ملف الصحراء ولغة الوضوح

ملف الصحراء ولغة الوضوح
الثلاثاء 15 أبريل 2014 - 10:19

بكل تأكيد ثمة فرق كبير بين وضعية المغرب هذه السنة ووضعيته السنة الماضية فيما يخص قضية الصحراء، فهذه السنة، يوجد المغرب في وضع مريح، تبرره أربع مواقف أقدم عليها:

-الأولى هو انفتاحه على آليات منظومة حقوق الإنسان الدولية، واستقباله للعديد من المقررين الأميين.

– والثانية هو إنشائه لآلية وطنية مستقلة لحقوق الإنسان في الصحراء من خلال الفروع الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وعمله على تفعيل أدائها، وانفتاحه على منظمات حقوقية دولية بما في ذلك تلك المعروفة عداؤها للمغرب وانحيازها لخصوم الوحدة الترابية

– والثالث، هو مشروعه لإصلاح العدالة والذي أفرز من بين ما أفرز إنهاء محاكمة المدنيين في محاكم عسكرية، وهو ما كان يمثل بؤرة الانتقادات الموجهة للمغرب على خلفية محاكمة متهمي مخيمات أكديم أزيك.

– والرابع، هو تعاونه مع المبعوث الخاص للأمين العام الأممي وتفاعله الإيجابي معه.

الجديد هذه السنة هو الموقف الذي تم التعبير عنه في المكالمة الهاتفية التي أجراها الملك محمد السادس مع الأمين العام الأممي بان كيمون والتي وضع فيها المنتظم الدولي أمام مسؤولياته اتجاه اي محاولة للانحراف عن المحددات التفاوضية التي تم الاتفاق عليها، و التعامل المنحاز مع هذا الملف، وأثر ذلك على انهيار مسلسل التفاوض بين الطرفين، وما يمكن أن ينشأ عنه من آثار كارثية على منظومة الأمن في المنطقة.

ثمة أربع عناصر تقوي بشكل كبير موقف المغرب، الأول، أن المغرب قدم مقترحا تفاوضيا للحكم الذاتي تم توصيفه أمميا بأنه واقعي وقابل للتطبيق، وهي نقطة قوة لا يمتلكها خصوم الوحدة الترابية الذين لا يزالون يتمسكون بموقف تم وصفه أمميا بأنه غير واقعي وغير قابل للتطبيق، والثاني، أنه لا يوجد على الطاولة اي مسودة مقترح بتوسيع مهمة المينورسو لتشمل مهمة حقوق الإنسان كما كان في السنة الماضية، والثالث هو الدور ألأمني والتنموي الذي يقوم به المغرب في المنطقة، سواء في مواجهته للتحديات الأمنية الصادرة في دول الساحل جنوب الصحراء أو في جهوده للتنمية في هذه المنطقة وبقية الدول الإفريقية التي أحدث المغرب مؤخرا دينامية تنموية كبيرة اتجاهها، أما الرابع، فيتمثل في المقاربة الجديدة التي اقدم عليها المغرب بخصوص الهجرة وذلك بجعل أراضيه مقرا للإقامة بالنسبة للمهاجرين الأفارقة وتمكينهم من فرص الاندماج وتسوية أوضاعهم الاجتماعية.

هذه العناصر الأربعة، تجعل أي انحراف عن المسار التفاوضي، يعرض المصالح الدولية، وبشكل خاص الأوربية والأمريكية لضرر بالغ، لأن استمرار التفاوض في غياب أي مقترح واقعي قابل للتطبيق معناه تعريض المسار إلى الانهيار، وتعريض المنطقة إلى مخاطر يصعب توقع تداعياتها، فالمغرب أقدم على تلك المواقف الأربعة ضمن رؤية منسجمة يتربع على رأسها تسوية مشكل الصحراء على أرضية مقترحه للحكم الذاتي، ويوم يتم المس بهذه الرؤية، فإن الانهيار سيصيب الحزمة كاملة، وهو الأمر الذي دفع المغرب إلى أن يعبر عن موقفه بكل صرامة وضوح لا مواربة فيه.

نعم، لا يزال يفصلنا عن التصويت عن قرار مجلس الأمن بعض الأيام – 23 أبريل موعد التصويت- وهي مسافة زمنية كافية ليتأمل المنتظم الدولي موقف المغرب ورؤيته، والآثار التي يمكن أن تترتب عن اي انحراف عن الثوابت التفاوضية والانحياز لمصلحة خصوم الوحدة الترابية

‫تعليقات الزوار

4
  • maghribi sahraoui
    الثلاثاء 15 أبريل 2014 - 12:42

    Je voudrais tout d'abord attirer l'attention de nos responsables politiques et de haut niveaux que nous les marocains nous voulons plus entendre ni accepter ce qu'ont appellent les séparatistes de l'intérieur et à leurs têtes al khaina aminatou et que nous connaissons ses nuits blanches dans les îles canaris. ou bien on est des marocains ou qui dira le contraire soit refouler de l'autre côté des frontières dans l'école des droits de l'homme .enfin nous sommes prêts à défendre notre unité territoriales avec notre sang ………

  • simoh
    الثلاثاء 15 أبريل 2014 - 13:55

    Cela fait des années qu'on entend que le Maroc veut octroyer une large autonomie au sahara. Jusqu'à cette date, il n'y a rien de concret. Alors qu'attend le Maroc pour couper l'herbe sous les pays de ses ennemies

  • بوغالي
    الثلاثاء 15 أبريل 2014 - 15:44

    أتمنى أن يتخد المغرب إجرائات ملموسة على أرض الواقع لربط الجنوب بالشمال كالربط السككي لعيون-مراكش و الإستفادة من الكم الهائل من السياح المتوفد على جزر الكناري و الذي يقدر ب 9 مليون سائح سنويا لقربها من العيون و ذلك ببناء أسس سياحة صحراوية 100% . كذلك تشجيع الهجرة نحو الجنوب و إلغاء tva بالأقاليم الجنوبية و تخفيض ثمن تذاكر النقل الجوي نحو الجنوب و و و…
    هذه كلها إجرائات بسيطة يلزمها فقط إرادة سياسية و جرة قلم للمعنيين بالأمر.

  • راشدي من وجدة
    الثلاثاء 15 أبريل 2014 - 20:38

    ثمة اربع عناصر تقوي بشكل كبير موقف المغرب ذكرها الكاتب في مقاله لكنه تناسى دور الجزائر وبترولها في نسف كل مجهودات المغرب.
    المغرب يجتهد بالطرق المشروعة والجزائر تعرقل بالطرق الملتوية والدليل هو ان المغرب خارج الاتحاد الافريقي وربما تصبح الجمهورية الصحراوية الوهمية عضوا في مجلس الامن.
    كل شيء ممكن مادامت ابار البترول بالجزائر لم تجف بعد…

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة