الوداد والفتح وربيعي .. اجتهاد يتوسّط تواضع الرياضة المغربيّة

الوداد والفتح وربيعي .. اجتهاد يتوسّط تواضع الرياضة المغربيّة
السبت 27 غشت 2016 - 04:00

كلما حاولت الرياضة الوطنية الخروج من مستنقع الفشل والانحدار إلا وزادت انغماسا فيه مع توالي الخيبات والنكسات في المحافل القارية والدولية، ما قد يجعل اسم المغرب ينسى قريبا في ظل غيابه عن التتويج في أولمبياد ريو دي جانيرو الأخيرة رغم ميدالية يتيمة شاحبة، كما أن إفريقيا قد تنسى منتخبا لُقب بأسود الأطلس بعد إقصاء جديد من تصفيات كأس الأمم الإفريقية لمنتخب أشبال مصطفى مديح.

وفي الظلام الدامس الذي يسود أجواء الرياضة الوطنية، يشع نور متوهج من مصباح ناديين مغربيين هما الفتح الرباطي والوداد البيضاوي اللذان بصما على مسار متميز، حتى الآن، في الطريق نحو لقب إفريقي يعيد بصيص الأمل للجسم الرياضي المثخن بالجراح.

وعكس التيار، تمكن الفريقان من التأهل إلى المربع الذهبي للمسابقتين الإفريقيتين بعد أداء باهر ومسار متميز قاد الوداد إلى إسقاط حامل لقب النسخة الماضية، مازيمبي الكونغولي، في الأدوار الإقصائية، والفتح إلى تجاوز الفريق التونسي العريق صاحب الخبرة في المسابقات القارية، النجم الساحلي، وتصدر مجموعته في الكونفدرالية الإفريقية.

المتابعون لمسار نادي الوداد البيضاوي منذ بدايته في أرقى المسابقات القارية، سواء كانوا من مناصريه أو خصومه، لا يمكن إلا أن يصفقوا لأداء الفريق الأحمر، نظرا لعطائه المتميزة خلال مبارياته الإفريقية التي نجح في جمع أكبر عدد من نقاطها رغم ضعف مستوى اللاعبين في بعض المباريات، وهو ما قاد أبناء الويلزي توشاك إلى مباراة نصف النهاية من دوري الأبطال.

“النادي الأحمر”، والذي تعود أبرز مشاركة له في المسابقة ذاتها إلى سنة 2011 عندما أضاع اللقب القاري الثاني في مسيرته، بعد انهزامه بصعوبة أمام مضيفه نادي الترجي التونسي في نهائي رادس الشهير، بهدف وحيد، تجاوز أزمة حرمانه من اللعب على أرضه وأمام جماهيره طيلة مساره القاري، متحملا عناء التنقل بين ملعب الرباط وملاعب الأدغال الإفريقية.

من جانبه أكد الفتح الرباطي أن فوزه بلقب البطولة الوطنية لم يكن صحوة عابرة، بل انطلاقة جديدة للنادي بقيادة مدربه الشاب وليد الركراكي؛ حيث استطاع الحفاظ على أبرز لاعبيه الذي جلبوا للفريق لقب الدوري في العام الماضي والدخول بهم في المعركة القارية، ما يفسر استمرار النادي على الخط التصاعدي الذي رسمه منذ أزيد من سنتين.

وأبان أبناء وليد الركراكي على علو كعبهم في المباريات التي خاضوها لحساب مسابقة الكونفدرالية الإفريقية، بأداء متميز ونتائج مشجعة بـ 7 أهداف في مباراته أمام سبورتس فيلا كلوب الأوغندي، و4 أهداف في مقابلة الملعب المالي، ما يؤكد على قوة الفريق واكتسابه لتجربة اللعب في الملاعب الإفريقية منذ عهد المدرب السابق الحسين عموتة.

ومقابل أنين الفشل الذي يصدره جسم الرياضة الوطنية، جاءت الحصيلة الإيجابية لممثلي كرة القدم الوطنية في المسابقات القارية، إضافة إلى السجل المرصع بالألقاب للملاكم الشاب محمد ربيعي، لتعزف ألحان الأمل والتفاؤل في نفوس المغاربة ودرء خطر السكتة القلبية عنهم.

الإدريسي: صحوة الوداد والفتح وربيعي نصفّق لها

تأهُّل فريقين مغربيين إلى المربع الذهبي لأهم المسابقات القارية اعتبره بدر الدين الإدريسي، محلل رياضي مدير تحرير جريدة “المنتخب”، “مؤشرا قويا يمكن الحديث معه على شبه صحوة تسجلها الأندية الوطنية على الصعيد الإفريقي”، مضيفا أن كرة القدم الوطنية بدأت تجني ثمار عمل قاعدي بنسبة جد ضئيلة منذ دخول البطولة الوطنية عالم الاحتراف”.

وأقر الإدريسي، في تصريح لهسبريس، بـ”تسجيل تحسن تدريجي في مسار الفرق الوطنية” التي “استطاعت أن تضمن ثلاثة مقاعد في دوري المجموعات من مسابقتي دوري أبطال إفريقيا بتأهل الوداد، وكأس الكونفدرالية بوجود فريقين مغربيين هما الفتح الرباطي والكوكب المراكشي، رغم عدم تمكن الأخير من ضمان التأهل إلى المربع الذهبي”، يورد المتحدث ذاته.

وعن أسباب قيام ما اعتبرها “صحوة”، أشار المحلل الرياضي إلى “تشكل وعي لدى الأندية الوطنية بأهمية المشاركة في المنافسات الإفريقية”، مشددا على “دور الجامعة في تحفيز الأندية على ذلك من خلال تقديم الدعم المادي لإعانتها على تحمل أعباء التنقلات نحو الأدغال الإفريقية”.

وحول نقطة الضوء الوحيدة ضمن حصيلة سلبية للرياضيين المغاربة في الألعاب الأولمبية ريّو 2016، قال الإدريسي إن “ما تحقق للملاكمة المغربية بحصول محمد ربيعي على الميدالية البرونزية إنجاز يجب أن نصفق له، ومن ثم الاستثمار فيه والحفاظ عليه”، مقرا، في الوقت ذاته، بحصول تراجع مهول في مستوى الرياضة المغربية على الساحة الأولمبية.

* صحافي متدرّب

‫تعليقات الزوار

16
  • الميدالية مبرونزية
    السبت 27 غشت 2016 - 04:49

    انا بعدا شخصيا لا تقنعني الميدالية البرونزية و لا أجد لها مكان في القلب، ثم لا أدري كيف يستحسنها الناس. ماعساي أن أقول إلا هزلت.الميدالية هي الذهب أو إذهب.

  • سوق السبت
    السبت 27 غشت 2016 - 05:01

    الرياضة أخر شيئ نتكلم عليها لأنها تكملة للفشل وسوء التسيير في جميع المجالات سكن صحة تعليم شغل … المغاربة بطبعهم غشاشون وبغاو غير ساهلة ، يجتهدون وعندما يحقوقون المراد يستغلونه لمصالحم ويضربون عرض الحائط بقية المجتمع ، كلا يلغي بلغاه راسي ياراسي انا ومن بعدي الطوفان بغاو افوزو بالغش انها الفوضى الخلاقة التي يعرفها المجتمع مع استتنائ من رحم

  • شعيب الوليدية
    السبت 27 غشت 2016 - 06:43

    ايام زمان كانت الهواية وكان معها الالقاب ،فالمتوجون كانوا يلعبون من اجل الراية ، وعند التتويج تجري الدموع حبا خالصا للوطن !واليوم الكل يحلم بالاحتراف والذهاب بعيدا لضمان المستقبل المادي رغم توفر الامكانات الهائلة التي رصدت لكل الجامعات !لاشيء يفرح ؟ ترى أين الخلل؟ فأهل الاختصاص ادرى بذلك ولكن (باك صاحبي) مادامت تجري في الدماء لن نحصل ولن نصل الى طموح كل المغاربة على جميع الاصعدة …….!!!!!

  • jamal
    السبت 27 غشت 2016 - 07:10

    نعم الوداد و الفتح شكلا هذه السنة استتناءا في المستوى المتدني للرياضة المغربة التي يمكن القول انها تحتضر .فنرجوا من المسؤولين في الجامعة بدل المزيد من المجهودات لكي لا يتم دفن الرياضة المغربة ويدفن معها التاريخ المجيد .

  • Sam
    السبت 27 غشت 2016 - 07:32

    Visca le sport marocain.
    Bonne chance Widad.

  • منصوري
    السبت 27 غشت 2016 - 08:59

    القطاع الرياضي قطاع ثانوي في الاقتصاد والتقدم لا يجب ان تعطي له هذه الاهمية لذا يجب الحذر من الاحلام
    الالمبياد خاص لدول المتقدمة المتحضرة

  • حسن
    السبت 27 غشت 2016 - 09:23

    نداء خاص الى لاعبي الوداد والفتح لعبو مزيان وتقاتلو معانا ماشي التهراس والبطاقة الحمراء تقاتلو معانا هي نفزك التوني بالعرق نجري 90 دقيقة نطيح ونوض الخصم الى عندو الكرة نتبعو نجري عندو مانخليهش خاوي الى عندي الكرة نجري بها للامام ونعطي لصاحبي اللي خاوي وديما نهز راسي ونشوف صحابي فين وصاحبي الى عندو الكرة نبان ليه باش نستلم مانبقاش واقف مخبي واذا وصلت لمربع الخصم والكرة عندي نقدف مانقلب مانزيد حتى زيادة ونلعب كرة ساهلة بان ليا صاحبي خاوي نعطيه  

  • @youb
    السبت 27 غشت 2016 - 10:30

    السلام وعليكم السلام عليكم ورحمة الله
    فالملاحظ في سنوات التسعينيات من القرن الماضي غياب تمويل الرياضة في المغرب و خصوصا الرياضات الانفرادية
    وكانت هناك طاقات تفجرت لوحدها دون توجيه من اي جهة
    المشكل اليوم متعلق بالسياسات و المراكز و الخبراء المكلفين بالقطاع

  • rach
    السبت 27 غشت 2016 - 11:02

    الألعاب الأولمبية تعكس مدى قوة الدول، إذا تأملت في الدول التي حصلت على أعلى عدد مداليات، ستجدها هي نفسها أقوى الدول عسكريا. و سبحان الله …..لأنهم رياضيون فهم نشيطون و ليسو كسالى، لذى تجدهم أذكياء و أقوياء صناعيا و اقتصاديا و و و.
    المهم هو أننا رباعة ديال المعاكيز، من راسي و جبد..

  • سالي
    السبت 27 غشت 2016 - 13:03

    كيف يعقل أن تخسر الملايير للتأهل للألعاب الأولمبية ولا ننافس على حصد الميداليات ؟ فما الفائدة إذن من التأهل وإنفاق هذه الميزانيات الضخمة ؟
    وكيف يعقل ألا يوجد في المدن الكبرى كالرباط نوادي للعبة كرة الريشة (badminton) وغيرها من الألعاب رغم وجود Fédération أو جامعة لها ؟
    فما الفائدة من إنشاء هذه الجامعات إذا لم تعمل على نشر اللعبة في أرجاء المملكة وخاصة في المدن الكبرى وتطويرها بين الشباب والعمل على توفير المدربين وغيرها.
    أين هو الاهتمام بالشباب ومواهبهم وطاقاتهم إذا لم يجد أماكن لممارسة رياضته المفضلة ؟ وحتى إن وجدت فلا تجد مدربين أكفاء ولا من يهتم بك لتصبح بطلا وهذا وضع مؤسف للغاية.
    أرجو من المسؤولين تدارك الأمر وتوفير نوادي خاصة للعبة كرة الريشة وغيرها من الألعاب

  • ayoub zagora
    السبت 27 غشت 2016 - 13:41

    إنشاء الله الكأس ودادية و ندوزو لكأس العالم للأندية . وديما وداد

  • سعيد عويطة
    السبت 27 غشت 2016 - 14:38

    عندما اتى سعيد عويطة ببرنامج للنهوض بالعاب القوى وتكلم عن النتائج التي وصلنا اليها الان. انتقده المسؤولون ولم ينصتوا اليه وهاهي النتيجة صرف نقود بالملايير دون نتائج مهمة تدكر. وبطبيعة الحال كما هي العادة لن تكون هناك محاسبة.

  • عاشق العوم
    السبت 27 غشت 2016 - 15:58

    وجب أن تتضمن الصورة المرفقة بالمقال الأيقونات الثلاث المكونة لمحتواه(الربيعي أولاً لأنه تُوج أولمبياً بالفعل والفتح الرباطي بطل الدوري المغربي ووصيفه).

  • said
    السبت 27 غشت 2016 - 17:48

    تعليق في محلو جابت لي ضحك،كلامك صحيح مبغاوش هاذ الناس إلعبو مزيان،وريهم كيفاش إلعبو غير بالفن، بلا خطة بلا مدرب كانت ناس دجيب الرباح،دابا فهاذ الوقت هالمدرب ها المساعد ها مساعد المساعد والنتيجة والو.

  • أبو مها
    السبت 27 غشت 2016 - 18:25

    أكيد أن ميدالية ربيعي و الحصول على الكأسين إن شاء الله على المستوى القاري للفريقين المتميزين الوداد و الفتح سينسينا في إخفاقات ريو و إقصاء المنخب الوطني لأقل من 17 سنة ……أملنا كبير في أن يحقق الوداد و الفتح للرياضة المغربية ما لم يحققه أبطالنا في ريو.
    نطلب الله أن يوفقهما و هو المستعان.

  • Assad maghrebi
    السبت 27 غشت 2016 - 20:35

    على العاهل المغربي باعتباره السلطة العليا في المغرب وعلى الشعب المغربي التدخل سريعا لانقاد الرياضة المغربية من ما وصلت اليه من اندحار من غير المعقول ان تصرف ميزانيات طائلة على هذا القطاع ولا نجني من وراء ذلك الا الفشل والهزائم والخزي والعار هذه اهانة لبلد ساكنته 40مليون نسمة وبالأخص لشباب هذا البلد اللذي عليه ان يفيق من سباته العميق

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة