بعد 7 أشهر .. أسرة مغربية تستقبل جثمان ضحية طائرة مصرية

انهمرت الدموع من مقلتيها، ولم تستطع وقف انسيابها على خدّيها، وهي تتحدث عن جثمان شقيقتها، الذي لم يدفن لقرابة سبعة أشهر! أما إحدى الحاضرات، فسقطت مغشيا عليها وهي تتابع الجثمان ينقل إلى سيارة الإسعاف.

“لا يمكن أن تتصور الأمر، صعب أن تنتظر جثمانا طوال هذه المدة”، تروي لطيفة الدكاوي، شقيقة المغربية التي لقيت حتفها إثر سقوط طائرة تابعة لشركة “مصر للطيران” قبالة السواحل المصرية بمياه البحر الأبيض المتوسط في ماي الماضي، اليوم الجمعة، بعدما وصل جثمانها إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء.

عزاء لسبعة أشهر!

طوال سبعة أشهر، ظلت عائلة الدكاوي بالدار البيضاء تنتظر جثمان فتيحة، التي كانت متجهة إلى زيارة ابنتها المقيمة بالقاهرة، والتي تشتغل كمدرسة للغات بإحدى المدارس الدولية بالعاصمة المصرية؛ لكن إجراءات تسليم الجثمان بمنطقة الشحن كانت أصعب وأطول، إذ فاقت ساعتين بعد وصولها، ما زاد من ألم الأسرة ومعاناتها.

يقول مصطفى الدكاوي، شقيق الراحلة، في تصريحه لهسبريس: “لقد أيقظ وصول جثمان الراحلة الألم والفاجعة في صفوف العائلة”، مضيفا: “منذ سبعة أشهر ونحن ننتظر وصولها ودفن جثمانها”.

وأضاف شقيق الراحلة أن العائلة لم تكن تنتظر مثل هذا الخبر المحزن، وهو ما جعل الأسرة لا تصدق حدوثه ولم يخطر على بال أحد.

لطيفة، التي كانت تجلس بين ابني الراحلة، أكدت لجريدة هسبريس، والدموع تغالبها، أن انتظار جثمان شقيقتها كان أمرا صعبا لم نتقبله، مضيفة: “صعيب تبقى تنتظر، ليوم تجي غدا تجي”.

هكذا تلقت ابنتها خبر وفاتها

كانت الراحلة متوجهة من العاصمة الفرنسية صوب القاهرة، لمشاركة ابنتها التي تقيم هناك في التحضير للزواج؛ لكن القدر شاء أن يجعل الشابة تتلقى خبر وفاة أمها ضمن الركاب الذين كانوا على متن طائرة تابعة لشركة “مصر للطيران”.

تقول دنيا، ابنة الراحلة التي تهم باستقبال والدتها بالقاهرة، في تصريح لهسبريس، “توجه زوجي إلى المطار لاستقدام والدتي؛ لكنه تأخر كثيرا، ما أثار شكوكا لديّ واتصلت به حينها، ثم ولجت الأنترنيت لأعرف التوقيت الذي يفترض أن تصل فيه الطائرة التي تقلها، لأتفاجأ بأخبار عن الفاجعة التي أودت بحياة والدتي”.

وأضافت الشابة، التي تشتغل مدرسة بالقاهرة: “في المطار، حضر وزير الداخلية المصري، وظللنا هناك وقتا من الزمن دون أن نعرف أي شيء عن تأخر الرحلة؛ لكن بمجرد احتجاجي باللغة الفرنسية، ناداني السفير الفرنسي بالقاهرة وحدثني على انفراد، ليخبرني بأن الطائرة سقطت وأن والدتي ومن كان بالرحلة لقوا حتفهم”.

وتابعت ابنة الراحلة: “كنا نتلقى الأخبار عن طريق فرنسا، عكس المصريين الذين تحفظوا كثيرا”، مضيفة أن السفارة المغربية وقفت إلى جانبهم، وسهلت لهم إجراءات الحصول على الوثائق قصد نقل الجثمان بعد التعرف عليه.

وجرى، بحضور أسرتها، نقل جثمان الراحلة في حدود الساعة الخامسة مساء من مطار محمد الخامس بالرغم من وصول الطائرة في الساعة الواحدة، إلى منزلها الكائن بمقاطعة سباتة بالدار البيضاء، حيث شيّعت أخيرا بعد سبعة أشهر إلى مثواها الأخير.

يشار إلى أن الراحلة، التي كانت تبلغ من العمر قيد حياتها حوالي 59 سنة، لقيت مصرعها في الرحلة التي كانت تقل 66 راكبا، بينهم 30 راكبا من جنسية مصرية والباقون من جنسيات مختلفة. وكانت الطائرة قد فقد الاتصال بها يوم 19 ماي 2016، عقب دخولها بقليل الأجواء المصرية بالقرب من إحدى الجزر اليونانية، قبل أن يعلن عن تحطمها بمياه البحر الأبيض المتوسط.