مدينة طانطان تنشد التنمية بين خيرات البحر وجمال الصحراء

مدينة طانطان تنشد التنمية بين خيرات البحر وجمال الصحراء
الأحد 19 نونبر 2017 - 07:35

صنفت منظمة اليونسكو قبل سنوات التراث الثقافي والفني لمدينة طانطان كجزء من التراث الثقافي غير المادي للبشرية. وتأتي أهمية هذا التراث من خلال موسم طانطان، الذي أضحى له إشعاع عالمي؛ في حين يزخر الإقليم بالكثير من المؤهلات السياحية والواجهات البحرية المهمة التي تستقطب الآلاف من الزوار خلال فصل الصيف.

طانطان يسميها أهلها مدينة العبور، وهي ممر إجباري نحو الأقاليم الجنوبية والدول الإفريقية، وصلة وصل بين الشمال والجنوب، تتوفر على مؤهلات سياحية متنوعة.

واستقطبت المدينة الآلاف من اليد العاملة في أنشطة الصيد البحري في ميناء طانطان الذي شيد في نهاية السبعينيات، ويعد حاليا من أهم موانئ الصيد في الجنوب.

ليس بالثقافة وحدها يحيى الإنسان

بعيداً عن الإشعاع التراثي الخارجي للمدينة، يرى السكان أنها لم تقطع بعد أشواطاً كبيرةً في التنمية تُلبي تطلعاتهم وحاجياتهم. ويكاد يتفق الفاعلون الجمعويون والسياسيون الذين استقت هسبريس تصريحات منهم أن طانطان لازالت تحتاج إلى إقلاع تنموي.

ويرى الفاعل الحقوقي محمد جامع حمو، في حديث إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الإقليم يتوفر على مؤهلات مهمة كثيرة، منها الثروة السمكية التي لم يتم استغلالها بشكل جيد لصالح السكان”.

وأضاف الناشط الحقوقي بطانطان أن “المجهودات التنموية بالمدينة لم تنفذ بعد إلى عمق البنية التحتية”، مشيراً إلى أن “المجلس الجماعي الحالي يبذل فعلاً مجهودات وله حركية ملحوظة، إلا أنها غير كافية وتلزمها دفعة تنموية قوية”.

وأضاف المتحدث أن “ميناء طانطان الذي يوجد في بلدية الوطية يعاني في السنوات الأخيرة من الموت البطيء بعد أن كان من أهم الموانئ في الجنوب”.

من جهته يرى المختار مجيديله، الفاعل الجمعوي بالمدينة، في تصريح لهسبريس، أن “المدينة تتوفر على طاقات ومواهب شبابية متعددة، تحتاج فقط إلى الدعم والتشجيع والتأطير”، وأشار إلى أن “دور الشباب متوفرة بالمدينة، لكن يلزم دعم الجمعيات النشيطة التي تشتغل فقط بوسائل ذاتية لتاطير الشباب”.

وأضاف المتحدث أن “الصيد البحري هو المورد الاقتصادي الوحيد بطانطان، ولا تستفيد منه المدينة للأسف بالشكل المطلوب، لأن الميناء تابع لجماعة الوطية”، مشيراً إلى أن “قطاع الصيد موسمي وينشط خلال فترات محددة”.

محمد اليانوتي، الفاعل النقابي بطانطان، يرى أن “المدينة تحتاج إلى بنية تحتية جيدة ومساحات خضراء ستشكل متنفساً للسكان”. وأضاف المتحدث في حديثه لهسبريس أن “الطريق الرابطة بين كلميم وطانطان تعيش وضعية هشة وتحتاج إلى إصلاحات”، وأشار إلى أن “السكان ينتظرون بفارغ الصبر إنجاز مشروع الطريق السيار الذي سيربط بين تزنيت والعيون عبر طانطان”.

روائح المطرح ومخلفات المعامل

تتوفر مدينة طانطان ومدينة الوطية الشاطئية على وحدات صناعية لتصبير السمك، توفر فرص شغل مهمة وتنشط حركة الاقتصاد المحلي والجهوي، إلا أن ناشطين بالمدينة يطالبون أرباب هذه المعامل بوقف التلوث الذي تسببه مخلفاتها، واحترام معايير السلامة البيئية.

ويرى محمد جامع حمو، الناشط الحقوقي، أن “مدينتي طانطان والوطية تتوفران على معامل للسمك ترمي مخلفاتها عبر قنوات الصرف، ما تنتج روائح كريهة تسبب مشاكل لبعض الأحياء، منها حي النهضة بطانطان”، وأضاف أن “سكان هذه الأحياء المتضررة عبروا عن شكاواهم أكثر من مرة عبر احتجاجات، دون جدوى”.

وبخصوص مشكل المطرح العشوائي بالمدينة يقول الناشط الحقوقي ذاته إنه “مشكل كبير للسكان، ويشهد إحراق يوميا للنفايات، والكل يتبرأ من هذا السلوك”، وزاد: “سكان حي الرحمة وحي المسيرة سبب لهم هذا المطرح مشاكل صحية كثيرة”.

في المقابل قال نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة طانطان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “مشكل التلوث الذي تحدثه معامل السمك في المدينة واقع للأسف، ونبذل مجهودات باستمرار لإيجاد حل له”.

وأضاف المسؤول البلدي أن “المشكل له وجه بيئي، ووجه اجتماعي”، وزاد: “لا نستطيع حل المشكل بشكل زجري حتى لا نتسبب في إغلاق وحدات صناعية في مدينة تنعدم فيها فرص الشغل، وبالتالي نتسبب في مشكل اجتماعي”، مشيرا إلى أن المجلس يشتغل “حاليا على حل وسط من خلال مشروع قنوات لصرف المخلفات بعيداً عن المدينة، لوقف مشكل الروائح التي يعاني من السكان”.

وبخصوص مشكل المطرح العشوائي يقول المسؤول الثاني في بلدية طانطان: “هذا المشكل قديم، ورثناه عن المجلس السابق”، مضيفا أن “المشروع شهد اختلالات في المجلس السابق، وتحولت اعتماداته لأغراض أخرى”.

وزاد المتحدث ذاته أن “بلدية طانطان تعاني من نقص في الموارد المالية، وهي مدعومة ولا تتوفر على مداخيل ذاتية، إضافة إلى أن أكثر من 70 بالمائة من الميزانية تذهب في مصاريف التسيير”.

ورداً على شكايات السكان بخصوص افتقار المدينة للمساحات الخضراء، قال نائب رئيس المجلس البلدي إن “المجلس برمج إنشاء ثلاث ساحات خضراء، ورصد لذلك ميزانية خاصة”.

‫تعليقات الزوار

14
  • طنطاني
    الأحد 19 نونبر 2017 - 07:49

    لمن لا يعلم هذه المدينة لم يزرها الملك أبدأ مع أنه زار مدنا أبعد وأقل شأنا منها، بل حتى موسمها لم يكن يدشنه في دوراته الأولى إلا أخوه.
    والسبب أنها مغضوب عليها لأن اجتماع البوليزاريو التأسيسي كان فيها، ومدة من الزمن كان الغليان فيها أقوى مما في العيون، اصحاب الحال يوهمون لمعلم أن السكان في ولائهم إن.
    أما الصحراويون فيعلمون أنها خير مدن الصحراء وأنعم الله عليها بجو لطيف وجميل جدا لا يوجد في جهة أخرى من الجنوب، بل يحج الناس إليها في الصيف للتبحر على اتساع شواطئ الصحراء.
    واعلم بأنا قد سعينا في عمارتها * قولا وفعلا كما اسطعنا بما وحبا
    وإن قدرنا على سكنى القصور فما * نرضى سواها وإن معمورها خربا
    والسلام عليكم

  • entifi
    الأحد 19 نونبر 2017 - 10:51

    ليست الموارد هي التي تنقص طانطان والوطية. الكل يعلم مايدره مبناء الوطية من اموال على خزبنة الجماعة. المشكل في التسيير القبلي لجماعات المدينة.

  • جمال
    الأحد 19 نونبر 2017 - 11:40

    مشكل طانطان يكمن في المنتخبين . لا يوجد في الدنيا باسرها نوعية وصنف منتخبي طانطان وكذلك الساكنة التي تنتخبهم. ولن تكون هناك نهضة بطانطان ما دامت تلك الاصناف تسيرها وبه الاخبار والسلام.

  • maroc
    الأحد 19 نونبر 2017 - 11:49

    طانطان المسخوطة
    كلمة تسري على جميع الالسن منذ زمن بعيد ولا ندري لماذا هذا السخط والذي زاد الطين بلة هو التهميش الذي تعيشه واللامبالاة من طرف المسؤولين المترادفين عليها الشيء جعل المدينة في تدهور مستمر وملحوظ من طرف الزائر والملموس من طرف الساكنة. هذه الاخيرة لاتريد سوى تفسير لهذا السخط والتهميش أو نمو وتنمية ولو بنسبة اكثر مما نلاحظه بالمدينة. فكيف يعقل بمدينة هي بمتابة جسر نحو الجنوب ومعقل لأكبر ميناء واكبر إنتاج للاسماك ان تكون بهذا الحال ، كيف يعقل بمدن جاءت من وراءها وتمت فيها مشاريع كبرى وتنموية ( كلميم.. الداخلة…….) سؤال يبقى يحير ما سر أو ما هو ذنب هذه المدينة لكي تبقى على هذا الحال ؟ نحن لا نريد اتهام أحد لكن من حقنا معرفة الجواب .
    ونشكر هسبريس على هذه الإلتفاتة ونطلب منها المزيد فهناك الكثير ما يقال وما يكتب …….يتبع

  • حسن
    الأحد 19 نونبر 2017 - 12:29

    المنخبون بالدرجة الاولى هم من اوصلوا الطنطان من مدينة الى قرية. الرئيس السابق استحوذ على كل الاراضي بالاقليم واصبحت في ملكه. و الرئيس الحالي الذي يملك شركة اوبركا سلام سيطر بشركته هذه على كل الاشغال بالاقليم. لا ملاعب للقرب لا دور للثقافة لا ساحات لا تهيئة للشوارع. السوق البلدي الذي تمت اعادة تهيئته بملايين الدراهم. عند افتتاحهه صدم الجميع بهذه التهيئة الاكذوبة. في الطنطان فقد الاختلاس الظاهر للعيان هذا هو حديث الشارع. طانطان مغضوب عليها و قدرها ان يسيرها لصوص. و للاسف مراكز القرار هي كذلك لم تكلف نفسها ولو لمرة محاسبة من اوصل المدينة لهذا المستوى.كما نحمل الساكنة المسؤولية و اقول 200 درهم لن تغني من جوع.

  • شكرا
    الأحد 19 نونبر 2017 - 12:29

    هذه المدينة بحق تحتاج زيارة ملكية
    وهي تعاني على كافة الاصعدة و الميادين
    بالنسبة للوحدات الصناعية فان من الواجب وضعها حيث يجب ان تكون وهي الوطية لان البحر يتحمل جميع الروائح المتعلقة بالتصنيع المرتبط به
    من حيث وجود وحدات صناعية يجب ان تكون هذه الوحدات لا تشكل خطرا على صحة المواطن وعلى البيئة
    ونحن نرى الان اغلب ابناء الحي الجديد وما وراءه يلبسون النظارات ويعانون الحساسية وامراض اخرى كلها ناتجة عن الروائح المنبعثة من تلك المصانع عكس مصنع الشاي
    اي وحدة صناعية مستقبلا يجب مراعاة الشروط البيئية و الصحية لا نريد صناعات بحرية او ملوثة ومن يتحدث بدعوى التشغيل فالوطية لا تبعد الا ب 25 كلم واغلب ساكنة طانطان تعمل اصلا بها فاين المشكل
    شروط الصيد في الجنوب ليست مثلها في طانطان نتمنى رفع الحيف و تمكين المدينة من نفس الامتيازات
    يجب رفع التهميش عن المدينة وعن الوطية ايضا فكليهما يموت بصمت والوطية ايضا تحتاج لمستشفى اقله للجراحة والولادة و الطب العام
    اكرر شكري لهذه الالتفاتة الطيبة

  • محب طانطان
    الأحد 19 نونبر 2017 - 13:19

    طانطان الحبيبة،ستظلين في قلبي الى الابد،رغم هشاشة البنية التحتية لاسباب الكل يعرفها،الا ان قلوب اهلها عامرة بالطيبة والحب

  • عبدالله
    الأحد 19 نونبر 2017 - 13:59

    الطنطان مقبرة الصحراء لا كلام بعده. الطنطان تعيش تهميشا لا مثيل له في الصحراء رغم اقدميتها. وما زاد الطين بلة هو المنتخبين الذين عاتو في الارض فسادا. منتخبين وزعوا 3000 درهم للصوت الواحد في الانتخابات البلدية ماذا ننتظر منهم سوى اكل الاخضر واليابس. فما دور السلطة وما دور المجلس الاعلى للحسابات في التحري وضبط الامور فهناك اختلاسات بالملايير ولا أحد يهتم. لكن لا حياة لمن تنادي.

  • ابن الصحراء
    الأحد 19 نونبر 2017 - 14:09

    اذا كالنت كليميم جملت ببعض المساحيق التي زالت بعد الفيضانات 2014 لتتوقف التمنية بباب الصحراء والجهة عموما فان طنطان لم تستفد حتى من مساحيق التجميل بقية تان كباقي مدن كليميم وادنون تهميش فضيع والبنية التحية فطنطان بل حتى كليميم ضعيفة جدا عكس مدن العيون والداخلة نصف تراب المملكة من باب الصحراء الى الداخلة لا تكتد تجد سوى مجهود حقيقي بمحاضرتين هما العيون والداخلة …اما المدينة اكثر تهميشا بنية تحية مرافق منعدمة من الزمن الغابر تبقى مع الاسف السمارة الحاضرة العلمية للصحرا مهمشة مهترئة رغم اموال الدولة فصورة السمارة وبنيتها التحتية المتدهورة وطريق العيون السمارة نموذج التنمية المغشوشة والتي قطعا ان تسمعها ب 2m القناة الاولى …انقذوا السمارة طنطان وكليميم من التهميش…رسالة للغيورين ومسؤولين بالمنطقة وبالمركز

  • المجيب
    الأحد 19 نونبر 2017 - 14:35

    بحر طانطان غني بالثروة السمكية لكنها تصدر على انها سمك للاستهلاك الغذائي فقط وخاصة بعض الانواع وباثمان زهيدة، مثل اسماك الشلق( بالدارجة: الراية). فلماذا لا تستغل جلود الشلق هذه في تطوير صناعات الغالوشا ( galuchat) الفاخرة وذات القيمة المضافة العالية الثمن؟؟ وصناعة الغالوشا هذه ناذرة عبر العالم ومطلوبة من طرف النجوم والمشاهير والاثرياء. ومنتوجاتها الفنية تعتمد اساسا على جلود الاسماك الغضرفية مثل اسماك الشلق واللياء وكذلك اسماك القرش وكلها متوفرة في طانطان الى حد التخمة.فهلا سمعتم يا شباب طانطان؟

  • محمد المغربي الطانطاني
    الأحد 19 نونبر 2017 - 14:54

    الطانطان منطقة غنية جدا، عكس ما يشاع من أنها بلا موارد؛ ميناء الطانطان من أهم موانئ الصيد في المغرب.
    كثيرة الأسباب التي تقف وراء تهميش و تدمير الطانطان و النتيجة للأسف الشديد كارثية سواء على مستوى التنمية أو حتى الإحساس بالإنتماء للوطن وهذا هو الأخطر على الإطلاق.

    الكثيرون يعتبرون أن الطانطان في عهد الاستعمار حتى الثمانينيات كانت من أحسن مدن الصحراء لتنقلب رأساً على عقب بعد ذلك.

    السؤال الرئيسي و الجوهري الذي يشغل بالنا جميعاً في الطانطان هو: لماذا الطانطان هي المدينة الوحيدة في الصحراء التي لم تحظى قط بزيارة ملكية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  • طنطاني
    الأحد 19 نونبر 2017 - 19:47

    رجاء تقديم المساعدة للاستثمار المحلي.مشاريع طريق تلمزون مازالت تنتظر الكهرباء. العامل رجل له رؤية إيجابية والأمل فيه لوحده ليس في المنتخبين.

  • مبارك
    الإثنين 20 نونبر 2017 - 00:02

    ستضلين في قلبي ياغالية مهما فعلوا بك من تهميش و إقصاء لك الحب و الوفاء وأقول لك يامدينتي العزيزة. لك الله ياطانطان…

  • ابو الفضل
    الإثنين 20 نونبر 2017 - 22:13

    الطنطان المدينة المنسية .منسية من كل شيء لا تعليم جيد لا تطبيب لا مختبرات من اجل اجراء التحاليل لا عيادات اختصاصية ولا اطباء اختصاصيين لا مرافق للاطفال لا حدائق من اجل راحة الساكنة الطنطان بالنسبة لي لا شيء داخلها مفقود وخارجها مولود والسلام

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07 8

مغاربة والتعادل مع موريتانيا

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30 3

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30 1

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس

صوت وصورة
معرض تضامني مع فلسطين
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:47 1

معرض تضامني مع فلسطين