أوصى مشاركون في ندوة دولية منظمة من طرف مختبر “الجيومورفولوجيا والبيئة”، بشراكة مع المدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين، والجمعية المغربية للعلوم الجهوية، بضرورة إعادة الاعتبار للمجالات الغابوية، خاصة في المناطق الجافة التي تعاني جملة من الإكراهات.
وأوضح فريد الواحيدي، عن اللجنة المنظمة للندوة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، تحت شعار “غابات المناطق الجافة: بين الفضول العلمي ورصيد التأهيل السوسيو إيكولوجي”، بمناسبة اليوم العالمي للغابة، أن اختيار الأوساط الغابوية بالمناطق الجافة نابع عن كونها تغطي 41 في المائة من سطح اليابسة، وتضم حوالي 36 في المائة من ساكنة العالم، معظمهم فقراء، وهو ما يبرر ضرورة دراسة المجالات الغابوية في هذه المناطق التي أصبحت تتعرض لمجموعة من الضغوطات.
وأجمعت باقي التدخلات التي ميزت الندوة، والتي تجاوزت أكثر من 18 مداخلة، همت بالأساس 3 ورشات رئيسية، على أن المجالات الغابوية تعد من المناطق الهشة التي تعرضت للعديد من الاختلالات الناتجة عن التدخلات البشرية التي لم تكن في مجملها تراعي النظم الإيكولوجية، ما سرع من وتيرة تدهور العديد من هذه الغابات التي تنتمي إلى المجالات الجافة، كما هو الواقع بالنسبة إلى الغابات المغربية التي تمثل 13 في المائة من مجموع المجال المغربي.
واعتبر الخبراء ذاتهم أن تدهور المجالات الغابوية يشكل أكبر عائق يعترض تحقيق التنمية المستدامة، داعين في هذا السياق إلى اعتماد إستراتيجية شاملة وفعالة تهم كافة مكونات منظومة الغابة، من خلال اعتماد المقاربة التشاركية، خالصين إلى أن مستوى التغيير والتدهور الذي تعانيه هذه الأوساط الغابوية ليس مرتبطا فقط بالاستغلال غير المُعقلن للموارد المحدودة لهذه البيئات الطبيعية منذ قرون، بل يعزى أيضا إلى نهج خيارات إستراتيجية قطاعية غير ملائمة.
ودعا الباحثون ذاتهم إلى تحيين القوانين حتى يتسنى لها مواكبة التغييرات الكبيرة التي تشهدها مجتمعات المناطق الجافة، ما لن يتحقق إلا في ظل وضع خيارات إستراتيجية جديدة تعتمد على خصوصيات المنظومات البيئية المحلية، مع مراعاة الظروف السوسيو اقتصادية الراهنة؛ وذلك لترميم أو إعادة تأهيل هذه المناطق.
وأوصى المتدخلون بحفظ وحماية رأس المال الطبيعي الموجود عن طريق إجراء مشاريع الترميم البيئية التي تعتمد من جهة على استخدام الأنواع النباتية المحلية، والتي تتوافق مع جميع مكونات النظم الإيكولوجية التي تتعايش في خضم القوانين الكونية المعروفة في علم الاجتماع النباتي، ومن جهة أخرى على توظيف المعارف الإيكولوجية للساكنة المحلية في إطار سياسات تأهيل مندمجة.
