الاقتصاد البديل والفوارق الاجتماعية .. خبراء يشددون على الديمقراطية

الاقتصاد البديل والفوارق الاجتماعية .. خبراء يشددون على الديمقراطية
الجمعة 21 يوليوز 2017 - 17:00

في خضمّ المطالب المتزايدة للشارع العربي على تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية، خاصة بعد الانتفاضات الشعبية الواسعة التي عرفتها المنطقة مطلع سنة 2011، قال خبراء اقتصاديون مشاركون في ندوة بالرباط حول موضوع “الفوارق الاجتماعية والاقتصاد البديل” إنّ الاقتصاد البديل يُعدّ مدخلا أساسيا لتحقيق هدف ترسيخ العدالة الاجتماعية، ومحاربة الفوارق الطبقية.

ويعّرف عبد المولى إسماعيل، وهو باحث مصري في المجال الاقتصادي، الاقتصاد البديل بأنه نموذج لتجاوز نمط الاقتصادين السائدين، وهما الإنتاج الرأسمالي والإنتاج الريعي القائم في الدول ذات الطبيعية الاستبدادية، والذي تستفيد منه فئات محدودة مقربة في الغالب من السلطة ومراكز النفوذ، مضيفا أن العدالة الاجتماعية ستظل غائبة ما طالما استمرّ هذان النمطان من الإنتاج.

وأضاف الخبير الاقتصادي، في تصريح لهسبريس على هامش الندوة المنظمة من لدن “منتدى البدائل العربي للدراسات بالقاهرة” بالتعاون مع “مؤسسة روزا لوكسمبورغ مكتب شمال إفريقيا”، أنّ المقاربة الأساسية للولوج إلى العدالة الاجتماعية بالنسبة إلى الجمهور الأكثر فقرا والأكثر هشاشة هي المقاربة القائمة على الاقتصاد البديل، الذي هو من الناس وإليهم، ويُعتبَرون فاعلين أساسيين فيه.

واحتلّ مطلب العدالة الاجتماعية حيّزا كبيرا ضمن لائحة المطالب الرئيسية التي رفعتها الجماهير التي خرجت إلى الشارع في عدد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إبّان ما يُعرف بـ”الربيع العربي”.

وفي هذا الإطار، قال عبد المولى إسماعيل إنّ المشكل الأساسي لدى الجمهور المنتفض كان هو العدالة الاجتماعية التي تعتبر بالنسبة إليهم غاية غائبة في المنطقة.

جوزيف ضاهر، الخبير الاقتصادي والناشط السياسي اللبناني، أكّد في عرضه على مركزية الديمقراطية في تحقيق العدالة والاجتماعية، مُبرزا أنّ أساس الاقتصاد البديل هو التمكين السياسي والاجتماعي والاقتصادي للطبقات الضعيفة، وإشراك جميع السكان في اتخاذ القرار، بما في ذلك القرارات التي تهمّ المجال الاقتصادي.

وأردف ضاهر أن “الحقوق السياسية لا يجب أن تقتصر فقط على تخويل المواطنين حق التصويت في الانتخابات؛ بل يجب أن يُضمن للطبقات العاملة حق الانتاج، وحق التنظيم، وحق الإضراب، وحق إنشاء نقابات عمالية، والتنظيم الجماعي، سواء في القطاع العام أو الخاص”.

واعتبر الخبير الاقتصادي اللبناني أنّ السوق ليست مساحة منفصلة عن الديمقراطية، ما دام أنها جزء من المجال السياسي ومضمار للصراع الطبقي، “ولذلك فإنّ السوق يجب أن تكون محكومة بمبادئ الديمقراطية”، يقول المتحدث، مُبرزا أن إرساء الديمقراطية لا يسهم فقط في تحقيق العدالة الاجتماعية؛ بل يحمي الدول من الخضوع لهيمنة الدول الأجنبية والمؤسسات المالية الدولية.

وفي هذا السياق، انتقد جوزيف ضاهر المؤسسات المالية الدولية، قائلا إنّ ادعاءاتها بكونها ترغب في إصلاح الأوضاع الداخلية لبلدان العالم الثالث “خطابات مضلّلة”، موضحا “هذه المؤسسات تعزز الرأسمالية المتوحشة، وتدعم الاستبداد والفوارق الاجتماعية في الدول المتخلفة”.

‫تعليقات الزوار

14
  • الفيلسوف
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 17:19

    لا تقوم الدمقراطية إلاَّ بمحاربة المفسدين و لا تنتظم الدولة إلاَّ بمحاربة الخونة و العملاء…رحم الله العلامة ابن خلدون إذ قال في المقدمة : [ من علامة إنهيار دولة كثرة الخونة..] و نحن نزيد العملاء و المفسدين في المصالح العامة…

  • ما نعرف
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 17:23

    هاد النوع من المناظرات هي اللي كتبغيها الدولة واخا تنتقدها … علاش

    حيث أولا غارقة في الديموغاجية و ثايا لأنهم يهضرو حتى يعياو واخا يقول غدا العيد ما غادي يسمع ليهم حتى واحد خصوصا الظبقة المهضومة …

    بغيتو المغرب يتصلح ثافقو على قواعد بسيطة ومتعارف عليها دوليا وبقاو ثابثين عليهم : وانا أقترح أن المغرب لا يصلح سوى بنقطتين أساسيتين

    1 – حرية الحصول على المعلومات …( هدا ما لا تريده الحكومة التي أخرجت قوانين تمنع الحصول على معلومات من الدولة ولو كان فقط معرفة راتب الوزير فانهم يعتبرونه سري ) …

    2 – تكون لدينا جمعيات حقوق المواطن قوية وعندها صلاحيات كبيرة … وهادي حتى هي الحكومة لا تريدها ولو أنها دستورية …

    ادا المغربي اعطيتيه معلومات صحيحة على آشنو ضاير في بلادو ومشى عند جمعيات حقوق المواطن اللي غادي توقف معاه .. هاديك الساعة ممكن نقولو راه احنا في طريق دولة الحق والقانون …

    من غير هاد الشي راه كنكونو كنكدبو على ريوسنا والمسؤولين كيكدبو علينا

  • مجرد راي
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 17:37

    كلام طيب ولكن ماهي آليات بناء هذا الاقتصاد البديل إذا كانت أنظمة المنطقة هي أول مستفيد من الوضع القائم و كيف السبيل لإشراك المجتمع في صناعة القرار الاقتصادي في ظل وجود هيأت تمثيلية فاسدة همها الوحيد هو البحث عن الريع

  • مراد
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 17:45

    السياسة ديال الحكومة واضحة‘ المكر مع المواطنين..الاقاليم التي تحتج يتم زيارتها من طرف المسوؤلين لإخماد غضب الشعب و المحتجين بالوعود الكاذبة والكلمات الخداعة‘لكن هيهات ثم هيهات…سيأتي يوم تفضحون فيه…نصيحة لله‘ أتركوا الكذب و أرفقوا القول بالفعل

  • سمير أنجلترا
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 18:00

    أتفق إتفاقًا كليا مع الكاتب.فكرة النظام الرأسمالي الذي هو مظهر من مظاهر الإمبريالية جاء ليخدم طبقة معينة من الهرم الاجتماعي(الاثرياء،رجال الاعمال،وذوي النفوذ)على حساب الطبقات الكادحة.هذه الايدولوجية الاقتصاديةترسخ لكل ما في الكلمة من معنى إفقار الفقير وإغناء الغني.

  • نوري ابراهيم
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 18:10

    لماذا تتقاعس الأنظمة الحاكمة في تحقيق العدالة الاجتماعية أو على الأقل ضمان العيش الكريم والطمأنينه للجميع…فالشعب لا يطلب المستحيل…الشعب لا يطمح في تحصيل حياة مترفة ورفاهية وقصور…..الناس بسطاء في متطلباتهم: العفاف والكفاف وحفظ ماء الوجه ، ، فهل كان لزاما على المخزن أن يقهر البشر ويعتبرهم من درجات دنيا لايصلح لهم إلا العنف والتقريع….؟!!….ان واقع الحال لا يسر طالما أن حفنة من الناس تعيش البذخ والترف والمجون بأموال مشبوهة…والسواد الأعظم قابعون في انتظار متنفس لا يشرف بالحضور……هل يستمر هذا الغبن…
    انتبهوا إلى الحديث القدسي:"إذا غضب الله على قوم رزقهم من حرام؛وإذا زاد غضبه عليهم ، بارك لهم فيه "

  • ابن ايت اورير
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 18:14

    الحق الوحيد لي بغيناه هو تخلينا هاد الدولة المخزنية الفتاكة نخرجو من هاذا البلاد باش نترزقو على الله ، ولاكن المصيبة العظمى هي انها كتشري الأفارقة بالملايين من الاوروبيين والفاهم يفهم ….
    ولي قال مزال غي فكو العزلة على المناطق المهمشة يمشي يشوف حالة سيدي افني لي وقعت في الضجة بحال الحسيمة شحال هادي *_^

  • مواطن مغربي
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 18:15

    الأمر لا يستدعي مناظرة ولا غير دلك . الأمر واضح 80% من الثروة بيد الأقلية القليلة ودلك عبر عدة طرق ملتوية.
    المطالب محاربة الفساد بكل أشكاله وفتح فروع المجلس الأعلى للحسابات وجمعيات الحفاظ على المال في جميع الأقاليم والعمالات و تخصيص محاكم خاصة واستعجالية قصد وقف النزيف وانقاد مايمكن انقاده.

  • hammouda lfezzioui
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 19:17

    ر سم كاريكاتوري في الصميم.
    التهموا كل شيء وتركوا العظام ,لو اظافت الى رسمك قططا تتضور جوعا وتتصارع على العظام لكان افضل .
    خيال صاحب الرسم لا حدود له .ما اسم ذلك النوع من السمك?يبدو من ذيله انه من النوع الجيد.
    بصحتهم وراحتهم!!

  • مراكشي اصيل
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 19:47

    شعب يحب نفسه اكثر من اللازم ،ودائما يعتبر نفسه على حق اكثر من الآخرين.
    Chaque people il a le gouvernement qui mérite.

  • اناكنت فاكرك ملاك هههه
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 20:11

    واحد عايش في فيلا مساحتها 6000متر مربع لن يستمع الى مايجري من وراء حاءط علو 2مترونصف لشباب انهكه الجري على لقمة العيش ممزوجة بالعرق والدموع واحيانا بالدم ومتبلة بالدل والحط من الكرامة والاستهزاء والسخرية هدا ان وجدها اصلا اما الموجود حاليا وهو -حط السيفي وسير حتى-وتطبلون وتزمرون لحقوق الانسان اليس الشغل حق من حقوق الشباب الدي ادرك الثلاتين ولازال يطمع في 10دراهم من ابوه لشرب قهوة واستخدام ويفي المقهى لفضح مهزلتكم

  • علي
    الجمعة 21 يوليوز 2017 - 20:17

    لا يمكن أن تلد الديموقراطية عدالة اجتماعية في ظل ملكية مطلقة مستبدة.

  • Jaouad
    السبت 22 يوليوز 2017 - 01:43

    يجب على الدولة مراجعة دورسها و تقوم كل ومؤسسة بعملها كما يجب.المشكل هو البطالة الشباب و فوارق الاجتماعية بين أسر.شي كيشد 12 مليون.شي 2500 درهم شي 0 درهم فشهر. شي شبع غي بريمات وزيد وزيد………

  • مغربي
    السبت 22 يوليوز 2017 - 09:01

    من قبل كان مثل هذه الندوات ممنوع الان اصبح جزء من سياسة المخزن يبين انه بلد ههههه ديمقراطي تنتقد الدولة كم الذاخل تانية نترك للناس يسمعون ما يحبون ويفشو على قليبهم و اللي سخن عليه راسو و تجمهر بعد ذلك اوا احتج الزروتطو المخزنية في الانتظا + الغازات

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج