سلع رمضانية تضع الجودة والأسعار تحت المحك بمدينة طنجة

سلع رمضانية تضع الجودة والأسعار تحت المحك بمدينة طنجة
الجمعة 1 يوليوز 2016 - 11:15

ما يحرُم في غير رمضان قد يصبح مباحا خلاله، والعكس صحيحٌ؛ فطبيعة الشهر الكريم تجعل أمورا كثيرةً تصبح في حكم المقبول، ومنها بيعُ سلعٍ وموادَّ بالشارع يستحيل بيعها في وقتٍ آخر بالطريقة نفسها.

وفي مدينة طنجة، ومنذ اليوم الأوّل من رمضان يفترش عددٌ من شباب الأحياء الشعبية جنبات الدروب والأسواق بقطع خشبية تعلوها علب العصير، أو ما يعرف في مدينة البوغاز بـ”البويوص”؛ أي الخبز المحلّى المكسو بالبيض، أو بعض المواد الغذائية الأخرى.

ودافعُ أغلب الباعة إلى ممارسة هذا النشاط هو توقّف بيع مواد أخرى، كالسجائر المهرّبة، فيبحثون عن تجارة أخرى يقضون بها سحابة يومهم، ويكون الحرص على الصحة أو الجودة آخر همهم..سلعٌ تعرض تحت لهيب الشمس أحيانا، ووسط غبارٍ خانق وظروف سيئة أحيانا أخرى، وسط إقبال من الزبائن الذين يفضلون ما رخُص ثمنه ولا يكترثون بجودته والتزامه بالمعايير الصحية.

وفي جولة بأسواق طنجة، تصدمك أثمان رخيصة لبعض السلع، وعلى رأسها علب العصير الكرتونية التي تعرف بثمنها المحدّد في عشر دراهم، والتي ينادي أصحابها بأن ثمن اثنين منها هو 15 عشر درهما فقط.

سألنا بائعا عن سرّ هذا السعر الرخيص فأجابنا قائلا: “لا يوجد أيّ سر، فنحن نشتري العلبة الواحدة بـ6 دراهم فقط، سواءٌ كانت قادمة من سبتة أو الدار البيضاء، أي إن ثمن العلبتين هو 12 درهما، ونحن نبيعها بـ15 درهما، مكتفين بالدراهم الثلاثة كربح”..جوابٌ مفاجئ جعلنا نكتشف أن الخطأ ليس في باعة رمضان العابرين، بل في محلات البقالة التي تبيع هذه الأنواع من العصير بهامش ربحٍ مبالغ فيه، وهو 4 دراهم للعلبة الواحدة، وذلك طيلة العام!

لكنّ هذا لا يمنع أن بعض الباعة فعلا يغشّون في ممارساتهم في رمضان عموما، وهو ما يقرّ به صاحب محلّ بقالة، (ع.د، 44 سنة)، قائلا: “هذا العام لم يتم رصد أي حالة غش كبيرة، لكنني أذكر في العام الفارط أنه تم إغلاق محلّ تجاري كان يبيع لهؤلاء الباعة سلعا رخيصة بالجملة، انقضى تاريخ صلاحيتها أو يكاد”.

وحول تفاصيل حالات الغش التي يتم ضبطها، وكيف تتعامل المصالح الصحية للمقاطعات معها، صرّح محمد الشقّاف، نائب رئيس مقاطعة السواني المفوّض له حفظ الصحة، قائلا: “نقوم بتشكيل لجنة مختلطة مشكلة من قيّاد الملحقات الإدارية التابعة للمقاطعة، ورئيس مصلحة الشؤون القانونية، وممثل الصحة البيطرية، إضافة إلى مكتب حفظ الصحة والوقاية”.

ويضيف الشقاف: “جولات هذه اللجنة تستهدف الدكاكين الكبيرة والصغيرة ومجازر اللحوم البيضاء والحمراء، وبائعي الأسماك، والمخابز، و”المحْلبات” وبائعي “الشباكية”. وقد قامت اللجنة إلى غاية تاريخ 28 يونيو بـ14 عملية مراقبة، أسفرت عن حجز 35 كيلوغراما من المواد الفاسدة الصلبة، بينما لم يتمّ تسجيل أي حالة بالنسبة للمواد السائلة”.

وعن الخروقات التي ترتكب من ناحية النظافة وعدم مراعاة شروط الصحة أفاد الشقاف في تصريحه بأنه تمّ توجيه 88 إشعارا بالخروقات لعدد من الباعة.

أما الباعة المتجولون أو من يعرفون بـ”الفراشة” فلا يخضعون لأي مراقبة من هذا النوع، إلا من يحملون رخصة.

وقد قامت السلطات الأمنية مؤخرا بتفريق عدد من الباعة قرب مسجد طارق بن زياد بكاساباراطا، قبل أن تعمّ الحملة جميع الباحات المجاورة للسوق، ولم يبق إلا الباعة داخل الأحياء ووسط الدروب؛ وهؤلاء لا رقابة عليهم إلى حدّ الآن، وليس أمام المستهلك إلا التعامل بحذر مع السلع المعروضة منهم.

‫تعليقات الزوار

11
  • بائع الخير
    الجمعة 1 يوليوز 2016 - 12:01

    ا تركوا الشباب يرتزق بفضل الله…فقد تعوذنا علي هاته السلع في المغرب كله…فكل هاته السلع لها صلاحيات حسب تجربتي…فالشباب يبحث عن ذراهم معدودة من اجل العيش .وليس هذفه عرض السلع القاتلة..فكل ذابة الا وعلي الله رزقها فستعين بالله.

  • jaouad
    الجمعة 1 يوليوز 2016 - 12:30

    بالله عليكم ألا تخجلون بهذ آلتقرير لماذاتصفون المرض عوض الدواء فالسلع المهربةتؤثرعلى اقتصادالبلادبنفس الوثيرةالثي يؤثربهآالباعةالمتجولون والفراشةعلى أصحاب المحلات فكلماتفعله إسبانيا؛مثلاتشتري الطماطم من المغرب ب1درهم وترجعها لناعلى ىشكل منثوج إسمه صوليص ب 8دراهم قس هذا المثال على باقي المنثوجات .مع العلم أن السلع المحلية تتمتع بالجودة إلا أن إسبانيا تفضل طريقة التهريب لإغراق السوق المغربية بالسلع أغلبها تحثوي مواد محرمة كمنشطات فعلى السلطات مع كل احترامي لهم أن يبذلوا جهذا أكبر .

  • كلمة حق
    الجمعة 1 يوليوز 2016 - 13:23

    المغاربة بدون ماءكولات ميكروبية قد يموتون..فلابد لهم من مواذ غير صالحة حتي يعيشوا…لاءن جسمهم ءلف الاجسام الميكروبية منذ الصغر…بالله عليكم هل عنذنا محل للمواذ الاستهلاكية والاغذية يحترم معايير سلامة المواطن…حتي نلوم من يجلس علي حافة طرق من اجل ذراهم مكهربة في كل لحضة شرطة.

  • فتاة من المغرب
    الجمعة 1 يوليوز 2016 - 13:28

    حقيقة هؤولاء الشباب يسترزقون الله احسن ما يمشيوا يسرقوا ، والمستهلك عليه ان يحترس من جودة المنتوج ، لانها وقعت لي " ذات مرة في شهر ماي 2016 كنت ذاهبة لشراء حليب رجيم ولما طلبته من البقال وبدأت أقرأ تاريخ انتاجه وجدت ان مدة صلاحيته انتهت في شهر نونبر 2015" فهناك مدن لا تتم فيها مراقبة مواد الاستهلاك كما في المدينة التي أقطن بها "أصيلة "

  • amine
    الجمعة 1 يوليوز 2016 - 14:07

    في الدول التي تحترم مواطنيها و تحس به و بمشاكلهم في مثل هذه المناسبات تعمل برنامج من اجل تنظيم هؤلاء الباعة و مراقبة السلع التي يعريضونها للناس.
    اما في بلدنا الحبيب غير تتحط الطبلة خاص يدوز عندك المقدم يدي التدويرة يدوز عندك القايد تيقلب على التدويرة تيدوز عندك المخزني تيقلب حتى هو على التدويرة و في الاخير تيقول ليك الجودة مع التدويرة لي تيخرج

  • mohammad
    الجمعة 1 يوليوز 2016 - 14:13

    مثل هذه العشوائية هي جزء من بنية ذهنية لاتعرف منعنى للنظام والانظباط ولا شروط قواعد الاجتماع الانساني اذ يحتل فضاء الطريق بدون سند او حجة وتعرقل حركة السير وتخلق فوضى فمتى تستحيون لما ذا لا تتعلموا فضلى الاشياء من الكافرين الموعودين بالنار والعذاب الاليم لماذا تنزعون القدسية عن كل ما روحاني صاف بسلوكاتكم الرعناء التي لايقبلها لا دين ولا اجتماع لماذا انتم اهل نهب وعبث متى يستحيون..

