في هذا الفضاء الصغير، لا صوت یعلو على صوت تغريد الطیور، أينما تنقلت داخله تجد حلقات صغيرة من أناس بهواجس ليست مثل هواجس باقي البشر؛ أناس يستمعون وتتأملون أكثر مما يتكلمون، وإذا تكلموا لا يكون حديثهم سوى عن هوسهم بتربية هذه “الكائنات الجميلة”.
ولع بالطيور حتى الموت
على مدار ثلاثة أيام، من 7 إلى 9 دجنبر الجاري، حج إلى حي الرياض بالرباط عشرات “الموالیع” بتربية الطیور من جميع أنحاء المغرب، منهم من وقع في عشقها منذ طفولته وآخرون اكتشفوا هذه الهواية في سن متأخرة، لتصير هذه المخلوقات ملاذهم الوحيد، يلجؤون إليها هربا من الشعور بالوحدة.
من بين هؤلاء “الموالیع” من أوقف تفكيره برتابة الحياة وضغطها خلال هذه المدة، حتى يتنافس على لقب أحسن مربٍّ للطيور في المغرب. “12 شهرا من الاجتهاد في الاعتناء بالطيور يمكنها أن تتلاشى أمام عينيك؛ رأي الحكم يمكن أن يتسبب للمربي في الانهيار”، يقول محمد بعاج، رئيس النادي المغربي لتربية الطیور والمحافظة على البيئة.
عرف محمد هذه الهواية منذ طفولته، لكن انشغاله بالدراسة والعمل والالتزامات الأسرية حال دون أن يستمر في تربية كائناته المفضلة. قبل خمس سنوات وجد نفسه في حالة حنين إلى الأيام الجميلة التي قضاها وهو يرعى الطیور، فعاد إلى تربيتها.
يحكي محمد أن إحساسه وهو برفقة طيوره بالمنزل ينسيه تعب العمل ورتابة الحياة. “يصعب عليّ أن أصف العلاقة التي تربطني بهذه الكائنات الرقيقة. أكون سعيدا جدا وأنا أعتني بها وفقط”، يضيف مربي الطیور ذاته.
مئات الطیور تتنافس
“أخيرا حان وقت التنافس بعد أشهر عديدة من الاستثمار المادي والكثير من الجهد”، يقول إبراهيم الذي تنقل من مدينة مراكش إلى الرباط حتى يتنافس على اللقب، ليضيف وهو يحاول السخرية من نفسه: “أشعر بالارتباك وشيء من الخوف. هذه الطیور سُتفقدنا عقولنا في يوم من الأيام”.
كثيرون مثل هذا الرجل الأربعیني لا يستطيعون وصف علاقتهم الخاصة بطيورهم، “هناك من يحب هذه الكائنات أكثر من حبه لأبنائه وزوجته”، يصيح أحد المربين. هي هواية “لا ربح فيها”، الخسارة هي رأس مالها. من هؤلاء المربين من يصرف مبالغ مهمة في تربية هذه الطیور. “هي شيء مثل اللعنة تصيب فقط من في قلوبهم الكثير من الرحمة تجاه الكائنات الرقيقة وُتفرغ جيوبهم”، يقول آخر.
يتنافس في هذه المباراة 256 طائرا على “جائزة الشكل واللون” و212 طائرا آخر على “جائزة الغناء”، يحكم بينها خبراء من سويسرا وبلجيكا وإيطاليا راكموا عشرات السنين في هذا المجال.
يقول بیتیكس غیطانو، الحكم الدولي الذي قدم من إيطاليا ليحكم بين أفضل الطیور، إنه “رغم صغر هذا الحدث، تفاجأت بكثير من الحب يحمله المغاربة في قلوبهم تجاه الطیور”، مضيفا: “لم أكن أعتقد أنه توجد ثقافة تربية الطیور لدى المغاربة كباقي الدول الأورو-متوسطية”.
إلى جانب الحكم الإيطالي، يجلس محمد الودغیري، واحد من الطلبة المتدربين في مجال التحكيم. هذا الرجل الخمسیني يلاحظ بدقة ما يجري في قاعة التحكيم ويحاول في كل لحظة اغتنام الفرصة لطرح أسئلته على الحكم العالمي. “أطمح إلى مراكمة خبرات كبيرة في هذا المجال حتى أصير حكما دوليا”، يقول المتدرب.
يتوفر المغرب على حكمين فقط يحملان الشارة العالمية؛ الشيء الذي يدفع بالجهات المنظمة إلى اللجوء إلى حكام دوليين حتى تستجيب المسابقة إلى المعايير المعمول بها عبر مختلف البلدان في هذا السياق.
في هذا الإطار، يوضح محمد كوكوز، الحكم الوطني، أن الجامعة الأورنیطولوجیة المغربیة بمواردها البسيطة تعمل جاهدة على تكوين عدد من الحكام المغاربة وتأهيلهم ليصبحوا حكاما دوليين. “الهدف من وراء كل هذا الجهد هو أن ننظم في يوم من الأيام تظاهرات مغربية مائة بالمائة”، يقول كوكوز.
مشاكل مادية
هذه المسابقة ليست الوحيدة التي تنظم في المغرب، بل تنظم مثلها في عدد من المدن الكبرى، القاسم المشترك بينها ضعف التمويل والدعم اللوجستيكي، حتى تستجيب للمعايير الدولية.
يقول محمد حاتم المعیزي، رئيس الجامعة الأورنیطولوجیة المغربیة، إن “تمويل التظاهرة مرتبط بالأساس بمساهمات عدد من النوادي المهتمة بتربية الطیور”، مضيفا أن “تنظيم مثل هذه المسابقات تواجهه مجموعة من الصعاب، على رأسها الجانب اللوجستيكي ومصاريف جلب الخبرات الدولية في هذا المجال”.
اعرف بائعا للجرائد من هواتها ففي كشكه عدة اقفاص للطيور و يعرف متى يترك الطائر يخرج من قفصه بدون أن يهرب و تبقى في محله و واحد من صنف الحسون عندما يكون البرد يضعه في جيبه و من حين لآخر يطل عليه و قال الي مربيه حتى و إن أعطوا مبلغا مغربيا لن يبيعه
فعلا هواية يعرفها مربو الطيور و فيهم من يستعملها للتجارة و واحد اعرفه مولع بالحمام و مرة اخد حمامتان لمدينة اخرى تبعد ب 160كلم و اطلقهما فواحدة رجعت بعد يومين و الأخرى بعد ثلاثة أيام
السلام عليكم،
فعلا تربية الطيور تجربة رائعة لي خصوصا طيور البادجي ذات الألوان الجميلة رغم صوتها البشع نوعا ما ههههه لكنني اضطررت لبيعها لضيق الوقت فقط حتى لا أخد وزرها لأن اي شخص اراد تربية الطيور وجب عليه العناية بها جيدا وهو ما يتطلب منه مجهودا ماديا و لوجيستيكيا وكذلك وقتا مهم ولكن ان شاء الله ستكون لي عودة للميدان بمكناس.
العصفور حياته وغنائه بحريته في محيطه الطبيعي يعيش طائر حر طليق يكون جميل ، في القفض فهو يشكو مولاه و غنائه بكاء …
اتمنى مستقبﻻ ان تقوم الجامعة و الصحافة باﻻشهار لمثل هده التظاهرات ليتمكن جميع محبي تربية الطيور اﻻلتحاق لتشجيع المتنافسين واﻻستفادة من خبرات المشاركين.
أتمنى ان تكون المسابقة فقط في الطيور التي تربى فقط في الأقفاص…لان احسن طائر. مغرد هو الحسون…احسن حتى من الكناري ….المشكل كثرة الصيد رقي أوقات البيض…اصبح جد نادر….والبعض يتسلق الأشجار ليسرق البيض ويضعه الكناري ليفقص….أتمنى من المغاربة معرفة الظروف الملائمة لتفريخ طائر الحسون في القفص…اعرف دلك صعب جدا ….رأيت جزائري على يوتوب تمكن من تفريخ الحسون في القفص…أتمنى من اي مغربي يعرف الحل ان يكتبه هنا لننقض طائر الحسون
بالجد و الإجتهاد تمضي هذه الجمعية نحو الأمام يتألق متزايد.
كل التوفيق
الطيور سميت طيور لكي تطير من مكان الى مكان وهم امم امثالنا
وليست لتسجن وتوضع ولو في قفافيص من دهب
هاد الهواية مايعرفها غير لي مر منها. عموما لي كيرحم الحيوان ماتخافش منو غادي يرحم الإنسان أكثر.
السلام عليكم
للأخ صاحب التعليق 3 – معلق .
أخي العزيز توجد بعض الطيور لا تعيش الا في القفص لأنها لن تجد ما تأكله في الطبيعة .
الحرية للجميع وكيف تحرمون هذه المخلوقات من الطبيعية في الطبيعة " الحرية "
الى ايمن رباطي. اين كانت. الطيور. تعيش. وتاكل. قبل. ان يحتجزها الانسان. طبعا في الطبيعة. دعوها. لما خلقها الله. وهي الطيران. والبحت عن الرزق. احتجاز. يبقى احتجازا. اي. سجن . ضع نفسك مكانها .
اناشد الناس ان لا يضعوا العصافير في القفص، اتركوا تطير في سلام
طيور محكوم عليها بالمؤبد رغم أنها لم تقم بأي جريمة
والله العظيم حتى حرام عليكم، هذه ليست لا هواية ولا هم والو، حرام عليكم تحرمو هذه الطيور من الحرية.
في الاخر يقوليك راهم مولفين ويموتو الى طارو برا القفص
الى كل المعلقين الذين يقولون بان الطائر يجب ان يكون حر ولا يوضع في الاقفاص
هناك بعض الطيور لا تستطيع العيش في الطبيعة لانها ولدت في الاقفاص. كالكناري والبادجي الكالوبسيت والمونداران وكثير من الانواع
أعجبني كثيرا ما قاله المعلق رقم 8. لان محبي الحيوانات و النباتات هم أكتر الناس حبا و حنانا
طيور الأقفاص لا تعرف العيش خارجه إذا أطلق سراحها ستموت من الجوع او الافتراس من طرف القطط. مكانها الطبيعي القفص لأنها ولدت فيه