"الحلقة نو كادير" .. تظاهرة تنعش السياحة بـ"عاصمة سوس"

"الحلقة نو كادير" .. تظاهرة تنعش السياحة بـ"عاصمة سوس"
الأربعاء 17 فبراير 2016 - 02:45

بات عنصر التنشيط واحدا من أهم العوامل التي تجذب السياح وتشجعهم على إطالة مقامهم في الوجهات التي يزورونها، وتحفزهم على العودة إليها من جديد، لاسيما إذا ما اقترن التنشيط بالتجديد والابتكار، وكان مصحوبا بجودة الخدمات المقدمة للسياح.

وقد ظل عنصر التنشيط حاضرا دائما على جدول أعمال اجتماعات المجلس الجهوي للسياحة لأكادير، الذي أحدث لجنة فرعية لهذه الغاية، أوكل إليها مهمة التفكير في خلق أجواء من الترفيه، تخرج السائح من رتابة التردد على المسبح أو الشاطئ بعد مغادرة الغرفة أو المطعم ، وذلك حتى يحس بأجواء مغايرة تجعله يستمتع أكثر بكل لحظة يقضيها في الوجهة السياحية التي قصدها.

وفي إطار هذه الرؤية اهتدى المجلس الجهوي للسياحة لأكادير، بمعية شركائه الممثلين أساسا في مجلس الجماعة الحضرية لأكادير، وعمالة أكادير إداوتنان إلى إعادة إحياء تظاهرة “الحلقة نو كادير” (حلقة أكادير)، التي تنظم في “ساحة ولي العهد” بقلب مدينة الانبعاث، وهي التظاهرة التي سبق أن تم إطلاقها خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ولقيت وقتئذ تجاوبا منقطع النظير سواء من طرف ساكنة المدينة، أو من طرف زوارها من السياح المغاربة والأجانب.

وتتمثل هذه المبادرة، التي ارتأى منظموها أن تلتئم في مرحلة أولى مساء يوم كل سبت، في تنظيم حلقات يساهم في تنشيطها الفكاهيون، ومروضو القردة والثعابين، والبهلوانيون، والمتخصصون في الألعاب النارية، والفرق الفلكلورية المختلفة، وألعاب التحدي وتجريب الحظ، وغيرها من الأنشطة التي تستهوي الكبار والصغار على حد سواء.

وحرص المجلس الجهوي للسياحة ومجلس الجماعة الحضرية لأكادير على أن يكون الطابع الثقافي المحلي حاضرا بقوة في “الحلقة نو كادير”، وذلك من خلال الحضور الوازن للفرق التراثية التي تنهل من الموروث الثقافي والفني للمنطقة، كما هو الحال مثلا بالنسبة ل”فرقة أحواش”، و”عواد إمسكين”، إضافة إلى المزاوجة بين تقديم العروض الفكاهية باللغتين العربية والأمازيغية.

وفضلا عن الحرص على أن تكتسي “الحلقة نو كادير” طابعا يعكس جانبا من مميزات منطقة سوس، فإن هذه التظاهرة تختلف عن مثيلاتها من التظاهرات التي تنظم في بعض الساحات الشهيرة في عدد من المدن المغربية العريقة مثل ساحة جامع الفنا في مراكش، وساحة لهديم في مكناس، وساحة أسراك في تارودانت وغيرها، حيث تم تخصيص تعويض مالي لمنشطي الحلقات، يغنيهم عن طلب المساعدة المادية من المتفرجين.

ويتوخى المجلس الجهوي للسياحة والجماعة الحضرية لأكادير وعمالتها من وراء إقرار تعويض مادي لمنشطي الحلقات تحفيزهم على التفرغ بالكامل إلى خلق أجواء من البهجة في أوساط الوافدين على ساحة ولي العهد، عوض التفكير في الكسب المادي على حساب التنشيط، والذي قد يدفع بالبعض من المنشطين إلى استجداء المساعدة المالية، وقد يؤدي بالبعض الآخر إلى ممارسة الابتزاز في بعض الأحيان.

ويتطلع المجلس الجهوي للسياحة، والجماعة الحضرية لأكادير وعمالتها أن تشكل “الحلقة نو كادير” إضافة نوعية للمؤهلات السياحية لوجهة أكادير، خاصة من حيث التنشيط الثقافي والفني الذي يعتبر قوة جذب حقيقية بالنسبة للنشاط السياحي، لاسيما وأن التنشيط الفني يشكل عنصرا لتكسير الرتابة اليومية لدى السائح، فضلا عن كون التنشيط الثقافي يمكنه أن يعكس جانبا من التجليات الحضارية للبلد الذي يزوره السائح.

وقد لقيت مبادرة “الحلقة نو كادير” تجاوبا واستحسانا كبيرا من طرف ساكنة مدينة أكادير، وكذلك من طرف عدد من ممارسي المهن المرتبطة بالنشاط السياحي خاصة منهم أرباب المطاعم، وأصحاب البازارات، وسائقي سيارات الأجرة الذين نوهوا بهذه المبادرة التي اعتبروا أن من شأنها التشجيع على الرواج التجاري والخدماتي الذي يعرف حاليا كسادا متناميا غير مسبوق في مدينة أكادير.

ومن شأن هذه المبادرة أن تدفع بالسياح الأجانب الوافدين على أكادير إلى مغادرة مقرات إقاماتهم في الفنادق والنوادي والإقامات السياحية المصنفة، لاسيما وأن عددا كبيرا من هذه المؤسسات السياحية يعتمد خدمة “الكل مؤدى عنه” (أول أنكليزيف)، حيث يؤدي السائح مقابلا عن جميع الخدمات التي سيستفيد منها أثناء رحلته السياحية بدءا بثمن تذكرة الطائرة ونقله إلى مقر إقامته في بلد الاستقبال، مع الاستفادة من كل الوجبات الغذائية وغيرها من الخدمات الأخرى، وانتهاء بإعادته إلى المطار وامتطائه الطائرة التي ستعيده إلى مقر إقامته.

وقد كان لخدمة “الكل مؤدى عنه” وقع سلبي كبير على العديد من المهن المرتبطة بالنشاط السياحي في أكادير، بحيث يجد السائح نفسه “شبه معتقل” داخل الفندق طيلة فترة إقامته بالنظر لتوفير الفندق لكل الوجبات الغذائية، ووسائل الراحة والترفيه، وهو ما دفع العديد من تجار منتجات الصناعة التقليدية وأرباب المطاعم والبزارات إلى إغلاق محلاتهم بسبب الكساد الذي ضرب تجارتهم.

ويعول ممارسو العديد من المهن المرتبطة بالنشاط السياحي في أكادير على أن تشكل “الحلقة نو كادير” وسيلة للتحفيز على خلق شروط مغايرة تشجع على أن تعود السياحة في أكادير إلى سابق عهدها كقطاع يساهم بشكل وازن في الدورة الاقتصادية بالمدينة، ويعيد الحيوية إلى العديد من المهن التي تشغل عددا لا يستهان به من الكفاءات والأيادي العاملة المؤهلة.

كما يعول المجلس الجهوي للسياحة والجماعة الحضرية لأكادير وعمالتها على أن تلقى “الحلقة نو كادير” تجاوبا تصاعديا سواء من طرف ساكنة المدينة، أو زوارها من السياح المغاربة والأجانب، وهذا ما سيشجع القائمين على هذه المبادرة على جعلها تقليدا يوميا في مدينة أكادير، عوض الاقتصار على تنظيمها مساء يوم السبت من كل أسبوع كما هو الحال في الظرف الراهن.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

12
  • ادربال
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 05:41

    مبادرة تستحق التنويه
    لكن حبدا لو تم منع مروضوا القردة والثعابين
    لان منظرها يثير نوعا من التقزز و الامتعاض و التاسف على منظرها و هي مربوطة بسلاسل من حديد و مسجونة في اقفاص ضيقة تلك القردة موطنها أزرو وسط شجر الارز ولن تجد راحتها إلا هناك
    ثم انها من الحيوانات المعرضة للانقراض
    في عام 1975 تم تسجيل قرد زعطوط ضمن المحلق الدولي الثاني للمعاهدة
    الدولية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض الدي ادرج منذ1980 في اللائحة الحمراء للإتحاد الدولي لصون الطبيعة
    كما يجب تفعيل ظهير يوليوز1923 المسمى بظهير القنص المنظم لشرطة القنص يمنع بيع وأسر القردة والسفر بها وحيازتها ،فالقانون واضح في حماية هذا الحيوان
    من حق بلدية اكادير منع هؤلاء المرضون لانها تدفع أجورهم و لا يعتمدون التسول .

  • bebs
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 06:07

    vous parlez de al inclusif vous connaissez ses inconvénients et pourtant vous êtes prêt à refaire la même erreur avec les russes du n'importe quoi ?

  • ابن سوس المغربي
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 07:06

    هذه الخرافاتالتي يديرها مشعوذون يجيب أن تنتهي وتستبدل بالمعارض الفنية تقافة فن رياضة مسرح رسم شعر

  • عبدالمجيد
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 07:13

    فكرة جيدة وسوف تساعد حتى على جلب سياح المغاربة من عدة مدن مبادرة حسنة اتمنى ان تفكرو كدالك في اشياء اخرى لان سياح لايجدون مكان يدهبون اليه في اكادير لدلك يضر الكتير دهاب الى مراكش او يرجع الى اقامته كما يجب تخصيص وسائل علامية وهي عبارة عن شاشة تلفاز كبير تكون في ساحة تطهر فيها عدة مناطق في اكادير وان تكون اعلانات بجميع الغات وامتنى لكم توفيق

  • TAGADA
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 07:50

    SA serra vraiment une cnatastrophe psque cette demarche va animer seulement les voleures de jelda,les frotures soit avec les femmes et meme avec les hommes SA serra aussi un point de recontre de chemkaras,drougue, commerce informelle,la salete',les mondions,ect….j espere d arreter ce projets bezard psque le tourisme a besoin du calme,la securete', la proprote' des lieu d atraction moderne comme les pecines,Zoo,activite' sportife comme maraton,,ect…..allhe yestere ou safi

  • كادريتو
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 08:30

    حينما تسعى النمسا لحماية فصيلة المكاك البربري وهو القرد المعرض للانقراض .نشجع نحن على اقتياده للرقص في الساحات العمومية اين هي ثقافة حماية البسئة هده القرود تؤخد صغيرة من امهاتها تجلد و تصعق بالكهرباء و تربط بلسلسة في اعناقها بها وخزات صغيرة كلما تعرض لها القرد الا و ادى حركة معينة هل تضنون انكم تستغبون السياح ام نحن .؟ السياح يعرفون افعال المجرمين ضد الحيوان لا يعطون اي شيء لصاحب الحلقة.نفس الشيء بالنسبة للافاعي هل فكرتم يوما كم عدد انوعها معرضة للانقراض ومنها حنش مونبيلي ؟هل تساءلتم هل الافاعي تستقيظ في فصل الشتاء ؟؟ حتى ياتي بها مروض بعد تجويعها و تعديبها ليضعها مع بضع كلمات خرافية يستجدي بها دراهم ليسكر بها اخر الليل.المطلوب من الاخوة القراء الا يعطوا اي سنتيم لمروضي الافاعي و القرود لا تقفوا و لا تعطوهم اي شيء انهم مجرمون بحق الحياة و بحق تلك الحيوانات لا يؤكلونها و يحبسونها و يساهمون في انقراضها ضمائركم هي الرقيبة عليكم هؤلاء مجرد سكارىومحتالون فرحمة بالحيوان اظهروا انسانيتكم ولا تقفوا امام تلك المشاهد

  • مغربي
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 08:34

    هذا ما كان ينقص المدينة، أين ملاعب القرب أين الحدائق أين المحلات التجارية أين المول أين دور الشباب اين وأين… كالك الحلاقي..

  • امازيغ
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 08:41

    مدينة تقتل في كل الميادين ، السياحة في ركوض لا نرى سوى العجزة من السياح يتجولون في المدينة ناهيك عن مشاريع عبارة عن اشباح من البنايات الشبه مكتملة و مساحات فارغة لا تفهم لها راس من ساس " مشروع تاغازوت" الاضواء في شاطئ اطادير نصفها غير شغال و كانهم يقولون للسائح ادخل غرفتك و لا تتجول هنا فانت غير مرغوب فيك.. الفلاحة قتلوها بالضرائب و العراقل و عدم دعم الفلاح الصغير و كثرة النصابين الذين ينصبون عليه من "المستثمرين" الوافدين، الصيد البحري قتلوه بطرد الشركات المصنعة و التي تجوب اعالي البحار الى الشواطئ الصحراوية على حساب البحار السوسي، البنيات التحتية صفر عيب على مدينة في مثل اكادير ان تكون شوارعها مهتراء و اؤصفتها في حالة مزرية و النضافة صفر لا وجود لرجال النضافة و من وجد منهم تجده يدخن بدل القيام بعمله و منهم من يمد يده يطلب مساعدة و كانه يبيع عمله و ان لم يجازا يترك المكان دون نضافة و لا وجود لمن يراقبه و لا من يراقب من يراقبه ان وجد اصلا و هذا طبعا تستتنا منه الاحياء الراقية كالعادة … تحية للمراكشيين و الشماليين الذين عرفوا كيف يهتمون يمدنهم ليس كمافيا سوس لا يهمهم سوى ما يدخل الجيب

  • nidal
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 11:14

    مبادرة جيدة تستحق التنويه، رغم معارضة البعض الذي لا يعجبه العجب والصيام في رجب٠ كان من الطبيعي أن تعاني السياحة في أكادير نظرا لمحدودية العرض المقدم، فشواطئ المدينة وسوق الأحد غير كافيان لجلب السائح وحتى إذا أتى فلن يعود لأن زيارة واحدة تكفي ،لذلك وجب التفكير جديا في حلول حقيقية، بعضها غير مكلف كالمبادرة سالفة الذكر التي أكرر وجب التنويه بها لأنها تخلق شيء مفقود في أكادير وهي تلك العلاقات الإنسانية والحميمية التي تتميز بها بعض المدن المغربية العتيقة كمراكش والتي جعلت سياحها يعودون مرارا لأن هناك دائما ما أو من يستحق الإستكشاف٠ إن الفنادق المصنفة والخدمة الجيدة شيء مطلوب لجلب السائح لكنه غير كافي لأن هناك دائما من هو أفضل منا في هذا المجال، لذلك لا يجب المراهنة عليه كثيرا، المراهنة يجب أن تكون على ما يميزنا نحن كشعب له حضارة غنية إختلط فيها العربي بالأمازيغي بالأندلسي بالإفريقي باليهودي الكل تحت جبة الإسلام لا يمكن لحضارة مثل هذه إذا إستثمرت إلا أن تجلب السائح إليها وتجعله يعود دون أن يحس أنه يكرر نفس التجربة٠

  • soussi
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 11:14

    فكرة حسنة ولكن أين المرافق الضرورية مثل المراحيض فالتجار المجاورون للساحة يشتكون من هذا الجانب

  • ألحاحي
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 11:16

    واأسفاه حول الاوضاع التى آلت اليها مدينتنا الحبيية اكادير، لؤلؤة المحيط الاطلسي ، المدينة التي كانت جوهرة فيما مضى لكنها فقدت بريقها اليوم .. والله كلما ملكني الحنين الى ماضي المدينة اعود لاشرطة قديمة وافلام صورت باكادير سنوات الثمانينات والتسعينات لاكتشف انها كانت اكثر تنظيما وروعة من اليوم … اكادير فقدت حلقة التنمية من زمان … صراعات اللوبيات والرؤوس الكبيرة اسقطت المدينة بالضربة القاضية لكن الروح لا زالت تسكن قلبها وهو نحن نعم نحن شباب المدينة ولو اننا غادرناها من زمان بسبب او بآخر .. لكن يجب اعادة الاعتبار لاكادير حتى تعود لمكانتها الاصلية بين المدن . تحياتي

  • اكناو ادريس
    الأربعاء 17 فبراير 2016 - 12:06

    من المؤسف ان نرى اجتماع نخبة من الاطر والهياكل في السياحة وخروجهم بفكرة حلقة وكأن الحلول منعدمة…كفانا واياكم من مثل هذه التفاهات التي لا تتيح من الدرجة الاولى للساكنة اي تنمية مستدامة ولا منصب شغل او على الاقل انتفاعا علميا او ثقافيا فبالاحرى السياحة الداخلية التي تنتظر تغييرا جذريا للسياسة السياحية بمدينة اكادير التي تتماشى مع القدرة الشرائية للمواطن المغربي وبعدها نرى السياحة العالمية وسبل استقطابهم.الحلق في مراكش للي بغا استمتع مابعيدة غا تادلا..50 درهم وها حنا في مراكش ونتستوناو ….ماكاين لاش نقلدوها.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات