مشروع وحدة صناعية لمعالجة النفايات الطبية يثير جدلا بسطات

مشروع وحدة صناعية لمعالجة النفايات الطبية يثير جدلا بسطات
الأحد 23 يوليوز 2017 - 03:00

أثار إعلان انطلاق البحث العمومي بالجماعة الترابية سطات، عن طريق القرار العاملي 17/361، من أجل إحداث وحدة صناعية لمعالجة النفايات الطبية والصيدلانية جدلا قويا بمدينة سطات بين فعاليات من المجتمع المدني.

وفتح سجلّ خاص لاستقبال تعرّضات وملاحظات الساكنة وهيئات المجتمع بخصوص المشروع المذكور، بعدما تضاربت الآراء بين مؤيّد ومعارض في انتظار ما ستسفر عنه قرارات اللجان المختصة للحسم في النقاش البيئي الدائر بمدينة سطات.

جمعويون يعترضون

يوسف بلوردة، ممثل الجمعية المغربية لحماية البيئة والتنمية المستدامة بسطات، عبّر عن رفضه إحداث وحدة صناعية لجمع ومعالجة النفايات الطبية والصيدلانية بسطات، مبررا ذلك بكون المشروع لا يشكل قيمة مضافة على مستوى فرص الشغل، بالإضافة إلى استعمال معالجة النفايات عن طريق” التبخار”، معتبرا ذلك تهديدا للغلاف الجوي، مسجّلا عدم قابلية المشروع للأجرأة بمعايير سليمة، مع التخلص من النفايات السائلة في الصرف الصحي أو بوادي بوموسى إلى غيرها من الملاحظات.

وعبّر ممثل الجمعية البيئية، من خلال تعرضه، الذي توصلت هسبريس بنسخة منه، عن الرفض القاطع لإحداث وحدة صناعية لجمع النفايات الطبية ومعالجتها، مع إمكانية الالتجاء إلى القضاء الإداري إذا ما تبين للجمعية تمرير المشروع بطريق أو بأخرى، مستنكرا في الوقت ذاته بعض الخرجات لتلميع صورة المشروع.

المجلس البلدي يحتكم للقانون

عبد الرحمان العزيزي، رئيس المجلس الجماعي بسطات، قال، في تصريح لهسبريس، إنه لاحظ منذ توليه المسؤولية عدم وعي بعض المؤسسات الاستشفائية العمومية والخاصّة بطرق التخلص النفايات الطبية، بل يتم خلطها مع النفايات المنزلية؛ وهو ما يشكل خطرا على مستخدمي شركات النظافة والمواطنين والبيئة، حيث جرى توجيه إنذارات كتابية مع توجيهات إلى هذه العيادات من أجل التعاقد مع شركات متخصصة، تكريسا للحضور البيئي في كل المشاريع التنموية بالجماعة الترابية، مراعاة الميثاق الوطني للمحافظة على البيئة.

وأضاف رئيس المجلس الجماعي بسطات أن أول إجراء في المسطرة المتّبعة للترخيص للمشروع هو الإعلان عن البحث العمومي وفق القوانين المنظمة لمثل هذه المشاريع الكبرى، حيث اتخذت السلطة الإقليمية قرارا عامليا على أساس الشروع في البحث العمومي خلال مدة محدودة في 15 يوما، لفسح المجال للمواطنات والمواطنين للتقدم لمصلحة البيئة بجماعة سطات للإدلاء باقتراحاتهم وآرائهم وتعرضاتهم في السجل المخصص لهذا الغرض.

ونوّه عبد الرحمان العزيزي بالنقاش والحراك الدائر حول إحداث هذه الوحدة الصناعية، داعيا الجميع إلى تحري الحقيقة والتدقيق في المعطيات والصدق واعتماد الأدلة العلمية، حتى لا يظلم أي طرف على حساب طرف آخر، نافيا كون المشروع “مزبلة أو محرقة أو طمر أزبال” كما يروّج له، مؤكدا على اللجوء إلى المساطر الإدارية المسموح بها قانونيا معتبرا ذلك حقا للمواطنين، مشيرا إلى أن الحكم على المشروع منذ بدايته دون دراسته من لدن مختصّين هو سابق لأوانه.

وأوضح رئيس المجلس الجماعي بسطات أن اللجنة المختصة المشتركة ستعقد، بعد انتهاء مدة البحث العمومي، اجتماعا يستدعى إليه المستثمر المعني بالأمر، ليبسط أمام اللجنة تقديما للمشروع، ثم تعمل اللجنة على رصد جميع الملاحظات، وتسجّل كل ما يمكن أن يضر بالبيئة أو صحة الإنسان، وبناء على ذلك يتخذ القرار الأولي بالقبول أو الرفض، ثم ينقل الملف إلى لجنة جهوية لها متخصصون لدراسة الملف من جميع الجوانب ثم يتخذ القرار النهائي بالترخيص أو عدمه.

المستثمر يلتزم ويطمئن

من جهته، قال هشام اليوفي، ممثل المشروع المثير للجدل، إن الأمر لا يتعلق “بمزبلة” أو “محرقة” أو “طمر أزبال ” كما يروّج له، موضّحا أن الأمر يخص وحدة صناعية مختصة بمعالجة النفايات الطبية، بعدما لاحظ إلى جانب شركائه المختصين الخطورة التي تحيط بقطاع معالجة النفايات الطبية في المدينة، حيث تبيّن بوضوح وجود كميات متراكمة من الإبر الطبية والأكياس والأمصال والدماء والقفازات والضمّادات والأدوية ومخلفات المختبرات الخاصة وسط القمامة المنزلية، بالإضافة إلى محفّزات أخرى للمشروع.

ولخّص اليوفي مخاطر النفايات الطبية المنتشرة في حاويات الأزبال المنزلية، سواء على الموجودين داخل المنشآت الصحية أو خارجها، في كون المحيط العام الذي تنتشر فيه مثل هذه النفايات تتكاثر فيه الميكروبات والفيروسات التي تتسبب في الأمراض، خاصة تلك المنتقلة عبر الدم في حالة الوخز من بينها مرض الإيدز والتهاب الكبد الوبائي، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والقوارض. كما أن طرح بقايا الكيماويات من المخلفات الطبية في شبكة المجاري العامة يؤدي إلى أضرار بيئية زيادة على أخطار أخرى تؤثر على النظام البيئي عامّة.

وطمأن هشام اليوفي سكان مدينة سطات بالتزام المشروع بتوفير البنيات الأساسية المناسبة إلى جانب احتياجات المؤسسات من كافة المواد والوسائل التي لها علاقة بإدارة النفايات الطبية، مع تخصيص عمال مكونين في المجال.

وشدّد المتحدّث على الحرص التام على احترام معايير السلامة في كل المراحل من بدايتها إلى وصول المواد مرحلة المعالجة، مؤكدا أن التقنية نفسها معتمدة من لدن وزارة الصحة لما يزيد عن 10 سنوات في المؤسسات الاستشفائية كالمركز الإقليمي الحسن الثاني بسطات.

‫تعليقات الزوار

8
  • Yassine HILALI
    الأحد 23 يوليوز 2017 - 08:37

    وتسجّل كل ما يمكن أن يضر بالبيئة أو صحة الإنسان، وبناء على ذلك يتخذ القرار الأولي بالقبول أو الرفض، ثم ينقل الملف إلى لجنة جهوية لها متخصصون لدراسة الملف من جميع الجوانب ثم يتخذ القرار النهائي بالترخيص أو عدمه.
    وفي الاخير تا يجي واحد ما قاري تا شوية تا يقوليك ندين هذا المشروع
    قرايتك وحدها

  • Hicham khouribga
    الأحد 23 يوليوز 2017 - 11:21

    ادا كان المشروع سينبعت منه رواءح كريهة او ماشابه فضرره اكتر من نفعه اما ادا كان خبزة من خبز الجماعات جابها الله كمتل كل الصفقات الله يعونكم رحتا انتوما تتخسرو بزاف باش توصلو للبوصت مافيها باس الى رجعتو فلوسكم وفلوس غيركم بهد المشاريع الفارغة ……لمادا لا ندخل في دفتر تحملات شركات النظافة بند توفرها على وحدة للنفايات الطبية ام ان خبز الجماعة كثير ويكفي كلشي

  • رحيوي
    الأحد 23 يوليوز 2017 - 14:26

    الصواب هو تشجيع الاستتمار في هادا النوع من الخدمات لان الافضل هو ان تكون الامور تحت المراقبة بتراخيص، عوض عدم معرفة مآل هده السموم . لدالك وجب تحكيم العقل بدل الاعتراض من اجل الاعتراض، وكلام السي العزيزي كلامو معقول، يبقى انه يجب التسريع شيءا ما في كل ما من شانه ان يعطي قيمه لهده المدينة.

  • سمحمد برشيد
    الأحد 23 يوليوز 2017 - 18:08

    هاد المشكل ديال النفايات الطبية مشكل كبير كيهم جميع المدن المغربية. وهاد مشروع مزيان خاصن نشجعوه.

  • مريامه
    الإثنين 24 يوليوز 2017 - 08:34

    صراحه سطات هي منطقه فلاحيه وهاد المشروع اكيد سيلوث الهواء والتربه وليس في مصلحتها. خلينا من كلام رئيس الجماعه ومن كلام ممثل المشروع. طبعا غادي يمدحه مشروع النفايات الطبيه لمصلحتهم الشخصيه. وما تنساوش شحال لقاو عن رئيس جماعة حدالسوالم منين جاه هاد المبلغ كله ديال 17 مليار. طبعا من الرشاوي والسكوت عن الحق. ..لست موافقه على هاد المشروع في مدينة سطات

  • عبد الرحيم اليعقوبي
    الإثنين 24 يوليوز 2017 - 19:19

    مشروع يستحق التشجيع شريطة إحترام القوانين الجاري بها العمل
    لا بد من إنجاز متل هاد المشاريع المهمة لحل مشاكل النفايات الخطيرة وتفاقم الوضع الخطير لهده النفايات في العديد من المدن المغربية
    متل فرنسا والتي تتوفر علي ما يزيد 70 شركة لمعالجة النفايات الطبية والتي تتواجد في مناطق صناعية متل سيطابارك.
    إدن ليست أول تجربة تنجز في سطات و المستتمر يلتزم بتطبيق القوانين و باستعمال نفس الطرق المستعملة من طرف الشركات العالمية المعروفة في هاد القطاع.
    نعم للمشروع

  • بودمان محمد
    الإثنين 31 يوليوز 2017 - 21:21

    هناك العديد من المشاريع التي لم يتم إنجازها رغم فوائدها الاقتصادية و البيئية و دلك بسبب تضاربات ومصالح سياسية بين الاحزاب.
    أتمني أن يكون خطاب عيد العرش لملكنا نصره الله مفتاحآ لحل البلوكاج الدي يتعرض له هدا المشروع الدي يضم شباب مغاربة دوى كفاءات عالية و حس بيئى وإلمام بالقوانين وتجربتهم الكبيرة في هدا الميدان.

  • غوانمى محمد
    الأحد 15 أكتوبر 2017 - 11:55

    النقد من أجل النقد
    دون إقتراح حلول.

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس