison. Les juifs de monde savent plus de ton pays que toi. Alors arrêt de faire le malin. Je suis né à Ait El Haj Ali à-propos.

  • عبو
    الخميس 26 نونبر 2015 - 12:13

    هدا الحي قديم جدا, لقد استوطنه اليهود كما عدد من المسلمين اهل تنغير. وكان يرمم في كل مرة. ويعود الفضل في تشيديه إلى اهل المنطقة البارعين في تقنيات البناء بهدا الشكل, والتي نقلوها إلى مناطق اخرى من شرق المغرب ووسطه وحتى إلى الجزائر

  • Le Geographe Historien Assouki
    الخميس 26 نونبر 2015 - 14:58

    جاءت بهم الامبراطورية الرومانية الامبرياللية انذاك في العصر الثالث قبل الميلاد الى بلاد المور ( موريطانياالتاريخية) من مستعمراتها القديمة (دمسكس حليبو البترة….الخ) لأهداف استيطانية عسكرية واسكنتهم جنوب وأدى درعا ثم بعد الفين سنة من التيه اعادتهم الامبراطورية الانجليزية إلى فلسطين وهكذا دواليك الىحين …! فهم أصلا ليسو من بلاد المور وجذورهم ليست افريقيا أصيلة
    (لا عثرية. ولا افرية ولا مورية) ولم يتركوا شيئا يذكر باستثناء "ألماحيا والقمار والكشيير وفن الوشاية"…..

  • من كتالونيا
    الخميس 26 نونبر 2015 - 17:25

    في الصيف الماضي ,بالضبظ في اليوم الاخير قيل عودتي الى ديار المهجر ,قمت بزيارة خاطفة لحي ايت الحاج علي .كان الدافع وراء تلك الزيارة استجابة لرغبة بداخلي ,اذ كان يغمرني شوق كبير لاسترجاع ذكريات الماضي باعتبار ان الحي كان مدخلا لمدينة تنغير من الجهة الشرقية وكنت امر به كلما دخلت الى مركز المدينةاو غادرته الى الحي الذي اسكنه .
    ما اثار انتباهي هو عملية الترميم التي عرفها الحي ولا تزال .خلفت الزيارة احساسا رائعا قي اعماقي .وكل ما تمنيته في تلك اللحظة هو ان لايحرمني الله من العودة الي عين المكان مرة اخرى .

  • وحدوي
    الخميس 26 نونبر 2015 - 19:22

    اسا منطقة تابعة لنفود جهة كليميم وادنون بهذه المدينة الصامدة يلتوي واد اسا كحية مسالمة مزركشة الوان النخيل وعلى مشارف الواد يقف قصر اسا في شموخ وبكرم يفتح بابه المسمى باب الريح لينعشك بنسمات تعطيك انطباعا عن انتعاش اخر وانت تتاهب للدخول الى القصر هذا الموروث التاريخي يتشكل من حي يتسع لكل سكنوه ولمن يقصده من زوار ضيوف عابري سبيل انك لا تستطيع التقاط انفاس رحلة شاقة قبل ان تباغتك دهشة العمارة منازل متراسة كاسنان المشط جدرانها مشكلة من حجارة باحجام صغيرة يجود بها الواد تعطيك انطباعا عن مزاجية البناء المتسمة برحابة الصدر وما ان يرتفع البناء بمتر حتي تتشكل نوافد بمحيط لا يتجاوز 80سنتمر وعلى مشارفها باب خشبي بعلو يجعلك تلج من خلالة منحني راس تواضعا واجلالا الزقاق ضيق وملتوى كانه يحاكي االواد ووعلى علو مترين بات مسقفا بجذوع النخيل والجريد

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب