ولوجيات ذوي الاحتياجات الخاصة .. بين وعود الماضي وانتظارات الغـد

ولوجيات ذوي الاحتياجات الخاصة .. بين وعود الماضي وانتظارات الغـد
الأربعاء 2 شتنبر 2015 - 19:45

بإلقاء نظرة على البرامج الانتخابية المقدمة من قبل الأحزاب السياسية في إطار حملاتها للانتخابات الجماعية والجهوية المنتظر إجراؤها في الرابع من شتنبر الجاري، يتضح أن ولوجيات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالكاد تجد لها حيزا في دائرة اهتمام عدد من التشكيلات السياسية التي تتعامل مع هذه المسألة بالحساسية اللازمة.

بيد أنه في ما يتعلق بالحكامة المحلية وسياسة القرب، فإن ولوج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة (1,53 مليون شخص حسب آخر إحصاء)،، يبقى مسألة جديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار في أية عملية ديمقراطية. ناهيك عن أن الدستور يمنع أي تمييز ضد الأشخاص، لاسيما بسبب الإعاقة.

ويرى الصحافي رشيد صباحي، الذي طالما اهتم كثيرا بهذه الإشكالية، أن “ولوج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يطرح مشكلا جديا بالمغرب، على الرغم من وجود النصوص القانونية التي تحدد طبيعة الولوجيات ودور المؤسسات في توفير وسائل الولوج إلى الفضاءات العمومية، لا سيما في ما يتعلق بالمباني الحديثة”، في إشارة إلى قانون سنة 2003 المتعلق بالولوجيات، والذي تنبغي إعادة النظر فيه، على حد قوله.

وأعرب هذا الصحافي ،الذي يفتقد نعمة البصر، عن أسفه لكون هذه الشريحة الاجتماعية، وخاصة ذوي الإعاقات الجسدية، تعاني حقا من مشاكل الولوج إلى الفضاءات العمومية والطرقات ووسائل النقل نتيجة العديد من العراقيل التي تصادفها منها “وجود الكثير من الأدراج وغياب المسارات الملائمة والمخصصة للكراسي المتحركة، لاسيما على مستوى الحافلات والقطارات”، مذكرا بالوعود التي لم تر النور في بعض الجماعات خلال التجارب السابقة.

وأكد أن الولوج يبقى “بعيد المنال” في ظل وجود تفاوتات كبيرة في جميع أنحاء البلاد، خصوصا على مستوى الجماعات الصغرى التي تجد صعوبة في تعبئة موارد بشرية ومالية كبيرة، مشيرا إلى أن جولة في العديد من المدن تكشف عن وجود إهمال في حق هذه الفئة الهشة من الساكنة المغربية.

فالجماعة، باعتبارها الفضاء الفعلي الأول لممارسة المواطنة، ينبغي أن تشكل النواة الأولى لمجتمع منفتح وسهل الولوج، ويتعين على الساكنة، من هذا المنطلق، أن تتساءل عن المكانة التي يعتزم المرشحون للانتخابات الجماعية والجهوية القادمة تخصيصها لمئات الآلاف من المغاربة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقد خصصت بعض الأحزاب السياسية، سواء من الأغلبية أو المعارضة، حيزا من برامجها الانتخابية لولوجيات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

فحزب الاستقلال يؤكد على ضرورة إحداث ولوجيات مخصصة لهذه الفئة الاجتماعية في الحافلات والأرصفة ومواقف السيارات ومختلف الخدمات العمومية المحلية.

ويلتزم حزب الأصالة والمعاصرة، من جهته، بتعميم الولوجيات للأشخاص ذوي الإعاقة، وبإقرار إلزامية مراعاة هذا المعطى، حسب قوانين السياسة العقارية، في كافة البنايات، لاسيما بالمراكز الحضرية.

وبدوره، يبدي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أيضا اهتمامه بهذه الفئة الاجتماعية، حيث يعتزم وضع بنيات وشبكات للقرب ويقترح جعل هذه الحماية كإحدى اختصاصات الجماعات المحلية، وذلك باستخدام أموالها الخاصة وبمشاركة فاعلة من القطاعات العمومية ومن كافة الفاعلين الاجتماعيين المعنيين.

وأفرد حزب العدالة والتنمية أيضا حيزا في برنامجه لإشكالية الولوجيات والطرقات والنقل العمومي وإدماج مختلف الفئات الاجتماعية، من خلال تعزيز البنيات التحتية الطرقية والحفاظ عليها، وإعادة تأهيل الأرصفة وتسهيل الولوج إلى المحاور الطرقية الرئيسية ووضع نظام تشوير أفقي وعمودي. كما يعتزم حزب المصباح تنويع خدمات النقل العمومي وتجويدها وتحديث الخدمات بالمحطات الطرقية.

لذلك، فالسنوات المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لإنجاز كافة الولوجيات اللازمة بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ويتعين أن تحدد السياسات العمومية الأولويات التي تضمن الحكامة المحلية، ما يقتضي تعبئة نزيهة من قبل كافة المواطنين لاختيار مرشحين أكفاء وبرامج ملائمة.

*و.م.ع

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة