رمضان والعطلة الصيفية .. بين الترفيه واغتنام الفضائل الإيمانية

رمضان والعطلة الصيفية .. بين الترفيه واغتنام الفضائل الإيمانية
الثلاثاء 2 يونيو 2015 - 16:25

في الوقت الذي تفضل فيه العديد من الأسر المغربية اغتنام فضائل شهر رمضان بالاعتكاف على الصلاة وقراءة القرآن لإعادة الذات إلى فطرتها النقية، يختار البعض الآخر الاستمتاع بالعطلة الصيفية، لكن بنكهة رمضانية من خلال الاصطياف وارتياد الأماكن الترفيهية.

فتزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية لم يثن الأسر المغربية عن التشبث بالعادات الرمضانية الراسخة والمتمثلة أساسا في إعداد الوجبات التي تؤثث مائدة الإفطار، وأداء الشعائر الدينية التي تشمل صلاة التراويح و قراءة القرآن والإكثار من الدعاء والقيام بمراجعات ومجاهدة ضعف النفس ونزوعها المادي.

وفي هذا السياق، تؤكد السيدة فاطمة وهي أستاذة بإحدى مؤسسات التعليم الثانوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أن الاصطياف بالنسبة لها غير مبرمج في رمضان، لأنها تتفرغ كليا للتأهيل الذاتي لإدراك الأنوار الروحانية لهذا الشهر الفضيل والتقرب إلى الله بالطاعات وتلاوة القرآن الكريم، مبرزة أن الاستجمام تؤجله إلى ما بعد انقضاء هذا الشهر للقيام بعد ذلك بجولة ترفيهية بمدنها المفضلة داخل المغرب أو خارجه .

فيما توضح زينب وهي ربة بيت أنه لخلق التوزان المطلوب بين تحضير الوجبات الرمضانية والمقاصد الحقيقية لهذا الشهر الفضيل، “أضطر إلى المكوث في المنزل طيلة شهر الرمضان، إذ أقضي النهار في تحضير بعض الحلويات والمملحات التي قد يتطلب إعدادها ساعات طويلة في المطبخ قد تتواصل حتى أذان المغرب، “لأنصرف بعد تناول وجبة الإفطار إلى المسجد لأداء صلاة التراويح ثم أعود لاستئناف تلاوة القرآن و الاستعداد لقيام الليل” .

غير أن بعض العائلات ترى أن أداء شعيرة الصوم وما يصاحبها من طاعات لا يتعارض مع الاستمتاع بالعطلة الصيفية وممارسة مختلف الهوايات من خلال ارتياد الشواطئ وممارسة الأنشطة الترفيهية لكسر روتين الحياة اليومية، لاسيما تلك التي يزاول معيلها مهن تتأثر وتتراجع مداخيلها خلال شهر رمضان .

ويقول ابراهيم صاحب مطعم أن شهر رمضان يشكل فرصة مواتية “للقيام بإصلاح المحل، وانتهاز ذلك للسفر بمعية أفراد أسرتي”، مضيفا أنه بمجرد ثبوت رؤية هلال شهر شعبان يضع برنامجا مسبقا من أجل اختيار الوجهات المفضلة للسفر، غالبا ما يقع الاختيار على مناطق جبلية، قصد الاستمتاع بجبالها وغاباتها الخضراء وجوها الهادئ والنظيف.

وبالنسبة لرضا وهو طالب جامعي بجامعة محمد الخامس-أكدال، فإن رمضان لا يحول دون الاستمتاع بأوقات الفراغ مع القيام بالشعائر الدينية، إذ في الوقت الذي تفضل فيه أسرته البقاء في المنزل والاكتفاء بزيارة الأقارب، يختار الاستجمام مع أصدقائه في الشاطئ ولعب كرة القدم، ليقوموا بعد ذلك جماعة بتحضير وجبة الإفطار وتناولها على ضوء الشموع.

ولأن صوم رمضان في المغرب له طعم خاص يختلف عن الصوم في ديار المهجر، بعيدا عن الأهل والمعارف، ويفتقد للأجواء الروحانية وما يتميز به الشهر الكريم من طقوس وعادات، يشد العديد من المهاجرين المغاربة الرحال إلى أرض الوطن قبل أسبوع من حلول هذا الشهر الأعظم للتحضير له في أجواء عائلية.

شهر رمضان يؤثر على سير الحياة اليومية في البلدان الغربية، بالنسبة لعلي وهو مهاجر مغربي مقيم بفرنسا، خصوصا بالنسبة للصائمين المشتغلين، والذين قد لا يجدون وقتا كافيا لتناول وجبة الإفطار.

وفي جو يسوده الوحدة بعيدا عن الخلافات، يقول علي ، “أقضي إجازتي في رمضان بالمغرب رفقة زوجتي ، ويبقى أفضل مكان للاستمتاع بملذات أجواء الشهر الكريم الروحية والاجتماعية بمختلف تجالياتها هو منزل والدي، حيث أتذوق الأطباق الرمضانية التقليدية، كما أحرص بهذه المناسبة على تقوية الروابط العائلية وإحياء صلة الرحم” .

حتى لا يطغى الجانب الترفيهي الذي يتسم به فصل الصيف على الاجتهادات والسعي الحثيث لبلوغ المقاصد الأخلاقية وما يتيحه هذا الشهر من إمكانية لتصحيح الهفوات وتنقية الذات، يبقى تحقيق التوازن بين الترويح عن النفس وممارسة مختلف الهويات، و الاستفادة المثلى من فضائل هذا الشهر الكريم، المسعى الأرقى والأسمى الذي قد لا تتاح للفرد فرصة اغتنام فضائله مرة أخرى.

* و.م.ع

‫تعليقات الزوار

11
  • farah
    الخميس 2 يوليوز 2015 - 16:20

    في رمضان لا افطر عند احد،فكيف لي ان ازورهم وانا ام لثلاثة اطفال!! فالناس عند اذان المغرب يحتاجون الى الهدوء وابناءي لايكفون عن الطلبات:ماما،اريد الحريرة،صبي لي العصير،اريد مسمن…ادعو العاالة لزيارتي،لكنهم يرفضون بدعوى اني لا ازورهم!!والله صداع الاطفال هو السبب،وانا لا اريد ان "اعصب" احدا،خصوصا امي وابي المسنان!!

  • sef alah
    الخميس 2 يوليوز 2015 - 16:29

    صائمون والله اعلم.
    رجال ونساء المرجوا ستر العور, نتبع القرءان والسنة ولا نتبع العدات القديمة.
    بعض الناس ليس لهم من رمضان الى الجع والعطش, يسب هذى ويلعن ويضرب هذى ويتكلم في اعراض الناس ويشق على قلوب العباد ويكفر الناس بغير الحق.
    اخييرا : سامح من ضلمك وصل من قطعك تكن اعبد الناس.
    خيركم من تعلم القرءان وعلمه.

  • BIHI
    الخميس 2 يوليوز 2015 - 16:38

    Que pour les hommes, c'est ca la société arabe. Faites pour les mecs, c'est pareil que quand les bédouins les enterraient avant l'arrivée de l'Islam

  • azze-eddine
    الخميس 2 يوليوز 2015 - 16:52

    le contact avec la nature est la meilleure therapie
    la mer en fait partie
    attention aux coups de soleil, bonnes vacances et bon ramadan

  • jelloun
    الخميس 2 يوليوز 2015 - 19:05

    c'est bizarre, les hommes ont le droit d'avoir le torse nu au Maroc alors que les femmes sont battues pour une jupe

  • Amal
    الخميس 2 يوليوز 2015 - 20:16

    J'arrive pas à comprendre cette société qui écrase la femme et dont l'homme a droit à toutes les erreurs sans être blamé ou hué!! si c était des filles ou femmes qui étaient en train de nager Dieu seul sait ce qui pouvait être arrivé avec cette société injuste!Publiez svp

  • Anissa
    الخميس 2 يوليوز 2015 - 22:57

    On est dans un pays des machos .les femmes passent en second plan
    Une question pour ces bornéd .est ce su ils ont oublié que c est la feeeeemmme qui les a mis au monde c'est à dire leur mère

  • radio
    الخميس 2 يوليوز 2015 - 23:24

    Des hommes et des garçons " seuls" qui ont le permis d'aller se rafraîchir au bord de la mer, pendant ce temps la femme est à la maison après avoir terminé avec les corvée du ménage , c'est le tour de la cuisine l’époux aime ceci, l'enfant aime cela et ainsi de suite, pour elle rien ,c'est le dernier des soucis . Dommage, c'est le sort réservé à la femme dans une société vachement machiste

  • حقيقة مرة
    الجمعة 3 يوليوز 2015 - 00:03

    في الدول الاوروبية ترى شواطء منضمة وناس انيقة, وعندنا اوساخ, ذكور بطونهم بارزة, وسراويل طويلة باهتة متعددة الاستعمال, نوم, حمام, بحر. اما الاينات في كومة من الثياب مبللة ومتسخة. وكاننا لا ننتمي للمتوسط بل للهند.

  • frhane ossadden
    الجمعة 3 يوليوز 2015 - 00:22

    je vois que nager a moitie nu pendant le ramadan nuit totalement au jeune et a la pudeur .a signaler que la salinite de l eau fait douter de la sincerite du jeune.

  • amine
    الجمعة 3 يوليوز 2015 - 03:14

    الرجاء أن يعمل الجميع على نظافة شواطئنا لفائدة المواطنين كلهم

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين