عن الأرضية التوافقية بين الإسلاميين والعلمانيين

عن الأرضية التوافقية بين الإسلاميين والعلمانيين
السبت 8 فبراير 2014 - 14:05

يقترح الأستاذ محمد الساسي القيادي اليساري، من أجل انتقال ديمقراطي ناجح بالمغرب “حصول توافق بين معسكري الإسلاميين والعلمانيين على مجموعة من المبادئ والقواعد المُؤَسِّسَةِ، والتي يقع في صدارتها كل من الدولة المدنية والحريات الفردية والملكية البرلمانية”.

هذا التوافق الذي يدعو إليه القيادي اليساري البارز يحتاج إلى نقاش هادئ وعميق، وهو ما دشنه في بعض مقالاته؛ ونحن نرى أن الخلاف بين الرؤيتين العلمانية والإسلامية لا يمكن أن تظلله المقولة المشهورة بين الإسلاميين : ” نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه”؛ فهذه القاعدة تصلح لرأب الصدع بين الفرقاء من كيان واحد، ينطلقون من مرجعية واحدة؛ بينما الواقع أن المرجعية اللائكية التي ينطلق منها إخواننا العلمانيون، تختلف جذريا عن المرجعية الإسلامية التي يصدر عنها التيار الإسلامي على اختلاف تلاوينه.

(1)

الإسلاميون والعلمانيون متفقون على رفض “الدولة الدينية” التي تحكم بالحق الإلهي، أو التي يكون فيها القول الفصل في الشأن السياسي لهيئة الفقهاء أو الإمام المرشد، بحيث يكون هؤلاء فوق المساءلة؛ فالدولة الثيوقراطية التي أسسها رجال الدين في أوروبا/القرون الوسطى لم يعرفها الإسلام إلا في زمان النبوة، حيث كان النبي المعصوم من الخطأ مرجعا في فض الخلاف، ومع ذلك كان يلتزم بالشورى؛ لكن بوفاته صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي وفتح باب الاجتهاد في تكييف النوازل وفق المرجعية التي تأسست عليها الدولة في المدينة، وعندما نقول الاجتهاد نعني إمكانية الخطأ، وضرورة الشورى والالتزام بنتائجها.

ولهذا نجد هذه المعاني بارزة في أول خطبة لأوّل خليفة للمسلمين أبي بكر الصديق، بعد وفاة رسول الله صلى الهج عليه وسلم :

” أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمّهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم”.

إذن، باستثناء الدولة الشيعية التي تعتقد بعصمة آل البيت وأحقيتهم بالخلافة دون سواهم، وأن المرشد العام ينوب عن الإمام الغائب، وله القول الفصل في كثير من قضايا السياسة والدين، فإن الجماعة السنية لا تقرّ بهذه المسلمات، بل وترفضها، وتطالب بحكم مدني ـ لا مكان فيه للعسكر أو لرجال الدين ـ يختار فيه الناس من يحكمهم بدستور متوافق عليه، لمدة محددة تنتهي بمحاسبة وتجديد الاختيار وفق آليات يطورها العقل البشري، لا دخل فيها للعصمة.

الخلاف بين العلمانيين والإسلاميين مردّه إلى أن العلمانية تقصي الدين من الشأن العام، وتجعله قضية فرد أو ضمير وعلاقة بين العبد وربه، لا دخل لأحد في قضايا العقيدة والإيمان؛ ثم بعد ذلك تتدخل القيادات السياسية العلمانية في الشأن الديني، فتطالب بتغيير نصوص قطعية في القرآن والسنة استجابة للتطور المدني الذي تعرفه المجتمعات الإسلامية، بدعوى أن هذا نقاش حقوقي أو قانوني أو سياسي، وهو تناقض واضح.

والحقيقة التي لا يمكن إغفالها أن السياسة في عصرنا، مع مجيء الدولة الحديثة، اكتسحت كل المجالات، بما فيها الشأن الديني، فاصطدمت بالمجال الواسع الذي ينظمه القرآن : في العبادات والأخلاق والمال والعلاقات الأسرية والعلاقات بين الناس : مؤمنين أو كفارا..إلخ؛ هذا إذا اقتصرنا على القرآن وصحيح السنة، أما الثروة الفقهية فبإمكاننا أن نأخذ منها وندع.

(2)

في الحريات الفردية، نقول على سبيل المثال، إذا كان النص القرآني حاسما في تحريم الزنا وجعله من الكبائر، لكن مع ذلك يمكن إدراجه في الحريات الفردية ما لم يخرج للعلن، فهذه العلاقة الجنسية الآثمة لا حق لأحد أن يتدخل فيها ـ لا الدولة ولا الأفراد ـ إذا استثر المقترفون لها، فأمرهم إلى الله، إن شاء عذبهم يوم القيامة وإن شاء عفا عنهم، ومن تجسس عليهم وفضحهم بين الناس هو الذي يعاقب في شريعتنا، باستثناء الزوج.

كذلك الإفطار في رمضان أو شرب الخمر أو الشذوذ الجنسي أو الكفر، يدخل في الحريات الفردية ما لم يخرج للعلن، بمعنى تحريم تتبع عورات الناس والتجسس عليهم إذا لم يجاهروا بمعاصيهم، وهذا حفظا لحق الجماعة في تعزيز القيم المشتركة داخل المجتمع الواحد، فالمفروض أن نسنّ قوانين تحفظ للعصاة حرمتهم في الدنيا؛ فلا يكشف سترهم أحد إلا عرّض للعقوبة، وبالمقابل نسنّ قوانين تحفظ للمجتمع حرمته، فلا يظهر لنا أحد معصيته إلا عرّض نفسه أيضا للعقوبة، وهذا هو العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض، وهكذا نفصل بين شؤون الدنيا وشؤون الآخرة.

ولا يوجد مجتمع إلا ويحافظ على قيمه، ولا يسمح بأن تعلو قيمة على أخرى إلى حدّ الاصطدام، فالمجتمع الفرنسي خرج عن بكرة أبيه رافضا للقوانين التي تسمح للمثليين بأن يخترقوا الأسرة ويهدّدوا النسيج المجتمعي، لأن اليسار الفرنسي تعاقد مع هذه الأقلية الشاذة من أجل تحقيق مرادها بتقنين هذه الجريمة الإنسانية وإخراجها للعلن، وإلا فإن القوانين الفرنسية لا تعتبرها جريمة إذا كانت سرّا.

(3)

الخلاصة التي نسعى لاستثمارها في هذا النقاش الصحي، أن تشمل الأرضية التوافقية بين الإسلاميين والعلمانيين بالمغرب :

أولا عدم المسّ بقطعيات الدين؛

ثانيا احترام نتائج الديمقراطية في التداول على السلطة، ورفض أي تزوير للإرادة الشعبية؛

ثالثا احترام الملكية باعتبارها حكما بين الفرقاء السياسيين، وتدبيرا للشأن الديني من خلال مؤسسة إمارة المومنين، وصيانة للمؤسسة العسكرية من الانخراط في الشأن السياسي، وحفظا للوحدة الترابية؛

رابعا احترام التنوع الثقافي والعرقي الذي يعرفه المغرب.

ومن تأمّل هذه الأربع التي ذكرنا، وجد أن معظم الفتن المشتعلة اليوم في الوطن العربي، سببها المباشر عدم إعطائها حقها من الاعتبار، ثمّ بعد ذلك يأتي التدخل الأجنبي عاملا خارجيا مؤججا للصراع.

فإذا انفرط عقد الدين أو الملكية أو التنوع الإثني، دخل المغاربة في الصراع والفتن التي لا تبقي ولا تذر.

أما الديمقراطية فغيابها جزئيا، هو سبب تعثر كل المشاريع التنموية، وهذا التعثر الجزئي إذا لم يتم تداركه في قريب الآجال فإن الشباب سيقول كلمته، لأنه هو المتضرر الأول من الفساد والاستبداد، وطبيعة الشباب الثورية قد تأخذ أشكالا ذات طابع إثني أو ديني أو معاداة للملكية؛ وهذا ما لا نرجوه لمجتمعنا، فعلى عقلاء الإسلاميين والعلمانيين أن يتوافقوا على هذه الأرضية، وينطلقوا منها لبناء مغرب قوي منفتح ومزدهر يسع كل أبنائه وأعراقه.

‫تعليقات الزوار

25
  • العربي بنمنصور
    السبت 8 فبراير 2014 - 14:30

    لازلت اتذكر حكاية جدتي و انا صغير: "كان يا مكان في قديم الزمان رجل اسمه "مهيلة شخمان" نام ليلة و في الصباح خطب في الناس قائلا: اتاني ملاك من السماء، ابيض اللون، له اجنحة، يشبه البشر، بقي يوحي الي امور عجيبة غريبة مدة، كل مرة ينزل علي الوحي، ما ان يعترضني مشكل الا و هبط و اوحى الي و قال لي "قل لهم كذا و كذا، اخطب فيهم الخ"- لازلت اتذكر حكاياتها التي كلها تدور حول كائنات خرافية تنزل من السماء في الليل على حصان ابيض ناصع" و حكايات الجن التي تملء الارض و ترهب العاقين و العصاة، الشياطين التي تخرج ليلا لتعقب المسافرين و تتخد اشكالا بشرية و حيوانية او نباتية- اه يا لها من حكايات طفولية بدائية- كنا دوما ننظر الى السماء حتى يهطل المطر و الفرج و الرزق – اه يا لها من حكايات كل شيء فيها يتحول بسحر "فقط احداث همهمات و غمغمات لطرد العفاريت و العقارب و الامراض الفتاكة"- منا نرد: "يا سبحان الله، يا سبحان الله"، "الحمد لله الحمد لله"- كنا نرى ضوء طائرة سوفياتية و نقول يا سبحان الله الشياطين تقدف شياطين الانس و الجن، يا لها من معركة عجيبة في السماء- يا سبحان الله يا سبحان الله

  • amazigh
    السبت 8 فبراير 2014 - 14:34

    خلاصتك اشتراط " عدم المس بقطعية الدين " هو مكمن الخلل السي الشقيري . الاجتهاد معناه اعادة النظر في قراءة النص و مدى ملائمته للواقع .
    فلا يمكن العمل بنص فبه الضرر أكثر من المنفعة و الا لما أحل الله رخصه بل من المستحب كما جاء فب الحديث "إن الله يحب أن تؤتى رخصه " .
    وعدم الاجتهاد هو ما ترك أمة محمد تعبش في تخلف : الفكري الثقافي العلمي السياسي …. و التشبت بالنص هو انتحار سيأتي على الأخضر و اليابس و سيفتح المجال للاحتقان داخل المجتمع : الخطاب الديني في واد و العالم في واد آخر ….
    عدم المس بقطعية الدين سيقابله عدم المس بال قطعية حرية التفكير و المعتقد و حقوق الانسان المعترف بها كونيا مع أن التاريخ شاهد على أن المجتمعات تطورت لما تحررت من سلطة المتدين

  • AnteYankees
    السبت 8 فبراير 2014 - 14:44

    يا أخي إنك كثير الثرثرة، فلا أرضية فكرية يمكن أن يتوافق عليها الإسلاميون والعلمانيون إلا جوفها. فالعاقل يعلم جليا أن المغرب يسع لكل أبنائه وأعراقه وهو قوي ومزدهر و منفتح بفضل ملكيته و إسلامه. و لعلمك أن الصراع مع الشر في عهد الحسن الثاني هو الذي عطل عجلة النمو بالمغرب مدة أربعون سنة. فعلى إمارة المؤمنين محاربة الفساد و المفسدين بدون هوادة و تعرف عدوها الحقيقي.

  • marrueccos
    السبت 8 فبراير 2014 - 14:49

    إن كان من شيء يتوافق عليه الإسلاميون و ( العلمانيون ) هو الوطن العربي ! فمرجعية الطرفين قومية وليست إنسانية وإنعزالها عن الأخيرة هو إنعزال عن الديمقراطية والقيم الإنسانية لما جاءت به من حقوق للإنسان .
    أتروكوا المجتمع يتطور بشكله التلقائي ولا تسيجوه داخل مفاهيم تحد من تفكيره الذي يبتغي الكمال ! الإسلامي له تصورات عن المجتمع لا ينبغي الخروج عنها وهي محددة في الشريعة ! كما لعلمانيي الجنوب إطار تفكير لا يخرج عن القبيلة بمفهومها الواسع ! كمال الإسلامي في تطبيق شرع الله وكمال علمانيي الجنوب لا يبتعد جغرافيا عن مصير سوريا ولبنان !
    تراكم التجارب في أوربا وأمريكا لها غاية واحدة ؛ خدمة الفرد في أفق عيش أرقى ؛ ومن قلب هذه التجارب يظهر ما يناهض الدين ويصطدم به ؛ لكنها حلقة ضمن سلسلة التطور ولا أحد يعلم بمنتهاها ! وقد تستقر هذه المجتمعات عند الإسلام بعد أن تستفيذ من مختلف التجارب فلا تحتفظ منها ؛ وبقناعة ؛ إلا ما يحفظ سلامة الفرد ورفاهية المجتمع ! نحن لكثرة كوابح التنمية أصبنا المجتمع بالشلل !

  • مغربي حر
    السبت 8 فبراير 2014 - 14:59

    هذا يعد ذرا للرماد في العيون يأ استاذ! لأن ساحات الإختلاف بين العلمانيين والإسلاميين أكبر من ذلك ولم تذكر إلا م ا اردت منها، وفي ما يخص الحريات الفردية من الضامن أن يقوم الإسلاميين بإنشاء شرطة دينية او (اخلاقية) تجوب الشواطئ مثلا لمنع النساء من السباحة بملابس السباحة المعروفة؟ وهذا يعتبر منكرا بنصوص قطعية في الدين؟ ومن الضامن انكم لن تغلقوا الحانات والتي يعد ارتيادها حرية شخصية؟ وهي كذلك منكرة دينيا؟ وما رأيكم في حرية المعتقد وتغيير الدين؟ ونحن نعلم ان نصوصا تمنع ذلك بل تأمر بقتل من تحول عن دين الاسلام؟ الديموقراطية التي تشير اليها انت يا استاذ ديموقراطية صناديق ، لأن الديموقراطية روحا هي أكبر كافل للحريات ولا ديموقراطية بدون حريات فردية! اما العلمانية التي تسعون دوما الى تشويهها فهي الحل لكل مشاكل الدول التي تعاني من تطاحنات مذهبية، المهم أن الدين لله والوطن للجميع ولا وصاية لأحد على الأخر لقد مضى ذاك الزمان دون رجعة والبكاء على الاطلال لا يحييها.

  • خالد تاك
    السبت 8 فبراير 2014 - 15:04

    كلام معقول لكن العلمانيين همهم الوحيد هو محاربة الدين ,ويفسرون الدمقراطية وحقوق الانسان على هواهم لمعاداة الدين الاسلامي باسم الحداتة التي لا يفهمون فيها الا الاسم .

  • أمازيغية
    السبت 8 فبراير 2014 - 15:05

    فكر استبدادي.

    لا تريدون الدولة الدينية ولكنكم تريدون الدولة الدينية.

    المعاصي فكرة إسلامية لا تخصني بل تخص المسلم فقط.

    الأكل العلني في الشارع في رمضان معصية بالنسبة لك وحق بالنسبة لي.

    التقبيل العلني وممارسة الجنس بلا زواج معصية بالنسبة لك وحق بالنسبة لي.

  • amr yassir
    السبت 8 فبراير 2014 - 17:11

    ا لسلام عليكم غالبا ما ننسى او نتناسى ان المغاربة كلهم و الحمد لله مسلمون والقلة القليلة تختار غير ذلك و عددها لا يكاد يذكر.فالمرجو ان نتنبه اننا نتحدث عن بلد مسلم يريد الاسلام ولا شئ اخر.اختلف مع الكاتب في مقاربته .و استنكر عليه :الاسلاميون متفقون على رفض الدولة الدينية!!!
    سؤالي:هل النقص في الاسلام ام في الانسان !!!
    اذا كنا نؤمن بكمال الدين فلماذا نجعله مغيبا في الشان العام ….

  • destroyer
    السبت 8 فبراير 2014 - 17:48

    لايزال القوم مسافرون و الحبال مقطعة الغبي من يقدم مؤونته والقوم جياع

  • elias
    السبت 8 فبراير 2014 - 18:25

    لا اظن انه هناك ارضية مشتركة بين الكهنوت و العلمانيين.
    فاذا كان الاسلاميون يعلنون ان هدفهم هو اقامة دولة اسلامية فهذا يغني تطبيق قوانين قريش. اول شيئ سيفعله الحاكم الكهنوتي هو اقامة الحد على العلماني تطبيقا لحد الردة الا و هي معارضة تطبيق شرائع قريش.
    اقامة الحد على تارك الصلاة و الذي لا يصوم (و مع ذالك يرددون كذبتهم المشهورة: الاسلام لم ينتشر بالسيف).
    الكهنوتي يهدف الى اقامة دولة ذينية تقطع فيها رقاب الناس و تطبق فيها قوانين انتجها بعض اهل قريش
    العلماني يهدف الى اقامة دولة مدنية يطبق فيها قانون يحمي كل فرد في المجتمع بسبب لونه، عرقه او معتقده. العلماني لن ياخذ تارك الصلاة الى الساحة لاعدامه لانه يرى ان صلاته امر يهم الشخص وحده.
    زواج الطفلة، دين قريش يقول 9 سنوات و هناك نص قطعي، فكيف سيتعامل الكهنوت معه؟

  • sifao
    السبت 8 فبراير 2014 - 18:29

    قيل للدجاجة ، مقابل ماذا ستتخلين عن النبش في المزبلة ؟ قالت قنطار شعير ومزبلة، هذا هو حال صاحبنا ، يقول ان الاسلام يقبل بالدولة المدنية وفي نفس الوقت يتحدث عن قدسية النصوص القطعية وضرورة تدخل الدين في الشأن العام للدولة ، يقول بامكان اقرار الحقوق الفردية ، كحرية الاعتقاد وحرية الجنس وكل ما يُصطلح عليه بالفاحشة، لكن مشروطة بالسرية ، اين الحرية من كل هذا؟ هل تريدون مجتمعا من المنافقين ؟ هل هذا يعني ان الاسلام يحارب علانية الفاحشة وليس الفاحشة في حد ذاتها ، اليس هذا هو النفاق بعينه ؟
    اي توافق بين الاسلاميين والعلمانيين لن يكون الا استراحة محارب ، او هدنة هاشة يمكن ان تندلع المواجهة في اية لحظة ، ليس لان العلمانيين يكرهون الدين كما يروج له الاسلاميين بين حشود اتباعهم من الجهلة والاميين والمصابين بالفصام، وانما لان الاسلاميين لايعترفون الا بمن ينتمي الى جماعتهم ، مفهوم الدولة عندهم دخيل على الدين وتهدد الجماعة العقائدية ، هذه الليونة الماكرة التي بدت تظهر في موقف الاسلاميين من العلمانية املتها الوضع العام للاسلام السياسي في دول ما يسمى بالربيع الديمقراطي ، بعد نكسة مصر وتونس وخراب سوريا…

  • omar
    السبت 8 فبراير 2014 - 19:04

    التخلف لا وطن له .
    الولايات المتحدة والغرب بصفة عامة اكثر عدالة فقط بتطبيق القانون دون الحاجة الى الدين, بل باقصاء الدين تماما, يخلقون القوانين بانفسهم عند الحاجة ولم يستوردوها من فرنسا كما تفعلون . فخمسون في المائة من الدين لم تعد صالحة في هذا العصر .
    أنا تمنيت لو فتح النقاش في صميم هذا الدين لفحصه وتشريحه والبخث عن الاجابة على جميع الاسئلة المطروحة والتي قد تطرح يوما. وبغير هذا فالدين سيبقى مجمدا وممارسيه سيبقون ببغوات يرددون ما ردده من قبلهم وسيدورون دائما في نفس الدائرة . كما انني لاأستطيع أن أومن بدين جاء من طرف شخص واحد ومكررا لما كان يدعيه الاخرون من قبله, يرى الوحي وحده فقط, ويرى البراق وحده فقط وووو.
    ثم ان الدين جاء للعالمين بلغة واحدة فقط , اهذا تحد إلاهي للبشرية , ام ان الله لايستطيع ان يخلق اكثر من رجل لهذا الامر .

  • Bashar ibn keyboard
    السبت 8 فبراير 2014 - 19:41

    يقول الفقيه:
    "الخلاف بين العلمانيين والإسلاميين مردّه إلى أن العلمانية تقصي الدين من الشأن العام، وتجعله قضية فرد أو ضمير وعلاقة بين العبد وربه، لا دخل لأحد في قضايا العقيدة والإيمان؛ ثم بعد ذلك تتدخل القيادات السياسية العلمانية في الشأن الديني، فتطالب بتغيير نصوص قطعية في القرآن والسنة استجابة للتطور المدني الذي تعرفه المجتمعات الإسلامية، بدعوى أن هذا نقاش حقوقي أو قانوني أو سياسي، وهو تناقض واضح".
    ربما فرط التديّن أنسى الفقيه الشقيري أن قضايا الأرث والتعدد و حرية المعتقد هي بالأساس قضايا مدنية كما في ماليزيا و تركيا وقريبآ في تونس الحبيبة !

    لا تناقض ولا هم يحزنون! فقط رغبة في التدليس أو ضعف حجة, كثير من كلام يكرر نفسه من طرف أشخاص مختلفين والمصيبة أنهم لايتفقون بدليل أن كل واحد منهم يخطب في منبر, إن كان الحق معهم فما الحاجة لتعدد المنابر ؟
    الأيمان حاجة نفسية ونحن نحترم دلك, و المفروض أن الأيمان يٌدكي بواعث الحب والأمل في قلب المؤمن كما في تصرّفه ونحن لانرى سوى الغلظة والفجر في القول وفي العمل.