  • الحر حر ولو شكى ضيم الأيام
    الجمعة 1 يوليوز 2016 - 14:20

    سبحان الله كيف يمكن لبعض المغالطات و بعض التناقضات أن تكون مصدر استنتجات خاطئة أو سبب لتمرير أفكار هدامة.
    في المقال أثار انتباهي ما يلي: (..جوابٌ مفاجئ جعلنا نكتشف أن الخطأ ليس في باعة رمضان العابرين، بل في محلات البقالة التي تبيع هذه الأنواع من العصير بهامش ربحٍ مبالغ فيه، وهو 4 دراهم للعلبة الواحدة، وذلك طيلة العام!).
    ماذا تنتضر يا صاحب المقال أن يكون رد فعلي عند قرائتي لاستنتاجك هاذا؟ أن أقول : ولاد الحرام البقالة غير ارباعة ديال الشفارة، عام كل أوهما كيشفرو فالعصير.
    اتقي الله يا هاذا!! بدون الخوض في التفاصيل، البقال يا أخي عليه مجموعة من الأعباء والمصاريف التي يأديها، منها بالذكر مجموع الضرائب : النظافة، الدخل، الباطنط، الإشهار… أضف إلى ذلك فاتورة الماء والكهرباء.
    سؤال بسيط: هل البائع الذي باح لك بالسر العجيب يؤدي شيء ما لالدولة؟ إنه لا يتحمل حتى المسؤولية عن ما يعرض للبيع!! لا أنصحك إن لم تعجبك السلعة أن تعيدها للبائع، أو حتى أن تبدي ملاحظة على السلعة من قبيل الجودة، لأنك ستلقى مصير الشخص الذي قتل في كزناية من طرف بائع العصير و ابنه القاصر.

  • Badr
    الجمعة 1 يوليوز 2016 - 14:58

    إلى صاحب التعليق رقم1 : نحن مع الاسترزاق والبيع لكن ليس ببيع السلع المغشوشة وليس خارج القانون لأن الكسب يكون حينئذ حرام ومن غش فليس منا.

  • مراقب
    الجمعة 1 يوليوز 2016 - 15:27

    أما الباعة المتجولون أو من يعرفون بـ"الفراشة" فلا يخضعون لأي مراقبة من هذا النوع، إلا من يحملون رخصة……يعني إذا لم ترد الخضوع إلى المراقبة ما عليك إلا عدم الحصول على رخصة…خدم ف النوار حسن ليك…قمة الغباء و الاستهتار بالمواطن..

  • real
    الجمعة 1 يوليوز 2016 - 17:23

    الى كانت صورة واقعية لمواد غدائية المتواجدة فوق الطاولة في الشاريع خطر على صحة المواطنين, اصلا الكل يعرف ان الكاشير والفوماج والعصير مكانهم داخل الثلاجة وليس تحث الشمس. اتسائل من هو غريب ان يشتري من هؤلاء التسمم؟ تجار لا تهمهم صحة المواطنين غرضهم هو المال باز على التخلف

  • Ait baamran
    الجمعة 1 يوليوز 2016 - 19:23

    لم ارى قط في حياتي ما دمت في المهجر كلا من البيض ، الحليب، اليوغورت، و اللحم المسمى "مرتديلا" او ما شابهه، خارج الثلاجات الا في المغرب. عجيب ؟ السؤال المطروح من يحمي المستهلك من هذه الافة؟ كيف يعقل يتم شراء مشتقات الحليب وهي معروضة في الشمس و درجة حرارة عالية، الشيء الذي يؤدي الى نقص جودتها و تسميم المستهلك ؟؟؟؟؟؟ المواطن المغربي عليك أن تكون واعيا وعدم شراء هذه السلعة ، لأنك ستؤدي بنفسك و عائلتك الى التهلكة. و المرجو تدخل المسؤلين و على رأسهم وزارة الصحة.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات