مسجد "شيقوان" يعكس تعايش الصينيّين مع مختلف الديانات

مسجد "شيقوان" يعكس تعايش الصينيّين مع مختلف الديانات
الجمعة 21 نونبر 2014 - 04:40

يشكل مسجد “شيقوان” بمدينة “لان تشو” الواقعة بإقليم “قانسو”، شمال غرب الصين، معلمة دينية عريقة تشهد على اندماج مسلمي الصين في مجتمعهم وكذا تعايشهم مع مختلف الديانات والقوميات في هذا البلد الذي يتجاوز عدد سكانه مليارا و300 مليون نسمة.

إمام مسجد شيقوان بمدينة لان تشو عمر المختار، في عرض قدمه أمام أعضاء وفد إعلامي مغربي زار مدينة لان تشو، في إطار زيارة إلى الصين بدعوة من اتحاد الصحفيين لعموم الصين، شملت أيضا مدن دون هوانغ وشنغاي وبكين، أكّد أن المسجد يشهد إقبالا من لدن مسلمي المدينة لأداء الصلوات الخمس إضافة إلى صلاة الجمعة التي يحضرها حوالي ألفي مصل.

وأبرز الإمام المختار ذو الأربعين من عمره، والذي تلقى تعليمه في مجال العلوم الاسلامية بكل من بلاده الصين وكذا بماليزيا، في هذا العرض تعايش مسلمي الإقليم مع أتباع مختلف الديانات والقوميات بالبلاد.

ويعود تاريخ بناء هذا المسجد الذي تبلغ مساحته الاجمالية 10 آلاف متر مربع إلى عهد الامبراطور هونغ وو بأسرة مينغ الملكية في القرن الرابع عشر الميلادي. وقد خضع لعدة عمليات إعادة بناء منها على الخصوص تلك التي تمت عام 1684 والتي تزامنت مع عهد الامبراطور كانغ شي وهو ما جعله بناية مميزة بخصائص القصور التقليدية الصينية.

وذكرت وثيقة تعريفية بالمسجد وزعت على أعضاء الوفد الاعلامي المغربي أن حكومة إقليم قانسو كانت قد صنفت المسجد ضمن الآثار المحمية بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، غير أنه تعرض بعد ذلك للهدم إبان حركة الثورة الثقافية الكبرى. وفي عام 1986 تم إطلاق أشغال برنامج إعادة إعماره لاسيما بعد حصوله على تمويل من البنك الاسلامي للتنمية، وتم الانتهاء من هذه الأشغال سنة 2003 .

وكان يطلق على هذه المعلمة “مسجد المسافرين” حيث عمره التجار المسافرون المسلمون الذين كانوا يتنقلون عبر طريق الحرير القديم. وعلاوة على كونه فضاء لأداء الصلوات، يقوم المسجد بأدوار أخرى في مجال تدريس علوم الدين وتعليم العربية والصينية لرواده من مختلف الأعمار.

من جانبه، أكد نائب رئيس الجمعية الاسلامية في إقليم قانسو وأمينها العام السيد مايو تشن، في عرض مماثل، أن المسلمين الذين يفوق عددهم مليون و830 ألف نسمة ( 1.830.000) في هذا الإقليم يتمتعون بحقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية كما يساهمون في التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها الصين بصفة عامة وإقليم قانسو بصفة خاصة.

وأشار نائب رئيس هذه الجمعية التي تأسست عام 1957 إلى أن المسلمين ينتظمون في إطار 53 جمعية إسلامية بإقليم قانسو التي يتجاوز فيها عدد المساجد 4700 مسجدا منها 136 بمدينة لان تشو، مسجلا بأن عدد الأئمة الذين يسهرون على بيوت الله في الإقليم يفوق 5000 إماما.

وذكر بأن تمركز المسلمين في إقليم قانسو الذي يناهز عدد سكانه 25 مليون نسمة يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي بعد أن هاجر عدد كبير منهم من آسيا الوسطى إبان مرحلة طريق الحرير حيث ساهموا بشكل كبير في ازدهار التجارة بين الصين وأوروبا وأسيا الوسطى وشمال افريقيا.

ولم يفت عمر المختار ومايو تشن أن يشيدا بزيارة الوفد الصحفي المغربي لمقر الجمعية الإسلامية لقانسو والمسجد الكبير لمدينة لان تشو، مبرزين علاقات الصداقة والتعاون الوطيدة القائمة بين المغرب والصين في مختلف المجالات.

وإضافة إلى المعالم الإسلامية، يزخر إقليم قانسو، وتحديدا مدينة دون هوانغ، بمآثر تاريخية آية في الروعة ممثلة أساسا في كهوف موغاو التي صنفتها منظمة اليونسكو سنة 1987 ضمن التراث الإنساني العالمي والتي تؤرخ لانتشار البوذية في الصين علاوة على فضاء الصحراء الذي يمنح المدينة طابعا مميزا.

وفي لقاء مع الوفد الاعلامي المغربي، أكد هي جيانشينغ، مسؤول التواصل بمجلس مدينة دون هوانغ، أن المواقع التاريخية التي تتوفر عليها المدينة جعلت منها قبلة للسياح من داخل الصين وكذا من الخارج إذ يزورها سنويا أزيد من 100 ألف سائح أجنبي.

كما عبر عن أمله في إبرام اتفاقية توأمة مع مدينة مغربية تتوفر على مؤهلات سياحية وثقافية مماثلة وذلك بهدف تبادل الخبرات والعمل من أجل جعل السياحة قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذا النهوض بالموروث الثقافي العريق للمدينتين.

وبالإضافة إلى الإطلاع على مجموعة من الأوراش التنموية الجارية بمدينة لان تشو لاسيما بمنطقتها الصناعية الجديدة ، فقد مكنت هذه الزيارة الوفد الاعلامي المغربي أيضا من الوقوف عن كثب على التحولات التي يعرفها قطاع الإعلام في الصين من خلال زيارة المجموعة الصحفية لشنغاي ومحطة الإذاعة والتلفزيون لشنغاي والصحيفة اليومية لقانسو والمحطة العامة الاذاعية والتلفزية لقانسو علاوة على وكالة الأنباء الصينية شينخوا ومقر اتحاد الصحفيين لعموم الصين ببكين.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

18
  • Amal
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 06:40

    هناك دول لا تخاف على عقيدة مواطنيها ، فتبني الكنائس و المعابد و المساجد ووووو
    ويعتبر هذا من الحرية الدينية و الشخصية ، و ايضا ثقة الدولة في عقيدتهم
    والاختلاف الثقافي إنما هو شئ ايجابي للناس، يقود للتسامح ، و ربما يرسخ اكثر الهوية الشخصية

    لن تجرأ ابدا دولة اسلامية ان تبني معبدا بوديا يستقبل البوديون بكل حرية
    او كنيسة تمتلآ بالمسيحيين يوم الاحد دون ازعاجهم او السطو عليهم ، فاضطر المسيحيون ،. مغاربة او اجانب. ،للصلاة مخبئين في بيوتهم
    لاننا لا نثق في عقيدتنا و نريد ان نحميها نحن البشر

    شكرا لبناء هاذ المسجد للمسلمين في الصين ، فهذا الامر يدعوني لاحترام هؤلاء الناس لتفكيرهم في الاقليات حتى الغير فاعلة في مجتمعهم

  • sami
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 06:58

    مدينةجميلة لاتكاد ترى فيها سائحا ، زرتها قبل 5 سنوات وفيها من البرد ما الله به عليم ، عندما هبطت الطائرة كانت درجة الحرارة ناقص 8 .
    تشتهر هذه المنطقة بأكلة لذيذة من الشعيرية التي تصنع يدويا ويصنعا الطاهي أمامك اسمها لاميا .
    الأخ ابراهيم كان الأجدر بك أن تكتب اسم المدينة هكذا (لانجو) لانها تميل الى صوت الجيم المعطشة ( الجيم بثلاث نقط)

  • abderrahim
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 07:39

    نتمني ان تقام مثل هذه المعلمة التاريخية على المغرب الحبيب

  • الجـيجـلي الغبـي
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 08:15

    حياك الله يا ابراهيم بنحمو يا ابن الحلال المسلم

  • Abdelqodos
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 09:07

    سيدي الصحفي ،عن أي تعايش تتحدث، في بلد يمنع فيه المسلمون من الصوم ،و يجبرون على الأكل في نهار رمضان و يقمعون… و حكام العرب في غفلة في قصورهم: لم نسمع تنديدا واحدا!

  • غاضب لأسباب
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 09:07

    المسلمون في الصين مضطهدون و ملاحقون و مستهدفون، حتى الصوم منعوا منه رمضان الفائت، حتى الطلاب و غيرهم منعوا من الشعائر الدينية بما فيها الصلاة حتى في البيت! دولة ملحدة تلعب بمهارة كبيرة لعبة التعتيم الإعلامي و تنويم المسلمين في العالم النائمين أصلا، و تحتل دولة كبيرة هي خمس الصين إسمها تركستان الشرقية منذ الأربعينيات سمتها سينجيانغ تغيرها ديمغرافيا و الآن الكل يقول أنها جزء من الصين و فيها كل طاقة و ثروات الصين…، فأين نحن من مساندة إخوتنا الأويغور المسلمين في الصين؟؟؟

  • ali
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 10:37

    اشمن تعايش كتتهدرو عليه .. كان من الاولى تهدرو على معاناة المسلمين ف تركستان على يد الصينييين و بورما على يد البوذيين

  • المُوحدّ
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 10:39

    أما أكتفيتم كذباً وبهتانا ! المسلمون يقتّلون شر قِتلة في أرض أجدادنا بلاد الصين وما وراء النهرين , ألم تسمعوا بما حدث ويحدث في إقليم تركستان الشرقية التي جزء من الصين بعد إستعمارها كل يوم نسمع تفجيرات في مساجدهم و إعتقالات لشبابهم . كيف لا ؟! وهي دولة شيوعية لا تؤمن برب ولا دين !

    إلى شباب الإمة : لقدّ أسمعت لو ناديت حراً .. ولكن لا حياة لمن تنادي

  • SARAHA
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 11:57

    دولة الصين دولة علمانية، تمنع الكل من ممارسة الشعائر الدينية في الاماكن العامة.

    كنت في الصين و دخلت معبد بودا ، اقسم انني شعرت بسكينة لم اعهدها مع الاسلام ، حيث السكون و النقاء و الاحترام .فالناس متواضعون و " لا يحنززون" فيك .

    اللي ما عجبوش الخاريج و بغا الاسلام و تادية الشعاءر ديالو، يمشي لافغانستان او السعودية ، أو يتعبد في دارو في الخفاء

  • شعبوي محنك
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 14:55

    كتحدت على التعايش و المسلمين باقي مانساوش العذاب اللي دوزات عليهم السلطات الصينية فرمضان الفائت حين كانت تجبرهم على الافطار بالقوة باركة ماتبقاو تضحكو على الناس.. التعايش هو تخلي الناس تمارس شعائرها بحرية ماشي تبني الحيوط و تحبس الناس تدخل ليهم

  • عجيب امركم
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 16:25

    اي تسامح و اي تعايش فالمسلمون مستهدفون في عقيدتهم و يضيق عليهم في عباداتهم ويحاربون من طرف السلطات الصينية العلمانية .
    اللهم احفظ المسلمين في الصين وكل ارضك يارب العالمين

  • كفنا تملق الغير
    الجمعة 21 نونبر 2014 - 18:19

    أي تعايش تتحدثون عنه وهم أبادوا الأقلية المسلمة في الصين ومنعوهم من الصلاة في المساجد أما هذه المعلمة التي بنيت فهي من أجل جذب السواح لاغيرأم أننا شبعنا من تملقنا لأمريكا والغرب بقيت لنا الصين لتزيدنا ذل على ذلنا حسبي الله ونعم الوكيل

  • hakim lounès
    الأحد 23 نونبر 2014 - 03:12

    ياك الصين دولة ملحدة . ما الدي دفعكم الى الدهاب اليها . ياك الغرب ملحد ما الدي دفعكم الى السفر اليه . ابقو في بلدانكم و استمتعو فيها بالدين و العبادة و الاعتكاف . . . الخ . الصين معندها الوقت ليتضييع معكم ملي غتسدو ليهم الشوارع ديالهم بالصفوف ديال الصلاة ديالكم . الصين مكتضييع حتى دقيقة . نتما عندكم بحال 24 ساعة بحال 50 عام لا فرق . لاءنكم امة محنطة الى الابد . امة مستلكهة امة الخراب و الدمار والدبح والارهاب . خلو بلدان الناس نقية من الارهاب ديالكم

  • Ich
    الأحد 23 نونبر 2014 - 06:58

    Monsieur le journaliste ignorer vous que la ville de cho-lan est assiégée depuis les émeutes de 2004 par l'armée chinoise ? que les imams des mosquées sont imposés par le gouvernement chinois et que la fréquentation des mosquées reste interdite aux mois de 18 ans ainsi que la barbe est interdite sauf pour les anciens, a savoir les personnes de 3eme age ? et pour finir le port de voile islamique est interdit pour les femmes au centre ville.alors j'aimerai que vous nous expliquer de quel cohabitation entre religions vous parlez???

  • tarik alfa
    الثلاثاء 25 نونبر 2014 - 10:38

    حسب معلوماتي الهزيلة التي اتوفر عليها على طبيعة الاسلام بالصين الشعبية فانا ارى من منظوري الخاص ان الاسلام يعاني في كثير من الاشياء خاصة ان هنالك طرق متبعة غير صحيحة .

  • جمال ابو ايوب الرباط
    الإثنين 1 دجنبر 2014 - 16:06

    السلام عليكم تحية للجميع الى الاخوة الذين يعطون اراء في اشياء ليست لهم دراية بها هناك في الصين حرية المعتقد كن مسلما او بوديا لا فرق لان الدولة هناك ليست دولة دينية المهم ان لا تتدخل في شؤون الاخرين هناك قيود فعلا على الاديان وليس على الاسلام وحده مثلا صوم رمضان ان تصوم وانت موظف واو رجل تعليم غير مسموح يجب ان تفطر اما ان كنت حرا لا علاقة لك بالعمل في الادارة او التدريس فلك مطلق الحرية هناك اشياء كثيرة عندهم تساعد المسلمين في الحفاظ على هويتهم ومعتقداتهم بدون مشاكل يكفي ان الصلوات الخمس وصلاة الجمعة تقام في دولة شيوعية لا تؤمن بالدين الله اكبر

  • lagdaa issmail
    الأربعاء 3 دجنبر 2014 - 17:49

    لماذا نسخر من عبارة (Made in China) ؟
    بل إن بعضنا يطلقها على البعض للإستهزاء؟
    أليست عبارة Made in Arab) ) مضحكة أكثر؟
    فالصينيون شعب لغته الصمت، لا تسمع عندهم إلا صلصلة آلاتهم، ولا ترى إلا دخان مصانعهم..
    أما نحن فأول مصنع نمتلكه هو مصنع للنكات _ أصواتنا تتعالى في المجالس متغنيين بأعمال السلف والأجداد.. مستشهدين بدواوينهم وبلاغتهم، مفتخرين بشهامة قد ولت، ودخان الشيشه والسجارة هو الدخان الوحيد الذي لا ينقطع..
    نعم لأجدادنا مجد وتاريخ مكتوب بماء الذهب؛ ولكن أين مجدنا نحن؟؟
    الصينيون لا يفتخرون بمجد أجدادهم لأنهم هم المجد، إكتسحوا العالم بالرغم من الجودة المتدنية أحيانا.. إلا أنهم ينتجون أكثر مما يستهلكون بتفانيهم، أصبحت لهم علامة تجارية عالمية.
    فأين علمتنا نحن؟!

  • karim
    الأحد 7 دجنبر 2014 - 22:33

    رغم بناءالمسجد فإن السلطات الصينية تكره الإسلام والمسلميين ويمنعونهم من الصيام

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 7

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب