"ديوالي" .. عيد ديني يتحول إلى حدث اقتصادي واجتماعي في الهند

"ديوالي" .. عيد ديني يتحول إلى حدث اقتصادي واجتماعي في الهند
الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 09:40

تحتفل الهند، على مدى خمسة أيام، بعيد “ديوالي” (عيد الأنوار)، وهو العيد الأكبر لدى الهندوس والسيخ، إذ يتم الاحتفال به من نهاية الشهر الهندوسي أشفين وحتى الثاني من شهر كارتيكا، تزامنا مع موسم جني المحاصيل في فصل الخريف.

وكلمة “ديوالي” لها أصل سنسكريتي، وتعني صفا من الأضواء، حيث يرمز الاحتفال بهذا العيد، الذي يؤرخ للتقويم الديني الهندوسي، إلى انتصار النور على الظلام والخير على الشر، كما يشكل مناسبة للاحتفال بالحياة والأمل والتفاؤل وتمتين العلاقات الاجتماعية.

ويرجع الأصل في الاحتفال بعيد “ديوالي” إلى التقاليد الهندوسية العريقة، إذ يرمز إلى عودة الإله راما الهندوسي من منفاه في الغابة وانتصاره على رافانا إله لانكا في هذا اليوم، واحتفالات سكان ايوديا بهذه المناسبة، التي أصبحت تقليدا على مر السنين.

لكن، وبغض النظر عن القيمة الروحية لهذا العيد، فقد نجح الهنود في تحويل “ديوالي” من مجرد عيد ديني إلى ما يشبه الحدث أو التظاهرة بأبعاد اقتصادية واجتماعية جديدة، تواكب التطورات السياسية والاقتصادية التي مر منها المجتمع الهندي خلال العقود الأخيرة.

وهكذا، بدأ عيد “ديوالي” في الابتعاد عن نمطه التقليدي، بعد أن أضحى يجتذب متابعين ومشاركين من غير الهندوس والسيخ، ممن يسعون للمشاركة في الاحتفالات والاستمتاع بالأفراح التي تواكبه.

وفي هذا الصدد، أثارت ضخامة الاحتفالات والأعداد المهمة للمشاركين فيها، اهتمام أكبر المؤسسات الاقتصادية والتجارية، فشرعت في تنظيم وإقامة “بازارات” و”معارض موسمية للتسوق”، مع تقديم تخفيضات مهمة على جميع أنواع السلع والبضائع المعروضة، رغبة في جذب أكبر عدد من الزبناء، وبالتالي تحقيق مداخيل مالية مهمة، قد تساهم في التخفيف من حالة الركود الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد منذ سنوات.

وخلال فترة الاحتفال ب “ديوالي”، تغمر الأضواء الملونة مختلف الأحياء والشوارع والأسواق التجارية للمدن الهندية، حيث أضحت أنوار الزينة، على مر السنين، جزءا هاما للغاية من سمات هذا العيد، فضلا عن إطلاق المفرقعات والألعاب النارية طيلة ساعات الليل، مما يجعل المدن تكتسي حلة جديدة طيلة الأيام الخمسة لهذه التظاهرة.

ولا تقتصر التحضيرات على الشوارع، بل تتعداها إلى داخل المنازل، حيث تبدأ الاستعدادات للعيد بتجهيز فخاريات ملونة ومنوعة تستخدم كشمعدان وتسمى “ديا”، وتوضع هذه الشموع في أنحاء المنزل وخارجه أيضا.

كما يسارع الهنود إلى المحلات التجارية والأسواق الكبرى لاقتناء الهدايا، لاسيما الصور والتماثيل المجسدة لآلهة الحظ والمال “لاكشمي”، لكن في السنوات الأخيرة بدأت فئة الشباب في الاهتمام بالسلع التكنولوجية، خاصة الهوس بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ومختلف الأجهزة الحديثة.

وخلال الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، يقوم الهندوس خلال اليوم الأول بالاستحمام والتعبد بالقرب من شجرة الريحان المقدسة أو أي شجرة ترمز لها في فناء المنزل.

وفي اليوم الثاني من العيد، ويسمى “تشوتي ديوالي”، ومعناه (الدوالي الأصغر)، يتم تدليك الجسم بالزيوت العطرية وتزيين مداخل المنازل بالورود، كما يتناول أفراد الأسر أنواع معينة من الحلويات تعرف باسم “ميتاي”، ويوقدون بعد ذلك الشمعدانات في صفوف متراصة.

وخلال اليوم الثالث، الذي يدعى “لاكشيمي بوغا”، وهو اليوم الأهم في “ديوالي”، يلتقي الهندوس بعائلاتهم ويتعبدون للآلهة لاكشيمي، لتبارك العالم وتمنحهم البركة والنجاح والثروة، ثم تبدأ الاحتفالات بإطلاق المفرقعات والشهب النارية. بعد ذلك تجتمع العائلات في حفل عشاء توقد خلاله الشموع طيلة الليل، على أمل أن تنير درب الأرواح الصاعدة للسماء.

أما اليومان الأخيران، الرابع والخامس، فيتم تخصيصهما لتبادل الزيارات بين الإخوة والأخوات.

لقد تحول عيد “ديوالي”، خلال السنوات الأخيرة وفي ظل العولمة وتطور تقنيات الاتصال والمعلومات، إلى ما يشبه مرآة أو رمزا للثقافة والحضارة الهنديتين في مختلف دول العالم، من موسيقى ورقصات وأطعمة وحلويات، كما أصبحت هذه المناسبة عاملا رئيسيا يساهم في تمتين ارتباط الجاليات الهندية في الخارج بوطنها الأم.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

6
  • مغربي مسلم
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 13:49

    الحمد لله على نعمة الاسلام. للتذكير مدينة أيوديا هي التي دمِّر فيها المسجد البابري من قبل المتطرفين الهندوس تحت ذريعة بناءه على أنقاض معبد لإلههم المزعوم. نفس أسطوانة الصهاينة مع المسجد الأقصى المبارك. الله أعز الاسلام و المسلمين و اذل الشرك و المشركين. آمين.

  • حقيقة
    الثلاثاء 28 أكتوبر 2014 - 09:48

    أغبى ديانة هي الهندوسية.
    والعزة في الهند للمسلمين.
    كنت مرارا في الهند و رؤية ذلك في كل مكان سهلة،أما المسلمون هناك فلا يعطوا أي اعتبار للهندوسين و أمثالهم.
    قال عيد ديني..

  • hakim lounès
    الثلاثاء 28 أكتوبر 2014 - 15:49

    الى صاحب التعليق رقم 2 . كيف اصبح العز للاسلام فب الهند و عدد المسلمين لا يتجاوز عددهم 13 فلمئة . و الهندوسية اكثر من 80 فلمئة . في الهند اكثر من ستة ديانات كلها تعيش بسلام و المسلمون لا يستطيعون تقبل حتى بعضهم . لا يستطيع السني تحمل حتى الشيعي فما بالك بتحمل الهندوسي او المسيحي و اليهودي او او او . اما تحول عيد ديني الى حدث اقتصادي هدا شيء طبيعي . المسلمين تتحول عندهم شهور الى حدث اقتصادي كشهر رمضان مثلا . و شهر الحج . لمادا دائما الكيل بمكياين . لمادا المسلمين دائما ينضرون الى دواتهم بنضرة الاستعلاء و التكبر و العنترية . رغم انهم من اجهل الامم على الكرة الارضية

  • Mohamed louchahi
    الخميس 30 أكتوبر 2014 - 07:18

    je crois notre islam n oublige repecter les croiyance quelque soia avec difinition strecte et comme la 2e arti cle de forum reager nigativement .il sufit de lui dire regarde autour de toi et ne dit me dit pas que les autres michants,peut etre devant toi un miroir et mer i mon cher

  • khalid
    الخميس 30 أكتوبر 2014 - 07:26

    vraiment la langue arabe est phase de chute ,merci hespress d amiliorer un peu le niveau de cette langue
    mes respect

  • خ/*محمد
    السبت 1 نونبر 2014 - 17:58

    لم يذكر الاخ الاضرار التي تقع في هذا العيد:الألعاب النارية والمفرقعات التي يستخدمها الأطفال والشباب في أيام العيد, تسبب الحرائق, وتشكّل خطراً على الأطفال;وقد تسببت بالعديد من الخسائر المادية والجسدية لمستخدميها.الألعاب الناريـة دوما تتمـيز بأشكالها الزاهية التي تجذب الطفل وبعض الرسومات والأسماء التي قد تبدو للوهلة الأولى مثيرة عند الطفل مثل (الصاروخ والقنبلة و جبل النار ) المفرقعات لا يمكن القضاء عليها ما دام أنها تباع بدون رقابة كافية في الهند،كذلك لا يوجد الوعي الكافي لمن يشتري تلك الألعاب بكميات كبيرة للأطفال فهو لا يعلم مقدار الضرر الذي قد تسببه تلك الألعاب للطفل أو أنه لم يقـع له موقف لكي يدرك مدى خطورتها*

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز