البطالة والانحراف يعيقان إدماج أطفال مؤسسات "الرعاية الاجتماعية"

البطالة والانحراف يعيقان إدماج أطفال مؤسسات "الرعاية الاجتماعية"
الأربعاء 8 فبراير 2017 - 08:00

بَسط عدد من الفاعلين المدنيين، العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية، جُملة من العراقيل التي تعُوق إدماجَ أطفال مؤسسات الرعاية في المجتمع، بعدَ بلوغهم سنّ 18، وهي السنَّ التي يُرغمون فيها على مغادرة هذه المؤسسات.

من بين المشاكل الكثيرة التي تواجهها هذه الشريحة الاجتماعية، بحسب عبد الرحمان منعم، عامل اجتماعي عن جمعية “بيْتي”، أنَّ الأسر ترفض استقبال أطفالها بعد مغادرة مؤسسات الرعاية الاجتماعية، بينما هناك أطفال آخرون لا أُسرَ لهم أصلا.

مسؤولو الجمعيات العاملة في هذا الميدان دعوا، خلال لقاء نظمته وزارة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية حول “مواكبة أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية ما بعد 18 سنة”، إلى إيجاد حلول لإنقاذ هؤلاء الأطفال من التشرد، خاصة في ظلّ غياب مؤسسات ترعاهم بعد مغادرة دور الرعاية.

“إنَّ الأمرَ أشبهُ بصبّ الماء في الرمل حينَ نقوم برعاية طفل لمدّة 18 سنة ثم يجد نفسه في الشارع”، يقول عبد الرحمان منعم، مُشيرا إلى أنَّ ثمّة ضرورة مُلحّة لتوفير مواكبة لهؤلاء الأطفال، تفاديا لوقوعهم في براثن الإجرام والانحراف وتناوُل المخدرات.

وشدّدَ عدد من المتدخلين خلال اللقاء على أهمّية المواكبة التربوية والاجتماعية والنفسية لأطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية، سواء قبل أو بعد سن 18 سنة؛ “لأنهم حينَ يخرجون يصطدمون بواقعٍ مختلف تماما عمّا تربّوا عليه داخل هذه المؤسسات”، تقول فاعلة جمعوية.

من جهته قال محمد غفير، عامل اجتماعي بإحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية، إنَّ إدماج أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية في المجتمع يتطلّب إشراك القطب الاقتصادي، باعتباره الجسرَ الذي ينتقل عبره هؤلاء الأطفال إلى سوق الشغل.

وتابع متسائلا: “إذا كانت الدولة لم تُفعّل قانون تخصيص نسبة من المناصب لذوي الاحتياجات الخاصّة، فكيْف يُمكن لأطفال دور الرعاية الاجتماعية أنْ يحصلوا على وظيفة؟”، معتبرا أنّ القطاع الخاصَّ يُمكن أن يلعب دورا بارزا لضمان الشغل لهم.

ويبْدو أنَّ طريق وُلوج أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية إلى سوق الشغل بعد بلوغهم السنَّ القانونية التي تؤهّلهم لذلك، ليسَ مُعبّدا، بسبب الصورة النمطية والأفكار المسبقة السائدة في المجتمع؛ ذلك أنَّ بعض أرباب العمل يتخوّفون من تشغيلهم، وفق عبد الرحمان منعم.

وثمّة أربابُ عمل آخرون يستغلّونهم، بدفْع رواتب ضعيفة، وعدم التصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وفي هذا الإطار، دعا منعم إلى وضع برنامج لإعداد أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية لدخول سوق الشغل، بعد وصولهم إلى 15 سنة، وخلْق خليّة للإشراف على هذا البرنامج، وتكثيف التنسيق مع المكتب الوطني للتكوين المهني، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل.

‫تعليقات الزوار

10
  • ذو الرمة
    الأربعاء 8 فبراير 2017 - 09:04

    صحيح البطالة والانحراف يعيقان ادماج كل الاطفال والشباب . . .في المجتمع.
    لكن البطالة والانحراف ليست اسبابا أولية وانما نتائج تحولت الى اسباب. لان الاسباب الحقيقية للبطالة والانحراف يكمن في ضعف آليات الادماج ذاتها .ولعل اول الآليات هي التكوين النفسي والمعرفي والوجداني لهذه الفئات والاثناف من المجتمع. وضعف او انعدام التكوين عائد بالأساس الى ضعف البنيات التحتية المخصصة لهذا ؛ ناهيك عن غياب إرادة وطنية لتوفير الأطر القمينة بانجاز هذا العمل -والتي تعاني من بدورها من البطالة والنحراف في مسارها المهني (ماستر في الفلسفة وشعبها يعمل سائقا او نادلا او. . .)
    اين الميزانيات المخصصة لهذا النوع من الخدمات والتي توجد فعلا في توبيب ميزانيات المجالس البلدية والجمعات القروية ومجالس الجهة والاكديميات بوزارة التربية الوطنية ومندوبيات الشبيبة والرياضة والثقافة والاوقاف والاسرة و و و (سير سول على الباقي. . ) وفي القطاع الشبه العمومي والقطاع الخاص والمؤسسات المحدة لهذا الغرض و و و (س.سول. . .)
    ألا . . . وقد كانت شركات كوكا…ودوفال … و شركات تعرفونها تغدق على الترفيه والرياضات يكون هذا مآلنا؟؟؟

  • حميد
    الأربعاء 8 فبراير 2017 - 09:29

    دور تفريخ ابناء غير شرعيين
    كيف يطرد الشخص من الدور الاجتماعية وهو غير مؤهل لمواجهة المجتمع وما الذي توفره هذه الدور غير الماوى والمطعم للمطرود(ة)وسترجع بعد تسعة اشهر بطفل(ة)وما فائدة هذه الدوراذا اصبحت معملا لتفريخ ابناء غير شرعيين يملاؤون شوارعنا وسجوننا وفي المقابل يفرض على الكفيل تحميل اسماء عائلته واشراكه في ممتلكاته مع العلم ان ذلك يحرم شرعا والكفيل يقوم بدور الراعي الاجتماعي وعلى عاتقه تنشئته وتعليمه حتى يستطيع الادماج في المجتمع ، الم يان لنا ان نشجع الشباب على العلاقة الشرعية وتعليمهم اسس الاسرة الصالحة المبنية على الاستقامة حتى نقضي على هذه الافة

  • عار علينا جميعا
    الأربعاء 8 فبراير 2017 - 09:55

    لم نستطع من نخبة و دولة و ما يسمى مجتمع مدني في الرعاية الاجتماعية ان نربي ايتاما في حدود 100 الف و ننشئ منهم فئة متربية وطنيا و اسلاميا فهذا حقا عار علينا فهذا عين التنمية البشرية، نتمنى ان نغير اتجاهنا تماما في هذا المجال و ان يكون تحت رعاية ملكية و تنفيذ حكومي صارم من جهة واحدة.
    ونرجع الى المجتمع المدني في هذا الميدان، قبل ايام شاهدت برنامجا قيما : في 45 دقيقية، وفي جواب مسؤولة احد الجمعيات عن تكلفة الطفل اليتيم عندهم اجابت بين 2500 و 3000 درهم شهريا، اليس هذا العبث بعينه ملاييين العائلات المغربية تعيش بالقدر نفسه و منها من لهم ابناء صالحون و تبوؤوا اعلى المناصب.اعتقد اننا فشلنا جميعا في هذا المجال و الاعتراف بالمرض اول الخطى نحو العلاج.

  • بنعمر
    الأربعاء 8 فبراير 2017 - 10:23

    فعل مشكلة عويصة ، نظرا للبطالة المتفشية في المغرب يجب رعاية هولاء الى سن 40 على اقل تقدير ، لان في المغرب الشباب بدبلومات عالية ومن أسر متوسطة ولاتجد عمل فما بالك ممن لامعين له . القاعدة في المغرب هو ان البطالة هي المستقبل اما العمل فهو استثناء ، الله يكون في العون

  • mohab
    الأربعاء 8 فبراير 2017 - 10:24

    السؤال المطروح هو لمادا "تخلت" الدولة عن هذا القطاع؟
    لماذا ترك الجانب الاجتماعي للجمعيات؟
    لماذا نجد اكتر من وزارتين تتقاسم مسؤولية هذا القطاع؟
    ان القطاع الاجتماعي هو اساس و اولوية كما هو الشأن للتعليم فتقييم اي مجهود يأتي عبر التتبع فلنفرض جدلا ان الجمعيات تلقت الدعم و الوسائل الضرورية للعمل و قامت بعملها على اسن وجه فماذا بعد ذلك ان تركنا الفئات المسفيدة هذه المؤسسات تضيع في الشارع فان المجهودات المبذولة ضاعت. لماذا لا تكبر هذه المؤسسات المسماة "مؤسسات الرعاية الاجتماعية" بعد القانون 14-05 لتفادي استعمال كلمة "خيرية" التي لها دلالة "سلبية" مجتمعيا لم يتغير الا الاسم حتى ان الناس ظنوا ان الخيريات لم تعد موجودة بشكل نهائي و مع ملاحظة مستفيدي هذه المؤسسات مشردين في الشوارع طبعا من حق عامة الناس ان يتأكدوا فعلا الن الخيريات لم تعد موجودة بل ربما الخير بعينه اندثر

  • حميد
    الأربعاء 8 فبراير 2017 - 10:39

    دور تفريخ ابناء غير شرعيين
    دور تفريخ ابناء غير شرعيين
    كيف يطرد الشخص من الدور الاجتماعية وهو غير مؤهل لمواجهة المجتمع وما الذي توفره هذه الدور غير الماوى والمطعم للمطرود(ة)وسترجع بعد تسعة اشهر بطفل(ة)وما فائدة هذه الدوراذا اصبحت معملا لتفريخ ابناء غير شرعيين يملاؤون شوارعنا وسجوننا وفي المقابل يفرض على الكفيل تحميل اسماء عائلته واشراكه في ممتلكاته مع العلم ان ذلك يحرم شرعا والكفيل يقوم بدور الراعي الاجتماعي وعلى عاتقه تنشئته وتعليمه حتى يستطيع الادماج في المجتمع ، الم يان لنا ان نشجع الشباب على العلاقة الشرعية وتعليمهم اسس الاسرة الصالحة المبنية على الاستقامة حتى نقضي على هذه الافة

  • الأسرة والرعاية الاجتماعية
    الأربعاء 8 فبراير 2017 - 13:59

    تنظر الدولة إلى مؤسسة الرعاية الاجتماعية بنظرة مختلفة إلى الأسر !
    الأسرة في حدداتها مؤسسة اجتماعية قبل أن تتحمل مفهوم الرعاية. الفرق في كون الأسرة لا تكلف الدولة بل تزيدها تعقيدا بالأمراض الإجتماعية المتفشية في الشارع المغربي بسبب البطالة والمخدرات المتنوعة ولا مانع لدخولها عبر الحدود لتصبح شغل من لا شغل له.

  • abdou
    الأربعاء 8 فبراير 2017 - 14:15

    كانت دور الأيتام المحدثة منذ أواسط القرن الماضي تتوفر على مراكز وورشات للمهن وكانت تهيئ الأطفال للمستقبل أما الأن فقد تراجعت وظائف التكوين بدور الأيتام وتنعدم في كثير منها إضافة إلى غرق الجمعيات المشرفة على دور الأيتام في مشاكل الموارد المالية وتخلي الدولة عليها تتصارع مع الزمن.
    كانت هناك محاولات للاهتمام بهذا الموضوع خصوصا بعد زيارة جلالة الملك سنة 2005 لدار الأيتام بخيرية عين الشق لكن عدم انخراط الوزارات الاساسية في الموضوع أدى إلى بقاء الوضع على ماهو عليه.
    صحيح أن القطاع الخاص يتخوف من الانخراط في برنامج لإدماج شباب مؤسسات الرعاية الاجتماعية وذلك بناء على تجارب عاشوها حيث أن أولائك الشباب لم يحصلو على التهييئ الكاف وهم ضحية لسلوكات سلبية ناتجة عن عدم الاهتمام بهم بما يكفي.
    وصحيح أيضا أنه يصعب تحميل المسؤولية الكاملة للجمعيات الخيرية المشرفة على تلك المراكز في غياب ما يكفي من الدعم والانخراط من طرف الدولة

  • Masour
    الأربعاء 8 فبراير 2017 - 16:52

    هناك مشكل يؤرق الجمعيات المسيرة لهذه المؤسسات فبالاظافة الى العامل المادي هناك كارتة تواجد بعض المستخدمين الذين من المفروض ان يكونوا اسرة للمستفيدين نجد انهم طرف في المشكل وذلك بتعاملهم المشين اتجاه الاطفال بفعل السب والشتم المذل لهؤلاء الاطفال ليل نهار وترديد كلام ساقط اتجاههم .هؤلاء المستخدمين الذين لايتوفرون على اي كستوى دراسي بل احيانا لايعرفون القراءة ولا الكتابة بل الادهى انهم ياتون للمؤسسة وهم سكارى مع العلم انهم يعتبرون مربون .مه الاشارة ان هناك مربون ذووا كفاءات يستحقون التنويه ويجب تسوية وضعيتهم المادية.

  • citoyenne du monde
    الأربعاء 8 فبراير 2017 - 20:45

    Est-ce que l'article parle des "correctionnels" pour délinquants, qui ont parfois commis des crimes graves,ou bien des orphelinats? Dans les deux cas, si l’État ne s'investissait assez dans l'éducation et la formation des adolescents sous sa protection, on n'aurait pas des futurs chômeurs et criminels, mais de bons citoyens autonomes, capables de subvenir à leurs besoins au lieu de rester un fardeau pour la société. .

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات