موائد الرحمان تُشيع قيم التكافل بإفطار فقراء مغاربة في رمضان

موائد الرحمان تُشيع قيم التكافل بإفطار فقراء مغاربة في رمضان
الأحد 26 يونيو 2016 - 18:30

كان يوما من أيام رمضان الدافئة، سار فيه عشرات من الصائمين قاصدين واحدة من موائد الرحمان في مدينة تمارة.. كان عبد الرحمان الذي يشكو إعاقة حركية يدفع بكرسيه المتحرك بكل ما أوتي من قوة عساه يجد له مكانا بينهم.

ظل عبد الرحمان متأخرا، رغم كل ما بذله من جهد.. كان الرصيف يشل حركته، ومع ذلك كان يأبى أن يطلب المساعدة، ربما لعزة نفسه.. كاد أن يسقط أمام عقبة الرصيف.. انتبه إليه أخيرا مجموعة من الشبان، تنافسوا في الوصول إليه ومساعدته، قد يكون الشهر الكريم حرك فيهم خصلة مساعدة العاجز، من يدري؟

الدقائق التي سبقت موعد الإفطار كانت تمضي هادئة، وبمرورها يزداد عدد المقبلين على مائدة الرحمان تلك. علا صوت المؤذن، فانفرجت أسارير الصائمين، وانبرى عدد من الشبان يخدمون الصائمين دون كلل، فيما خفتت أصوات طيور النورس التي عادت إلى أعشاشها، فساد السكون.

امتلأت الكراسي الثلاثمائة تقريبا بالمستفيدين الذين وضعت أمامهم حصص محددة من التمر وكأس من حليب وأخرى من الشاي، ثم بدأت الأحاديث المرافقة للإفطار تعيد الدفء إلى المكان. كان بعضهم يحكي كيف أمضى سحابة يومه أو كيف قاوم الشعور بالعطش، فيما كان البعض الآخر يثني على المحسنين الذين يقفون من وراء هذه المبادرة.

اكتفى الشبان الذين يسهرون على خدمة الصائمين بشربة ماء وحبات قليلة من التمر وانهمكوا في عملهم، يوزعون الماء والتمور والحليب والشاي والحريرة، من ضمن مواد أخرى، على مختلف الموائد، ويحرصون في ذلك على أن تكون الحصص متساوية، لا سيما أن أشخاصا آخرين ينتظرون أن يجدوا لهم مقعدا بين الجلوس.

عمد أولئك الشبان إلى تأجيل إفطارهم إلى حين وسارعوا إلى سحب الآواني من بين يدي المفطرين بمجرد انتهائهم من استعمالها وجمع فضلات الطعام.

كان الود والاحترام سيد الموقف بين المفطرين الذين حجوا إلى هذه الموائد على الرغم من تباين فئاتهم العمرية ومدنهم الأصلية ومهنهم. ووجد المدخنون نوعا من الحرج في تناول أول سيجارة بعد الإفطار، وأجلوا ذلك إلى حين الابتعاد عن المكان.

وعلى غرار صائمين آخرين مثل “عبد الرحيم”، أثنى الشاب “عبد الرزاق”، في حديث صحفي، على التعامل الودي للشبان والشابات الذين يؤمنون إعداد الإفطار والسهر على تقديم الخدمة والمواد الغذائية للمفطرين.

وبدوره، اعتبر الخمسيني “أحمد” العامل في أحد شركات البناء بتمارة، الذي بدأ منذ يومين فقط في التردد على هذه المائدة، أن الإفطار المقترح “جيد” وكذلك الشأن بالنسبة للتنظيم ، وهو الرأي الذي شاطره إياه زميله في العمل الشاب “رشيد” الذي أنحى باللائمة على قلة من المستفيدين الذين يختلقون بعض الخلافات.

وإذا كانت هذه المائدة المقامة بمركز مدينة تمارة قد أصابت هدفها برأي المستفيدين، فإن موائد أخرى لم تر النور خلال رمضان الحالي كما هو الشأن بالنسبة لمائدة الرحمان التي دأبت على تنظيمها “جمعية مغرب 21” بالرباط.

وقال رئيس الجمعية، عبد الغني بنسعيد، في تصريح مماثل إن هذه المائدة، التي كانت تستقطب الشباب والطلبة والمهاجرين الأفارقة بالمغرب، لم تتمكن من تقديم خدماتها بسبب عدم التوفر على مقر مناسب.

واعتبر المتحدث أن الجانب الانساني يمثل أحد الدوافع الرئيسية من وراء تنظيم هذه المبادرات التي ينصهر في بوتقتها مئات الأشخاص على موائد إفطار على قدم المساواة بين المستفيدين والمتطوعين لخدمتهم.

وليس خافيا أن مثل هذه المبادرات تسلط الضوء على قيم التكافل الاجتماعي ومساعدة الفقراء والمعوزين والمحتاجين التي تشكل منذ قرون جزء لا يتجزأ من هوية المجتمع المغربي.

كما تعمل موائد الرحمان على تقريب الصلة ما بين المستفيدين وتعميق مشاعر المودة في ما بينهم، وتوثيق العلاقات الإنسانية والاجتماعية في شهر يحرص الصائمون فيه على إشاعة فضائل التعاون والتكافل والبر والإحسان.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

29
  • hosi
    الأحد 26 يونيو 2016 - 18:37

    وإذا كانت هذه المائدة المقامة بمركز مدينة تمارة قد أصابت هدفها برأي المستفيدين، فإن موائد أخرى لم تر النور خلال رمضان الحالي كما هو الشأن بالنسبة لمائدة الرحمان التي دأبت على تنظيمها "جمعية مغرب 21" بالرباط.

  • المواطنة المقهورة
    الأحد 26 يونيو 2016 - 18:38

    طبعا اذا انتهى رمضان تنتهي معه هذه الموائد، والفقير المسكين لا احد سينظر اليه، ليت هذه الموائد موجودة حتى خارج رمضان ، هناك فقراء بحاجة الى هذه اللفتة على طول العام وليس في رمضان فقط

  • محمد
    الأحد 26 يونيو 2016 - 18:48

    شكرا للجميع المحسنين والمحستات اللهم ضاعف لهم الحسنات

  • أبوزيد
    الأحد 26 يونيو 2016 - 18:49

    بهذه العقلية التعاونية والأخلاق الإحسانية والقيم الأسلامية نبني مجتمعا متماسكا يشده بعضه بعضا شكرا للقائمين على هذه المبادرة الطيبة وما أحوجنا إلى المبادرات

  • مواطنة
    الأحد 26 يونيو 2016 - 18:54

    لي حلم جميييييل .ما هو ؟ احلم ان ارى مغربا بدون فقر ، بدون صدقة ، بدون قفة رمضان ، بدون متسولين ، بدون وسخ ، بدون جهل ، بدون تشمكير ، بدون تشرميل ، بدون سجون …. بدون بدون بدون…..خليوني كنحلم في إنتظار آذان المغرب و صيام مقبول .لاتنسوا الدعاء لكي يتحقق حلمي. اميييييين.

  • شكرا للجميع
    الأحد 26 يونيو 2016 - 18:56

    الله يرحم الوالدين لكل من ساهم في افطار الفقراء في هذا الشهر الكريم و الله يرزق المحسنين و العاملين على الطهي بما يتمناو …و نتمنى حتى بعد رمضان يستمر التضامن و لو بوجبة عشاء كل يوم للفقراء و الكل مسؤول لنكون أحسن مغرب

  • عبدالمجيد
    الأحد 26 يونيو 2016 - 18:57

    هدا دليل على نسبة زيادة في الفقر وغناء الاغنياء ان المغرب طاع

  • فقير
    الأحد 26 يونيو 2016 - 19:06

    عند وجود فائض في الميزانية يذهب الى بنما وعند وجود عجز بالميزانية يتم سداده من جيوب الفقراء

  • hmido
    الأحد 26 يونيو 2016 - 19:18

    We remember the poor just in Ramadan and there is so many while we have the resources to improve poor people's lives the few rich misuse for their own interest luxury homes cars …

  • said
    الأحد 26 يونيو 2016 - 19:24

    لاحوله ولا قوا الا بالله مفارقه عجيبه مهراجان موازين البحر الاطلسي بحر الابيض المتوصط فوصفاط السياحه وغير دالك يكون عندنا الفقر بصراحه لم اجد تفسير لهاد المفراقه لو كن توزيع التراوات كما يجيب وكبح بعض المهراجانت لما كن شي اسمه الفقر في المغرب حسبى الله وانعم الوكيل ف المشريفين علا شوءن عباد الرحمان

  • Montagnard
    الأحد 26 يونيو 2016 - 19:26

    جميل أن نطعم الفقراء خلال شهر رمضان ، لكن الأجمل لو أدى كل من شارك في صلاة التراويح عشرة دراهم كل ليلة في مغربنا الذي تبلغ عدد مساجده اكثر من أربعين ألف مسجد ، وأضفنا اليها مبلغ الملايير عن العمرات التي تؤدى خلال هذا الشهر الكريم … عملية بسيطة نقضي بها نهائيا على الفقر ونخرج فقرائنا من البؤس السرمدي الذي يعيشونه …

  • الى عبدالرحيم فتح الخير
    الأحد 26 يونيو 2016 - 19:34

    ياخي التقي الله في نفسك . من قال لك او من يدري ان يوما من الايام سيحكمك ابن احد هاته المراة المسكينة . لا تحكم على شيئ وكانك تتطلع عل علم الله عز وجل . اللي ماخرج من الدنيا ماخرج من عقايبها. !!!!!!!!

  • اين العدل
    الأحد 26 يونيو 2016 - 19:49

    والله لدمعت عيني لمشاهدة الصورة . اناس ينعمون وياكلون ويشربون . واناس لا يجدون ما ينفقون . هم كثيرون ………اينك ياوزيرة التكافل الاجتماعي….الحقاوي لا نريد منك تخصيص الصدقات نريد منك فرض الضراءب على تماسيح البلد لصنع شركات ومصانع ليعمل فيها مثل هاؤلاء حتى يستشعرون انهم ابناء الوطن . اللعنة لمن كان سببا لهاته الافة …………

  • moi
    الأحد 26 يونيو 2016 - 20:26

    la meilleur chose c est la sourire des enfants devant la vie et j espère que la future mieux pour eu

  • Ali
    الأحد 26 يونيو 2016 - 20:54

    بدلا ان تعينهم كإخواتنا أصبحتم تتاجرون فيهم وكانهم قطيع غنم !!! الهذا الحد ابتعدت عنا الانسانية يا اهل الريف اين شهامتكم وغيرتكم عن اهليكم ؟؟؟؟ ام ان ؤولائك عرب وليسوا برابرة؟؟؟

  • home
    الأحد 26 يونيو 2016 - 20:55

    regarde moi cette photo
    et le chef du gouvernement dit que le budget des retraites des parlementaires et ministres c trois fois rien
    la ilaha il lah

  • مغربى مخدوع
    الأحد 26 يونيو 2016 - 20:56

    لا حولة ولا قوة الا بالله….

    لما شادهت تلك المراة واطفالها تحتسى قسط من الحريرة تذكرت صور المجاعة
    التى ضربت اثيوبيا قبل عقود من الزمن ولكن بعدما قرات المقال فهمت انها صورة لمغربية فى يوم 25/06/2016 !!!!!!!!!!!!!!!!!!

  • ابن الجزائر البيضاء
    الأحد 26 يونيو 2016 - 21:25

    ا نضرو جيدا لتلك الابتسامة الجميلة عند وجه الفقير عندما يشعر بالله والله انها ابتسامة لم تجدها حتى عند الغني رمضان كريم لاخواننا فالمغرب الشقيق والى كلي شعوب المسلمة وشكرا لهسبريس

  • ناصر هامبورغ
    الأحد 26 يونيو 2016 - 21:49

    موائد الرحمان كتكون غير لرمضان من بعد *****

  • احمد الحر
    الأحد 26 يونيو 2016 - 22:15

    مسلمو رمضان و لا شيء غير رمضان كم هم كثيرون كما يقال ( عبادين الحريرة ) شعب يعاني التخلف و الفقر المذقع

  • ابوكريم
    الأحد 26 يونيو 2016 - 22:36

    من الاجدر تسميتها بمائدة رمضان بدل مائدة الرحمن ، لأن الرحمن لايطعم عباده فقط في رمضان، وهل للفقراء ان يصوموا ١١ شهرا ليفطروا شهرا، أين هي مائدة الحق التي تعطي لكل ذي حق حقه. للأسف ان الحاجة والفقر يستمرون لمدة سنين على مدى اثنا عشرا شهرا. أدعو الله ان يأتي يوم يأتي شهر رمضان فلا تجد هذه المائدة من يجلس اليها.

  • KABYLE ALGERIEN FIER
    الأحد 26 يونيو 2016 - 22:42

    Classement des pays africains selon le World Hapiness Report 2016
    1 Algeria (38e au niveau mondial) 

    2 Mauritius (66) 

    3 Libya (67) 

    4 Somalia (76) 

    5 Morocco (90) 

    6 Somaliland region (97) 

    7 Tunisia (98) 

    8 Nigeria (103) 

    9 Zambia (106) 

    10 Sierra Leone (111) 

    11 Namibia (113) 

    12 Cameroon (114) 

    13 Ethiopia (115) 

    14 South Africa (116) 

    15 Egypt (119) 

    16 Kenya (122) 

    17 Ghana (124) 

    18 Congo (Kinshasa) 125) 

    19 Congo (Brazzaville) (127) 

    20 Senegal (128) 

    21 Mauritania (130) 

    22 Zimbabwe (131) 

    23 Malawi (132) 

    24 Sudan (133) 

    25 Gabon (134) 

    26 Mali (135) 

    27 Botswana (137) 

    28 Comoros (138) 

    29 Ivory Coast (139) 

    30 Angola (141) 

    31 Niger (142) 

    32 South Sudan (143) 

    33 Chad (144) 

    34 Burkina Faso (145) 

    35 Uganda (146) 

    36 Madagascar (148) 

    37 Tanzania (149) 

    38 Liberia (150) 

    39 Guinea (151) 

    40 Rwanda (152) 

    41 Benin (153) 

    42 Togo (155) 

    43 Burundi (157) 


  • ملاحظ
    الأحد 26 يونيو 2016 - 23:43

    أعطيه زلافة دالحريرة و ديرلو الإشهار ، عار

  • rami
    الإثنين 27 يونيو 2016 - 00:58

    مبادرة طيبة لإفطار الصايم ،ولكن حبذ لو تحملت الدولة مسؤليتها في اغناء هؤلاء المستعفيفين . ولكن مفهوم الدولة الحقيقي لم نصل اليه بعد فنحن في نظري الشخصي مجرد مجموعة بشرية في منطقة محروسة ،ماغني فيها غنياالا بفقر فقير.

  • Ahmed
    الإثنين 27 يونيو 2016 - 01:02

    كنت قد مررت بمحادات مقهى بحي الولفة يدعى "*****" ووجدت انهم علقوا فوق الباب "موائد الرحمان" دخلت بدون تردد وللتأكد من الامر سألت عن الامر واكدوا لي ان الفطور مجاني جلست في مقعد واخدت اتصفح هسبريس بعد لحضات التحق بي مجموعة من الناس تقريبا 20 شخصا وكل في مكانه قبل الادان ب 15 دقيقة بدأ النادل بحمل اكواب من عصير الليمون الا ان المفاجأة اعطى العصير فقط لعشر اشخاص تم كرر نفس الشيء "بزلافة الحريرة" تم بعدها بالتمر واتاي والبغرير في الاخير اسمع صوة الادان بدأ اللدين توصلو بالفطور وكان بمحاداتي شخص قد قدم له النادل كل شيء وكل مرت يسأله هل اتي لك بشيء آخر وهو يلتهم فطوره وينضر الي وتصوروا معي لم يقدم لي ولو تمرة احسست حينها بمهانة كبيرة .
    بعد خمس دقائق قمت من مكاني واتجهت للنادل لم قدم للبعض فقط الفطور دون غيرهم هل اقوم بدفع مبلغ ما ليقدم لي فطورا فما كان منه الا ان
    قال لي باستهزاء "ماعندي ماندير ليك" غادرت المقهى للبحث عن فطور ولم اجده الا بعد نصف ساعة. بعد يومين اتيت اليه لاشتكي لصاحب المقهى للربما هناك خطب الا انه لم يبدي اي ردت فعل حينها علمت انهم يقدمونه فقط لزبنائهم

  • alawi
    الإثنين 27 يونيو 2016 - 04:27

    – ces gesn ont besoin de leurs droit- travail, dignite, respect – ils nont pas besopin de shorba

  • wald lhaj
    الإثنين 27 يونيو 2016 - 04:31

    to no 6.my hopes for the future are to see morocco without /shaawada/ and NO prostitution!

  • عبدالله منصور السالمي
    الإثنين 27 يونيو 2016 - 04:49

    ليس من اخلاق المسلمين ان تاخد صور بعض المحتاجين ثم نشهر بهم…هؤلاء مغاربة صاءمون ويفطرون بعزهم وفي اوطانهم بلاهلا يطريه ليشي حد
    هم جزء من ثروة البلد وهم يفطرون كصاءمين وليس
    كفقراء فهم في ديارهم وفي ديار المغرب بلد الخير.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة