من المغاربة الأفغان الى المغاربة الدواعش

من المغاربة الأفغان الى المغاربة الدواعش
الإثنين 21 يوليوز 2014 - 11:59

في بداية هذا الأسبوع ،كان على البرلمان المغربي أن يخصص جزءاً من حصة الرقابة لموضوع [داعش].السبب لاعلاقة له بسطوة الحدث ،ولابما يمثله هذا التنظيم من تحول غرائبي في مشهد مابعد 2011.السبب أبسط من ذلك :ثمة وجه مغربي لهذا الجنون الجديد الذي يعبر قدرنا العربي المُنهك.

وهنا فان الأرقام مثيرة للدهشة ؛العدد الإجمالي للمقاتلين المغاربة داخل [داعش]يصل إلى 1122 من الذين توجهوا-أساساً عبر تركيا-لسوريا والعراق، فيما يبلغ العدد الكلي للمغاربة حاملي الجنسيات الأخرى-خاصة الأوربية- بين 1500 و2000.وأكثر من 200 مقاتل مغربي في “داعش” لقوا حتفهم، 20 مقاتلاً منهم أقدموا -منذ إعلان “الدولة الإسلامية” عن نفسها- على عمليات انتحارية.

التواجد الكمي يوازيه كذلك حضور نوعي لافت، فالمغاربة ممثلون داخل قيادات هذا الكيان الملغز ،من خلال قائمة طويلة من “أمراء التنظيم” تضم :”أمير عسكري” ،”قاضي شرعي” ،”أمير على اللجنة المالية”، “أمير منطقة جبل تركمان”، و”أمير للحدود الترابية”..

قبل ذلك بأيام قليلة كانت الحكومة قد أعلنت رسمياً ،بناء على معلومات استخباراتية،وجود تهديد إرهابي جدي موجه ضد المملكة ،انطلاقاً من كون عدد من المقاتلين المغاربة داخل التنظيم المذكور لايخفون نيتهم في تنفيذ مخطط إرهابي يستهدف المغرب ،وهم الذين راكموا تجربة عسكرية حقيقية ،خاصة وأنه من المحتمل لجوئهم للاستعانة بخدمات مجموعات إرهابية تنشط في دول شمال افريقيا ،أو بعض المتطرفين المغاربة الذين أعلنوا ولائهم لداعش.

المغاربة الدواعش ،إمتداد رمزي وسياسي ،رغم الاختلاف البين في السياقات،لماكانت الصحافة المغربية ،في غضون عام 2006،قد دأبت على تسميته ب [المغاربة العراقيون ]، عندما كثر الحديث عن الشباب المغاربة الذين تمكنوا من الوصول إلى الأراضي العراقية، للانضمام إلى التنظيمات الجهادية متعددة الجنسيات في حربها “المقدسة” ضد الاحتلال الأمريكي.

على أنه من حيث حجم الظاهرة ،فان المقارنة التي تبدو غير قابلة للالتفاف تتعلق باستحضار تجربة [المغاربة الأفغان ] كعنوان لمرحلة بكل تداعياتها السياسية والثقافية، استطاعت أن ترسخ، لفترة معينة داخل المخيال الجمعي لآجيال من الشباب ،صورة النموذج الأفغاني، كرمز حركي للإسلام الأصولي العابر للقارات، والمتوحد حول أرضية هوياته بحمولة جهادية أممية.

استدعاء المقارنات السهلة ،لايجب أن يحجب عناصر الإختلاف الجوهرية،ليس أقلها العزلة السياسية التي باتت تسيج هذه المغامرة الرعناء للمغاربة الدواعش، فممثلوا طيف الاسلام السياسي المغربي بكل حساسياته يجمعون على استهجان مشروع [الدولة الاسلامية في العراق والشام]، فجماعة العدل والإحسان إعتبرت الأمر خطوة مليئة بالتهور وقلة الفهم ،وهي بذلك بعيدة عن روح الخلافة الاسلامية وعن واقعها وحقيقتها.

وبكلمات أقوى سيصف الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني أحد المرجعيات الكبرى لحركة التوحيد والإصلاح ،الأقدام على إعلان الخلافة كخطوة مجنونة ستكون وبالاً على الشعبين العراقي والسوري ،مواقف مشابهة عبرت عنها مجموعة من وجوه التيار السلفي الذين حذروا الشباب المغربي من الالتحاق للقتال تحت الأعلام السوداء لداعش.

على أن هذه العزلة ليست سبباً مقنعاً لأي طمأنينة كاذبة تجاه الخطر الارهابي الذي يشكله المغاربة الدواعش،فالإيديولوجيا الجهادية لا تؤمن بالوطن، كما هو كجغرافيا وانتماء وهوية، كتاريخ مشترك ومصير موحد، بل لا تتخيله إلا كأمة (مفترضة) للمسلمين، كأمة لا تعرف إلا بالسلب، وإلا بأعدائها. والعدو هنا قد يكون المحتل أو الأجنبي أو الحاكم ، كما قد يكون “الكافر” أو من يعتبره كذلك “العقل الأصولي” بكل سهولة ويسر.

لذلك، فلا شيء يمنع المدبر الذي يتكلف بتجنيد شاب مغربي وتحويل أشرعة حلمه من الأرض إلى السماء، وإقناعه بالموت الذي ينتظره في جحيم الشام أو العراق، من أن يقنع الشاب نفسه،من باب أولى، بالجهاد في بلاده.

ولأن أثار احتلال العراق والغطرسة الطائفية وإجرام الاستبداد العربي، ليست سوى مبررات إضافية للإيديولوجيا الجهادية المتطرفة، فإن هذه الإيديولوجيا قادرة على التحول إلى إرهاب أعمى، في الموقع الذي تختاره لهمجيتها ،سواء داخل مطعم آمن في الدار البيضاء، أو حجرة دراسة بالجزائر، أو حافلة سياحة بالقاهرة.

‫تعليقات الزوار

9
  • علي أوعسري
    الإثنين 21 يوليوز 2014 - 14:14

    داعش لم تحارب لا الاحتلال الامريكي ولا هي تحارب الاحتلال الاسرائيلي. داعش التي كان أحد مؤسسيها الزرقاوي اختلفت مع القاعدة ومشتقاتها (النصرة في سوريا نموذجا). بينما القاعدة تتبنى "الجهاد العالمي" ضد "الغرب الكافر" اصبحت داعش تحارب داخل "دار الاسلام" لانشاء "دولة الخلافة" على كل شبر من الأرض تستولي عليه. وهي بذلك صنيعة غربية واقليمية لتفكيك الحدود الموروثة. المغرب باعتباره بلدا فيه امارة المؤمنين هو مستهدف أكثر من داعش لأن في نظرها لا يمكن أن تكون امارة المؤمنين في اطار "الخلافة". من هنا تنجم المخاطر المحيطة بالمغرب. أما جميع الطيف الاسلامي المغربي (المعتدلين والراديكاليين) فهم ليسوا ضد الخلافة من حيث المبدأ، فكل طموحهم الدنيوي والأخروي هو اقامة الخلافة. المشكل لديهم في كون ما أعلنته داعش من قيام الخلافة هو في الشكل وفي الظروف التي هي غير متوفرة بحسبهم. أخي حسن كم يؤسفني أن تصبح عناوين النقاش العمومي هي داعش والخلافة والطائفية والارهاب وتهجير المسيحيين أو دفعهم للجزية… عناوين كالديمقراطية والحداثة والمسألة الاجتماعية وحقوق الانسان هي عناوين أصبحت من الماضي بعد ما سمي الربيع العربي

  • AntiYa
    الإثنين 21 يوليوز 2014 - 14:25

    On dirait qu'il n'y a que le problème des moudjahidines qui procurent ton esprit au lieu d'écrire sur le sang coulé dans la bande de Gaza. Au lieu de consacrer du temps à une idéologie victime d'une conspiration mondiale, tu n'oses pas t'attaquer aux problèmes qui entravent le bon fonctionnement du système tyrannique et corrompu de ton pays. Les Irakiens et les Syriens ont leurs propres chats à fouetter, au lieu de mettre ton nez dans leurs affaires. Les renseignements généraux ont de quoi se préoccuper au lieu que tu es chargé à faire leurs boulots à leurs places. Qu'Allah ouvre ton esprit sur le bon sens et le nôtre. fin

  • abdou
    الإثنين 21 يوليوز 2014 - 15:33

    La responsabilité symbolique de toutes les tendances de l'islam politique au Maroc est claire; sauf qu'il faut qu'elles aient l'audace de réclamer leur appui à ces terroristes da3ichistes qui incarnant l'utopie tant souhaitée. Merci Hespress

  • elias
    الإثنين 21 يوليوز 2014 - 17:49

    داعش و أخواتها يقتلون بعضهم بعضا، و كل فرقة تكبر و تهلل، و تصف الفرقة الأخرى بالضالين و المرتدين. و كل فرقة تعد متبيعيها بحور العين اذا ماتوا شهداء…
    و هذا لا يحصل لأول مرة فالصحابة المبشرين بالجنة قتلوا بعضهم بعضا و كل فريق كان يكبر و يهلل، و كل فريق ينعت الفريق بالضلال، و كل فريق يعد متبعيه بجنس ابدي مع حور العين. اذن فالتاريخ يعيد نفسه و سيعيد نفسه مرات اذا لم نبتعد عن ثقافة قريش.
    جبهة النصرة تقتل الجيش الحر، داعش تقتل جبهة النصرة، الةيش الحر يقتل جيش الاسلام….دوامة لا نهاية لها.
    اتدرون لماذا يقتلون بعضهم، لانهم ينهلون فكرهم من ثقافة لا تبجل سوى الموت و الخراب..
    داعش بدأت تنبش للوصول الى المغرب، حبث راينا اشرطة يتوعد فيه المغاربة الدواعش ملك البلاد، و يتوعدون المغاربة بفتوحات اسلامية جديدة. و نحن نعلم ماذا يعني هذا. يعني قتل المغاربة على الطريقة الداعشية و اغتنام اموالهم و أزواجهم.

    ان لم نستيقظ فسيفوت الاوان. نطالب الدولة ان تضرب بيد من حديد. سيبيعون الوطن لتركيا الخبيثة بابخس الأثمان. هل تدرون من المستورد الاول للنفط الذي سرقته داعش؟ هي تركيا.

  • SAID
    الإثنين 21 يوليوز 2014 - 23:06

    ما قامت به داعش منذ يومين تعد جريمة حرب ضد مدينة الموصل وسكانها المسيحيون،والعجب هو سكوت وتخاذل الإعلام والجرائد الإلكترونية عن ذكر ومناقشة الحدث،فلقد اصدرت داعش قرارا بمنع مزاولة الاطباء المسيحيين لعملهم في المناطق التي استولوا عليها في العراق، وكان إرهابيوا داعش قد احرقوا كنيسة مسيحية عمرها أكثرمن 1800 عام أي قبل ظهور الإسلام ، حرق الكنيسة هو الاحدث في سلسلة من مصادرة الممتلكات المسيحية وطردهم خارج الموصل ، لم يتوقف الامر عند مصادرة الممتلكات بل ضموها الى ما يسمونه عقارات الدولة الاسلامية، اذ كتبوا على منازل المسيحيين والشيعة في الموصل عبارة "عقارات الدولة الاسلامية" وقد قامت "داعش" بكتابة حرف (ن) على بيوت المسيحيين مشيرة الى نصراني وحرف (ر) على بيوت الشيعة لتشير الى الروافض.مارأي السيد طارق على طرد المسيحيين من ثاني أكبر مدينة بالعراق والذين قطنوها منذ قرون.

  • rifland
    الثلاثاء 22 يوليوز 2014 - 00:29

    إن القاده والحكام والانبياء من حيث الرؤيه او الفكر او التفاسير العامه ليسوا شيئا غير شعوبهم وجماهيرهم، ليسوا افضل أو أردأ منها حيث الرؤيه او الفكره التفاسير العامه أو المطلقه. كذالك الشعوب او الجماهير ليست شيئا غير قادتها وحكامها وانبيائها، ليست اعضم او اتفه منهم اي بالمعنى السابق. إن الحكام والقاده والانبياء هم شعوبهم، وإن شعوبهم هي هم والاختلاف ليس إلا في الاماكن أو الكراسي أو الازياء. "

  • عِشْ مع الدواعش
    الثلاثاء 22 يوليوز 2014 - 04:52

    آخر ما اهتدى إليه الغرب هو خلق تنظيم داعش في سوريا والعراق في لقاءات ماراطونية مع اجهزة الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية ولقاءات مع خبراء الجماعات الاسلامية والدراسات المستقبلية، والهدف من ذلك نلخصه فيما يلي:
    1ـ انكشاف ورقة القاعدة و من كثرة ترديدها فقدت مصداقياتها واصبحت اسطوانة مشروخة لذلك خلقوا تنظيم داعش.
    2ـ تدمير ما تبقى في محور الممانعة والصمود ضد اسرائيل والغرب ومخططاته.
    3ـ خلق منطقة آمنة لإسرائيل بشغل العرب والمسلمين بدولة الخلافة التي تعد اعظم الاستيهامات لدى شرائح واسعة من الحالمين بالماضي التليد.
    4ـ تدمير العرب والمسلمين بعضهم لبعض نيابة عن الغرب وجرهم إلى القرون الوسطى والدليل ان الدواعش لا يلون اهتماما لقلب المشكل الذي هو اسرائيل ومن يرعاها.
    5ـ الربيع الداعشي ربيع قرن وسطي ضد الربيع الديموقراطي الذي هو جوهر الثورات العربية، بمعنى انه ثورة مضادة للتحضر والتقدم وبأسلحة ودعم مادي سري للدواعش.
    والبقية يفهمها اللبيب بالإشارة

  • elias
    الثلاثاء 22 يوليوز 2014 - 13:06

    اني اختلف تماما مع من يقول ان داعش صناعة مخابراتية. فالخوارج ظهروا في الأيام الأولى من تأسيس الاسلام، حيث عايشوا محمد، و كانوا ينتقذونه في بعض المسائل. و تقوت شوكتهم قي الحرب بين علي من جهة و بين معاوية و عائشة من جنة. داعش و أخواتها هو امتداد للخوارج في العصر الحاضر.
    فداعش تطبق الاسلام حرفيا. ففي محافظة الرقة و بعض مناطق دير الزور يتم عقد الزواج على بنات صغيرات في سن السابعة، اقتداءا بعقد زواج محمد لعائشة عندما كانت بنت 6 سنوات.
    انهم فرضوا الجزية على مسيحيي الرقة و الموصل…
    نعت داعش بالمخابراتية يزكي الجماعات الاسلامية الأخري و هذا ما تحاول بعض الجماعات الاسلامية ترويجه..
    انه لا شك فيه ان بعض الدول تستعمل الجماعات الاسلامية لتغيير الخريطة الجيوسياسية. فمثلا ايران، تركيا، السعودية، قطر…توظف الجماعات لاهدافها الاسترانيجية.

  • ابو انس
    الأربعاء 23 يوليوز 2014 - 04:00

    قيل والله اعلم، انه في حرب الفيتنام كانوا عندما يفحصون اوراق جنود الاعداء الاموات، يضعون على قبر كل جندي علم بلاده: هذا فرنسي، وهذا امريكي، وحين لا يجدون بالاوراق ما يتبث الانتماء الى العدوين، يضعون خبزة " كوميرة"، فهل سيكون مصير هؤلاء المغاربة "الدواعش" مصير مرتزقة؟

صوت وصورة
شاطئ الرباط في حلة جديدة
الإثنين 25 مارس 2024 - 00:30 1

شاطئ الرباط في حلة جديدة

صوت وصورة
خارجون عن القانون | قتل أخوين
الأحد 24 مارس 2024 - 23:30 1

خارجون عن القانون | قتل أخوين

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | صمود أندلسي
الأحد 24 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | صمود أندلسي

صوت وصورة
كاريزما | محمد الريفي
الأحد 24 مارس 2024 - 22:30

كاريزما | محمد الريفي

صوت وصورة
ملهمون | لم يفت الأوان
الأحد 24 مارس 2024 - 22:00

ملهمون | لم يفت الأوان

صوت وصورة
دوري رمضاني يخلق الفرجة
الأحد 24 مارس 2024 - 20:30 1

دوري رمضاني يخلق الفرجة