  • بنحمو
    السبت 8 فبراير 2014 - 20:48

    ألم يقل الأستاذ عصيد أننا شعب منافق وهُجم من حراس ضمير المجتمع؟
    السيد الشقيري يقر بهذا النفاق في بناءه لشروطه كي يتعايش الإسلاميين و العلمانيين. ولنناقش شروطه الضمنية في المقال حيث قال نحن لا نحاسب:
    – من فطر رمضان وهو بعيد عن الاعين. يعني يجب أن يكون منافقا في تصرفه يأكل ثم يخرج ليلقي السلام ويستفسرالناس عن الأحوال مع الصوم…
    – يسمح بالزنا لكن بعيدا عن الاعين.
    – يسمح بالسكر لكن بالتستر
    – يسمح بالكفر لكن بدون البوح به
    هل هناك أكبر من هذا النفاق,هل لا نساهم مند قرون بهكذا تصرف في مجتمع منفصم الشخصية ,بوجه يظهره للناس على أنه من أتقاهم وبداخله وجه لا يعرف ملامحه إلا في خلوته ؟
    ألسنا مجتمعا منافقا ؟
    كثير من الإخوة يقولون هنا أن جميع المغاربة بنسبة 99 في المائة مسلمون. لكن كيف ذلك ؟بالوراثة أب عن جد,وفي وقت الصلاة تجد المقاهي ممتلئة والحانات شغالة والشوارع مزدحمة ..؟
    الخلاصة,لا تهمنا العلمانيين أوالإسلاميين أكثر من الحريات الفردية حتى المسلم الصحيح منا,ليس بإقصاء الآخر أونعته بالكفر,بل بالتشبت بعقيدة أمام كل ما يأتيه الآخر من محرمات بالنسبة لنا,حتى نكون صريحين مع أنفسنا ومتشبعين بعتقدنا

  • saccco
    السبت 8 فبراير 2014 - 21:01

    سعاتكم سلات
    شكون اللي سعتو سلات ..إيوْ
    كما يقول السيكتور في إشهاره
    فعلا زمانكم إنتهى
    فمقايضتك بقبول الدولة المدنية بعدم المس بقطعيات الدين أصبح متجاوزا لأن العلوم الحديثة لا تعتبر المقدسات الا مخلفات للفكر البشري وأنها قابلة بدورها للتمحيص والتحليل والنقد
    فلا يجوز ان نعيش في زمن مضت عليه أكثر من 14 قرن بقوانين سُنت لقوم تعيش البداوة والقبلية والعصبية مقابل مجتمعات حديثة مُشبعة بِتخمة القوانين المستمدة من فكر علمي وتقني تظافرت فيه كل جهود جهابدة الفكر الانساني للقرون الحديثة مقابل فقهاء عاشوا قرون مضت لن يفقهوا شيئا مما هو عليه الوقت الراهن
    فهل يمكن مقارنة فقهاء القرن 1 أو 2 أو 3 هجري بفطاحلة القرن 19 او 20 او 21 من القرن الحالي c 'est comparer l'incomparable
    إيوْ..

  • بنحمو
    السبت 8 فبراير 2014 - 21:22

    تتمة
    متشبعين بمعتقنا لا يهمنا في ذلك تصرف الآخر. ألم يكن الصحابة يعيشون بين اليهود و الكفار؟ أما لحمة المجتمع فهي إنتماءه للوطن و مناهضة كل من يتحامل عليه. أما أن ندعو الناس للإستتار في كل ما يحرجنا لأننا مسلمين فهذا ضعف منا أو خوف فقهاءنا على ضياع ريعهم وليس أكثر.
    أما فيما يخص العلمانية فقد عشناها ونحن مراهقين ثم شبابا فشيوخ.أغلبية المجتمع تبقى تتدين بدينها و لا أحد زاحمها في ذلك. فلما اليوم خروج هذا الصراع البئيس ؟ هل رأيتم آكل رمضان يُقف الناس عن الذهاب إلى المسجد؟ و مع ذلك المشكل ليس في السكير أو الزاني أوغيره. بل المشكل من يتطلع لمجتمع حداثي , مجتمع يساير ركب الأمم. هنا يتدجل فقهاءنا و السيد الشقيري يسير في ركبهم ليقولوا : "لا حق لكم في التدخل في أمور تخصنا, لقد بنينا حصنا حصينا و بتدخلكم ستهدمونه على رؤوسنا."
    أليس كذلك يا أستاذ ؟
    و مع ذلك المجتمع المغربي يتغير و يتطور و على جميع الاصعدة, ما عليكم إلا أن تجوبوا أرض الله لتتيقنوا أننا لم نعد مجتمع 1900 أو 1950 …, تلك حثمية تاريخية

  • محمد باسكال حيلوط
    الأحد 9 فبراير 2014 - 09:10

    د الشقيري
    هاته مبادرة طيبة تروم الصدق، أساس كل حوار جدي. كعلماني فرنسي من أصل مغربي أخاطبك بكل صراحة : لتسلق سلم الديموقراطية توجب على المسلمين الأتراك والتونسيين مثلا التخلي عن جوانب مهمة من قطعيات الدين. فاحترام أمهاتنا وبناتنا لن يتلائم أبدا مع الخيانة الزوجية التي حظي بها أبي دون أمي المسلمة، ولن يتأتى دون مراجعة قانون المهر، لتتكافأ مساعدة الزوج والزوجة من طرف العائلتين ولنقسم الإرث بتكافؤ وعدل بيني وبين أختي.
    لم تكن شريعتنا عادلة ولن يستجيب القدر لتطلعاتنا إلا إذا كانت لنا الشجاعة الفكرية لنصارح أبا بكر : إن كان قد كتب عليك القتال وهو كره لك، فنحن من ذلك أبرياء. لم تقبل بحرية أجدادنا في الردة ولم نعد نقبل بذلك وسنمنح لمؤرخينا أن يحاسبوك وليردوا الإعتبار لأجدادنا المكيين وغير المكيين الذين احترموا الله واللات والعزة والمسيح واليهود بالجزيرة العربية قبل أن يقهروا بالسيف (الحجة القاطعة) وقبل قطع طرق تجارتهم التي ولجها محمد (إبن عبد الله الذي كان قد تعايش مع اللات في ظل المعروف عند القبائل) آمنا في رحلة الشتاء والصيف.
    بات من اللازم علينا نبذ الوفاق والإتفاق على النفاق يا إخوة

  • ahmed arawendi
    الأحد 9 فبراير 2014 - 11:22

    التوفيق غالبا ما يكون تلفيقا
    يستحيل دمج الصحيح في الغلط; او خلطهما جبرا للخواطرلنخرج على الناس بترهات الحل الوسط.
    كون اغلبية المغاربة مسلمون لا تعني شيئا;
    او قد تعني كون هذا الاعتناق مسؤول بشكل من الاشكال على هذا التخلف.
    اي ان طريقة تفكير ما اذا ادت الى حالة ما فهي المسؤولة عنها سواءا كان نجاحا او اخفاقا
    وتبعا لهذا النجاح او الاخفاق يجب اتخاذ اجراءات تتبيث النسق الناجح و البحث عن حلول جديدة في حالة الفشل
    الاسلام عقيدة فاشلة لانها لم تنتج غير التخلف عبر 1400 سنة و الحاضر شاهد على الماضي
    لا يمكن اطلاقا دمج:
    من غير دينه فاقتلوه..
    و اضربوهن..
    وهن ناقصات عقل و دين..
    و الرجم..
    في اي نسق حذاثي.

  • AMANAR
    الأحد 9 فبراير 2014 - 11:42

    لا مجال للتوافق بين الإسلاميين والعلمانيين أبدا، لا مجال للتوافق بين التوجهات الديموقراطية والتوجهات الإستبدادية ،لا مجال للتوافق بين من يدفع إلى الرقي في سلم الحضارة الكونية حضارة الفكر والعلم والمعرفة، والتفكير الحر والديموقراطية والمساوات والمثمتل في العلمانيين حيث الكل يحتكم للقانون وللحقوق والواجبات بغض النظر عن اللون والجنس والعرق والدين ،وبين الإسلاميين الذين يريدون فرض الوصاية على الأفراد والمجتمعات ويقومون بتقسيم المجتمع إلى ثنائيات الخير والشر المؤمن والكافر الحلال والحرام من منظور ديني في قطيعة مع الواقع والتطور التاريخي للمجتمعات.ويروجون للفكر الإطلاقي الذي يقوم بصناعة جحافل المريدين المطيعين بدل تكوين مواطنين متشبعين بقيم الديموقراطية والتسامح والإنفتاح والفكر النقدي،
    الفكر العلماني ينهل من الحضارة الكونية وتجارب الشعوب وتراكماتها الحقوقية والسياسية والإجتماعية والفكرية بينما الإسلام السياسي ينهل من ثرات إنساني يراد له أن يكون مقدسا رغم أنه كتب في عصور التخلف والإنحطاط والإستبداد ولا علاقة لها بواقع اليوم على الإطلاق.

  • mohammadine
    الأحد 9 فبراير 2014 - 12:17

    بعد ما جرى في تونس ومصر وماسات سوريا..شعار الاسلاميين الان هو : اتمسكن حتى اتمكن
    to benhammou , Sifao, & co
    حقا يؤسسون لمجتمع منافق : انظر الى منظريهم وعلماءهم : اللباس anachronique جلابة رزه لحية طويلة وممشوطة …وحين يختلو ببعضهم ارى ليك النشاط….من يتذكر عبد البر في المغرب ;لقد تم طرده لا لاراءه وانما لعربداته

  • zak UK
    الأحد 9 فبراير 2014 - 14:39

    How can you be free if you have to practice your freedom in hiding?. If I am not a believer how you're going to know if I keep it secret. you said we should be 'one society' and respect that. But society is diverse and what needs to be done is respect diversity. You can't have your cake and eat it

  • said amraoui
    الأحد 9 فبراير 2014 - 19:46

    لقد قرات كل التعاليق, والتي تفيد ان العلمانية,لا يمكنها ان تتطابق مع الاسلام؟ وهذا الجدل الثنائي,العقيم الذي يشبه خطان لا متناهيان,بينهما برزخ لا يبغيان,؟ فالاول ينطلق من ثرات تشريعي بشري فات زمانه,او مات الهه, والثاني ينطلق من تراث مقدس صالح لكل مكان وزمان,؟ وهذا الانشقاق الفكري؟ قد يقبله انسان, ويستحيل تقبله عند الاخر؟ فالعلمانية (زندقة وانسلاخ عن جسم الاسلام )عند الاسلامي, (والشريعة وما جاورها ) (رجعية وظلامية وخرافية) عند العلماني؟ولكن اين الفاعل السياسي من كل هذا؟ وما هي متطلبات المرحلة,(المغيبة) والتي كانت هذف الربيع العربي ,الذي لم يعد يذكر, وكان مطالبه حلت وبسطت وقضيت,؟ فالشعب المغربي, ليس وحدة بشرية,لها نفس الاولويات والاهذاف والانتظارات؟؟ فهذا الجدل الثنائي العقيم, اذا انظاف اليه الثنائي الاثني,,او,,الرباعي,,الخ,سيدخلنا في متاهات ازلية(وليست جدلية بل دموية) ونحن مغرب الاستثناء,يجب ان نهيئ الارضية القانونية,والاخلاقية,والاقتصادية والاجتماعية, المتوازنة, دون اقصاء اواستهتارببعضنا البعض؟الذي لا يبني بل يذمرويخرب؟ فالمريض,مثلا يستلزمه الدواء للشفاء؟ وقس على ذلك كل الحاجيات ؟

  • العلمانية هي الحل
    الأحد 9 فبراير 2014 - 19:54

    مستحيل ان تتوافق العلمانية مع الاسلام ببساطة لان العلمانية تقبل كل الاديان و التيارات الفكرية في حين الاسلام اناني لا يقبل الا بنفسه و حتى ان قبل ببعضهم ( الكتابيين) فلا يقبل بهم الا صاغرون خاضعون مواطنون من درجة ثانية لا يحق لهم لا في السلطة و لا في الحكم .
    انظر كيف يعيش المسلمون بحرية في بلدان العلمانية و كيف يبنون مساجدهم و كيف يلجئ اليها حتى متطرفوكم بحثا عن الامان هناك.

  • ahmed
    الأحد 9 فبراير 2014 - 23:37

    اخاف ان يكون التوافق مستحيلا و الدليل هو الارضية التي وضعتها و بدات بالنصوص القطعية- هل يجب ان نقطع يد السارق و لو سرق درهما واحدا ام نقول هدا مسكين فقد سرق لياكل ام نقول ان التاويلات كثيرة؟
    انك تطلب التداول على السلطة لاعتقادك ان حزبك يستحق ان يحكم و هدا خطا لان الحزب الديني يستغل الدين و استغلال الدين اكبر فساد و اكبر خطورة من الرشوة-فهل تحارب الفساد؟
    كيف تقول انك ترفض الدولة الدينية و تشترط الالتزام بالنصوص القطعية للدين؟
    لمادا ترفض التظاهر للادينيين و تعطي هدا الحق للاسلامويين و تقول انك ترفض الدولة الدينية؟
    يصعب ان نفهم-شكرا

  • mounir
    الإثنين 10 فبراير 2014 - 12:24

    هل لو كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بيننا هل سيوافق على هذا التوافق ؟؟ هذا تخريف ؟ و رأي أصحاب الأهواء..

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب