مطرح جماعي للنفايات ينغص حياة ساكني جماعة أولاد سعيد

على بعد 20 كيلومترا غرب مدينة سطات، في اتجاه مدينة الجديدة، لا بد من المرور عبر مركز الجماعة الترابية أولاد سعيد، البالغ عدد سكّانها 9271 نسمة وفق الإحصاء العام للسكّان والسكنى المنجز سنة 2014.

ويرى أغلب الباحثين أن “أولاد سعيد قبيلة عربية تطلق على عدّة مناطق تابعة لقبائل الشاوية بالمغرب، وترجع أصولها إلى عرب سويد من بنو هلال، المنحدرين من قبيلة مالك بن زغبة؛ في حين يعود أصل الاسم الذي تحمله إلى أحد رؤسائها القدماء، المدعو سعيد بن عثمان بن عمر بن المهدي”.

عند الوصول إلى مركز أولاد سعيد، حيث الأشغال جارية لتهيئة الطريق، وفي الرحلة صوب المطرح الجماعي للنفايات، صادفنا أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة، وأرشدنا إلى المكان غير البعيد عن مدرسة خصوصية ومركز للقيادة ومنازل سكنية. قائلا: “هذا المزبلة راها كبرت معنا من الصغر.. تجاوز عمرها 30 سنة”، مضيفا بنبرة تطبعها الحسرة: “مزبلة فوق أرض فلاحية يحيط بها الزيتون … بالقرب من مدرسة وقيادة وسكّان… لا يمكن أن يقبل هذا العقل… خاص المسؤولين يلقاو حل!”.

استجداء حلول

السعدية جزولي، الفاعلة الجمعوية بجماعة أولاد سعيد، قالت في تصريح لهسبريس إن “مطرح النفايات الجماعي المتواجد بمزرعة وفضاء أخضر مغطى بأشجار الزيتون يعتبر عارا وعيبا”، وزادت: “يجب العمل على تغيير هذا المنكر، خاصة أن المطرح قريب من السكان وبعض المؤسسات الخصوصية والعمومية”.

وناشدت المتحدثة ذاتها جميع الجهات المكلفة بالبيئة معاينة المكان والاطلاع على حقيقة الأمر، موضّحة أن “المزبلة الجماعية بمنطقة أولاد سعيد توجد قرب مدرسة خصوصية ودار للطالبة، ما يؤثر على الأطفال الذين يستنشقون رائحة الأزبال سواء أثناء الاستراحة أو في وقت العودة من المدرسة، إذ يمرّون بجانبها يوميا”، وزادت: “تزداد التأثيرات ومضارّ المزبلة في فصل الصيف، إذ ترتفع درجة الحرارة وتنتشر الحشرات”.

وألقت الفاعلة الجمعوية ذاتها باللّوم على فعاليات المجتمع المدني النشيطة بالمنطقة، معتبرة عدم الاهتمام بالجانب البيئي يدخل في باب “الحشومة”، ودعت إلى التعاون وتضافر الجهود مع المجلس الجماعي، الذي قد يكون مغلوبا على أمره، داعية الجهات المعنية بالبيئة إلى الاستيقاظ وإيجاد حل للمطرح، ومقترحة إيجاد وعاء عقاري بعيد عن السكان والمؤسسات.

رهان على التشارك

عبد الإله الحبيب، رئيس المجلس الجماعي بأولاد سعيد، أقرّ في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية بوجود المشكل العويص والقديم الذي يمثله المطرح الجماعي للنفايات، موضّحا أن الأمر يتعلّق بانعدام وعاء عقاري في ملكية الجماعة، ومشيرا إلى أن الوعاء العقاري الذي يتواجد عليه المطرح يعود للأملاك المخزنية، في إطار حلّ مؤقّت، وتحدّه الطريق على واجهتين، وفي الجهة الأخرى تتواجد مدرسة خصوصية ومركز القيادة وبعض المنازل.

وحول الحلول التي يعمل المجلس الجماعي لأولاد سعيد على إيجادها، أوضح رئيسه أنه راسل المجلس الإقليمي لسطات؛ كما أن التفكير منصبّ حاليا على عقد شراكة مع المجلس البلدي للمدينة نفسها، من أجل نقل النفايات من مركز أولاد سعيد إلى المطرح البلدي بسطّات، مشيرا إلى أن “ذلك يتطلّب شاحنة للأزبال يفتقر إليها المجلس الجماعي بأولاد سعيد، وهو ما يزيد من صعوبة المشكل في الوقت الراهن”.

وأضاف الرئيس ذاته أن المشكل مركّب ويتضمّن انعدام وعاء عقاري خاص بجماعة أولاد سعيد، وغياب شاحنة خاصة بنقل الأزبال، في انتظار جواب المجلس الإقليمي والموافقة على الشراكة. وفي حالة عدم الموافقة، يردف الرئيس، “سيتطلّب الأمر توفير عقار لاستغلاله مطرحا خاصا بالجماعة، رغم صعوبة الحصول على وعاء عقّاري لهذا الغرض بجميع المعايير وسط منطقة فلاحية كأولاد سعيد”.