"التبو" والطوارق في ليبيا .. نعرات قبيلة تُخلِّف 160 قتيلا

"التبو" والطوارق في ليبيا .. نعرات قبيلة تُخلِّف 160 قتيلا
السبت 18 أبريل 2015 - 12:20

في أقصي الجنوب الليبي وفي صحراء عرفت باسم “فزان”، تقع بلدة أوباري، التي تعتبر بشكلها الجغرافي المميز وضمها مختلف العرقيات من عرب و أمازيغ، نعيما تحول لجحيم بعد اشتعال نار النعرات القبيلة بين مكوني الأمازيع (“التبو” و “الطوارق”).

الاقتتال بين “التبو” و”الطوارق” في أوباري، جنوبي ليبيا، اشتعل منذ مطلع سبتمبر من العام الماضي؛ ليسفر في مجملة خلال خمسة أشهر عن مئات القتلى وصلوا في حصيلة حصلت عليها وكالة “الأناضول” من مصادر طبية من المشفيين الحكوميين ببلدتي أوباري ومرزق (المجاورة لها) إلى أكثر من 160 قتيلا، إضافة إلى 215 جريحا ينتمون للقبيلتي، فيما حذر أحد النشطاء السياسيين من إمكانية تدويل الأزمة ما لم يتم إيجاد حل لها بشكل عاجل.

ويعتبر الطوارق من أكبر جماعات البدو الرحل في الصحراء الكبري، وهم قبائل أمازيغية، ويعود أصول تسميتهم اشتقاقا من كلمة (كل تماشق)، وتعني: كل من يتحدث لغة الطوارق.

وتتوزع قبائل الطوارق على مناطق شاسعة بين دول المغرب العربي وأفريقيا، ويتفاوت تواجدهم الديمغرافي في هذه الدول؛ حيث أنهم يتمركزون أكثر في النيجر ومالي، ويبقى وجودهم في تشاد والنيجر منحصرا على بعض الأقليات.

ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد الطوارق إلا أن الأرقام غير الرسمية المتوفرة تتحدث عن أن عدد الطوارق يناهز 3.5 مليون شخص؛ 85 بالمائة منهم في مالي والنيجر، في حين يتوزع 15 بالمائة منهم في دول شمال أفريقيا لا سيما في الجزائر وليبيا.

ويمكن تحديد أماكن وجود الطوارق في أربع مناطق رئيسية تمتد من الجنوب الليبي وبالتحديد من منطقة فزان إلى منطقة اهقار في الجزائر، ومن منطقة أزواد في مالي، إلى منطقة أيير في النيجر.

أما التبو فهم مجموعة من القبائل تسكن جنوب ليبيا وشمال النيجر وشمال تشاد، وقد اختلف المؤرخون في تحديد أصولهم؛ فقال بعض المؤرخين إنهم يرجعون في أصولهم التاريخية إلى قبائل التمحو الليبية القديمة، وذهب البعض الآخر إلى أنهم قبائل الجرمنت، وهي قبائل ليبية كانت تسكن جنوب ليبيا، وكانت مدينتهم جرمة الواقعة جنوب ليبيا قرب بلدة أوباري.

ويقول مؤرخون آخرون إن إصول التبو تعود إلى قبائل ليبية قديمة كانت تسمى التيبوس شمال ليبيا في المناطق الممتدة بين الجغبوب وإجدابيا.

ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد التبو إلا أن الأرقام غير الرسمية المتوفرة تتحدث عن أن عددهم يبلغ نحو 350 ألف نسمة، وهم مسلمون سنيون.

أما عن أصل المشكلة بين الطوارق والتبو في بلدة أوباري، جنوبي ليبيا، فتعود لمشاجرة بين أفراد تابعين للأمن وينتمون لقبائل الطوارق ومواطن من قبائل التبو يوم 17 سبتمبر 2014 ازدادت حدتها لتتطور إلى اشتباكات مسلحة بعد قام مسلحين ينتمون للأخيرة بالهجوم على مركز الأمن الوطني (مركز شرطة) تسيطر عليه جماعة مسلحة تابعة للأولي.

تلك المعارك التي حولت المنطقة لجحيم مستعر أجبر معظم السكان علي النزوح هدئت في 22 سبتمبر الماضي بعد توصل الأطراف المتقاتلة إلى اتفاق أوقف بموجبه إطلاق النار بينهما .

ولم يمر على الهدوء في المنطقة سوى 20 يوما فقط حتي تجددت المعارك بعد استقبل مستشفي أوباري العام (حكومي) قتيلين ينتمون للطوارق و5 جرحي (لم يحدد هوية 4 منهم) بينهم طبيب كوري (لم يذكر اسمه) أصيبوا في أحد الأحياء الشعبية بالبلدة برصاص غير معروف مصدره.

ورغم إعلان قبائل الطوارق في 21 يناير الجاري وقف لإطلاق النار من جانبهم، إلا أن المعارك تجدد بين الحين والآخر موقعة ضحايا من الطرفين قدرت مصادر طبية بأكثر من 160 قتيلا و215 جريحا.

وجراء الصراع المسلح ذاته، وصل عدد الأسر النازحة من المنطقة إلي ألفي عائلة موزعين بين مدن غات ومرزق وسبها والشاطئ (جنوب)، حسب ما أكد لـ”الأناضول”، أمود العربي، مدير الهلال الأحمر الليبي فرع أوباري، والذي أشار إلي أن أولئك النازحين يعيشون أوضاعا إنسانية سيئة للغاية.

ورغم ظاهر الصراع هناك الذي يبدو أنه قبلي بحت إلا أن بعض المحلين الليبيين ذهبوا لكون أصل المشكلة في الجنوب الليبي تكمن في صراع تلك المكونات للسيطرة على الحدود والمنافذ والممرات الحدودية باعتبارها منطقة تقع على الأطراف مع دول أفريقية والتي تعتبر مصدرا لإدخال ملايين الدولارات.

كما يرجح محللين آخرين أن القبائل تتصارع في جنوب ليبيا كنوع من الضغط كي تضمن مكان لها في المعادلة السياسية في ليبيا باعتبار المنطقة الجنوبية ليست من ضمن دوائر صنع القرار السياسي في البلاد.

لكن الناشط التارقي حسين الأنصاري أكد أن الجاري في الجنوب يغذي من أطرف (لم يسمها) عملت علي تسييس المشكلة بين القبائل و إصباغها بصبغة سياسية أو صبغة مرتبطة بعمليات عسكرية او ايدلوجية معينة”، مشيراً إلى أن ذلك “ساهم في تعقيد المشهد في ليبيا”.

الأنصاري، وهو ممثل الطوارق في المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي عاود انعقادة في طرابلس)، أوضح في حديث لـ”الأناضول” أن “المشكلة في الجنوب بدأت بإشكال بسيط يتعلق بالوقود مثل الكثير من المشاكل التي تحدث في بعض من المدن الليبية ونتيجة لانتشار السلاح في يد المواطنين تتحول المشكلة إلي صراع التعبير عن هذه المشكلة بقوة السلاح “.

وأضاف محذرا: “ان لم يتدارك الليبيين هذا الأمر بشكل سريع سنجد أنفسنا قريبا في طريق تدويل الصراع وجعله في أيادي وأطراف خارجية بعدما تعذرت إمكانية معالجته داخليا”.

‫تعليقات الزوار

15
  • امة الله
    السبت 18 أبريل 2015 - 12:38

    اللهم احفض بلاد المسلمين من كل سوء ومن اراد بنا سوءا فخده اليك اخذ عزيز مقتدر وحسبنا الله ونعم الوكيل

  • محب السلف الصالح
    السبت 18 أبريل 2015 - 12:48

    بسم الله الرحمن الرحيم يقول المثل العربي :أكلت يوم أكل الثور الأبيض ويقال أيضا :(فرق تسد) وخير الكلام ما قل ودل

  • sword of justice
    السبت 18 أبريل 2015 - 12:53

    سؤال وجيه وجب طرحه:لمادا نجد في عالمنا العربي كترت النزعات المسلحة؟العراق+سوريا+اليمن+مصر+ليبيا+المغرب هل هدا من رعونة الدم العربي ونمط قبليته وتعصبه ام ان للامر سر ؟؟لمادا لا تتحارب فرنسا مع إيطاليا والمانيا مع السويد؟؟بغض النظر إلى الماضي حيت كانت اوربا تتقاتل فيما بينها للتوسع اصبح الان العرب هم من يتقاتلون فيما بينهم هل هدا تخطيط مسبق من طرف الغرب واليهود لكي لا يتحد العرب ام هو نتجة تخلف الانظمة العربية وتعصبهم وديكتاتوريتهم؟؟؟

  • mehdi
    السبت 18 أبريل 2015 - 12:56

    أنا من اب أمازيغي وأم عربية جمعهم الاسﻻم . صراحة أبكي دما عندما أسمع هده النعرات الجاهلية وحالة اﻻوعي والتخلف التي عدنا لها مع كامل الأسف . أشهد اﻻ اله اﻻ الله وحده ﻻشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . اللهم نجينا من الفتن وجعلنا لك ولرسولك مؤمنين أمازيغ وعرب مسلمين كلنا مغاربة وطنيين وخلف ملكنا محمد السادس موحدين.

  • O'shen
    السبت 18 أبريل 2015 - 12:57

    ليبيا هي دولة أمازيغية وأصل شعبها أمازيغي
    هذا يتجلى في المآثر التريخية للحضارة الأمازيغية
    في مختلف مناطق ليبيا اللتي تمتد من غرب مصر
    الى المغرب . المشاكل والإقتتال الدائر هناك سببه
    تكالب بعض الدول الخليجية لنشر سمومهم لزرع الفتنة لتطول
    مدة القتال…. وبالتالي إخضاع وإرجاع ليبيا والليبيون إلى
    حضيرة العربان.

  • simoon
    السبت 18 أبريل 2015 - 13:00

    المغرب العربي ???????????? عجيب امر الكتاب , تتحدث عن النعرات القبلة والكاتب بنفسه لا زال في غياهب العنصرية والعربانية ومحاولة تعريب الشجر والحجر متى تحترمون الامازيغ وتحترمون ارضهم وبلدانهم وتكفوا عن نعرتكم , فالمغرب العربي لا وجود له ولم يوجد يوما
    كفاكم اشعالا للصراعات

  • rash
    السبت 18 أبريل 2015 - 13:10

    السلاح+العقلية المتخلفة+العصبية+العقل الحجري و فكها يا من عقدتيها….

  • ضد الاحزاب
    السبت 18 أبريل 2015 - 13:31

    القدافي هو ليبيا و عندما قتل القدافي قتلت ليبيا لان العرب توحدهم الديكتاتورية و تفرقهم الديموقراطية و من المستحيل ان تسود الديموقراطية في العالم العربي مادام ان كل عربي يعتبر نفسه هو الديموقراطية

  • عامر اسبانيا
    السبت 18 أبريل 2015 - 13:49

    الاستخبارات الجزائرية تعيت فسادا في ليبيا عمر المختار و احفاده ، لازالت الجزائر تعمل على اضعاف دول الجوار حتى تصبح دولة دات قوة اقليمية ، لا يهمها الاموال المرصودة لدلك بقدر ما يهمها زعزعة استقرار البلدان المجاورة ، في المغرب تدعم جبهة مصاصي الدماء ، حتى لايستكمل المغرب وحدته الترابية اما في تونس فقد حاولت ضرب التجربة الدمقراطية الفتية حتى لا تكون تجربة يحتدى بها عند الشعب الجزائري ( عندما يستيقض من نومه ) ، زقد حاولت زعزعة تونس عن طريق خلايا ارهابية في جبل شعباني، اما في ليبيا فيحق نفس ما لت على تونس اي بعد حل نزاعات الليبيين فيما بينهم ستكون صناديق الانتخابات هي الفيصل لكن للأسف سيبقى هدا حلم صعب التحقيق ، حيث ان الجزائر اتفقت مع 200 شخصية ليبية بينهم متطرفين لضرب اي اتفاق و بعترت الاوراق الأمنية و استقرار البلد ونعلم مدا دعمها لمعمر القدافي . اما مالي لن يكون هناك حل فالازمة استغرقت وقتا طويلا تحث اشراف الجزائر دون نتيجة تدكر ، فالوسيط ليس حياديا بل انتهازي ، ويعلم جيدا ان حل يتفق عليه سيعود باللائمة على الجزائر نفسها فهناك مناطق في الجزائر ستطالب بانزال نفس الحلول.

  • الإنسان المغاربي
    السبت 18 أبريل 2015 - 14:01

    التبو Toubou / Tebu هم من الناطقين باللغات النيلية-الصحراوية Nilo-Saharan languages

    فهم يمثلون أحد المكونات القديمة بالصحراء الليبية، واحتمال كبير أن يكونوا من بقايا التمحو Temehu /Tehenu الذين ذكروا في النصوص المصرية القديمة

  • طوارق امازيغ المغرب
    السبت 18 أبريل 2015 - 14:25

    طوارق امازيغ المغرب في جنوب الصحراء في تندوف…والتي تعني مدينة المراقبة….نتمى كامازيغ طوارقي المغرب في تندوف النظر الى قضيتنا فقد استعمرتنا معسكرات الجزائر بشرذمة البدجو الرحل البوزبالاى البوليزاريو…و احتل جميع مناطق امازيغ الطوارق …لو يبقى سواى اوسرد….كلتة ازمور

  • محمد
    السبت 18 أبريل 2015 - 15:13

    العرب يهدمون البيوت ويسكنون الخيام .

  • الأمازيغ إخوان العرب
    السبت 18 أبريل 2015 - 16:13

    أنا عربي لا أشعر بضيق من الأمازيغ لأن عروقنا تجري فيها نفس الدماء. 14 قرن ماشي ساهلة. وفي رأيي لا خوف على الأمازيغ و لا على العرب بعضهم لبعض من أجل حماية الوطن ووحدته. لاكن الخوف كل الخوف من سم الماسون. اللغة الأمازيغية آتية خيرا و سلاما .تريتوا قليلا. لا نريدها أن تأتي كما يريد صهيون الغرب. بل نريدها أن تأتي على يد ملك البلاد حامي حمى الملة و الدين. والملم بخبايا الأمور .

  • الباز
    السبت 18 أبريل 2015 - 22:58

    سلام
    ما يجري في ليبيا من مخلفات التقوميج
    القومجيون يفسدون في اﻷرض ولا يصلحون خربوا البلدان طولا وعرضا .

  • من وهران
    الأحد 14 يونيو 2015 - 13:43

    الى الاخ صاحب التعليق رقم 9 عامر اسبانيا لا يعقل اخي الكريم ان تحمل كل المصائب على الجزائر الاحظ ان جل المعلقين المغاربة وحتى الصحف المغربية تقول ان الجزائر بلد هش وضعيف وفي الدرك الاسفل من العالم ولكن البعض يقول عنا اننا نتدخل في كل شئ وفي كل البلدان من يتدخل بهذا الشكل يجب ان يكون بلد قوي متمكن في كل المجالات وبشهادة المغاربة انفسهم فالجزائر بلد ضعيف اذن يستلزم ان الجزائر غير قادرة على التدخل هذا هو المنطق ببساطة وشكرا لكم وارجو النشر ياهيسبريس

صوت وصورة
نظرة حقوقية إلى مدونة الأسرة
الأربعاء 27 مارس 2024 - 19:35 4

نظرة حقوقية إلى مدونة الأسرة

صوت وصورة
نتائج "بارومتر الصناعة المغربية"
الأربعاء 27 مارس 2024 - 19:15

نتائج "بارومتر الصناعة المغربية"

صوت وصورة
الفهم عن الله | الاحتضان الرباني
الأربعاء 27 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | الاحتضان الرباني

صوت وصورة
نصومو مرتاحين | مشاكل الأسنان
الأربعاء 27 مارس 2024 - 17:00

نصومو مرتاحين | مشاكل الأسنان

صوت وصورة
البياض يكسو جبال مودج
الأربعاء 27 مارس 2024 - 12:15 2

البياض يكسو جبال مودج

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07 20

مغاربة والتعادل مع موريتانيا