أقفال الحب الألمانية .. بركة العُشاق لإدامة علاقتهم وحِفظ إخلاصهم

أقفال الحب الألمانية .. بركة العُشاق لإدامة علاقتهم وحِفظ إخلاصهم
الخميس 21 غشت 2014 - 09:17

بعد أن تنزل من القطار في المحطة القريبة من كاتدرائية “الدوم” المهيبة، وترغب في استنشاق هواء رطب من نهر الراين الشامخ الذي يستعمر جزءاً من مدينة كولن الألمانية، سيمتد بصرُك لا محالة إلى سياج حديدي بكل ألوان الطيف، كأنه زربية تقليدية مغربية مصنوعة من ملابس مزركشة، وعندما تقترب لاكتشاف ماهية هذا السياج التي يلتقط بجانبه الزوار الصور التذكارية، تجد أن الأمر يتعلق بمئات الأقفال الحديدية التي تصارع بعضهاً بعضاً من أجل أن تجد موطئ حياة لها.

إنه جدار الأحبة الذي يزين جانباً من جسر هوهنزوليرن الرابط بين ضفتي نهر الراين، أحد المعالم السياحية التي تشتهر بها مدينة كولن، جدار يتكوّن من أقفال حديدية كُتبت عليها أسماء العشاق ورميت مفاتيحها، هي أقفال تحاول أن تمنع الحب من أن يخرج يوما عن قلبين، وتبتغي التأكيد على استحالة فكّ وثاق علاقة ما دام القفل قد ضاع في قعر أحد أضخم أنهار العالم.

لا علاقة لأقفال جدار الأحبة الألمانية بأقفال بعض المشعوذين والمشعوذات في المغرب، فالقفل الألماني يسعى إلى حفظ العلاقة بشكل رمزي، بينما يُستعمل القفل المغربي المسمى بـ”الثقاف” لأغراض متعددة منها ما يُعتقد أنه حرص من الزوجة على إخلاص زوجها بمنعه من النظر لأخرى، أو رغبة من الأهل لحفظ بكارة ابنتهم حتى الزواج، وأحياناً حتى الانتقام من شخص ما بجعله يصاب بالعجز الجنسي.

من الصعب أن تجد مكاناً شاغراً في جدار المحبة لوضع قفلك، لدرجة أن بعض الأقفال وضعت فوق أخرى، فحرص العشاق على رمزية إلقاء المفتاح في الراين، تجعلهم يعتقدون أن بركة الجدار سيحفظ علاقتهم للأبد، حتى ولو كانت الكثير من الأقفال، تؤرخ لعلاقات انتهت حسب ما أسرّ لنا به مواطن من كولن، لدرجة أن بعض الأشخاص وضعوا قفلاً جديداً إعلاناً منهم عن علاقة جديدة حلّت محلّ سابقتها.

وكما تؤكد الصور التي التقطتها عدسة هسبريس، لا تملك أقفال الحب جنسية واحدة، بل يظهر أن أغلب جنبات المعمور تمتلك بصمتها بعد أن قام منتمون لها بتوثيق رباطهم هنا، ومن ذلك أسماء عربية، بل حتى بعض الأسماء التي تشتم منها عبق الثقافة المغربية.

غير أن الحب المنسدل على هذا الجدار لا يجمع فقط بين رجل وامرأة، فقد عثرنا على بعض الأقفال التي تجمع بين المثليين من الرجال والنساء، كما وجدنا بعض الأقفال التي لا تجمع بالضرورة بين فردين، بل أسرة بكاملها، أو مجموعة من الأصدقاء الذين عزموا على الوفاء للود بينهم.

لا تنتهي القصة في مجرد وضع القفل، بل على العاشقين، أن يزورا قفلهما من حين لآخر كي يتأكدوا أنه لا زال في مكانه، فمن يسكن في كولن يحرص على تجديد ميثاق الزيارة بشكل أسبوعي أو حتى شهري، ومن يسكن في مدن ألمانية أخرى يحرص على فعل ذلك على الأقل بشكل سنوي، أما السياح الأجانب الذين لم تتوفر لهم فرصة السفر إلى كولن، فكثيراً ما يوصون كل صديق أو قريب لهم يسكن أو سيزور المدينة، أن يتفقد أوضاع أقفالهم.

تعود قصة أقفال الحب الألمانية، حسب ما استقيناه من معلومات إلى رواية الكاتب الإيطالي فيديريكو موتشيا تحت عنوان “أرغب فيك”، والتي يربط فيها بطلاها قفلين يحملان اسميها على عمود مصباح في جسر “بونتي ميلفيو” قرب العاصمة الإيطالية روما، ويرميا القفل في النهر، إلّا أن معلومات أخرى تشير إلى أن هذه الرواية خاصة بأقفال الحب في هذا الجسر الإيطالي، حيث توجد عادة مشابهة بربط الأقفال على مصابيحه، وإن كانت لم تعد قادرة على الاستحمال مؤخراً، فاستنجدت بلدية المدينة بأعمدة فولاذية تتدلى منها سلاسل تسمح بتعليق الأقفال.

ولا تعاني الأقفال المعلقة على الجسر الألماني فقط من الازدحام الذي قد يحجب بعض الأسماء ويصعّب على أصحابها العثور عليها من جديد، كما لا تئن فقط تحت وطأة منافسة أقفال حب أخرى في روما وباريس ومدن أخرى، بل صارت تخشى كذلك من لصوص النحاس الذين نشطوا في ألمانيا مؤخراً بسبب ارتفاع أسعار هذه المادة، فقد أوردت جريدة الشرق الأوسط سنة 2012 خبر إلقاء شرطة مدينة كولن القبض على شابين حطما قرابة 52 قفل حب، غير عابئين بـ”تحطيمها” لرمزية حب اعتُقِد أن نهر الراين سيحميه للأبد.

‫تعليقات الزوار

22
  • محمد بلحسن
    الخميس 21 غشت 2014 - 09:46

    شكرا للسيد إسماعيل عزام من ألمانيا على هذا مبادرتكم الثقافية النبيلة و المفيد. توقفت كثيرا عند المعلومة التي وردت في آخر فقرة "أوردت جريدة الشرق الأوسط سنة 2012 خبر إلقاء شرطة مدينة كولن القبض على شابين حطما قرابة 52 قفل حب، غير عابئين بـ"تحطيمها" لرمزية حب اعتُقِد أن نهر الراين سيحميه للأبد" و تمنيت لو صيغت تلك العبارة في وسطنا المغربي "أوردت جميع الصحف المغربية سنة 2000 و بالضبط ابتداءا من يوم 30 دجنبر 1999 خبر إلقاء النيابة العامة القبض على مهندسين متهورين كان كل همهما جمل المال العام بالحيلة و بالظلم و باستغلال السلطة التي كانت تخول لهما المناصب السامية … مهندسين حطما قرابة 10 قفل حب كل قفل تطلب سنة كاملة لصناعة، غير عابئين بـ"تحطيمها" و غير عابئين بطموحات مشروعة لزميلهما المهندس النزيه و الكفء في ورش الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء و سطات".

  • driss
    الخميس 21 غشت 2014 - 09:48

    bonne analyse des choses et des evenements, continuez comme ca. des choses nouvelles pour ameliorer et avancer les jeunes au maroc a croire a l´amour et la continuite.

  • l3ache9
    الخميس 21 غشت 2014 - 09:50

    La vie comme une fleure il faut l'exploiter en donnant l'amour a l'autrui pour savoir vivez ensemble pour cela que l'amour est trés important pour être humain tolérant et aimable.donc il faut aimer forcement la fille qui doit être le grand partenaire dans la vie quotidienne…

  • عبدالله مراكش
    الخميس 21 غشت 2014 - 09:54

    تبقى الخرافة خرافة سواء في المغرب أو في المانيا أو أي من بلاد العالم رغم أن الكاتب يحاول تجميلها عند الغربيين وذمها عند المغاربة – إنها عقدة كل ما هو غربي عند العرب –

  • سناء
    الخميس 21 غشت 2014 - 09:57

    فكرة جيدة لجذب السياح بل و حتى ضمان عودتهم مرة او مرات اخرى. افكار بسيطة ذات منفعة اقتصادية كبرى. فلنتخذ العبرة.

  • زاكوري
    الخميس 21 غشت 2014 - 10:12

    لا الاقفال الالمانية تستطيع شد وثاق حب العشاق ولا الاقفال المغربية تستطيع الحفاظ على الزوج ولا الحفاظ على البكارة المغربيين , الذي يحافظ على الحب هو الثقة المتبادلة بين الزوجين و ما يهمنا هنا هم المغاربة بحكم الاسلام ,ثم المشاركة في المعاناة بين الشريكين , وغير ذلك من المزايا والمواصفات الحميدة المستقاة من ديننا الحنيف .
    اللهم ارزقنا زوجة صالحة بدون أقفال و لا أغلال ,آمين يا رب

  • سعاد كازا
    الخميس 21 غشت 2014 - 10:13

    سواء كانت اقفال ما يدعون انها اقفال الحب اواقفال سحر فكلاهما اعمال دجل(لا تنتهي القصة في مجرد وضع القفل، بل على العاشقين، أن يزورا قفلهما من حين لآخر كي يتأكدوا أنه لا زال في مكانه،)تنطبق عليهم الاية الكريمة انما دلكم الشيطان يخوف اولياءه…. وعموما اعتقد ان هده الخرافات ثقافة تركية فهم معروفين بتعليق الاقفال بالاشجار .لكن للاسف يبقى فقط المغرب المعروف بالدجل والشعودة

  • sahih
    الخميس 21 غشت 2014 - 10:26

    C est la liberté de croyance

    Croyez ce que vous voulez mais ne me jette pas les cadenas sur moi

    Amazigh Marocain

  • abdo
    الخميس 21 غشت 2014 - 10:33

    A chaque nation sa tradition.mais c'est permis de donner la stabilite psychiquement.par exemple nous les musilement prondre notre stabilite de notre croissance .

  • عقدة الاجنبي
    الخميس 21 غشت 2014 - 10:59

    الكاتب سمى ما يوجد في المغرب بالشعودة و سمى ما يوجد في المانيا بالعمل الرمزي الجميل.
    كم احسدكم ايها الاروبيون على الزهر لعتدكم

  • فقه الأولويات
    الخميس 21 غشت 2014 - 11:32

    ولما لا يتطوع أحد العرب وينوب عنا جميعا بوضع قفل يكتب عليه " الأمة العربية والإسلامية تتعهد أن تحب بعضها بعضا للأبد "
    هناك سنكون أسعد أمة تحيى من أجل الحب والخير والصدق والعمل الصالح

  • wald_waz
    الخميس 21 غشت 2014 - 11:54

    شحال من قفل معنوش الساروت وشحال من مرءة زيرات القفل على راجلها اللي واقف على الصح ميحتاش اللقفل خاصو غير لسوارت

  • يوسف
    الخميس 21 غشت 2014 - 12:25

    المستفيد الأكبر هم أصحاب المحلات التي تبيع الأقفال في كلتي الحالتين .
    القفل يبقى قفل مثل الحجر.

  • mohamed Allemagne
    الخميس 21 غشت 2014 - 12:52

    انا واحد من الذين وضع قفل هناك عندما كانت تربطني علاقة بفتاة المانية حين كنت طالب لكن العلاقة انتهت بعد سنة من ذالك و الحمد لله لانني انوي الزواج من مسلمة ان شاء الله بحكم معرفة بالمجتع الالماني اؤكد لكم انه من اكثر الشعوب من حيث الطلاق و انهاء العلاقات عموما من وجهة نظري السبب نسائهم(العلاقة تفسخ غالبا من طرف النساء)لان نسائهم مزاجيات:اذا اعجبها شخص اخر يمكن ان تنهي علاقتها السابقة حتى لو دامت 20 سنة بكل برودة

  • mohamed
    الخميس 21 غشت 2014 - 13:01

    c est bien de savoir comment l autre pense mais le plus importent c est de ne pas donner tjr des valeur imaginaire aux européen

  • amira
    الخميس 21 غشت 2014 - 13:02

    الحب و المودة هو أساس كل ماينقص العرب

  • كنزة
    الخميس 21 غشت 2014 - 13:13

    لا اقفال و لا……… "و جعلنا بينكم مودة و رحمة"

  • ندير
    الخميس 21 غشت 2014 - 14:14

    اذا بحث المستطلع سيرى أن ثلثي واضعي الأقفال فارقوا بعضهم بعضا والثلث الآخر يساكن بعضه من دون عقد شرعي وقلة قليلة ممن لازالوا تحت سقف واحد هذه ثقافتهم ونحن نهلل للتقليد فهيا لنشتري الأقفال ولنزين گرياج برلماننا المغربي الذي لا يصلح إلا أن يُحتل من طرف من يسمون أنفسهم عشاقا يدا في يد كأنَّ فردا منهم سيهرب ولنغلب على عدد المعطلين المحتجين وعدد النوام المفلسين ولنختر ألوانا زاهية ولنخلق فرصا لتشغيل بعض الخطاطين يرابطون بجانب البرلمان لنقش الأسماء ولنغرق قبة البرلمان بالمفاتيح علّها تفتح شهية النوام بسن وتشريع المشاريع بقوانين فليفتحوا ثقبا في أعلى القبة ويجلبوا قناة هيدرولوجية تشفط المفاتيح من السياج الى أعلى القبة اذن هيا لاستغلال الثروة اللامادية لكن أعطوني رخصة بيع الأقفال ونقش لالأسماء عليها وكل قفل لم يُقتنى من محلي يعتبر غير مقبول فعلى الأقل انا صاحب الفكرة كما يمكنني تسغيل فقيه لمن أراد أن يضيف نكهة مغربية على عمله وأخيرا أنوه بأني اب لطفلين ولا أمسك بيدي زوجتي أمام الملأ وأعلم تمام هيامها بي وعشقي لها دونما حاجة لا لأقفال ولا لفالنتاين فادخلوا جحر الضب يا بهائم

  • deutschland
    الخميس 21 غشت 2014 - 14:34

    هاد الظهيرة بدات في جميع دول العالم وحتى اناها بدات تدخل لمدينة دوسلدورف لمطلة على نهر الراين وفكرة مسلية وجميلة ومافيها حتى عيب لو انو ناخدوها لمجرد المزح مع عائلتنا او احبتنا
    نتمنى نشوفها قريبا في المغرب وعلاش لالا
    صحيح مادة نحاس او المنيوم مطلوبة في المانيا بزاااف للانو ملي تنرميو مثلا غسالة الملابس وتحطها قدام الدار وتسنى يجيو ياخدها في ليل تتلقى انو جاو مثلا سكان اروبا الشرقية وياخدها للانو فيها المنيوم تقدر تصنع بيه بزااف لحوايج وتيبيعوه ولللاسف لحاجة ال تسرقات ما عمرها ترجع حتى في دول الاروبية خاليهم يرجعو ليا غير دراجاتي العادية لي سرقو ليا لحد الان رقم 3 وكلهم مسجلين ولكن ذهبو ولم يعودو

  • مغربية
    الجمعة 22 غشت 2014 - 17:49

    الى صاحب التعليق رقم 11 انا عجبتني فكرتك ووعد مني ان اضع قفلا عليه عبارة المسلمون يحبون بعضهم |…رغم ان الوتقع يحكي غير دلك لكن لنحاول ان نبعت رسائل ود ولو لمست قلب شخص واحد كل يوم فانها ستكون فكرة رائعة

  • كريم -شمال المانيا
    السبت 23 غشت 2014 - 13:41

    هي فكرة جيدة لتنشيط السياحة وضمان عودة السياح مرة اخرى ,لان اغلب السياح لايعودون الى المغرب الا باستثناء الباحثين عن المتعة الجنسية ,اما فيما يخص موضوع الحب في كولن اوفي المانيا وعلاقته بالاقفال فيبقى شيء يقوم به العشاق في بداية علاقاتهم ,ولكن اغلب تلك العلاقات تنتهي بالفشل لان الانسان الالماني بطبعه اناني ويحب العزلة بالاضافةالى ان المراة الالمانية تتميز بقوة شخصيتها وتسلطها ,كما ان الالمان يميلون الى التجديد والبحث على شركاء جدد للاحساس بالحب من جديد مع انسان جديد ,فلهدا اقول للاخوة الا تنبهروا بالمجتمع الالماني فهو مفكك اجتماعيا ومنحط اخلاقيا ولكنه يحترم انسانية الانسان.

  • chouf
    الأحد 24 غشت 2014 - 06:49

    حيرني شخص يدعي الاسلام ويواضب علي احترام الصلاة الجماعة نقطة ايجابية تنزاد له في رصيده الديني ولكن بما انه ييحمل قفل صغير مع المفاتيح sur un porte cleحيرني ولم اساله.سبحان الله.الشعوذة تسري في بعض البشر كما يسري الدم في العروق والمعني يحسب له منالمثقفين ومن رجال التعليم.كما اثار فضولي اقفال في الهادي بن عيسي ولم افهم لما…وهاذه هي الامور تسري كما يشتاق المرا والاذواق متفرقة والانسان ابن بيئته ولا يمكن ان يتخلي عن الموروث.ولنا العبرة في بعض الرؤساء…الذين يستقرؤون المستقبل عند المنجمين والمنجمات.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب